أولًا: الشروح كثيرة، وهي طويلة أيضًا، لكن إذا اعتنى طالب العلم بـ(جامع العلوم والحكم) لابن رجب، و(شرح ابن رجب على البخاري)، وعُني أيضًا بـ(شرح ابن دقيق العيد على العمدة)، وهو شرح متين لا ينوء به طالب العلم المبتدئ؛ لأنه صعب، ويحتاج إلى معرفة بعلوم الآلة وما يَخدم النصوص، فهذا طيِّب. ويكون أيضًا عنده شرح أو أكثر لكل كتاب من كتب السنة، يراجعه عند الحاجة.
أما جرد الكتب فلا شك أنه نافع، لكنه يحتاج إلى همَّة عالية، واهتمام، ومنهجيَّة أيضًا؛ لأنها طويلة تحتاج إلى عُمُر، فـ(فتح الباري) وحده لمن أراد أن يقرأه يحتاج إلى سنتين، فإذا قرأ طالب العلم -مثلًا- (شرح ابن رجب) فإنه يحتاج إلى شهرين أو أقل، وإذا عكف على (شرح النووي على مسلم) فثلاثة أشهر تكفيه، ثم بعد ذلك إن اعتنى بـ(فتح الباري) فهو طيِّب، إلَّا أنه يحتاج إلى وقت طويل، وهذا يعوق عن تحصيل النصوص، لكن طالب العلم لا بد له من معاناة الشروح؛ ليكون عنده قاعدة ينطلق منها، وتتكوَّن لديه أهليَّة ومَلَكَة لفهم النصوص، فإذا بدأ طالب العلم -مثلًا- بـ(شرح النووي)، وثنَّى بـ(فتح الباري)، و(عون المعبود)، و(تحفة الأحوذي)، وقرأ هذه الكتب، ففي الغالب أنها تكفيه، لكن الشأن في (فتح الباري)، فهو الذي يحتاج إلى وقت طويل، فـ(فتح الباري) يُوضع في كفَّة، والبقيَّة في كفَّة.