فتنة المؤمن لأخيه المؤمن

السؤال
هل يمكن أن يكون المؤمن فتنة لأخيه المؤمن؟ وإذا كان كذلك فماذا يفعل؟ فهو لا يحب أن يكون بلاءً على غيره.
الجواب

 {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، فإن كان المراد به أنه فتنة يعني: مشغلة عن تحصيل الخيرات، فهو فتنة، فالمال والجار والولد كلهم من الفتن، وإن كان المراد به أنه يفتنه بمعنى أنه يصرفه عن دينه، فلا شك أنه يوجد من الناس مَن يسعى لصرف أهل الدين عن دينهم، لكن مثل هذا وقوعه من المؤمن عن تعمُّد بعيد، وإلَّا لسُلِب عنه الوصف الذي هو مطلق الإيمان، وإن بقي في دائرة الإسلام، فلا يخرج من الدين بهذا، لكن الأمور بمقاصدها، فقد يفتنه عن دينه؛ لسببٍ من الأسباب: لهوى في نفسه، أو لارتفاع نفسه، أو لما بينه وبينه من سوء في التفاهم، وما أشبه ذلك.

(وإذا كان كذلك فماذا يفعل؟)، عليه أن يعتصم بالكتاب والسنة، وأن يترك هذا الأخ الذي يريد فتنته عن دينه، ويبتعد عنه، وعليه بمجالسة الصالحين، {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف: 28].

(فهو لا يحب أن يكون بلاءً على غيره)، عليه أن يجتنبه؛ لئلا يُبتلى به.