دلالة حديث قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجر عائشة وهي حائض

السؤال
أليس في حديث عائشة -رضي الله عنها- في الصحيحين: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتَّكئ في حجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن» [البخاري: 297 / ومسلم: 301] دلالة على المنع؛ لأنه لو جازت قراءة الحائض للقرآن لَما كان لقولها معنى، وإنما أرادت أن تقول: إن كونها في ملامسة مَن يقرأ القرآن فإن هذا لا يضر؟
الجواب

صحيح، في حديث عائشة -رضي الله عنها- الذي يستدل به الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- على أن المُحدِث لا مانع من أن يمسَّ القرآن بحائل، كعلاقته، أو كيسه، باعتبار أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان ينام في حجرها وهي حائض، وهي تمسُّ رأسه، وتُسرِّح شعره، وتمسُّ بدنه، وهو ظرف ووعاء للقرآن، فلا مانع من أن يُمسَّ القرآن من غير مباشرة؛ أي: بحائل؛ استدلالًا بمثل هذا، وهذا من دقيق فقه الإمام البخاري. والشُّرَّاح ألمح بعضهم أخذًا من هذا الحديث إلى أن الحائض لا تقرأ القرآن، ولا تمسُّ القرآن؛ لأنه لو كانت الحائض تقرأ القرآن؛ فهل يُحتاج إلى أن يقال: إنه يجوز النوم والاتِّكاء عليها؟ فلولا أن فيها ما يمنع من قراءة القرآن لَما صُرِّح بجواز مجاورتها، فإنها إذا كانت هي تقرأ القرآن، فالذي يجاورها لا يحتاج إلى تنصيص، هذا ألمح إليه بعض الشُّرَّاح، وقالوا: هو استنباط دقيق.