هل الرؤية من باب الشهادة أو من باب الإخبار؟ بمعنى: هل هو خبر فيقبل فيه من يقبل خبره، أو شهادة فلا يقبل فيها إلا من يقبل في الشهادة؟
هناك فرق بين البابين، فدائرة الإخبار أوسع من دائرة الشهادة؛ لأن الإخبار يقبل فيه الواحد، والمرأة، والعبد، فإذا قلنا: هذا خبر ديني فأشبه الرواية قبل فيه الواحد، وأما إذا قلنا: هذه شهادة؛ لكونها يتعلق بها حقوق الخلق، فلا بد من شاهدين، ولذا خرج دخول شهر رمضان من الحكم العام الوارد في حديث: «وإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا» [النسائي (2166)، وأحمد (18895) وأبو داود، والدارقطني (2/167)] بالنص، وهو حديث ابن عمر [أبو داود (2342)] وحديث ابن عباس [أبو داود (2340)، والترمذي (691)، والنسائي (2113)، وابن ماجه (1652)] رضي الله عنهم، وبقيت سائر الأشهر على الأصل، أنه يثبت دخولها بشهادة اثنين؛ لأنها تترتب عليها حقوق مالية.
قد يقول قائل: إن حديث ابن عمر وحديث ابن عباس في قصة الأعرابي يدلان على وجود الشاهدين: ابن عمر والأعرابي، فيقال: ليس كذلك، فقصة ابن عمر رضي الله عنهما حدثت في سنة، والأخرى حدثت في سنة أخرى.