نصيحة لمن يبتدع عبادات في شهر رجب

السؤال
ما نصيحتكم لجماعات ابتدعتْ أمورًا وعبادات في شهر الله الحرام رجب، من تخصيصه بالذبح، والعمرة، والصوم، وبما يُسمَّى صلاة الرغائب، وقراءة قصة المعراج، والاحتفال بها، في ليلة سبع وعشرين، وتخصيصها بزيادة عبادة، كقيام ليلٍ وصيام نهارٍ، والتصدُّق عن أرواح الموتى، وزيارة المقابر، كقبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، والبقيع؟
الجواب

رجب من أشهر الله الحُرُم المعظَّمة عند الله- جل وعلا-، والأعمال المشروعة فيه يزيد فضلها وأجرها؛ لأنه شهر حرام، لكن لا يجوز للإنسان أن يعمل فيه شيئًا لم يَسبق له شرعيَّة من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وهو آثم بذلك.

وأما تخصيصه بالذبح، فإذا ذُبح في شهر الله المحرم خصوصًا يُتقرَّب بذلك الذبح إلى الله- جل وعلا-، فهذا ابتداع لم يفعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا سبقنا به أحد من سلف هذه الأمة وأئمتها.

وأما العمرة فقد جاء في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- اعتمر أربع عُمَرٍ منها عمرة في رجب [البخاري: 1775]، واستدركتْ عائشة -رضي الله عنها- على ابن عمر، وقالت: إن النبي -عليه الصلاة والسلام- اعتمر أربع عُمَرٍ، وكلها يكون ابنُ عمر معه، ولم يعتمر قط في رجب [البخاري: 1776]، وهذا مما استدركتْه عائشة- رضي الله عنها- على ابن عمر، فقد استدركتْ أشياء على بعض الصحابة -رضي الله عنهم-، وجُمعتْ في مصنف للزركشي، سمَّاه: (الإجابة عمَّا استدركتْه عائشة على الصحابة).

وأما صلاة الرغائب فالذي جاء فيها حديث ضعيف، لا يُثبته أهل العلم بالحديث.

وأما قراءة قصة المعراج، والاحتفال بها، فكذلك من المُحدثات.