(تحفة الأحوذي) طبعة السلفيَّة بالمدينة على ما فيها من أغلاط، هذا بالنسبة لطالب العلم الذي لا يعرف كيف يقرأ الخط الفارسي. أما مَن يتقن القراءة العربية بالخط الفارسي -فاللغة عربية، لكن الخط بالطريقة الفارسية-، فقد طُبع بالهند في أربعة مجلدات، ومقدِّمته في مجلد، فالذي يُحسن التعامل مع مثل هذه الطبعات، فهي طبعة نفيسة، لكن الذي لا يُطيق التعامل معها، ولا يصبر عليها، فطبعة السلفيَّة بالمدينة جيِّدة في الجملة، وإن كان فيها شيء من الأخطاء.
(تدريب الراوي) طُبع طبعات متعدِّدة، فطُبع بالمطبعة الخيريَّة قبل مائة سنة، ثم طبعه بعد ذلك الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف أكثر من طبعة، وطبعاته جيِّدة، ثم طُبع بعد ذلك مرارًا، فطبعه أحمد عمر هاشم في دار الكتب العلميَّة طبعةً سيِّئةً، وطبعه ظفر الفاريابي أيضًا طبعة لا بأس بها في الجملة، ثم خرجتْ أخيرًا طبعة محقَّقة للشيخ طارق عوض الله، ولعلَّها أنفس الطبعات.
(شرح البخاري) للقسطلاني طُبع مرارًا، ورُزق من القبول ما لم يُكتب لغيره من الشروح حتى (فتح الباري)، فبولاق فقط طبعت الكتاب سبع مرات، مع أنها ما طبعتْ (فتح الباري) إلَّا مرَّة واحدة، وما طبعتْ (عمدة القاري) ألبتة، فطبعتْ (إرشاد الساري) للمرة الأولى والثانية بالحجم الطويل، بدون حاشية، ثم طُبع للمرة الثالثة والرابعة بالحجم الصغير، بدون حاشية أيضًا، والثالثة عندي أفضلها لمن أراد الكتاب مجرَّدًا دون (شرح النووي)، ومَن أراده مع (شرح النووي) فالطبعة الخامسة، ثم طُبع سادسة وسابعة كلها في بولاق، والطبعات الأربع الأولى مجرَّدة ليس معها (شرح النووي)، والطبعات الخامسة، والسادسة، والسابعة، مع (شرح النووي).
وطُبع أيضًا مع (شرح النووي) بالمطبعة الميمنيَّة، ثم طُبع مع (شرح النووي) و(شرح زكريا الأنصاري) في الميمنيَّة أيضًا، في اثني عشر مجلدًا، وطُبع بالهند.
المقصود أن الكتاب نال من الحَظْو ما لم ينله غيره من الكتب، وهو كتاب مختصر، ومتقَن ومضبوط ومحرَّر، مَن أراد ضبط الصحيح ضبطًا متقنًا بالحرف فعليه بهذا الكتاب، سواء كان في الرواة، أو في صيغ الأداء واختلافها، أو في المتون، فهذا الكتاب مضبوط ومتقَن، لكن مَن أراد بحث المسائل، وتحريرها، وتحقيق القول فيها، فعليه من حيث الصناعة الحديثيَّة بـ(فتح الباري)، ومن حيث صناعة الفقهاء بـ(عمدة القاري)، والذي يجمع بين الثلاثة -إذا كان يستطيع ذلك- فهو أفضل.