ما يُغلِّبه طالب العلم من جوانب: العلم، والعبادة، والنفع المتعدي

السؤال
هل الأفضل لطالب العلم أن يُغلِّب جانب العلم، أم جانب العبادة، أم جانب الخير؟ وأقصد بجانب العلم: القراءة والحفظ والمراجعة وحضور الدروس، وبجانب العبادة: الصيام والقيام والذكر والإكثار من قراءة القرآن، وبجانب الخير: زيارة المعوَّقين والمرضى والتطوع عند اللجان الخيرية وغير ذلك، فإني كنتُ في بداية التزامي أُغلِّب جانب الخير، وأزور اليتامى والمعوَّقين، ثم بدأتُ أترك ذلك وأهتم بنوافل الصلاة، وقراءة القرآن، وجانب العبادات، ثم تركتُ ذلك أو خفَّفتُ منه كثيرًا، والآن أقضي وقتي كله في القراءة والحفظ والمراجعة، فما نصيحتكم؟ وما الأفضل؟ وهل ذلك يختلف باختلاف مستويات الطلاب، فالمبتدئ يُغلِّب جانب العلم في بداية أمره، ومن ثم إذا تعلَّم وصار من المنتهين -مثلًا- بدأ يُغلِّب جانب الخير والعبادة؟
الجواب

أولًا: أهل العلم يُطبِقون على أن طلب العلم أفضل من نوافل العبادات، مع أن العلم لا بد معه من العمل، فعلى طالب العلم أن يحرص على تحصيل العلم، وأن يحرص على تطبيق ما تعلَّمه، ولا يثبت العلم إلا بالعمل، فإذا تعلَّم شيئًا وعمل به سواء كان نفعه لازمًا كالعبادات الخاصة، أو كان نفعه متعدِّيًا كما أشار، فكل هذا لا بد فيه من التسديد والمقاربة، فالتعلم تنظير والعمل تطبيق، ولا بد من الجمع بين التنظير والتطبيق.