توجيه للشاب الذي يعيش في وسطٍ به بعض المنكرات

السؤال
أنا شاب أحب الخير، ومقبل على الاستقامة، وفي صحبةِ وسطٍ ليس عندهم منكرات كثيرة، لكن فيهم مَن يشرب الدخان، ومَن يحلق لحيته، وربما يشاهد بعض الأمور، ولم أقدر على التخلِّي عنهم، فما توجيهك لي؟
الجواب

على كل حال كثير من الشباب مُبتلَى بهذا الوسط، فقد يكون أبوه حالقًا لحيته، ومسبلًا إزاره، وقد يكون ممن يشرب، وقد يكون يتعاطى أمورًا أعظم من ذلك، وقد يكون أخوه الأكبر، وقد يكون عمه، أو خاله، ولا شك أن هذا يوجد في كثير من الأوساط، فيندر أن توجد أسرة متكاملة كلهم على منهج واحد وطريقة واحدة، فمثل هذا يتعامل مع هؤلاء بما أوجب الله عليه لهم، فالكبير له قدره واحترامه، والصغير له رحمته، والمتوسِّط له مؤاخاته، وكلٌّ يُعامَل على حسب ما أوجب الله له من معاملة، ومع ذلك لا يُكثر من الجلوس معهم، إنما يُكثر من الجلوس مع الأخيار، {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ} من؟ {مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} [الكهف: 28]، اصبر نفسك مع الذين تعلَّقتْ قلوبهم بالله، وصارت ألسنتهم رطبة بذكر الله، اصبر نفسك مع الذين يدعونك إلى الخير، ويذكِّرونك به إذا نسيتَ، ويأمرونك به، ويحثُّونك عليه، ويزيِّنونه في قلبك، واثبت على صحبة هؤلاء، ومع ذلك لا تنسَ أولئك مما أوجب الله لهم من مجالستهم، ومن صلتهم، ومن دعوتهم إلى الخير بالرفق واللين، وأَرِهم من نفسك القدوة الحسنة الصالحة، واصبر على ذلك، وسوف تُعان على هدايتهم.