الجمع بين حديث «عليك بخاصة نفسك» وبين وجوب إنكار المنكر

السؤال
كيف نجمع بين نصيحة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد أصحابه لما سأل عن آخر الزمان بأن عليه بخاصة نفسه [أبو داود: 4341 - 4343]، وبين إنكار المنكر؟
الجواب

الجمع بين هذه النصوص بأنها تتنزَّل على أحوال:

- فمَن كان حاله بأنه بصدد أن يتأثر بهذه المنكرات ولا يؤثِّر، فعليه بخويصة نفسه.

- أما إذا كان يستطيع التأثير في غيره وهو لا يتأثر بشرور الناس، فمثل هذا عليه أن يزاول الأمر والنهي.

والناس كل واحد منهم له مواهبه، وله خصائصه، فمن الناس مَن يطيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويبذل فيه جلَّ وقته، وهذا مشاهَد، بينما لو تقول له: (اجلس في هذا المكان واقرأ جزءًا من القرآن) فكأنما حمَّلتَه جبلًا، لا يستطيع الجلوس؛ لأنه نشأ على العمل الميداني، وبعض الناس بالعكس، مستعد أن يجلس من صلاة الفجر إلى الساعة العاشرة -خمس ساعات أو ست ساعات متواصلة- يقرأ القرآن، ولو تقول له: (قم اذهب إلى المستشفى لنزور أخانا فلانًا)، قال: (والله الآن أنا مشغول ولا أستطيع)، وهذا مشاهَد مجرَّب، والناس لا شك أن لهم ميولًا، فأحد يميل إلى كذا، وأحد يميل إلى كذا، والأمة بمجموعها متكاملة.