شرح العقيدة الطحاوية (33)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الإمام الطحاوي- رحمه الله تعالى- والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريتِه حق.

قال الإمام ابن أبي العز- رحمه الله تعالى-:

قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [سورة الأعراف:172] يخبر سبحانه أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وإلى أصحاب الشمال وفي بعضها الإشهاد عليهم بإذنه بأن الله ربَّهم."

ربُّهم.

"أحسن الله إليك.

وفي بعضهم الإشهاد عليهم بأن الله ربُّهم فمنها ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم -عليه السلام- بنَعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قُبُلاً قال {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا} [سورة الأعراف:172] إلى قوله {الْمُبْطِلُونَ} [سورة الأعراف:173]."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، أما بعد:

فالميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم وهم في أصلاب آبائهم قد يوجد بعض الفروق بين ما جاء في الآية وبين ما جاء في الأحاديث إن كان الأخذ مرة واحدة ففي الآية يقول {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [سورة الأعراف:172] وفي الحديث «إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها» هناك من بني آدم وهنا من آدم فإن كان الميثاق أخذ مرة واحدة ففي هذا إشكال يحتاج إلى توفيق، وإن كان أكثر من مرة أخذ الميثاق عليهم إجمالاً من ذرية آدم من ظهره من صلبه وميزهم إلى فريقين هؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار، وأخذ عليهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا وأنه ربهم وأنه الذي خلقهم {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} [سورة الأعراف:172] وهنا أخذ الميثاق من ظهر آدم والآية تقول من بني آدم من ظهورهم ذريتهم فإن كان الميثاق أكثر من مرة فلا إشكال، مرة أخذه من المقر الأصلي وهو آدم وأبو الجميع، والمرة الثانية أخذ من ظهور الآباء كلهم، ولا يمتنع على القدرة الإلهية مثل هذا واستنطقهم وهم نطف في ظهور آبائهم كما استنطق السموات والأرض فأجابتا بقولهما {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [سورة فصلت:11] وهنا {قَالُواْ بَلَى} [سورة الأنعام:30] هذا على رأي من يقول أن هذا كله حسي وحقيقي، أما الذي يقول أنه معنوي وأن الله نصب أدلة وأن الله فعل كذا كما سيأتي في القول الثاني هذا ما فيه إشكال بوجه من الوجوه يمشي على قول الجميع، وعلى كل حال إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنَعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنشرها بين يديه ثم كلمهم قبلاً يعني بدون واسطة قال {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا} [سورة الأعراف:172] إلى قوله {الْمُبْطِلُونَ} [سورة الأعراف:173] القدرة الإلهية صالحة لكل ما يخطر على البال وقد لا يخطر على البال، ما بين منكبي الكافر وضرس الكافر مثل الجبل الكبير، مثل جبل أحد في النار يعني هذا لولا أن الخبر جاء به فإذا كان هذا ضرسه فما جسمه شيء عجب، فمثل هذه الأمور التي قد يردها بعض الناس وقد حصل لأنها لا تدخل في عقل كيف؟ أمثال الذر ويستنطقون ويجيبون؟ هذا كلام الله- جل وعلا- {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} [سورة الأعراف:172] يقول ابن عباس لو قالوا نعم كفروا لماذا؟

طالب: ...........

استفهام بعد نفي جوابه بلى، لو قالوا نعم لست برب لنا ويأتي في كلام المؤلف ما يزيد المسألة وضوحًا إن شاء الله تعالى.

"رواه النسائي أيضًا وابن جرير وابن أبي حاتَم والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرّجاه وروى الإمام أحمد أيضًا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سُئل عن هذه الآية فقال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عنها فقال «إن الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية قال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون» فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخل الجنة»."

فيدخل به فيدخل به.

"«فيدخل به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار» ورواه أبو داود.."

في الحديث الآخر لما قال الصحابة ففيم العمل؟ قال «اعملوا فكل ميسر لما خُلِق له اعملوا فكل ميسر لما خُلِق له».

"ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن جرير وابن حبان في صحيحه وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء؟ قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود قال رب كم عمره؟ قال ستون سنة قال أي ربِّ زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت قال أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال أولم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطِأ آدم فخطأت ذريته» ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وروى الإمام أحمد أيضًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به قال فيقول نعم قال فيقول قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك من ظهر آدم آلا تشرك بي شيئًا فأبيت إلا أن تشرك بي» وأخرجاه في الصحيحين أيضًا وفي ذلك أحاديث أُخر أيضًا كلها دالة على أن الله استخرج ذرية آدم من صلبه وميّز بين أهل النار وأهل الجنة ومن هنا قال من قال إن الأرواح مخلوقة قبل الأجساد وهذه الآثار لا تدل على سبق الأرواح الأجساد سبقًا مستقرًا ثابتًا وغاية.."

وهذه الأحاديث مع الآية تدل على أن هذا الاستخراج الجملي للجميع من ظهر آدم لأنه أبو الجميع والتفصيلي من ظهور الآباء كما في الآية ولا يمنع من ذلك مانع مادام صحت الأحاديث بهذا وجاءت الآية بهذا فليس ثّمَّ ما يمنع من ذلك.

طالب: ..........

وش هو؟

طالب: ..........

لكن معناه.. معناه..

طالب: ..........

على كل حال ما يمنع من أن يكون مرتين أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم.. {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ} [سورة الأعراف:172]..

طالب: ..........

لكن أشهدهم على أنفسهم هذا محل الشاهد.

طالب: ..........

المقصود أن مثل هذا هو بمعنى الميثاق أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، هذا ميثاق سيأتي في كلام ابن القيم ما يوضح ذلك إن شاء الله.

"وغايتها أن تدل على أن بارئها وفاطرها سبحانه صور النسمة وقدر خلقها وأجلها وعملها واستخرج تلك الصور من مادتها ثم أعادها إليها وقدّر خروج كل فرد من أفرادها في وقته المقدّر له.."

توجد أشياء ترد بها النصوص قد لا تحتملها العقول، يعني ترد في نصوص صحيحة صريحة وقد تكون في الكتاب وبعضها في السنة يعني لا يدرك الإنسان كنهها ونهايتها وحينئذٍ يقول آمنا به كل من عند ربنا يسلِّم، وفيها أشياء مثل سجود الشمس تحت العرش في كل ليلة هذا في صحيح مسلم وتستأذن في أن تخرج من مغربها فلا يؤذن لها إلى أن يأتي وقت ذلك هل هي تخرج من فلكها الذي تدور فيه؟ طول الأربع وعشرين ساعة تخرج منه؟ لأنها لا تغيب عن الأرض لا تغيب متى تسجد تحت العرش؟ أو تسجد تحت العرش وهي مشرقة هذا شيء لا ندركه بعقولنا فالذي لا ندركه لا نتكلف أكثر مما ندركه، وبذلك نقول: رضينا سمعنا وأطعنا رضينا وسلَّمنا؛ ولذلك قدَّم المؤلف- رحمه الله- وقدَم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، يعني إذا فهمنا اللهم لك الحمد، الحمد لله على أن أعطانا هذا الفهم وإذا جاء شيء ما ندركه ولا نفهمه نزيد في البحث إلى أن نصل إلى حد العجز، يعني رأي شيخ الإسلام - رحمه الله- في النزول أنه ينزل آخر كل ليلة إلى السماء الدنيا، وهذا جاءت به الأحاديث الصحيحة القطعية وهو أمر اعتقاد قطعي عند أهل السنة والجماعة، لكن يقول ولا يخلو منه العرش، من يستطيع أن يستوعب مثل هذا الكلام نقدر نستوعب هذا الكلام؟ بعقولنا ما نستطيع، لكن سمعنا وأطعنا رضينا وسلَّمنا؛ لأن الإنسان إذا أراد أن يفهم كل ما ورد عليه من الشرع بما في ذلك مثل هذه الأمور التي تعد يعني فوق طاقة البشر وتعد من المتشابه الذي ورد ذكره في سورة آل عمران لا بد أن يضل؛ لأن العقل محدود له قدرة وله طاقة وقد يخفى هذا على هذا ويتبين لذاك من أهل العلم {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [سورة يوسف:76] لكن يبقى أننا نستصحب مثل هذا الأصل.

طالب: ..........

لا يوجد إلا نوع اختلاف بين الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما وبين الآية.

طالب: ..........

إيه نعم هذا مسلك عند بعض أهل العلم أنه إذا اختلفت الصور الواردة في الأحاديث إذا صحت كلها إذا لم يمكن الجمع بينها قالوا بتعدد القصة هذا منه، قالوا بتعدد القصة، وبعضهم يجرؤ لاسيما في الأحاديث لكن عندنا أحاديث في الصحيحين وعندنا آية من القرآن تستطيع أن تقول نرجح، والراجح هو المحفوظ وغير شاذ ما نستطيع أن نقول مثل هذا.

"ولا يدل على أنها خلقت خلقًا مستقرًا واستمرت موجودة.."

يعني هل يستطيع {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [سورة الأعراف:172] وهنا من صلب آدم هل نقول أنه على فيه مجاز حذف أو فيه شيء؟ من صلب آدم يعني من ذرية آدم؟ أو من صلب بني آدم أو من ذرية آدم؟ نقول فيه مجاز حذف؟ ما نستطيع أن نقول هذا وإلا فالكل حقيقة، وإذا قلنا الكل حقيقة مع وجود التغاير الظاهر لا بد أن نقول بالتعدد.

"ولا يدل على أنها خلقت خلقًا مستقرًا واستمرت موجودة ناطقة كلها في موضع واحد ثم يُرسل منها إلى الأبدان جملة بعد جملة كما قاله ابن حزم، فهذا لا تدل الآثار عليه، نعم الرب سبحانه يخلق منها جملة بعد جملة على الوجه الذي سبق به التقدير أولا فيجيء الخلق الخارجي مطابقا للتقدير السابق كشأنه سبحانه في جميع مخلوقاته، فإنه قدر لها أقدارًا وآجالاً وصفات وهيئات ثم أبرزها إلى الوجود مطابقة لذلك التقدير السابق، فالآثار المروية في ذلك إنما تدل على القدر السابق وبعضها يدل على أنه سبحانه استخرج أمثالهم وصورهم وميّز أهل السعادة من أهل الشقاوة وأما الإشهاد عليهم هناك فإنما هو في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمر وابن عمرو.."

يعني في الميزان وزن الأعمال الصالحة والسيئة وهي معاني في الأصل، هذه الأعمال معاني لا يمكن وزنها لكن الله-جل وعلا- قادر على أن يزنها وأن يجعلها في حكم الأجسام التي توزَن وهذه الأرواح جاء في وصفها هنا كما قال فإنه قدّر لها أقدارًا وآجالاً وصفات وهيئات ثم أبرزها إلى الوجود مطابقة لذلك التقدير، يعني كانت في الأصل أرواحا وفيها وبيص من لمعان، هل نقول أن هذه الأرواح مجرد معاني كما يقول أصحاب القول الثاني من أين يأتي هذا الوبيص لهذه المعاني؟ إلا أنها محسوسة ولها وجود في الخارج؟ أصحاب القول الثاني يقولون كل هذا كلام معاني وليس فيه شيء محسوس يُرى أو يحس بأي حاسة من الحواس إلا أنها معاني على ما سيأتي في القول الثاني، وهذا ينصره الزمخشري وغيره لكنهم يرجحون ما تميل إليه عقولهم لأنهم من أهل الاعتزال.

طالب: ..........

أمثال الذر ترى.

طالب: ..........

لا لا، ما رآه على صورته، رأى زيادة في الوبيص واللمعان فقط، لذلك هنا يقول فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه.

طالب: ..........

واحد في الأصل رجل، يعبَّر عنهم بأنهم رجال باعتبار المآل وإلا أمثال الذر.

طالب: ..........

لكن أمثال الذر.

طالب: ..........

إيه في الحجم كل هذا من دلائل عظمة الله وسعة قدرته وأن الإنسان مهما أوتي من العلم لن يخرج من قوله جل وعلا {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [سورة الإسراء:85].

"وأما الإشهاد عليهم هناك فإنما هو في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمرو رضي الله عنهم ومن ثَم قال قائلون من السلف والخلف إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فَطْرهم على التوحيد كما تقدم في.."

يعني هذا الذي في الآية.

"كما تقدم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ومعنى قوله {شَهِدْنَا} [سورة الأنعام:130]."

يعني «كل مولود يولد على الفطرة».

"ومعنى قوله {شَهِدْنَا} [سورة الأنعام:130] أي قالوا بلى شهدنا أنك ربنا وهذا قول ابن عباس وأبي بن كعب وقال ابن عباس أيضًا أشهدُ."

أشهدَ.

"أشهدَ بعضُهم على بعض."

بعضَهم.

"أحسن الله إليك.

أشهدَ بعضَهم على بعض وقيل شهدنا من قول الملائكة."

يعني شهدنا على اعترافهم وإقرارهم على أنفسهم بأنك ربهم والإقرار منهم والشهادة من الملائكة.

"والوقف على قوله بلى وهذا قول مجاهد والضحاك والسدي وقال السدي أيضًا هو خبر من الله تعالى عن نفسه وملائكته أنهم شهدوا على إقرار بني آدم والأول أظهر وما عداه احتمالٌ لا دليل عليه وإنما يشهد ظاهر الآية للأوّل واعلم أن من المفسرين من لم يذكر سوى القول بأن الله استخرج ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم ثم أعادهم كالثعلبي والبغوي وغيرهما ومنهم من لم يذكره بل ذكر أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركّبها الله فيهم كالزمخشري وغيره ومنهم من ذكر القولين كالواحدي والرازي والقرطبي وغيرهم ولكن نسب الرازي القول الأول إلى أهل السنة والثاني إلى المعتزلة ولا ريب أن الآية لا تدل على القول الأول أعني أن الأخذ كان من ظهر آدم وإنما فيها أن الأخذ من ظهور بني آدم وإنما ذَكر الأخذ من ظهر آدم والإشهاد عليهم هناك."

ذُكر.

"أحسن الله إليك.

وإنما ذُكر الأخذ من ظهر آدم والإشهادَ عليهم.."

الأخذُ والإشهادُ..

"وإنما ذَكر."

ذُكر.

"أحسن الله إليك.

وإنما الأخذُ من ظهر آدم والإشهادُ عليهم هناك في بعض الأحاديث.

المشكلة أنها مشكّلة النسخة فيها خطأ."

وإنما ذَكر مشكّلة بالفتح؟

لا، الأخذ مشكلة بالفتح الأخذَ.

نائب فاعل الفعل مبني للمجهول.

"وفي بعضها الأخذُ والقضاء بأن بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار كما في حديث عمر رضي الله عنه، وفي بعضها الأخذ وإراءة آدم إياهم من غير قضاء ولا إشهاد كما في حديث أبي هريرة والذي فيه الإشهاد على صفة أهل القول الأول موقوف على ابن عباس وابن عمرو وتكلم فيه أهل الحديث ولم يخرّجه أحد من أهل الصحيح غير الحاكم في المستدرك على الصحيحين والحاكم معروف تساهله رحمه الله والذي فيه القضاء بأن بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار دليل على مسألة القدر وذلك شواهده كثيرة ولا نزاع فيه بين أهل السنة وإنما يخالف فيه القدرية المبطلون المبتدعون، وأما الأول فالنزاع فيه بين أهل السنة من السلف والخلف، ولولا ما التزمته من الاختصار لبسطت الأحاديث الواردة في ذلك، وما قيل من الكلام عليها وما ذُكر فيه من المعاني المعقولة ودلالة ألفاظ الآية الكريمة."

طالب: ..........

ما أدري والله هذا ما أعرفه.

"قال القرطبي وهذه الآية مشكِلَة وقد تكلم العلماء في تأويلها فنذكر ما ذكروه من ذلك حسب ما وقفنا عليه، فقال قوم: معنى الآية أن الله أخرج من ظهر بني آدم بعضهم من بعض قالوا ومعنى وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم دلهم بخلقه على توحيده؛ لأن كل بالغ يعلم ضرورة أن له ربًّا واحدًا {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ} [سورة الأعراف:172] أي قال فقام ذلك مقام الإشهاد عليهم والإقرار منهم كما قال تعالى في السموات والأرض {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [سورة فصلت:11] فذهب إلى هذا القفّال وأطنب وقيل إنه سبحانه.."

يعني هذا يكون من ضمن الاستدلال على الربوبية بالآيات الكونية مثله يكون من نوعه.

وفي كل شيء له آية
 

 

 XE "08-فهرس القصائد العامة:وفي كل شيء له آية *تدل على أنه واحد

" تدل على أنه واحد
 

يكون هذا من هذا النوع.

"وقيل إنه سبحانه أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد وإنه جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما خاطبها ثم ذكر القرطبي بعد ذلك الأحاديث الواردة في ذلك إلى آخر كلامه، وأقوى ما يشهد لصحة القول الأول حديث أنس المخرّج في الصحيحين الذي فيه قد أردت منك ما هو أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم ألا تشركَ بي شيئًا فأبيتَ إلا أن تشرك بي، ولكن قد روي من طريق أخرى قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل فيَرُدّ.."

فيُرَد.

"أحسن الله إليك.

فيُرد إلى النار وليس فيه من ظهر آدم وليس في الآية الأولى إخراجهم من ظهر آدم على الصفة التي ذكرها أصحاب القول الأول."

لكن إخراجهم من ظهر آدم كما تقدم في الروايات الأولى هو أيضًا مخرّج في الصحيحين,

"بل القول الأول متضمن لأمرين عجيبين أحدهما كون الناس تكلموا حينئذ.."

{قَالُواْ بَلَى} [سورة الأنعام:30] هكذا كلامهم.

"وأقروا بالإيمان وأنه بهذا تقوم الحجة عليهم يوم القيامة والثاني.."

لكن قيام الحجة بهذا لا يكفي بدليل قوله- جل وعلا- {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء:15] وإلا لو كفى ذلك ما احتيج إلى الرسل ولو عذب من لم تبلغه الدعوة ولم يرسل إليه رسول، قد يناقَشون عن هذا ويُحتج به عليهم لكن مع ذلك لهم الحجة إذا لم يُبعَث إليهم رسول.

"والثاني أن الآية دلت على ذلك والآية لا تدل عليه لوجوه أحدهما أنه قال من بني آدمي ولم يقل من آدم، الثاني: أنه قال من ظهورهم ولم يقل من ظهره وهذا بدل بعض أو بدل اشتمال وهو أحسن، الثالث: أنه قال ذرية.."

لكن لكن الظهر بعض الظهر بعض بعض الجسم فهو بدل بعض.

"الثالث: أنه قال ذريتهم ولم يقل ذريته الرابع أنه قال {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} [سورة الأعراف:172] أي جعلهم شاهدين على أنفسهم ولا بد أن يكون الشاهد ذاكرًا لما شهد به وهو إنما يذكر شهادته بعد خروجه إلى هذه الدار كما تأتي الإشارة إلى ذلك لا يذكر شهادة قبله الخامس أنه سبحانه.."

حتى إذا خرج إلى هذه الدار هل يذكر من ذلك العهد وذلك الميثاق شيء؟ إنما يتذكر ذلك عند السؤال، إذا خرج من هذه الدار فإذا سئل تذكّر، أما في هذه الدار يوجد أحد يذكر؟

طالب: ..........

الفطرة صحيح «كل مولود يولد على الفطرة» ولكن هو يقول عندك هنا وهو إنما يذكر شهادته بعد خروجه إلى هذه الدار إن كان يذكرها من خلال ما بلغه من النصوص كالآية والأحاديث نعم، وإن كان يذكرها بالتذكر لما حصل في السابق حينما أخرج من صلب آدم أو من صلب أبيه فهذا ما أتصور أن أحدا يذكر ذلك يعني ذكر حسي حقيقي.

طالب: ..........

الفطرة أثرها باقٍ في الفطرة.

طالب: ..........

الآن في بعض كتب علم النفس وغيره يقولون أن الطفل وهو في بطن أمه إذا خاطبته يدرك شيئا من ذلك وينتفع به فيما بعد، يقولون هذا حتى وجد من النساء من تخاطب من في بطنها، بعض الناس يقول هذه فيها ضرب من الجنون أو شيء من ذلك وهي قرأت في هذا الموضوع وقالوا إنه يستفيد.

"الخامس: أنه سبحانه أخبر أن حكمة هذا الإشهاد إقامة الحجة عليهم لئلا يقولوا يوم القيامة {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [سورة الأعراف:172]."

والكلام كله منقول من كلام ابن القيم في كتاب الروح.

"الحجة إنما قامت عليهم بالرسل والفطرة التي فُطروا عليها كما قال تعالى {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [سورة النساء:165] السادس: تذكيرهم بذلك."

طالب: ..........

الخامس؟

طالب: ..........

الخامس والا..؟

طالب: ..........

أنه سبحانه أخبر أن حكمة هذا الإشهاد إقامة الحجة عليهم؛ لئلا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين.

طالب: ..........

ما يقصد هذا.. أنه سبحانه أخبر أن حكمة هذا الإشهاد إقامة الحجة عليهم لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.

طالب: ..........

فرق بين حجة وحجة، الحجة التي يحتج بها هو ويقول إنه ما بلغني {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء:15] وبعث الرسل إنما هو مقرِّر ومؤكِّد لما جاء في هذا الميثاق والفطرة.

طالب: ..........

لا لا لا، هي موجودة ويقولون أنها كالجمر تحت الرماد موجودة عند كل مخلوق «كل مولود يولد على الفطرة» لكن الرسل وظيفتهم إبراز هذا الجمر من تحت هذا الرماد هذا تمثيل عند أهل العلم، يقولون فتشتعل هذه النار في قلب المسلم.

"السادس: تذكيرهم بذلك؛ لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ومعلوم، أنهم غافلون عن الإخراج لهم من صلب آدم كلهم وإشهادهم جميعًا ذلك الوقت فهذا لا يذكره أحد منهم السابع: قوله تعالى {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ} [سورة الأعراف:173] فذكر حكمتين في هذا الأخذ والإشهاد ألا يدَّعوا الغفلة أو يدَّعوا التقليد، فالغافل لا شعور له والمقلِّد متبِّع في تقليده لغيره ولا تترتب هاتان الحكمتان إلا على ما قامت به الحجة من الرسل والفطرة، الثامن: قوله }أفتهلكنا بما فعل المبطلون{ أي لو عذبهم بجحودهم وشركهم لقالوا ذلك وهو سبحانه إنما يهلكهم لمخالفة رسلهم وتكذيبهم فلو أهلكهم بتقليد آبائهم في شركهم من غير إقامة الحجة عليهم بالرسل لأهلكهم بما فعل المبطلون."

هل هو أهلكهم بما فعل المبطلون أو بفعلهم هم؛ لأنه يقول سبحانه إنما يهلكهم لو عذبهم بجحودهم وشركهم لقالوا ذلك أتهلكنا بما فعل المبطلون، وهو سبحانه إنما يهلكهم لمخالفة رسله وتكذيبه وتكذيبهم فلو أهلكهم بتقليد آبائهم في شركهم من غير إقامة الحجة عليهم بالرسل لأهلكهم بما فعل المبطلون، هم أشركوا كآبائهم هل يمكن أن نقول أن آباءهم قد أرسل إليهم رسل فأهلكهم وهم لم يرسل إليهم رسل فلا يهلكهم بمجرد تقليد آبائهم فلهم أن يحتجوا بقولهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون هذا كلامه.

"أو أهلكهم مع غفلتهم عن معرفة بطلان ما كانوا عليه، وقد أخبر سبحانه أنه لم يكن ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون وإنما يهلكهم بعد الإعذار والإنذار بإرسال الرسل، التاسع: أنه سبحانه أشهد كل واحد على نفسه أنه ربه وخالقه واحتج عليه بهذا الإشهاد في غير موضع من كتابه كقوله {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [سورة لقمان:25] فهذه هي الحجة التي أشهدهم على أنفسهم بمضمونها وذكّرتهم بها رسله بقوله {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [سورة إبراهيم:10] العاشر: أنه جعل هذا آية وهي الدلالة الواضحة البيِّنة المستلزمة لمدلولها بحيث لا يتخلّف عنها المدلول وهذا شأن آيات الرب تعالى فإنها أدلة معيّنة على مطلوب معيّن مستلزمة للعلم به فقال تعالى {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة الأعراف:174] وإنما ذلك بالفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله فما من مولود إلا يولد على الفطرة، لا يولد مولود على غير هذه الفطرة هذا أمر مفروغ منه لا يتبدل ولا يتغير وقد تقدمت الإشارة إلى هذا والله أعلم. وقد تفطن لهذا ابن عطية.."

المراد بالفطرة الفطرة على الدين، والدين عند الله الإسلام ولذا جاء في حديث الفطرة «فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» ما ذُكر الإسلام بدليل مما يدل على أنه هو الفطرة.

"وقد تفطن لهذا ابن عطية وغيره ولكن هابوا مخالفة ظاهر تلك الأحاديث التي فيها التصريح بأن الله أخرجهم وأشهدهم على أنفسهم ثم أعادهم وكذلك حكى القولين الشيخ أبو منصور الماترودي."

الماتريدي.

"الماتريدي في شرح التأويلات ورجح القول الثاني وتكلم عليه وما إليه ولا شك أن الإقرار بالربوبية أمر فطري والشرك حادث طارئ والأبناء تقلدوه عن الآباء.."

ولذلك مكث الخلق عشرة قرون- كما في حديث ابن عباس- على التوحيد، ثم بعد ذلك طرأ فيهم الشرك في قوم نوح كما هو في خبر ابن عباس المعروف.

طالب: ..........

ابن عطية فيه شوب اعتزال، وذُكر هذا في ترجمته، وفي مقدمة تفسيره ما يدل على ذلك لكنه تفطن لمثل هذا مع أنه يهاب مخالفة ظاهر الأحاديث، ليس مثل الزمخشري إذا اقتنع بشيء وجرى على أصول مذهبه الاعتزالي خالف بذلك، ابن عطية خير منه بكثير كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.

طالب: ..........

إيه الهيبة، هيبة الأحاديث، هيبة السنة وإن وجد في فهم الإنسان ما يدل على خلاف ذلك لكنه يقف، قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، إذا كان هذه حال المسلم وطالب العلم يرجى له خير إذا كان يهاب النصوص.

طالب: ..........

إيه يستشف من كلامهم، لكن الأحاديث فيها نوع صراحة، والحقيقة لا يوجد ما يمنع منها، اللهم إلا أن هذا الميثاق الذي أُخذ لا يتفطن له الإنسان، وقد لا يستفيد منه في حياته لاسيما إذا كان ممن كتبت عليه الشقاوة، ولا يترتب عليه حكم؛ لأن الحكم مرتب على إرسال الرسل فجعلوا ذلك من باب المعاني وهم من أهل العلم بلا شك لكن الأصل في الكلام الحقيقة.

"والأبناء تقلدوه عن الآباء فإذا احتجوا يوم القيامة بأن الآباء أشركوا ونحن جرينا على عادتهم كما يجري الناس على عادة آبائهم في المطاعم والملابس والمساكن يقال لهم أنتم كنتم معترفين بالصانع مقرين بأن الله ربكم لا شريك له وقد شهدتم بذلك على أنفسكم فإن شهادة المرء على نفسه هي إقراره بالشيء ليس إلا قال الله تعالى.."

يعني فرق بين أن يقلد آباءه في الشرك وبين أن يقلده في أمور عادية من مأكل ومطعم وملبس هذه لا يلام عليها، خلاص وجد الناس على هذه العادات وهذه التقاليد وليس في باله شيء يخالفها لكن يقلدهم في الشرك {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [سورة الزخرف:23] هذا التقليد المذموم.

قال الله تعالى..

الشوكاني في تفسيره كلام شديد حول هذه الآية على المقلدة في الفقه في الأحكام، كلام شديد جدًا في هذا الباب ورأيه في هذا الباب معروف في تحريم التقليد.

طالب: ..........

وين؟

طالب: ..........

عوام الناس فرضهم التقليد {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة النحل:43] لكن الذي لديه الأهلية ويعرف ولديه القدرة على الوصول إلى الحق بدليله هذا يتعين عليه.

"قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ} [سورة النساء:135] وليس المراد أن يقول أشهد على نفسي بكذا بل من أقر بشيء فقد شهد على نفسه به فلو عدلتم.."

فلمَ.

"فلمَ.

أحسن الله إليك.

فلمَ عدلتم عن هذه المعرفة والإقرار الذي شهدتم به على أنفسكم إلى الشرك بل عدلتم عن المعلوم المتيقن إلى ما لا يعلم له حقيقة تقليدًا لمن لا حجة معه بخلاف اتباعهم في العادات الدنيوية فإن تلك لم يكن عندكم ما يُعلم به فسادها وفيه مصلحة لكم بخلاف الشرك فإنه كان عندكم من المعرفة والشهادة على أنفسكم ما يبين فساده وعدولكم فيه عن الصواب، فإن الدين الذي يأخذه الصبي عن أبويه هو دين التربية والعادة وهو لأجل مصلحة الدنيا فإن الطفل لا بد له من كافل وأحق الناس به أبواه ولهذا جاءت الشريعة بأن الطفل مع أبويه على دينهما في أحكام الظاهرة وهذا الدين لا يعاقبه الله عليه على الصحيح حتى يبلغ ويعقل وتقوم عليه الحجة وحينئذٍ فعليه أن يتبع دين العلم والعقل وهو الذي يعلم بعقله هو أنه دين صحيح فإن كان آباؤه مهتدين."

والعقل لا يستقل بهذا، وإنما هو تابع للنص نعم الفطرة لا شك أنها الأصل والأسا،س وإرسال الرسل هو الذي تقوم به الحجة والعقل أيضًا لا يخرج العقل الصريح الذي لم تجتله الشياطين.. الذي لم تجتله الشياطين لا شك أنه موافق للنقل.

طالب: ..........

هي موجودة لكن مثل ما قلنا نقلاً عن أهل العلم أن الفطرة مثل الجمر تحت الرماد يحتاج إلى من ينفض عنه هذا الرماد لتبين، فالرسل يبينونها ويوضحونها والعقل الصحيح يؤيد ذلك.

طالب: ..........

أخرجهم أمثال الذر كم عدد أولاد آدم لصلبه ثم مسح أولاد ظهور صلبه لاستخراج أولادهم يدل على أن جميع بني آدم من أول الخليقة إلى آخرها دخلوا في المسح الأول من ظهره.

طالب: ..........

هل تعتقد أنه مسح واحد بأن مسح ظهر آدم فقط؟

طالب: ..........

إيه لكن مسح ظهر آدم واستخراج ذريته أمثال الذر يغني عن مسح أصلاب الآباء إلا أن يكون هناك مسح ثاني لأنهم كلهم استخرجوا من ظهر آدم أمثال الذر لأن؛ أولاد آدم معروفون عددهم يسير ما نقول أن أولاد آدم لصلبه أمثال الذر ثم بعد ذلك أولاد أولاد ذريته، فهمت كلامي؟

طالب: ..........

وين؟

طالب: ..........

مخرجة في ماذا؟

طالب: ..........

الأول أول حديث.

طالب: ..........

ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته ما يلزم المسح يعني ما استخرج ذريته؟ ما يحتاج المهم أنه استخرج ذريته هذا محل الشاهد ما نحتاج إلى المسح.

طالب: ..........

لا، استخراج مرة أو مرتين إيه نفس الشيء ما يحل الإشكال.

"فإن كان آباؤه مهتدين كيوسف الصديق مع آبائه قال {{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُون}} {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ} [سورة يوسف:38] وقال وقال ليعقوب بنوه {{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون}} {نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ} [سورة البقرة:133] وإن كان الآباء مخالفين للرسل كان عليه أن يتبع الرسل كما قال تعالى {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} [سورة العنكبوت:8] الآية فمن اتبع دين آبائه بغير بصيرة وعلم بل يعدل عن الحق المعلوم إليه فهذا اتبع هواه كما قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} [سورة البقرة:170] وهذه حال كثير من الناس من الذين ولدوا على الإسلام يتبع أحدهم أباه فيما كان عليه من اعتقاد ومذهب.."

هذا ظاهر في تاريخ الأمة أن الابن يتبع أباه في عقيدته تجد من عقيدتهم السلفية أبناؤهم على هذه الطريقة، والأشعرية أبناؤهم على هذه الطريقة إلا أن يتوصل باجتهاده ونعمة الله عليه أن يهتدي إلى الصراط المستقيم وإلا تجد المالكية عمومًا مذهب واحد وأبناؤهم وأحفادهم وآباؤهم وأجدادهم كلهم على مذهب واحد، وكذلك الحنابلة والشافعية وغيرهم من المذاهب.

"وإن كان.."

وإن كان.

"وإن كان خطئًا ليس فيه على بصيرة بل هو من مُسلِمة الدار لا مُسلِمة الاختيار، وهذا إذا قيل له في قبره من ربك قال هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته."

إذا كان من النوع الثاني الكافر أو المنافق يقول مثل هذا الكلام الذي بدعته مكفرة مثلاً، أما من كانت بدعته في دائرة الإسلام ومذهبه أيضًا الفقهي الذي تبع فيه آباءه وأجداده على الجادة من المذاهب المعتمدة وهو ليس من أهل النظر يشمله قوله {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ} [سورة النحل:43] وفرضه حينئذٍ التقليد ولا يضره هذا إن شاء الله من عامة المسلمين.

طالب: ..........

إيه لكن ما النتيجة إذا قال هاه لا أدري يضرب بمرزبة من حديد يعني كما جاء في الحديث وهذا فرض العامي المقلد الذي نشأ.. يُظَن به هذا؟! هذا ما يُظَن إما بالكافر أو المنافق هذا الذي جاء في الخبر وأما الكافر والمنافق.

طالب: ..........

الذي قلد في هذا الباب أما من هو في دائرة الإسلام فلا يكون مآله هذا.

طالب: ..........

يقلد أباه لكن المسكين ما توصل إلى علم، ما قامت عليه حجة؛ لأنه قال فيما سبق من أصل عقيدة ومذهب فيما كان عليه من اعتقاد ومذهب هذا الحاصل في بلاد المسلمين كلهم، تجد مثلا البلد الذي يغلب عليه مذهب من المذاهب البدعية كالأشاعرة والمعتزلة وغيرهم الأبناء تبع الآباء إلا من شاء الله أن يمن عليه بالتوفيق، كذلك إذا كان المذهب مالكيا أو شافعيا أو حنبليا يقلد بعضهم بعضًا هل هذا هو المقصود الذي يقول هاه؟ ليس هو المقصود.

طالب: ..........

حتى الكلام نظري، القول بعدم الصحة نظري، عامة الناس إلى أين يذهبون؟ ما أدركوا إلا مثل هذا عوام المسلمين يعني نشؤوا في بلد علماؤهم على هذا وتوارثوه ولا سمعوا بغيره أصلاً، الإشكال فيما إذا سمعوا الحق بدليله وأصروا على تقليد آبائهم وأجدادهم وشيوخهم على الباطل، هذا الذي لا يقبل فيه ولا يُعفى عنه ولا يعذر فيه ؛لأنه عرف الحق بدليله وأعرض عنه لمجرد تقليد الآباء والشيوخ، تجد مثلاً من إذا وجدته يطوف بقبر وتقول له هذا الدليل من كتاب الله وسنة نبيه وهذا أيضا قول العلماء فلان وفلان أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم وابن باز وابن فلان وتعدد عليه، يقول عندنا شيوخ، هم أفضل ممَّن ذكرت، هو مقتنع بهم، هو من طفولته إلى أن شاب في الإسلام وهو يرى هؤلاء المشايخ يتصدون لإفتاء الناس ويؤمون الناس في الصلوات ويبكون إذا قرؤوا القرآن والناس من حولهم تحتف بهم وتولد عندهم قناعة بهم، فمثل هذا بعد أن يسمع الحق بدليله لا يُعذَر لوجود المانع من قبول الحق إذا فهم الحق.

"فليتأمل اللبيب هذا المحل ولينصح نفسه وليقم لله ولينظر من أي الفريقين هو والله الموفِّق فإن توحيد الربوبية لا يحتاج إلى دليل فإنه مركوز في الفطر وأقرب ما ينظر فيه.."

ولذلك ما وجد فيه خلاف بين الرسل وأممهم، وإنما حصل الخلاف والجهاد والقتال على توحيد الألوهية.

طالب: ..........

إذا كان لا يفهم وما بلغه الحق أو بلغه ولا يفهم المراد منه وصار بمنزلة الأعاجم الذين لا بد أن يترجم لهم القرآن لا بد أن يفهم، أما مجرد بلوغ الحجة فهذا لمن يفهم، للعرب ماذا لو قرأت آية أو حديثا على أعجمي ما ينطق بكلمة عربية كأنك ما فعلت شيئا، هل يمكن أن يؤاخذ بمجرد هذا وهو المقصود {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [سورة الأنعام:19] لا بد من أن تقام عليهم الحجة لكن إذا وجد مانع من قبول الحجة، بلغته الحجة وفهمها لكن يقول والله الشيخ الفلاني يطوف هذا هو معنا، وثقتنا بهم أكثر من ثقتنا بكم وبشيوخكم مثل هذا لا يقبل ولا يعذر.

طالب: ..........

خلاص يكفي هذا، لكن بعض الحقائق العرفية طغت على بعض المجتمعات فألغت وأخفت الحقائق الشرعية، يعني بعض العامة يتداولون أشياء، طيب لو جاء شخص من عامة الناس وصرف زكاته لغني أمواله في البنوك لكن لا ينفق على نفسه معتقدًا أن هذا هو المحروم، نحن في عرفنا هذا المحروم، عرفنا في بلدنا أن المحروم عنده أموال ولا ينفق منها {{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُوم}} {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُوم (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم (25) } [سورة المعارج:24-25]  فذهب إلى غني عنده عشرات الملايين في البنوك لكن ما ينفق على نفسه وعلى من تحت يده وأعطاه زكاته، قال هذا محروم باعتبار أن الحقيقة العرفية طغت على الحقيقة الشرعية، فالإشكال في مثل هذا، في بعض البلدان تجد الحقيقة العرفية هي السائدة ولا يفهم شيء عن الحقيقة ولا سمع بالحقيقة الشرعية أصلاً.

طالب: ..........

والله عند بلدانكم هذا ليس عندنا هاتوا أنتم لنا مثالا.

طالب: ..........

معروف هذا، هل تدرون أن شخصا أجبر ابنته على الزواج من شخص لا تريده إطلاقًا فقيل له يا ابن الحلال الرسول -عليه الصلاة والسلام- «لا تُنكح البكر حتى تستأذن ولا تُنكح الأيم حتى تستأمر» قال لكن الله يقول {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً} [سورة النــور:33] {وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النــور:33] أنا أريد هذه المغفرة البغاء، تقول ما أبغاه، المسكين هذا فهمه لكن مثل هذا لا بد أن يبين له المعنى لأنه كأنه ما بلغه النص.

طالب: ..........

هؤلاء يمتحنون أهل فترة يمتحنون.

طالب: ..........

قد يكون بلغه ما جاء فيه النص عنه -عليه الصلاة والسلام-يُحمل على أنه بلغه.

طالب: ..........

أو أنه إذا امتحن في الآخرة صار من أهل النار.

طالب: ..........

لا، الذي بعث فيهم النبي -عليه الصلاة والسلام-أهل فترة؛ لذلك كلام ابن القيم في طريق الهجرتين في تقسيم طبقات الناس، تقرأ الكلام.

طالب: ..........

خلاص.

طالب: ..........

لا أمل أن يستجيب ولو فيما بعد، يعني المسألة مسألة هجر وصلة وكلاهما علاج، ينظر في الأنفع، بعض الناس هجره يجعله يتبعك، إذا هجرته وتركته يجعله يستجيب ويلين، وبعض الناس إذا وصلته يجعله يلين، وعلى كل حال المصلحة مقدرة في مثل هذا، هذه مسألة دعوى.

طالب: ..........

لا لا، الصلاة خلفه إذا كانت بدعته مكفرة لا تجوز بحال، لا تصح.

طالب: ..........

والله هذا معروف من كلام أئمة الدعوة، وقالوا ما هو أشد من ذلك، لكن يبقى أن الله- جل وعلا- قال {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء:15] فإذا كان هذا بمستوى من يحتاج من يبعث إليه رسوله فهو معذور، وإذا كان بلغه شيء من الدين وأصر وعاند واستكبر ولم يقبل هذا عاد يتحمل.

نعم دعونا نكمل يا إخوان.

"فإنه مركوز في الفطر وأقرب ما ينظر فيه المرء أمر نفسه لما كان نطفة وقد خرج من بين الصلب والترائب والترائب عظام الصدر."

الصلب الظهر والترائب عظام الصدر، لكن هل هي من المرأة أو من الرجل؟ لأن الأكثر والجمهور على أن الترائب للمرأة والصلب للرجل، ومن المفسرين- وكأن الشيخ ابن سعدي يميل إليه- أن الصلب والترائب كلاهما من الرجل.

"ثم صارت تلك النطفة في قرار مكين في ظلمات ثلاث وانقطع عنها تدبير الأبوين وسائر الخلائق، ولو كانت موضوعة على لوح أو طبق واجتمع حكماء العالَم على أن يصوِّروا منها شيئًا لم يقدروا ومحال توهم عمل الطبائع فيها لأنها موات عاجزة ولا توصف بحياة ولن يتأتى من الموات فعل وتدبير فإذا تفكّر في ذلك وانتقال هذه النطفة من حال إلى حال علم بذلك.."

من يستطيع أن يخاطب النطف أو يرتب عليها أشياء أو أحكام؟ الله- جل وعلا- خاطبها {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ} [سورة الأعراف:172] لكن مثل ما يقول المؤلف: ومحال توهم عمل الطبائع فيها لأنها موات عاجزة ولا توصف بحياة ولن يتأتى من الموات فعل وتدبير، فإذا تفكر في ذلك وانتقال هذه النطفة يعني من طور إلى طور عرف قدرة الله وعرفة عجزه وعرف قدره.

"علم بذلك توحيد الربوبية فانتقل منه إلى توحيد الإلهية فإنه إذا علم بالعقل أن له ربًّا أوجده كيف يليق به أن يعبد غيره وكلما تفكر وتدبر ازداد يقينًا وتوحيدًا والله الموفِّق لا رب غيره ولا إله سواه."

يا إخوان هذا آخر الدروس بالنسبة لهذا الفصل، وتستأنف الدروس إن شاء الله تعالى في الأسبوع الثاني من الفصل الثاني الأسبوع الثاني من الفصل الثاني.

طالب: ..........

 

ضعفها يقول ليس لها ما يشهد لها.