علاج الرياء المتمكِّن من الإنسان

السؤال
شخص هداه الله إلى الحق، ولكن مازال الرياء متمكِّنًا منه، فما العلاج؟
الجواب

العلاج أن يعلم يقينًا أن مَن يُرائيه لا يستطيع نفعه بشيء، ولا يستطيع أن يدفع عنه ضرًّا كتبه الله عليه، وابن القيم -رحمه الله- يقول ما معناه: (إذا حدثتك نفسُك بالإخلاص، فأقبل على حب المدح والثناء فاذبحه بسكين يقينك وعلمك أنه لا أحد ينفع مدحه ولا يضر ذمُّه إلا الله -جل وعلا-)، ولما جاء الأعرابي إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال: يا رسول الله، إنَّ حمدي زينٌ، وإنَّ ذمِّي شينٌ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ذاك الله -عز وجل-» [الترمذي: 3267]، ومع الأسف أن الشخص إذا سمع كلمةَ مدحٍ من إنسان طار بها فرحًا، وهي لا تُقدِّم ولا تُؤخِّر، وإذا سمع مَن يذمُّه ويُهدي إليه الحسنات ضاق بالمذمَّة ذرعًا، وهي لا تضره، فكيف إذا قيل لبعض الناس: الملك فلان، أو الوزير فلان، أو الأمير فلان البارحة أثنى عليك؟ يمكن ما ينام الليل من الفرح، فالموازين عندنا فيها خلل، وفي الحديث الصحيح «إن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرتُه في ملإٍ خير منهم» [البخاري: 7405]، أي مدحٍ أحسن: مدح الرب -جل وعلا- وذكر الرب -جل وعلا- لهذا الإنسان المسكين، أو ذكر فلان أو علان من الناس؟ والله المستعان، فالرياء لا بد أن يُجتث بالعلم اليقيني أن مَن ترائيه لا يستطيع نفعك ولا يستطيع ضرك.