شرح كتاب التوحيد - 30

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام المجدد -رحمه الله تعالى-:

"باب ما جاء في السحر

وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [سورة البقرة:102].

وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [سورة النساء:51].

قال عمر -رضي الله عنه- الجبت السحر والطاغوت الشيطان.

وقال جابر: الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: «الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» وعن جندب -رضي الله عنه- مرفوعًا: «حد الساحر ضربه بالسيف» رواه الترمذي وقال: الصحيح أنه موقوف.

وفي صحيح البخاري عن بَجَالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر.

وصح عن حفصة -رضي الله عنها- أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت، وكذلك صح عن جندب -رضي الله عنه- قال أحمد: عن ثلاثة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية البقرة.

الثانية: تفسير آية النساء.

الثالثة: تفسير الجبت والطاغوت والفرق بينهما.

الرابعة: أن الطاغوت قد يكون من الجن، وقد يكون من الإنس.

الخامسة: معرفة السبع الموبقات المخصوصة بالنهي.

السادسة: أن الساحر يكفر.

السابعة: يُقتل ولا يستتاب.

الثامنة: وجود هذا في المسلمين على عهد عمر، فكيف بعده؟"

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد،

فيقول الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-: "باب ما جاء في السحر" باب ما جاء في السحر يعني مما يدل على تحريمه والتغليظ فيه وأنه شرك من كتاب الله وسنة نبيه- عليه الصلاة والسلام-، والسحر: ما لطف وخفي سببه، ما لطف وخفي سببه، ولذا قيل لآخر الليل: السَّحر؛ لأن الأعمال التي تقع فيه تخفى على كثير من الناس؛ لأنه وقت نوم الناس وراحتهم، وما يؤكل في آخر الليل يسمى سحورًا، والسِّحْر أنواع منها ما هو مبني على الشرك الأكبر من الاستعانة وتقريب القرابين للجن والشياطين؛ ليعينوهم على ما يريدون، فهذا لا إشكال في أنه شرك أكبر ومناقض لأصل التوحيد، ومناقض لأصل التوحيد، ولذا ذكر الشيخ الإمام المجدد هذا الباب في كتاب التوحيد؛ لأنه مناقض لأصله.

ومنه ما يكون برقى وتعاويذ وأدوية وأدخنة يستعملها من يريد إيقاع الضر بغيره، وعلى كل حال الأول لا خلاف في كفر مرتكبه؛ لأنه يصرف من أنواع العبادة التي لا تكون إلا لله، ولا تجوز إلا لله لمن يريد أن يعينه على تنفيذ ما يقصد وما يريد، فهذا كفر بالاتفاق.

الثاني: الذي هو رقى وتعاويذ وأدوية فهذا مختلف في كفره، وعموم النصوص تدل على ما استدل به بعضهم على الكفر مطلقًا، والقول بكفره ووجوب قتله هو قول جمهور أهل العلم من الحنابلة والمالكية والحنفية، وأما الشافعية فهم يفصلون قال: إن كفر في الوسيلة وقدَّم القرابين للشياطين ودعاهم واستغاث بهم لغير الله؛ ليعينوه فهذا لا شك في كفره عند أحد من أهل العلم، لكن في بقية الأنواع هذا محل الخلاف، ومر بنا في التفسير، في تفسير آية البقرة تفسير ابن كثير حكم تعلم السحر.

وذكر الحافظ ابن كثير أنواعًا للسحر نقلاً عن أبي عبد الله الرازي في تفسيره الكبير المسمى مفاتيح الغيب، وأما الناقل وهو الحافظ ابن كثير في تفسيره فقال: ثم قد ذكر أبو عبد الله الرازي أن أنواع السحر ثمانية:

الأول: سحر الكلدانيين والكشدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتحيرة، وهي السيارة، وكانوا يعتقدون أنها مدبِّرة للعالَم، وأنها تأتي بالخير والشر، وهم الذين بعث الله إليهم إبراهيم الخليل مبطلاً لمقالتهم ورادًّا لمذهبهم، وقد استقصى في كتاب السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم المنسوب إلى الرازي، استقصى أخبار هذا النوع في كتاب يسمى السر المكتوم، وإن ثبتت نسبته إلى الرازي فهو على خطر عظيم؛ لأن الكتاب فيه ميل إلى هذا النوع، فيه ميل إلى هذا النوع، فإن ثبتت نسبته إليه فالأمر عظيم، وبعض العلماء يشكك في نسبته إليه، ولا شك أن من قرأ في كلامه في تفسيره وفي غيره من مؤلفاته يجد فيه شيئًا من العلم الشرعي مع بعده عن الاعتماد على الوحيين، فهو يفسر القرآن، لكن إذا قرأت في تفسيره فقد قيل: إن فيه كل شيء إلا التفسير، فيه كل شيء إلا التفسير، وأما بضاعته في السنة فلا شيء، لا شيء بالنسبة للسنة.

وذكر الألوسي في تفسير سورة العصر قصة لامرأة جاءت إلى المدينة تسأل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، القصة باطلة لا أصل لها من البداية، تسأل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فدُلَّت عليه فقالت: يا رسول الله، إنها زنت وولدت وقتلت الولد وفعلت وفعلت وفعلت قال: لعلكِ لم تصلي العصر. في تفسير سورة العصر. وقال الألوسي في تفسيره: تفرد بذكر هذه القصة الإمام، وعندهم إذا أطلق الإمام فهو الرازي، معروف هذا، تفرد بذكرها الإمام، ولعمري إنه إمام في معرفة ما لا يعرفه أهل الحديث، مدح أم ذم هذا؟! مبالغة في الذم، مبالغة في الذم.

 أقول: تفسيره فيه فوائد ونكات ولطائف مبنية على العقل، وأمره عظيم، يعني وقع في أهل السنة وقوعًا شديدًا، ونظَّر للبدعة ودافع عنها، وقال في كتاب التوحيد لابن خزيمة وألَّف في أعضاء الله شخص يقال له: محمد بن إسحاق بن خزيمة كتابًا سمَّاه التوحيد، والأولى أن يُسمى كتاب الشرك، يعني توحيد ابن خزيمة الذي يسميه شيخ الإسلام إمام الأئمة نقيض ما عند الرازي، فهو على خطر، ومع ذلكم سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عنه وعن غيره من رؤوس المبتدعة فقال عنه بالذات: وأما أبو عبد الله الرازي، أبو عبد الله بن الخطيب هو الرازي، فكثير من الناس يطعن في قصده، الذي يقرأ في التفسير وينظر موقفه من السنة وأهلها ما يتردد في الطعن في قصده، ونبرأ إلى الله أن نحكم على ما في القلوب، لكن أشياء ظاهرة، يعني في مؤلفاته، وكلامه محفوظ، يعني في تفسيره، قال شيخ الإسلام: والذي أراه أنه ينصر ما يراه الحق، يعني ما يراه هو أنه حق، وهذا من إنصاف شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- ويُرمى بالشدة، ويُرمى بالتحامل على المبتدعة، ويُرمى بكذا وكذا، وهذا كلامه -رحمه الله-، هذا كلام، مَن يستطيع أن يقول مثل هذا مع اطلاعه على أقوالهم ودقائقها وجلائلها إلا شخص منصِف مثل شيخ الإسلام؟ لأن بعض الناس تحمله الغيرة من شنيع ما يسمع فيقول كلامًا قاسيًا، فمن بيتحمل سماع من يقول: سبحان ربي الأسفل، يعني لو سئل شخص عمن يقول هذا الكلام يستطيع أن ينصف مع سماع هذا الكلام؟ أو من يقول:

ألا بذكر الله تزداد الذنوب

 

 

 

وتنطمس البصائر والقلوب

 

شيء تقشعر منه الجلود، وفي كلام الرازي ما هو مثل هذا وأشد في تفسيره!

على كل حال، ذكر أبو عبد الله الرازي هذه الأنواع الثمانية، ومنها سحر الكلدانيين والكشدانيين، قال: وقد استقصى، يقول ابن كثير: وقد استقصى في كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم المنسوب إليه فيما ذكره القاضي ابن خَلِّكان وغيره، ويقال: إنه تاب منه، ويقال: إنه تاب منه، ونقل شيخ الإسلام في الحموية أبياتًا تدل على أنه رجع عن أقواله السيئة في الاعتقاد واهتمامه بعلم الكلام واطراح الوحيين. على كل حال، إن صحت توبته فرحمة أرحم الراحمين تشمله كغيره، التي وسعت كل شيء.

وقيل: إنه تاب منه، وقيل: بل صنَّفه على وجه إظهار الفضيلة، لا على سبيل الاعتقاد، على وجه إظهار الفضيلة.

طالب: ........

كيف؟

طالب: ........

لا لا لا، يعني على سعة إظهار فضيلته بسعة علومه وانتشارها، لا على سبيل الاعتقاد، وهذا هو المظنون به إلا أنه ذكر فيه طرائقهم في مخاطبة كل من هذه الكواكب السبعة وكيفية ما يفعلونه وما يلبِّسونه وما يتمسكون به.

هو قبل ذلك قال: المسألة الخامسة: نقله عنه ابن كثير في المسألة الخامسة التي قبل هذه قال.. هو يتكلم عن السحر في أن العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور، يقول: اتفق المحققون على ذلك؛ لأن العلم لذاته شريف، ولعموم قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [سورة الزمر:9] ما هذا الكلام؟! سبحان الله! ليس بقبيح ولا محظور، يعني علم يؤدِّي ويوصِل إلى أقبح الذنوب وأعظمها إلى الشرك الأكبر ليس بقبيح ولا مذموم؛ استدلالاً بعموم ما جاء في فضل العلم وأهل العلم؟! لما ترجم الحافظ الذهبي في الميزان لابن عربي قال: والله إن العيش خلف أذناب البقر خير من علم ابن عربي وأمثاله، صار ممدوح العلم هذا؟! جدًّا مذموم ولا هو بأي ذم، والله المستعان.

وقيل: بل صنفه على وجه إظهار الفضيلة لا على سبيل الاعتقاد، وهذا هو المظنون به إلا أنه ذكر فيه طرائقهم في مخاطبة كل من هذه الكواكب السبعة وكيفية ما يفعلونه، وما يلبِّسونه، وما يتنسكون به، يعني علمه بدقائق هذا الأمر وتفاصيل ما عندهم مشْكِل.

قال: والنوع الثاني: سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، ثم استدل على أن الوهم له تأثير بأن الإنسان يمكنه أن يمشي على الجسر الموضوع على وجه الأرض، ولا يمكنه المشي عليه إذا كان ممدودًا على نهر أو نحوه، يعني من غير قوائم تحمله، وكما أجمعت الأطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الأشياء الحمر، والمصروع إلى الأشياء القوية اللمعان أو الدوران، وما ذلك إلا لأن النفوس خُلِقَت مطيعة للأوهام، لكن من جعل عمدته ومعوَّله كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- لا تؤثِّر فيه هذه الأمور، لكن من تنكَّب عن الوحيين ابتلي بهذه الأشياء.

قال: وقد اتفق العلماء على أن الإصابة بالعين حق، وله أن يستدل على ذلك بما ثبت في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين»، كلام طويل إلى أن قال:

النوع الثالث: من السحر الاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم الجن، خلافًا للفلاسفة والمعتزلة، وهم على قسمين: مؤمنون وكفار وهم الشياطين قال: واتصاف.. -الفلاسفة والمعتزلة ينكرون وجود الجن، ينكرون وجود الجن- قال: واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصاله بالأرواح السماوية؛ لما بينها من المناسبة والقرب، ثم إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بها أعمال سهلة قليلة من الرقى والدُّخَن والتجريد، وهذا النوع هو المسمى بالعزائم وعمل التسخير.

الآن يروَّج لبعض أنواع السحر بأنه خفة يد، بأنه خفة في الحركات، وهو في الحقيقة سحر، ومع الأسف أنه يخرج في بعض القنوات من هذا النوع ما يُلبَّس به على الناس، يعني شخص يطير في الهواء أو جالس بين المشاهدين على الطاولة، ثم يجلس على الطاولة، وتطير به وتدور في السقف، هذه خفة هذي؟! أو يُمَد له خيط ما يُرى إذا عُرض ما تراه العين المجردة لدقته ثم على دباب يمشي على هذا الخيط بين جبلين، يمشي بسرعة هائلة، ويرجع إلى الخلف نفس الشيء على الخيط نفسه بنفس السرعة، هل نستطيع أن نقول: هذه دقة احتراف؟! ويجنون من وراء ذلك الأموال من المشاهدين، ولا يُدخل المكان الذي هم فيه إلا ببطاقات يقول:

النوع الرابع من السحر: التخييلات والأخذ بالعيون والشعبذة، يقول: الشعبذة هي تقال كذا، وتقال: الشعوذة، ومبناه على أن البصر قد يخطئ ويشتغل بالشيء المعيَّن دون غيره، ألا ترى أن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيء يُذهِل أذهان الناظرين به، ويأخذ عيونهم إليه، حتى إذا استفرغهم الشغل بذلك الشيء بالتحديق نحوه عمل شيئًا آخر بسرعة شديدة، وحينئذٍ يظهر لهم شيء آخر غير ما نظروا إليه، فيتعجبون منه جدًّا، ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله، ولم تتحرك النفوس والأوهام إلى غير ما يريد إخراجه لفَطِن الناظرون لكل ما يفعل، هم يستعملون أدوية ودهونات وأشياء من أنواع.. الذي يسمونه القمرة، التي يرمونها على الناس فتغطي أبصارهم، وهذا شيء محسوس وموجود، وتكلم عنه أهل العلم قديمًا وحديثًا، قال: وكلما كانت الأحوال التي تفيد حسن البصر أو تقيِّد نوعًا من أنواع الخلل أشد- والله ما أدري كأن النقل فيه خطأ..- كان العمل أحسن بصارمثل أن يجلس المشعبذ في موضع مضيء جدًّا أو مظلم، فلا تقف القوة الناظرة على أحوالها بكلالها والحالة هذه، قلت: وقد قال بعض المفسرين إن سحر السحرة بين يدي فرعون إنما كان من باب الشعبذة، ولهذا قال تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [سورة الأعراف:116]، وقال تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [سورة طـه:66] قالوا: ولم تكن تسعى في نفس الأمر، والله أعلم.

هذه حجة من يقول: إن السحر لا حقيقة له، ولا وجود له في الواقع، لكنه تخييل وتمويه، ولا شك أن هذا النوع موجود في السحر، سحر التخييل، ومنه قوله -جل وعلا-: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [سورة طـه:66]، ومن السحر ما له حقيقة وله تأثير حسي في النفوس والأبدان، هذا أيضًا لا يمكن إنكاره.

 النوع الخامس من السحر: الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب الآلات المركَّبة من النِّسَب الهندسية كفارس على فارس في يده بوق، كلما مضت ساعة من النهار ضرب بالبوق من غير أن يمسه أحد.

قيل في الساعات أول ما ظهرت: إنها من هذا النوع، لاسيما الساعات التي تركب في وقت محدد، ثم يشتغل المنبِّه من غير أن يمسها أحد، وقد صنف كتاب صغير قرأته قديمًا في الساعة هل هي سحر أو صناعة؟ هذه الأمور الدقيقة الخفية أول ما تظهر للناس، الناس ما يدركون حقائقها، ثم إذا تعودوا عليها ورأوا أنها ممكن الاطلاع على حقائقها، لكن عامة الناس الأشياء الإلكترونية إذا فتحوها يجدون فيها شيئًا؟ ما يجدون فيها شيئًا فيشكل عليهم، والآن ما يُزاوَل لاسيما في العُطَل الصيفية في المتنزهات وغيرها، بعضها قد يكون صحيحًا خِفَّة، وبعض الناس لديه من باب التجربة ومن باب المِرَان عنده شيء من الخفة، لكن مثل هذا يجب منعه ولو لم يكن فيه شيء من السحر؛ لأنه يلبِّس على الناس، وحينئذٍ لا يُدرى السحر من غيره، وكل شيء موهِم يخلط حقًّا بباطل سواء كان من الأقوال أو من الأفعال يجب منعه؛ لأنه يصير ذريعة للمبطلين.

 يقول: ومنها الصور التي تصورها  الروم والهند حتى لا يفرق الناظر بينهما وبين الإنسان حتى يصوروها ضاحكة وباكية، فيما يسمونه العرائس التي تباع في أسواق المسلمين، موجودة عرائس مجسَّمة تضحك وتبكي وترقص وتغني، وإذا أُجلست فتحت عينيها، وإذا أُضجعت غمضت بعينيها من هذا النوع، وهذه أشد مضاهاة لخلق الله من مجرد التصوير، إلى أن قال: فهذه الوجوه من لطيف أمور المخاييل قال: وكان سحر سحرة فرعون من هذا القبيل. قلت: يعني ما قاله بعض المفسرين أنهم عمدوا إلى تلك الحبال والعصي فحشوها زئبقًا فصارت تتلوى بسبب ما فيها من ذلك الزئبق، فيخيل إلى الرائي أنها تسعى باختيارها.

 قال الرازي: ومن هذا الباب تركيب صندوق الساعات، ويندرج في هذا الباب علم جر الأثقال بالآلات الخفيفة، علم جر الأثقال بالآلات الخفيفة، ويوجَد من أنواع ما يُدَّعى أنه خِفَّة واحتراف من تمر السيارة على صدره ويكسر الحجر الكبير جدًّا على بطنه، ويضرب بالمسامير ثم يقوم ما يتأثر من هذا النوع، كلام طويل ما لنا.. داعٍ فيها.

قال الرازي:

النوع السادس من السحر: الاستعانة بخواص الأدوية، يعني في الأطعمة والدهانات، قال: واعلم أنه لا سبيل إلى إنكار الخواص، فإن تأثير المغناطيس مشاهَد، فإن تأثير المغناطيس مشاهَد، واحد ينتقد فتوى من فتاوى اللجنة الدائمة وفيها عد التنويم المغناطيسي من السحر، وهو مسبوق بهذا الكلام، لا سبيل إلى إنكار الخواص، فإن تأثير المغناطيس مشاهد.

السؤال عن المغناطيس، التنويم المغناطيسي يقال: يؤتى بالرجل المتهَم بشيء متهم فينوَّم تنويمًا مغناطيسيًّا، ثم يبدأ يتكلم في نومه، فيذكر أشياء مما فعل وأشياء واقعية مما لم يطلع عليه ولم يفعله، ما يصير شياطين الذين يتكلمون؟! إذا صار ما اطلع عليه ولا شافه فإذا عرفنا كلام هؤلاء في المغناطيس ما صارت الفتوى التي تداولها الناس ويسخرون منها محل سخرية أبدًا، إذا كان ينوَّم تنويمًا مغناطيسيًا، ثم يتكلم بكلام مما فعله مما يراد أن يعترف به، ويتكلَّم بأشياء واقعية لم يطلع عليها في بلدان بعيدة جدًّا لم تنقلها الأخبار، لا شك أن هذا من الجن.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

على كل حال يقول: فإن تأثير المغناطيس والتنويم ما هو بأي شيء؟ فيه حقائق اختلفت فيه كلمات اختلفت حقائقها بين القديم والحديث، الأسماء واحدة، والحقيقة تختلف، مثلاً الكيمياء، الكيمياء عند المتقدمين نوع من السحر، وأنها تقلب الأعيان من شيء إلى شيء، وهذه تكلم عليها أهل العلم وحذروا من الكيمياء، لكن هل تنطبق على ما يدرَّس الآن؟ هي تقلب حقائق؟ ما تقلب حقائق، قلت: يدخل في هذا القبيل- يقول ابن كثير- يدخل في هذا القبيل كثير ممن يدعي الفقر ويتحيَّل على جهلة الناس بهذه الخواص مدعيًا أنها أحوال له من مخالطة النيران ومسك الحيات إلى غير ذلك من الحالات، وُجد الذين يمشون على النار، ويمشون على الماء، فإذا قرئت آية الكرسي تغيرت أحوالهم، ويقول شيخ الإسلام: هذا الذي يمشي على النار تُغسَل رجليه بماء وغيره؛ لأنه دهن فيه أشياء مضادة للنار.

طالب: ..........

في أيش؟

طالب: ..........

الزيت الحار بقدر ما يطاق يعني ممكن.

ثم قال:

النوع السابع من السحر: تعليق القلب، وهو أن يدعي الساحر أنه عرف الاسم الأعظم، وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور، فإذا اتفق أن يكون السامع لذلك ضعيف العقل وقليل التمييز اعتقد أنه حق، وتعلَّق قلبه بذلك، وحصل في نفسه نوع من الرعب والمخافة، فإذا حصل الخوف ضَعُفت القوى الحساسة، فحينئذٍ يتمكن الساحر أن يفعل ما يشاء. قلت: هذا النمط يقال له، يقول ابن كثير: التَّنْبَلَة، تعرف التَّنْبَلَة؟

طالب: ..........

عندك الآن..

طالب: ..........

ما هي؟

طالب: ..........

بلادة وعدم اهتمام واكتراث وكسل.

قلت: هذا النمط يقال له التنبلة، وإنما يروج على ضعفاء العقول من بني آدم، وفي علم الفراسة ما يُرشِد إلى معرفة كامل العقل من ناقصه، فإذا كان المُتَنْبِل حاذقًا في علم الفراسة عرف من ينقاد له من الناس من غيره.

النوع الثامن من السحر: السعي بالنميمة والتضريب من وجوه خفيفة لطيفة، وذلك شائع في الناس. الآن بعض السحرة يكتب سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين في ورقة يكتبها في ورقة ويقول لمن أراد سحره ضعها في ماء واشربه وينسحر.

طالب: ..........

نعم، كتبها بنجاسة والشياطين لا يعينون من أراد الاستعانة بهم حتى يقربون لهم ما يبعده عن الله -جل وعلا-؛ لأنه قد يحصل شيء من ذلك، وإذا رُئي المكتوب قال: هذا ما فيه شيء، ما هو سحر ولا شيء إلا سحر؛ لأنه كتبها بنجاسة، قاتلهم الله.

النوع الثامن من السحر: السعي بالنميمة والتضريب من وجوه خفيفة لطيفة، وذلك شائع في الناس، قلت: النميمة على قسمين: تارة تكون على وجه التحريش.. ما لنا حاجة في هذا إلى آخر ما قال.

طالب: ..........

قال.. إلا إلا إلا.. دعنا نقرؤه..

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

وقلت: النميمة على قسمين: تارة تكون على وجه التحريش بين الناس وتفريق قلوب المؤمنين فهذا حرام ومتفق عليه، فأما إن كانت على وجه الإصلاح بين الناس.. تسمى نميمة؟

نميمة إذا كان القصد منها الإفساد، وائتلاف كلمة المسلمين كما جاء في الحديث ليس بالكذاب من ينم خيرًا، أو يكون على وجه التخذيل والتفريق بين جموع الكفرة، فهذا أمر مطلوب كما جاء في الحديث: «الحرب خَدْعة» كما فعل نُعَيْم بن مسعود -رضي الله عنه- في تفريقه بين كلمة الأحزاب وبني قريظة في سنن أبي داود «الحرب خَدْعة»، لغة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني بالفتح، جاء إلى هؤلاء فنمى إليهم عن هؤلاء كلامًا، ونقل عن هؤلاء إلى أولئك شيئًا آخر، ثم لأم بين ذلك، فتناكرت النفوس وافترقت، وإنما يحذو على مثل هذا الذكاء والبصيرة النافذة، والله المستعان.

ثم قال الرازي: فهذه جملة الكلام على أقسام السحر وشرح أنواعه وأصنافه. قلت- يعني ابن كثير-: وإنما أدخل كثيرًا من هذه الأنواع المذكورة في فن السحر؛ للطافة مداركها؛ لأن السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه، ولهذا جاء في الحديث: «إن من البيان لسحرًا» وسمي السحور؛ لكونه يقع خفيًّا آخر الليل، والسحر الرئة، وهي محل الغذاء، ما أدري كيف تكون محل الغذاء؟! بين سحري ونحري تقول عائشة، لكن هي محل الغذاء؟! وسميت بذلك لخفائها ولطف مجاريها إلى أجزاء البدن وغضونه، كما قال أبو جهل يوم بدر لعتبة: انتفخ سحره، أي انتفخت رئته من الخوف، قالت عائشة -رضي الله عنها-: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين سحري ونحري، وقال تعالى: {سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ} [سورة الأعراف:116] أي أخفوا عنهم عملهم، والله أعلم.

قال أبو عبد الله القرطبي: وعندنا أن السحر حق، وله حقيقة، يخلق الله عنده ما يشاء، كلام من؟ الأشاعرة، هذا كلام الأشاعرة، يخلق الله عنده، والأسباب عندهم غير مؤثرة عند الأشاعرة، ولكن يوجد المسبَّب عندها لا بها، يعني لو أن شخصًا عطشان وشرب ثلاث قوارير من هذي وروي فما حصل له الري بشرب الماء، ما حصل له الري بشرب الماء، لكن حصل عنده، وجد الري لا به، ويحصل الشِّبع عند الأكل لا به، هذا عند الأشاعرة؛ لأن الأسباب لا أثر لها، بخلاف المعتزلة الذين يرون أنها مؤثِّرة بذاتها، وأهل السنة يقولون: لها أثر، لكن الذي جعل لها الأثر الله -جل وعلا-، فهذا فرق ما بين أهل السنة والأشاعرة والمعتزلة.

طالب: ..........

لهم مذهب، لهم في عقيدتهم وفي مذهبهم أمور مثل هذا، يقول الكرماني في شرح البخاري: وعند الأشعرية أنه يجوز لأعمى الصين أن يرى بقة الأندلس، الصين في أقصى المشرق، والأندلس في أقصى المغرب، وهو أعمى ما يشوف، ما يرى الشمس، يجوز أن يرى بقة الأندلس وهي صغار البعوض، لماذا؟ لأنهم أشعرية، السبب ما له قيمة، وجوده مثل عدمه، ما فيه فرق بين الأعمى والبصير، لكن هل هذا الكلام وفيهم عباقرة وعقلاء وأذكياء ويصدر منهم مثل هذا الكلام؟! لكن كلما ابتعد الإنسان عن نصوص الوحيين عوقب بمثل هذه السخافات، فعلى الإنسان أن يعتصم بكتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- وبفهم السلف الصالح وأئمة الإسلام وإلا ما فيه فرق بينك وبينه إذا ابتعدت خلاص عوقبت.

 خلافًا للمعتزلة وأبي إسحاق الإسفراييني من الشافعية حيث قالوا: إنه تمويه وتخييل، قال: ومن السحر ما يكون بخفة اليد كالشعوذة والشعوذي البريد؛ لخفاء سيره، أو لخفة سيره، قال القرطبي: ومنه ما يكون كلامًا يحفظ ورقًى من أسماء الله تعالى، وقد يكون من عهود الشياطين، ويكون أدوية وأدخنة وغير ذلك.

قال: وقوله -عليه السلام-: «إن من البيان لسحرًا» يحتمل أن يكون مدحًا كما تقول طائفة، ويحتمل أن يكون ذمًّا للبلاغة قال: وهذا أصح، قال: لأنها تصوِّب الباطل حتى توهم السامع أنه حق كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له» الحديث فصل. وقد ذكر الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة -رحمه الله- في كتاب الإشراف على مذاهب الأشراف بابًا في السحر فقال: أجمعوا على أن السحر له حقيقة إلا أبا حنيفة، فإنه قال: لا حقيقة له، ثم ذكر مسائل تتعلق بالسحر.

على كل.. «إن من البيان لسحرًا» منهم من قال: ذم، ومنهم من قال: مدح، والصواب أنه قد يذم، وقد يمدح إذا كان لمدح الحق والانتصار له، وذم الباطل والرد عليه هذا ممدوح بلا شك. وإذا كان بالعكس لقلب الحقائق ونصر الباطل كما يفعله بعض من يتصدى في وسائل الإعلام لبعض الأمور، مثل هذا لا شك أنه ذم وذم شديد.

طالب: ..........

لكن يكون فيها أشياء مما يرغبه الشياطين، وتعرفون أن هناك أمورًا تقرِّب من الشياطين وتبعد من الملائكة، وأمورًا بالعكس، يعني الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة، وابتلي كثير من الناس، كما أنه ابتلي أكثر الناس بالصور، ويشكون من فزع الأطفال بالليل، بل يحصل لهم حتى الكبار، يحصل لهم أشياء مفزعة ومقلقة، ويسألون عن السبب، وعندهم هذه الأشياء ولا يداومون على الأذكار التي تطرد الشياطين؛ قراءة آية الكرسي قال: «ولا يقربه شيطان» إلى غير..

.. تفضَّل.

هذا سؤال له علاقة بما نحن فيه يقول: تزوجت امرأة، وبعد الدخول عليها لا أستطيع جماعها قالت لي: إنها وهي صغيرة عمتها جعلت على فرجها شيطان يحميها من الاغتصاب وهي عمرها خمس سنين، فماذا أفعل؟

يعني له علاقة بموضوعنا هذا، هذا نوع من السحر والالتصاق بالشياطين والاستعانة بهم، فبالرقى يزول، إن شاء الله تعالى.

في الدرس الماضي في المسائل قال:

الرابعة، وهي من أهمها: ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب أو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها؟ وقفنا عند هذه المسألة، وجيء بهذا الكلام.

قال الشيخ سليمان بن سحمان في تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدَعة الوخيمة: وكذلك الكفر بالطاغوت لا يكفي في ذلك مجرد اعتقاد القلب فقط، كما قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد: باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان، وقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [سورة النساء:51] قال في المسائل في معنى الطاغوت: الرابعة -وهي من أهمها-: ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت؟ هل هو اعتقاد القلب أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها؟ انتهى.

 فإذا تبين لك هذا فاعلم أن اعتقاد بطلان عبادة غير الله لا يكفي في النجاة وحده، بل لا بد مع ذلك من تكفيرهم والبراءة منهم.. من تكفيرهم والبراءة منهم ومن دينهم، والتصريح لهم بذلك وإظهار العداوة والبغضاء لهم. وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشية كتاب التوحيد: وفيه معرفة الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع، هل هو اعتقاد قلب أو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها؟ أي فالإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها كفعل علماء السوء مع أهل الحق حرفة يهودية ووراثة غضبية، ومطابقة الآية للترجمة أنه إذا كان الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت، فهذه الأمة التي أوتيت القرآن لا يُستنكَر ولا يُستبعَد أن تعبد الجبت والطاغوت، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أن هذه الأمة ستفعل مثل ما فعلت الأمم قبلها.

 ثم قال الشيخ عبد الله الدويش في التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد:  الرابعة إلى آخره: أي أنه ليس اعتقاد قلب؛ لأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وإنما هو موافقة أصحابها، فلما وافقوهم عليه جعله الله إيمانا بالجبت والطاغوت، ثم ذكر كلامًا للشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الله الغنيمان.

طالب: ..........

نعم الثاني..

يقول الشيخ ابن عثيمين: الرابعة وهي أهمها.. أما إيمان القلب واعتقاده فهذا لا شك في دخوله في الآية، وأما موافقة أصحابها في العمل مع بغضها ومعرفة بطلانها فهذا يحتاج إلى تفصيل، فإن كان وافق أصحابه بناءً على أنها صحيحة فهذا كفر، وإن كان وافق أصحابها ولا يعتقد أنها صحيحة فإنه لا يكفر، لكنه -لا شك- على خطر عظيم، يُخشى أن يؤدي به الحال إلى الكفر، والعياذ بالله.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

أولئك أطلقوا والشيخ فصَّل.

في كلام الغنيمان يقول: والآية واضحة أن المراد موافقتهم ظاهرًا مع بغضهم واعتقاد القلب ببطلان ما هم عليه، هذا هو الواقع، وإلا فإن اليهود كانوا يبغضون أهل الشرك عبدة الأوثان، وكانوا يعرفون أن ما هم عليه باطل، ومع ذلك يوافقونهم ظاهرًا، والقصد أن الذي يوافق أهل الباطل في الظاهر وإن قال: إن باطنه على خلاف ذلك لا يقبل منه ذلك، خصوصًا في هذه المسائل التي تعد من أصل الدين، وقد عد العلماء من الردة عن الإسلام موالاة الكفار مثل أن ينصرهم، وأن ينصح لهم، وأن يود ما هم عليه، وأن يكون معهم.

بعض الناس إذا وجد في بلاد الكفر، ووجد عيد من أعيادهم دخل معهم، وقد يتكلم بكلام أو يظهر من حاله أنه موافق لهم؛ ليتوصل إلى الأكل من طعامهم؛ لأنه جائع مثلاً ويحتاج إلى طعام، هو لا يجوز الأكل مطلقًا من طعامهم في هذه المناسبات التي يعتبرونها دينية، هذا لا يجوز مطلقًا، لكن إذا اضطر إلى ذلك وهو جائع وجاهل ما يعرف الأحكام، وأظهر لهم مثل ما يفعل في أيام عاشوراء وغيره عند الرافضة، يدخل معهم وهو سني وتجده يصيح ويلطم حتى يأكل، فما الحكم في مثل هذا؟ ماذا تقول يا أبا عبد الرحمن؟

طالب: ..........

يعذر بالجهل.

طالب: ..........

بين جاهل ومضطر، بين جاهل، لكن لو وجد ميتة ودفع الاضطرار بالأكل منها فأيهما أولى أن يفعل ما فعل أو يأكل من الميتة؟ يأكل من الميتة؛ لأن هذا علاقته بالعقيدة التي هي أصل الدين علمًا أن ذبائحهم في حكم الميتة.

طالب: ..........

أبيح هذا الذي نقول سواء أكل من طعامهم أو من الميتة هي ميتة على كل حال، ويبقى أن الميتة مباحة بالنص، وهذا محرَّم بالاتفاق.

طالب: ..........

الله أعلم، أنا ما أعرفه، لكن هذا الحاصل، السائل الذي سأل وهو من أهل الاختصاص، السائل من أهل الاختصاص ويسأل عن الحكم، أشكل عليه أنه إذا نام تكلم بكلام لا يوجد في بلادنا، ولم يطلع عليه، ولم يُعلَن، وما في هذه الوسائل الموجودة الآن، كيف يخرج هذا الكلام؟!

طالب: ..........

لكن له حقيقة ووجود، الآن يخبر عن أشياء موجودة في بلد يبعد عنه آلاف الأميال، يكون واقعًا.

طالب: ..........

التفاصيل ما عندي منها خبر، يمكن لما سمعوا الفتوى عدلوها أو عدَّلوه، ما أدري والله، لكن الفتوى موجودة في فتاوى اللجنة، ووجدنا أهل العلم في السابق تكلموا عنها لما مر بنا الكلام في التفسير، في تفسير آية البقرة، عرفنا أن الذين سخروا من الفتوى هم مخطؤون، وكانوا يقولون: إن أهل العلم ما يدريهم عن هذه الأمور، وهذه الأمور تخفى عليهم ولا يعرفونها، ويتكلمون فيما لا يعلمون، إلى غير ذلك من الكلام .. وجدنا أن لكلامهم أصلاً، وصيغة السؤال من شخص من أهل الخبرة تدل على الجواب.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

أي طاقة؟

طالب: ..........

ما أدري، لا أعرفها.

طالب: ..........

هذا النوع الأول الذي ذكره ابن كثير عن الرازي من السحر.

طالب: ..........

بلا شك الشياطين هم أساس الشر.

طالب: ..........

التعاويذ وغيرها.

طالب: ..........

لا، وتجد أكثرهم ما يبينون عن كل ما يقرؤون، تجدهم يتمتمون ويهمسون ويذكرون أشياء يدخلونها بين الجمل التي ينفثون بها.

اللهم صل على محمد...

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

نعم أكيد، لكن لا.. طلعوه..

طالب: ..........

لا، لكن يطلع من رجل..

طالب: ..........

مثل.. هو المنزل كامل الأصل..

طالب: ..........

على كل حال، ما يضطر إليه الإنسان معفو عنه، لكن الكلام على الفضول.

طالب: ..........

موجود نعم، الأعلام للزركلي جيشت لي مجموعة من الشباب يطمسون في يوم من الأيام وطُمس، والحمد لله آل إلى مسجد، هذا الكتاب اللي طُمست صوره، الله المستعان، الله يعفو ويسامح.

طالب: ..........

هو على حسب ما في هذه الغرف مما يدعو إلى جلب الشياطين أو طرد الشياطين.

اللهم صل على محمد..

طالب: ..........

على كل حال أمرها سهل، الذي ما هو باليد...