السلام على الجيران الذين لا يصلون في المسجد وضيافتهم

السؤال
لدي جيران لا يصلون، علمًا بأني آمرهم بالصلاة فلا يصلون، وإذا قلتُ لهم: (لماذا لا تصلون؟)، قالوا: (نحن نصلي في البيت)، فهل يجوز أن أُضيِّفهم؟ وهل يجوز أن أُسلِّم عليهم؟
وسؤال آخر قريب منه: ماذا تنصحني في الدعوة لجارٍ لا يصلي؟
الجواب

هؤلاء الذين يصلون في بيوتهم قد ارتكبوا محظورًا، وتركوا واجبًا، فهم مسلمون، لهم من الحقوق مثل ما للمسلمين، وعليهم من الحقوق مثل ما على غيرهم، ويُحبُّون بقدر ما عندهم من دين، ويُبغضون بقدر ما ارتكبوا من مخالفات.

وعليك أن تنصحهم بالرفق، واللين، وبالوجه الطلق، وبالتوجيه الهادف، وبالكلمة الطيبة «والكلمة الطيبة صدقة» [البخاري: 2989]، وبالهدية، والهدية تزيل دخائل القلوب، وتُحبِّب الناس، «تهادوا تحابوا» [الموطأ: 2/ 908]، وبقضاء بعض الحوائج؛ لتدخل إلى قلوبهم، والأمور بمقاصدها، المقصود أنه بهذه الوسيلة وهذه الطريقة يحصل الخير الكثير، وإذا أَعيتك السُّبل، وعجزتَ عنهم، فبإمكانك أن تُبلِّغ أهل الحسبة، وتقول لهم: (عندنا جيران لا يشهدون الصلاة مع الجماعة، فماذا نفعل بصددهم؟)، ثم هم يقومون بدورهم -إن شاء الله تعالى-.

لكن إذا لم يمتثلوا بعد هذا كله، فهل المناسب الهجر أو الصلة؟ الهجر لا شك أنه علاج نافع لكثير من الناس، لكن إذا رأيتَ أن هذا الهجر سيترتب عليه مفسدة أعظم مما هم فيه، كما لو كان يصلي في البيت، ثم هجرتَه، فعاند، وصار ما يصلي بالكليَّة، فهذا هجره ليس بسليم؛ لأن الهجر علاج يُستعمل عند الحاجة إليه.