كتاب (شرح النووي على مسلم)

السؤال
ما رأيكم في كتاب (شرح النووي على مسلم)؟ وما أفضل طبعاته؟
الجواب

(شرح النووي على مسلم) من أنفع الشروح رغم اختصاره، ولعل لنيَّة مؤلفه وإخلاصه الذي بدا في ثنايا مؤلفاته وجعل مؤلفات هذا المؤلِّف -النووي- تسير في أقطار المسلمين ويتداولها الناس، وتُقرأ في مساجدهم، ويُقال: (قال –رحمه الله-) في أقطار الأرض، فيه دلالة على أن هناك إخلاصًا، فروائح الإخلاص تفوح منها، وهذا الذي جعل لها هذه المكانة بين المسلمين، وانتفعوا بها انتفاعًا عظيمًا، رغم اختصار هذا الكتاب، ورغم ما فيه من ملاحظات عقدية؛ لأنه يُقرِّر في كثيرٍ من مسائل الاعتقاد مذهب الأشاعرة، ولكن النووي في حكم المقلِّدين في هذا الباب، وليس في حُكم المُنظِّرين المؤسِّسين كالرازي وغيره، النووي يختلف، ومع ذلك تبقى ثُلمه في الكتاب، وقد عُلِّق عليه في هذه المواضع من قِبل جمع من المشايخ.

وهذا الشرح فيه قواعد وضوابط، وفيه تنبيهات، وفيه فوائد عزيزة غالية قد لا تُوجد في غيره رغم اختصاره، وإلا فالكتاب مُختصر ليس بمثابة الشروح المطوَّلة مثل شروح (البخاري)، بل هو مختصر ونافع ومفيد، فإذا استُدركت الملاحظات العقدية وعُلِّق عليها على مقتضى معتقد أهل السُّنَّة والجماعة فالكتاب يبقى في غاية النفع، مع أن (صحيح مسلم) يحتاج إلى شرح موسَّع مثل شروح (البخاري) كـ(فتح الباري) و(عمدة القاري) وغيرهما من الشروح.

وأما الطبعات، فالذي تقرَّر عندي من خلال المقابلة والموازنة في الدرس بين طبعات متعدِّدة أن أجود الطبعات لـ(شرح النووي على مسلم) هي الطبعة الموجودة على هامش (إرشاد الساري)، فإن وُجدت الطبعة الخامسة _ وهي لا تكاد توجد- فبها ونعمتْ، وإلا فالسادسة، والسادسة في الغالب محرَّرة متقنة، فالذي يصبر على قراءة الحواشي فالطبعة السادسة أفضل طبعات (شرح النووي على مسلم)، والذي لا يصبر على قراءة ما طُبع في حواشي الكتب، وهي عليه شاقة ومتعبة ومملَّة، فعليه بالطبعة البهيَّة المصرية، في ثمانية عشر جزءًا، وما صُوِّر عنها.