قال ابن تيمية-رحمه الله- (ويجتهد في الذكر والدعاء هذه العشية -عشية عرفة-)؛ لأنها من مواطن الإجابة، قال –صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الدعاء دعاء عرفة. وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له» [الموطأ: 500]، فيجتهد في الذكر والدعاء. ومع الأسف فإن بعض الناس على ما عود نفسه وجبلها عليه في أيام سعته. فتجد الكلام الكثير، والقيل والقال، وقد يخرجون من المباح إلى المحرم، وتجد من اعتاد التقليد يقلد، ومن اعتاد التنكيت ينكت، ومن اعتاد النوم في هذ الوقت ينام، وكل ميسر لما خلق له. لكن على الإنسان لا سيما طالب العلم أن يكون قدوة لغيره، وأن يحرص في هذا الوقت الذي هو من أعظم الأوقات، ومن أرجى ما تجاب فيه الدعوات، أن يتعرض لنفحات الله، ويعزم على ألا يعود إلى ما كان يزاوله قبل حجه؛ ليعود بحج مبرور. الحج المبرور الذي لا يصاحبه إثم، ولا يخالطه معصية، وعلامته أن تكون حاله بعد حجه أفضل من حاله قبله.