محبة الشاب لفتاة تُقاربه في السنِّ، ويرجو أن يتزوَّجها

السؤال
أنا شاب من المملكة العربية السعودية، عمري ثماني عشرة سنة، أدرس في الثانوية، وأُحبُّ فتاة تدرس معي، ولكنني أُشهد الله أنني لا أُحبُّها لأغراض جنسيَّة، بل حبُ صدقٍ، وأتمنى من الله أن أتزوَّجها، وأُريد أن أعرف هل أنا على الطريق الصحيح، أم لا؟
الجواب

أقول: المحبة بين الجنسين خطر عظيم، وطريق إلى وقوع ما حرَّم الله -جلَّ وعلا-، ووسيلة إليه، والوسائل لها أحكام الغايات والمقاصد، فهذه محبة لا مبرِّر لها.

وإن كان يُحبها في الله؛ لما سمع عنها من فضلٍ وخيرٍ وتديُّنٍ، وهي كذلك تُحبه، فهذا يكون في النفوس فقط، ولا يتعدَّى حتى يكون بداية شرٍّ؛ لأن بعض النساء لا تتورَّع أن تتصل على شخص وتقول: (إني أحبك في الله)، وجاء في الحديث: «إذا أحبَّ الرجلُ أخاه؛ فليُخبره أنه يُحبه» [أبو داود: 5124]، لكن مع ذلك درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح، ولا شك أن مثل هذا الحب وإبداءَه للطرف الآخر يولِّد مفاسدَ عظيمة لا تُحمَد عقباها، ومُعظمُ النَّارِ من مُستصغَرِ الشَّررِ، فهذه الكلمة يُلقيها في أُذنها، أو تُلقيها في أُذنه، فتجد قلبًا فارغًا، فتتمكَّن منه، ثم تُعيد الكلام، ويُعيده، وكلمة زائد كلمة حتى يكون هناك ما يُخشى مِن اللقاء وغيره، ثم بعد ذلك يحصل ما حرَّم الله -جلَّ وعلا-.

وعلى هذا عليك أن تقطع علاقتك بها فورًا، وإذا كنتَ تريدها فتقدَّم إلى وليِّها، والوليُّ في الشرع له شأن، فلا يجوز للمرأة أن تتزوَّج إلَّا بوليٍّ، و«لا نكاح إلَّا بوليٍّ» [أبو داود: 2085]؛ لقطع دابر الشرِّ والفساد، فالكلام يكون مع الوليِّ، فإذا تمَّ مع الوليِّ، فالوليُّ بدوره يُبلِّغ المخطوبة، ويَذكر لها ما عرفه عن هذا الشخص، فإن وافقتْ، وإلَّا فالأمر إليها، لكن لا شيء إلَّا عن طريق الوليِّ.

وأنا أَعجب؛ لأن السائل يقول: (أنا شاب من المملكة العربية السعودية، عمري ثماني عشرة سنة، أدرس في الثانوية، وأُحبُّ فتاة تدرس معي)، كيف تدرس معه وهو في هذه البلاد؟! نحن لا نعرف اختلاطًا في هذه البلاد! إن كانت في نفس المستوى في مدرسة الثانوية للبنات، وإنما هو مجرد مستوى وتقارب في السنِّ؛ فهذا ممكن، أما أنها تدرس معك في المدرسة؛ فما هو بصحيح، فنحن لا نعرف اختلاطًا في المدارس عندنا، والاحتمال الأول هو الوارد.

وعلى كل حال -مثل ما ذكرنا- مثل هذه الأمور تولِّد مفاسدَ عظيمة، ولذا الاتصال بالمخطوبة من غير طريق وليِّ أمرها حصل منه من الوقائع الشنيعة ما كان سببًا للفراق بعد هذه المحبة التي يذكرونها، فلا شيء قبل مخاطبة الوليِّ، أما كونه يتصل بها؛ ليعرف عنها ما لم يعرفه قبل؛ فلا، بل يُكلِّم وليَّها، ثم بعد ذلك وليُّها يُخاطبها بما هو أصلح لها.