المفاضلة في زماننا بين إحجام العالم عن الفتوى، وبين تصدُّره لها

السؤال
في زماننا ما الأفضل: عالمٌ أحجم عن الفتوى في ظل نُطْق الرويبضة، أم عالمٌ تصدَّر للفتوى؛ لنشر العلم والفهم الصحيح في الأمة؟
الجواب

لا شك أن مثل هذا فرع عن العزلة والخلطة، فهي كما تكون لسائر الناس، تكون أيضًا للعلماء، فالعالم الذي يستطيع أن يُؤثِّر في الناس، ولا يخشى على نفسه من التأثُّر بما عندهم من منكرات، فهذا يتعيَّن عليه أن يُخالِط، وأن يُعلِّم، وأن يُفتي، وأن يقضي، وإذا كان يخشى على نفسه من التأثُّر، فحينئذٍ لا مانع من عزلته؛ لأن حرصه على نفسه آكد وأوجب. وذكرنا في حديث «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» [سنن الدارمي: 159] أن الأصح أنه مرسل.