الوسيلة الشرعية لإنكار المنكرات المُعلنة

السؤال
ما الوسيلة الشرعية لإنكار المنكرات المُعلنة؛ لإبراء الذمة، وإزالة المنكرات؟
الجواب

الوسيلة الشرعية ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الحديث الصحيح: «مَن رأى منكم»، وهذا عموم، يعني: من المسلمين، «منكرًا فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه» [مسلم: 49]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «رأى» لا يلزم منه أن تكون الرؤية بصريَّة؛ لأن الثابت بالدليل الصحيح مثل المَرئي، فإذا بلغ الخبر من طريق صحيح، فإنه في حُكم المَرئي؛ لأن الله -جل وعلا- يقول لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} [الفجر: 6]، والرسول -عليه الصلاة والسلام- ما رآه، لكن بلغه بدليل قطعي، فكأنه رآه، فإذا بلغك منكر من المنكرات بدليل صحيح فتُنكِر، لكن بالطرق والوسائل المناسبة، وبالتدرُّج الذي ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام-: «مَن رأى منكم منكرًا فليُغيره بيده»، وهذا معروف أنه لمَن وَلِي أمر المسلمين، فله أن يُغيِّر بيده، وكذلك مَن أنابه عنه، وكذلك الرجل في بيته، وهكذا.

«فإن لم يستطع فبلسانه»، بالرفق واللين والأسلوب المناسب، ومدْحِ هذا الشخص بما عنده من محاسن؛ من أجل أن تَدخل إلى قلبه، وتستطيع أن تُؤثِّر عليه.

وإذا خشيتَ على نفسك من الإنكار باللسان فبالقلب، وليس وراء ذلك شيء من الإيمان، وهو أضعف شيء.

وإذا لم يستطع الإنسان أن يُنكِر فعليه أن يُبلِّغ مَن يستطيع، وقبل خمسٍ وعشرين سنة، أو أكثر، سألتُ الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه-: (ما الذي تبرأ به ذمة طلاب العلم حيال هذه السيول الجارفة من المنكرات، فما يتسنَّى لكل طالب علم أن يُنكِر، لا سيما إذا كان مرتكب المنكر من الكبار؟)، فقال: (الذي لا يستطيع أن يُنكِر يُبلِّغ مَن يستطيع)، فطالب العلم يُبلِّغ العلماء، والعالم الذي ليس له سبيل إلى الدخول على الولاة أو غيرهم، يُبلِّغ مَن له سبيل إلى ذلك).