مفهوم المخالفة في حديث «مَن يُرد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين»

السؤال
يسأل البعض عن قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُرد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين» [البخاري: 71]، حيث إن هناك مَن يحمله على مفهوم المخالفة، فنرجو توجيهكم -حفظكم الله-؟
الجواب

مفهوم المخالفة فيه أن مَن لم يُرد الله به خيرًا، فإن الله أراد به شرًّا، فهل معنى هذا أن التاجر الذي أعرض عن العلم، وزاول التجارة، واجتمعتْ لديه الأموال، وسخَّر هذه الأموال لنصر الدين ولنفع المسلمين، وبذلها في وجوه الخير والبر: من دعوةٍ، وتحفيظِ قرآن، وتحصيلِ علم شرعي، ويسَّر الأسباب للمعلمين والمتعلمين، هل نقول: إن هذا أراد الله به شرًّا؟ لا، بل نقول: إن الله -جل وعلا- لم يُرد به خيرًا؛ لأنه لم يتعلَّم العلم الشرعي من هذه الحيثية، أما باعتبار إرادة الخير به من وجوه أخرى فقد أراد الله به خيرًا؛ لأن الله يسَّر له اكتساب هذا المال من وجوهه الحلال، وصرَفه في وجوهه الشرعية، فمثل هذا نقول: إن الله أراد به خيرًا من هذه الحيثية، وأما كونه لم يتعلَّم العلم الشرعي فلم يُرد الله به خيرًا، ولذا لم يوجِّهه إلى ذلك السبيل.