وضع الخطوط في المساجد مع قيام السبب في العهد النبويِّ وعدم وضعها

السؤال
أشكلتْ عليَّ قاعدة أن: (ما كان سببه موجودًا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يفعله، فهو بدعة)، مع الخطوط في الصفوف في المساجد، ونحوها.
الجواب

ما قام سببه في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولم يفعله، لا شك أنه اختراع، لا سيما إذا كان عبادة، أو متعلِّقًا بعبادة، فإذا قام سببه، ولم يفعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، فهو بدعة، لكن قد يقوم السبب في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، والسبب الآن موجود، لكنه أقوى من السبب الذي كان في عهده -عليه الصلاة والسلام-، مثل المثال الذي ذكره: الخطوط التي في المساجد، فالسبب موجود في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكنه في عصرنا زادت الحاجة إليه، فالسبب قويَ على ما كان عليه في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، ففي عهده -عليه الصلاة والسلام- المسجد صغير، يَرى طرفَه من يمينه ومن شماله، ويُبصر الأبعد مثلما يُبصر الأدنى، ويُقوِّمهم -عليه الصلاة والسلام- كما يُقوِّم السِّهام، علمًا بأن الأرض لم تكن مفروشة، والخطُّ فيها ينتهي بسرعة؛ لأنها تراب، فإذا خَطَّ في تراب وداسه الناس بأقدامهم انتهى، فلا يُحقِّق الأثر المطلوب. وأما في عهدنا؛ فانظر إلى مصليات العيد التي ليس فيها خطوط، تجد الصفوف مستديرة كاستدارتها على الكعبة، وأحيانًا تكون متعوِّجَة كثيرًا، والإمام لا يمكنه أن يُحيط بهم، والناس لا يكفيهم أن يقال: (استووا، اعتدلوا، تراصُّوا)، ولا يَرعوون ولا ينتبهون، فمثل هذا الحاجة داعية إليه، وهي أَدعى منها في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالمسألة فيها أَخفُّ، لكن لو كان السبب متَّحدًا، وقوَّته الآن مثل قوَّته في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ نقول: بدعة.