التفكير أثناء الصلاة في أمور الدعوة، ومدى منافاته للخشوع

السؤال
ورد عن عمر -رضي الله تعالى عنه- أنه كان يُجهِّز الجيوش في الصلاة، وقد علَّق على ذلك ابن القيم -رحمه الله- بأنه تَداخُل عبادة في أخرى، وهو من فضل الله، فهل يقال: إن التفكير في الصلاة في أمور الدعوة مثلًا عبادة أخرى؟ وهل يتنافى مع الخشوع؟
الجواب

المصلي ليس له من صلاته إلَّا ما عَقَل، ولا شك أن هذا تشريك عبادة بعبادة، وأكمل منه إذا اهتمَّ بصلاته وعَقلها كلَّها، فكونه يُشرِّك عبادة بعبادة أفضل من كونه يُشرِّك عبادة بمباح، فضلًا عن كونه يُشرِّك عبادة بمكروه، أو بمحرِّم، كما يحصل لبعض الناس. فإذا شَرَّك عبادة بعبادة؛ فلا شك أن له أجر ما يعقل من صلاته فقط، وله -أيضًا- أجر ما فكَّر فيه ممَّا يهمُّه في أمر دينه ويهمُّ الأُمَّة، فله أجر هذا مع هذا، لكن من صلاته ليس له إلا ما عَقَل، فالذي يَعقل الصلاة كاملة لا شك أنه أفضل بكثير ممن يُضيف إليها عبادة أخرى.