التوازن بين طلب العلم والدعوة والعبادة والجهاد ومجالات نفع المسلمين

السؤال
فضيلة الشيخ، آمل من فضيلتكم أن تضعوا قواعد يوازن الشباب بها بين طلب العلم والدعوة والعبادة والجهاد ومجالات النفع للمسلمين، وجزاكم الله خيرًا؟
الجواب

أما بالنسبة للتوازن ففي العبادة الخاصة عليه أن يُعنى بما أوجب الله عليه، وما يُسدِّد به ويُرقِّع به خروم هذه العبادات، من نوافلها المطلوبة لتكميلها، فعليه بالصلوات المفروضة، وتكميلها بالرواتب، وعليه بما حافظ عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبما حثَّ عليه، وعليه بالصيام، والإكثار من نوافل الصيام من الأيام التي جاء الحثُّ على صيامها، ولا يصرف همَّه إلى عبادة من العبادات بحيث تعوقه عن غيرها، فعليه أن ينوِّع هذه العبادات، فتنويع العبادات من مقاصد الشرع، لكن قد يُفتح للإنسان باب يسهل عليه التلذُّذ بعبادة، وينشرح صدره لها، ويَسهل عليه غيرها، فيكثر من هذه العبادة، ولا ينسى غيرها. مع أن الطالب في مرحلة الشباب عليه أن يتَّجه إلى تحصيل العلم، وما عَلِمه يعمل به، ويدعو غيره إليه، وعليه أن يكون في أموره متوازنًا بحيث لا يتَّجه إلى العلم بالكلية، ويترك الأمر والنهي والدعوة، ويترك أيضًا نوافل العبادات مشتغلًا بالعلم، وأهل العلم يقولون: إن الاشتغال بالعلم أفضل من نوافل العبادات، لكن يبقى أن المسألة توازن، فهل يعني كونه أفضل من نوافل العبادات أن تُترك الرواتب -وهي من نوافل العبادات- من أجل تحصيل العلم؟ لا تُترك الرواتب من أجل تحصيل العلم، لكن الذي له عادة -مثلًا- أن يقرأ القرآن في ثلاث، وقراءته القرآن في ثلاث تعوقه عن متابعة تحصيل العلم، فنقول: يا أخي، اقرأ القرآن في سبع، واصرف بقية الوقت لتحصيل العلم، والذي يصلي في اليوم والليلة مائة ركعة، نقول: صلِّ أربعين ركعة، وزد عليها الشيء اليسير، بحيث تصرف بقية الوقت إلى تحصيل العلم، وهكذا بقية نوافل العبادات، فعلى الإنسان أن يكون في أموره كلها متوازنًا.