معنى قول الله تعالى: {وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر}

السؤال
ما معنى قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ}؟
الجواب

{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} [النحل: 9] يعني: عليه بيان طريق الهدى من الضلالة، والله -جل علا- يقول: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]: الطريقين، فالهدى مبيَّن وواضح، وطريق الزيغ والضلال مبيَّن وواضح، فليختر الإنسان لنفسه ما شاء، فإن أراد الهدى ووفِّق لقبوله فهو المهتدي، وإن غفل عن ذلك وتركه وعارض وعاند وسلك الطريق الثاني فهذا اختياره، فالله -جل علا- هداه وبيَّن له ووضَّح له، فإن اختار بعد هذا البيان وهذا التوضيح طريق الهدى ووفَّقه الله إليه فذلك ما كُتب له من السعادة، وإن كان بضد ذلك فاختار طريق الشقاوة فالله -جل علا- أعذر منه بعد أن بيَّن له.

يقول البغوي في قوله -جل علا-: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}: (يعني: بيان طريق الهدى من الضلالة، وقيل: بيان الحق بالآيات والبراهين، والقصد: الصراط المستقيم، {وَمِنْهَا جَائِرٌ} [النحل: 9] يعني: ومن السبيل جائر عن الاستقامة مِعْوَج، فالقصد من السبيل: دين الإسلام، والجائر منها: اليهودية، والنصرانية، وسائر ملل الكفر، قال جابر بن عبد الله: {قَصْدُ السَّبِيلِ}: بيان الشرائع والفرائض، وقال عبد الله بن المبارك وسهل بن عبد الله: {قَصْدُ السَّبِيلِ}: السُّنة، {وَمِنْهَا جَائِرٌ}: الأهواء والبدع، دليله قوله -جل علا-: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام: 153])، والله أعلم.