لبس البنطال للرجال

السؤال
هذا سائل من ألمانيا يقول: نحن طلاب مبتعثون، ولدينا سؤال حول حكم لبس البنطال للرجال.
الجواب

أولًا: بالنسبة للبنطال عرفنا أنه ليس من لباس المسلمين، فالمسلمون على مرِّ القرون لا يعرفونه إلا بعد أن اختلطوا بغيرهم، ووُجد الاستعمار، وأثَّر في بلاد المسلمين، وأهل العلم يقرِّرون أن الألبسة عُرفيَّة، فما تعارف عليه الناس مما لا يُوقِع في محظور فإنه يُلبس، ولذا تجد لباس المسلمين غير متَّفِق، ففي المشرق يختلف عن المغرب؛ لأن عرفهم في المشرق غير عرفهم في المغرب، وكله لباس مسلمين، ومع ذلك إذا وُجد التميُّز للمسلم -ولو كان بين كفار- ما لم يترتب عليه ضرر في دينه أو بدنه، فإن هذا هو المطلوب، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: ٣٣]، فيعتز بدينه ويتميَّز بذلك عن غيره، لكن إن ترتَّب على ذلك ضرر في دينه أو في بدنه فمثل هذا يمكن أن يُتجاوز عنه، وفي بلاد المسلمين التي أثَّر فيها الاستعمار تجد الناس تتابعوا على مثل هذا اللباس، وإذا قلنا: إنه عُرفي، والإنسان لا ينظر فيه إلى الكفار، ولا يُقلِّدهم، وإنما يُقلِّد أباه وجده وخاله وعمه، على ضوء ما قرَّره أهل العلم من أن اللباس عُرفي، فقد يُتجاوز ويُتسامح عن هؤلاء في مثل هذا، إلا أن تميُّز المسلم في شخصيته واستقلاله عن غيره هو الأصل.