التعليق على تفسير سورة البقرة من تفسير الجلالين (04)
...نعيد الكلام على المفلحين، لأنهم يقولون انقطع التسجيل إلخ..
طالب: ......................
لا لا ما جاء الذي قبله إيه؟
"المفلحون الفائزون بالجنة الناجون من النار"، وهو جمع مفلح اسم فاعل من أفلح الرباعي والفلْح أصله في اللغة الشق والقطع، كما في قولهم "إن الحديد بالحديد يفلَحُ" أي يُشق، ومنه فلاحة الأرض يعني زراعتها وشقها للحرث ويقال للذي شقت شفته السفلى أفلح، التي شقت شفته السفلى أفلح، والذي تشق شفته العليا؟ ماذا؟
طالب: ......................
هاه؟ من الإخوان يقولون أشرم لكن عاد..، من يعرف الحافظ أبا طاهر السِّلَفِي؟
طالب: ......................
السِّلَفي بكسر السين هاه؟
طالب: ......................
محدث معروف خلك مثل صاحب القاموس هاه؟
طالب: ......................
كيف؟ أقول خلك مثل صاحب القاموس محدث معروف شهر بن حوشب محدث متروك، محدث ما تنفع كلمة محدث؟ إمام حافظ كبير يقال له محدث وكفى؟! إيه لكن لماذا قيل سِلَفي؟ ليس سَلَفي، سِلَفي.
طالب: ......................
هاه؟
طالب: ......................
كيف؟
طالب: ......................
هاه؟
طالب: ......................
يراجعونها الإخوان ويأتون بها في الدرس القادم؟ هاه؟ وإلا ما أنت بمراجع يا شيخ أفرغ ما تكون الآن؟
طالب: ......................
والله ما أدري ما هو...
طالب: ......................
إيه أحسن حرر عليه بعد، أقول الله المستعان.
طالب: ......................
يقول القرطبي: كأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه، وقد استعمل الفلاح في السحور من حديث: «حتى كاد أن يفوتنا الفلاح مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور» والفلاح في العرف: الظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب، ومنه حي على الفلاح معناه ألموا إلى سبيل الفوز ودخول الجنة، في حاشية الجمل تكرير اسم الإشارة يعني في قوله تعالى: {أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ} تكرير اسم الإشارة لإظهار مزيد العناية بشأن المشار إليهم، وللتنبيه على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضي نيل كل واحدة من تينك الخصلتين وأن كلاً منهما كاف في تميزه عما عداهم يقول ويؤيده توسيط العاطف بين الجملتين بخلاف قوله تعالى: {أُوْلَٰٓئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} {أُوْلَٰٓئِكَ} بدون واو {أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[سورة الأعراف:179] يقول: فإن التسجيل عليهم بالغفلة عبارة عما يفيد تشبيههم بالبهائم فتكون الجملة الثانية مقررة للأولى.
طالب: ......................
أين؟
طالب: ......................
يعني لو قال: {أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ} بدون واو كما في قوله تعالى: {أُوْلَٰٓئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ماذا يقول صاحب الحاشية؟
يقول: تكرير اسم الإشارة لإظهار مزيد العناية. هذا مفروغ منه يعني بخلاف ما لو قال{أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ} {وَهُمُ ٱلمُفلِحُونَ}، يقول: وللتنبيه على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضي نيل كل واحدة من تينك الخصلتين وأن كلاً منهما كافٍ في تميزهم عما عداهم ويؤيده توسيط العاطفِ بين الجملتين بخلاف قوله تعالى: {أُوْلَٰٓئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} لأن العطف يقتضي المغايرة؟
طالب: ......................
إيه كل خصلة كافية في تميزه نفس الشيء، اقرأ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين، قال رحمه الله تعالى:
"{إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا} كأبي جهلٍ وأبي لهبٍ ونحوهما {سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألفٍ بين المسهلة والأخرى وتركه {أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} لعِلم الله منهم ذلك فلا في تطمع إيمانهم والإنذار إعلام مع تخويف"
كمل كمل
طالب: "{خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} طبع عليها واستوثق فلا يَدخلُها خير {وَعَلَى سَمْعُهِمْ} أي مواضعه"
أي أي
طالب: "أي مواضِعِه، فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَٰوَةٌ} غطاء لا يبصرون الحق {وَلَهُم عَذَابٌ عَظِيمٌ} قويٌ دائم"
بركة.
يقول في تفسير قوله تعالى: "{إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا} كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما" تقدم من قول مجاهد: أن أربع آيات من صدر هذه السورة في وصف المؤمنين، وأن آيتين منها في نعت الكافرين، وثلاث عشرة آية في المنافقين وصفاتهم، فلما قدم الله -سبحانه وتعالى- ذكر أوليائه وخالصة عباده بصفاتهم التي أهلتهم للفلاح والفوز والزلفى عنده قفَّى ذلك بذكر أضدادهم بذكر أضدادهم وهم العتاة المردة من الكفار الذين لا ينفع فيهم الإنذار.
يقول الزمخشري: فإن قلت لمَ قطعت قصة الكفار عن قصة المؤمنين ولم تعطف؟ كما في قوله -تعالى-: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} {وَإِنَّ الْفُجَّارْ لَفِي جَحِيمٍ} [سورة الإنفطار:13+14] ما قال -سبحانه وتعالى-: "{وَإِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيهُمْ} قال: {إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيهُمْ} بل قطع وهناك قال: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} {وَإِنَّ الْفُجَّارْ لَفِي جَحِيمٍ} غير ذلك من الآي كثير قلت القائل الزمخشري: ليس وزان هاتين القصتين وزان ما ذكرت لأن الأولى فيما نحن فيه مسبوقة لذكر الكتاب وأنه هدًى للمتقين وسيقت الثانية لأن الكفار من صفتهم كيت وكيت فبين الجملتين تباين في العرض والأسلوب وهما على حد لا مجال فيه للعاطف؛ لأن صدر الكلام عن الكتاب ثم جاء الكلام في المؤمنين وهم المتقون تبعًا للكتاب وحينئذٍ لا يحسن عطف الكفار على الكتاب وما فيه من الهدى، هو أصل الكفر في كلام العرب السَّتْر والتغطية ومنه قول الشاعر:
فِــي لَــــــيــــــــْلَـــةٍ كَــــفَـــــرَ النُّـــــجَـومَ غَمَامُهَا .........
أي سترها والبيت لمن؟ معلقة.
طالب: لبيد
لبيد نعم من معلقته الشهيرة، وقيل لليل كافر لأنه يغطي كل شيء بسواده، والكافر أيضًا البحر والنهر العظيم، الكافر الزارع وجمع كفار كما في قوله تعالى: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [سورة الحديد:20] الكفار يعني الزراع، لأنهم يغطون الحب والكافر يستر الحق بجحوده، والكفر هنا ضد الإيمان. هكذا يقولون الكفر في هذه الآية ضد الإيمان، ضد أو نقيض؟
طالب: ......................
يعني في واسطة بين الكفر والإيمان؟
طالب: ......................
إذا قلنا بأن هناك كفر أكبر وكفر أصغر؟
طالب: ......................
إيه لكن يعني ما فيه من يطلق عليه كافر وهو لم يفارق الإيمان بالكلية ما يطلق عليه الكفر؟ إذا هو ضد، وقد يرد الكفر بمعنى الجحود، بمعنى الجحود للنعمة والإحسان، ومنه قوله –عليه الصلاة والسلام- في النساء: «ورأيت النار فلم أرى منظرًا في اليوم أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء» قيل: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهن» قيل: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى أحدهن الدهر كله ثم رأت منك شيئًا قالت ما رأيت منك خيرًا قط».
البغوي -رحمه الله- في تفسيره يقسّم الكفر إلى أربع أقسام، فيجعل الكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق، ثم عرف الأقسام الأربعة، فكفر الإنكار: هو أن لا يعرف الله أصلاً ولا يعترف به، هذا كفر ماذا؟
طالب: الإنكار
الإنكار، لا يعرف الله ولا يعترف به، وكفر الحجود: هو أن يعرف الله بقلبه ولا يعترف بلسانه ككفر إبليس، كفر اليهود قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [سورة البقرة: 89] ما الفرق بين كفر الإنكار وكفر الجحود؟ أولاً ما الفرق بين الإنكار والجحود في الأصل؟
طالب: ......................
الجاحد عنده سبق علم بخلاف المنكِر، المنكر قد يكون عنده شيء من العلم، قد يكون عنده سبق علم فينكر، وقد لا يكون عنده شيء من العلم أصلاً فينكر ما جهل، ولذا فرّق بينهما البغوي.
كفر الإنكار هو أن لا يعرف الله أصلاً ولا يعترف به، كفر الجحود هو أن يعرف الله بقلبه ولا يعترف بلسانه ككفر إبليس، لكن هل كفر إبليس كفر جحود؟ هو يعرف الله -سبحانه وتعالى-، ويعترف به، وأقسم بعزته -سبحانه وتعالى-، لكن كفره كفر عناد واستكبار، كفر اليهود كفر جحود؟ كفرهم بالنبي –صلى الله عليه وسلم- لا شك أنه كفر جحود يعرفون صفته في كتبهم المنزلة عليهم ويجحدونها، كفر العناد يقول: هو أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به. يكون هذا معاند يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه لكنه لا يخضع ولا يدين لله -سبحانه وتعالى- يقول: من ذلك كفر أبي طالب عم النبي –عليه الصلاة والسلام- يعرف أن ماجاء به النبي –عليه الصلاة والسلام- حق ويعترف بذلك يقول:
وَلَــقِــدْ عَـلِمــتُ بِـأَنَّ ـدِيـنَ مُــحَــمَّــدٍ مِنْ خــيـرِ أَدْيَـــانِ الــبَـرِيَّــةِ دِيــنــاً
إذا ما المانع؟
لَــوْلَا الْــمَـذَمـــةُ أَوْحِـــذَارُ مَـسَـــبَّــةٍ لَـوَجَــدْتَـنِي سَـمْــحًا بِــذَاكَ مُبــــيـنًـا
نسأل الله العافية، وقصته في الصحيح حينما عرض عليه النبي –عليه الصلاة والسلام- الإسلام عرض عليه الشهادة عندما حضرته الوفاة مشهورة في الصحيحين وغيرهما.
يقول: وأما كفر النفاق هو أن يقر بلسانه ولا يعتقد بقلبه، من طوائف البدع من يرى أن أبا طالب مؤمن كتب في إيمانه بعض الكتب ولا شك أن إيمانه جارٍ على من يقول أن الإيمان المعرفة وهو قول الجهم وعلى هذا هو مؤمن وإبليس مؤمن وفرعون مؤمن ولا فرق إذا كان الإيمان مجرد المعرفة.
كفر النفاق هو أن يعترف بلسانه ولا يقر بقلبه، يقول: وجميع هذه الأنواع سواء في أن من لقي الله في واحد منها لا يغفر له. والكلام على الكفر والمكفرات ومما يخرج به الإنسان من الملة والعذر بالجهل وعدمه ومتى يستقر التكفير ومتى لا يحكم به أمور يطول شرحها ومحلها في كتب العقائد مما كتبه أهل السنة المعتمدون في ذلك، وإلا من ينتسب إلى العلم ممن يلزم من قوله أن لا يوجد كافر أصلاً؟
طالب: ......................
يذكرها الإخوان..
طالب: ......................
على كل التقسيم له أكثر من حيثية، لا شك أن المكذب لله ورسوله كافر.
طالب: ......................
فيه مقاربة من وجه لكن من حيثيات مختلفة، المستكبر الذي لا يذعن كإبليس كافر، والمعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يرفع به رأسًا من المكفرات، الإعراض عن دين الله جعلوه من المكفرات وغير ذلك من الأقسام، المقصود أن المسألة عظيمة وكبيرة ومذهب المرجئة معروف قديمًا وحديثًا أيضًا بعث من جديد، حتى أنه يلزم قول بعضهم من المتقدمين والمعاصرين أيضًا يلزم منه أن لا يوجد كافر أصلاً، يعني ما تستطيع أن تحكم على شخص بالكفر، ولو سجد لصنم ولو سب الله ورسوله ولو بال على المصحف، ما تستطيع تكفره على قول بعض الناس، نسأل الله العافية
طالب: ...... في كتاب جامع تنصح به ............
أئمة الدعوة لهم كلام طويل في الدرر السنية في العذر وعدمه، والشيخ رحمه الله عذر بعض الناس ولم يعذر آخرين.
طالب: ......................
لا الشيخ محمد رحمه الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب عذر بعض الناس ولم يعذر آخرين؛ وذلك لأنه يرى من عذرهم لم تبلغهم الحجة ولم تقم عليهم الحجة، ومن لم يعذرهم قامت عليهم وبلغتهم الدعوة والإنذار.
طالب: ......................
هو نفسه؟ وإن انتسب إلى العلم وإن عرف بـ... نقول هذا اجتهاده وهو اجتهاد خاطئ وله لوازم باطلة كثيرة يكفر الناس مشكلة.
طالب: ......................
من لم يكفر الكافر إذا عرف أنه كافر ولم يكفره، لكن إذا اجتهد وأخطأ في اجتهاده وإلا يلزم عليه المرجئة مشكلة بعد كلهم أقوالهم قريبة من هذا عندهم أفجر الناس وأفسقهم إيمانهم مثل إيمان جبريل.
طالب: ......................
{لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [سورة الأنعام:19] نعم لكن بلغه بحيث يفهم أما شخص أعجمي ما يدري ما الذي يتلى عليه، أو شخص عربي وهو في حكم العجمي ما يفهم، ليس ببعيد منه يحتاج إلى أن يفهم الحجة، لكن هل يشترط زوال المانع أو لا يشترط هذه مسألة أخرى، يعني ثقة كثير من الطوائف بشيوخهم تصدهم عن دين الله، وهذه مشكلة مثل ما تثق بعلماء بلدك هم يثقون بعلماء بلدهم، فإذا ألقيت عليهم ما ألقيت من الحجج هو واثق بعالمه، وفي الغالب أن علماء الضلال مرتزقة، يصدهم عن الانصياع إلى الحق إما حب الرئاسة على الناس، أو الطمع المادي كما في بعض الطوائف وهذا معروف والله المستعان.
يقول: "{إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا} كأبي جهلٍ وأبي لهبٍ ونحوهما" وهذا على أن المراد بهم ناس بأعيانهم كمن ذكر أبي جهل وأبي لهب ووليد المغيرة وأضرابهم وهذا احتمال، ويحتمل أن يكون السياق متناولاً كل من صمم على كفره تصميمًا لا يرعوي بعده، ورجح ابن جرير ما نقله عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في اليهود الذين كانوا بنواحي المدينة على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- توبيخًا لهم في جحودهم نبوة محمد –صلى الله عليه وسلم- تكذبيهم به مع علمهم به ومعرفتهم بأنه رسول الله إليهم وإلى الناس كافة، يكون المراد بالذين كفروا أحبار اليهود، ذكر سبب للترجيح وهو أن الله جل ثناؤه قال: {إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} عقيب خبر الله جل ثناؤه عن مؤمني أهل الكتاب وعقيب نعته وصفته وثناءه عليهم بإيمانهم به وبكتبه ورسله قال: فأولى الأمور بحكمة الله أن يتليَ ذلك الخبر عن كفارهم ونعوتهم وذم أسبابهم وأحوالهم. يقول تقدم مدح مدح الله والثناء على من آمن من أهل الكتاب {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} هؤلاء هم أهل الكتاب على ما تقدم في قول فلما ذكر من آمن أهل الكتاب أعقبه بذكر من لم يؤمن وجحد واستكبر عن الإيمان منهم، وعلى كل {الْذِينَ كَفَرُوا} الذين من صيغ العموم من الموصولات التي هن صيغ العموم فيشمل كل كافر وكون الآيات نزلت في أبي جهل وأبي لهب والوليد بن المغيرة وغيره من مشركي قريش أو في من أصر وعاند وجحد واستكبر من أهل الكتاب فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهو متناول لكل من هذه صفته لكل كافر، {إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيهُمْ} {إِنَّ} حرف توكيد ونصب، يقول البصريون: هذا الحرف ينصب الاسم ويرفع الخبر. ويقول الكوفيون: لا أثر له في رفع الخبر. الخبر من الأصل مرفوع، الآن عمل إنّ في المبتدأ ما فيه إشكال بدل ما هو مرفوع بالإبتداء صار منصوبا، بإنَّ الخبر مرفوع بأي شيء؟ هاه؟
طالب: ......................
بالإسناد إلى المبتدأ، فهو مرفوع بالمبتدأ، الآن أين المبتدأ الذي يكون مرفوعًا به على رأي الكوفيين؟ نعم؟
طالب: اسم
كيف؟
طالب: اسم إنّ
اسم إنّ لكن هل يقال أنه مبتدأ؟
طالب: ......................
الآن إنّ غيرت هيكل الجملة كلها وإلا غيرت المبتدأ فقط؟ إذا قلنا إن الخبر رفع بالمبتدأ، رفعه المبتدأ بالإبتداء والخبر يُرفع بالمبتدأ أين المبتدأ؟ تغير، فالذي غيّر المبتدأ تصرف في الخبر وإن كان لا أثر ظاهر لهذا التصرف على قول البصرين، وعلى كل حال المسألة سهلة، {الْذِينَ} اسم إنّ مبني على الفتح في محل نصب ملازم للياء وقيل بإعرابه بالحروف هاه؟ نحن ماذا؟ اللذون صبحوا الصباح يوم ماذا؟ يوم غارتًا ملحاحًا، و{سَوَآءٌ}؟ مرفوع على أنه خبر لإن، {إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيهُمْ} على أنه خبر إن، و {ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ} في موضع الرفع به على الفاعلية، {سَوَآءٌ} مرفوع على أنه خبر إن {ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ} في موضع الرفع بـ {سَوَآءٌ} على الفاعلية فيكون في محل رفع فاعل والعامل فيه سواء كأنه قيل: إن الذين كفروا مستوي عليهم إنذارك وعدمه أو يستوي لديهم إنذارك وعدمه، وقيل {سَوَآءٌ} خبر مقدم و {ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ} يعني المصدر في موضع الإبتداء إنذارك وعدمه سواء، والجملة خبر إنّ، يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} قال كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعونه على الهدى فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة، ولا يضل إلا من سبق له إلى الله الشقاء، وقوله: {لَا يُؤْمِنُونَ} جملة مؤكدة للتي قبلها {سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُم} أي هم كفار في كلا الحالين ولهذا أكد بذلك قوله: {لَا يُؤْمِنُونَ} ويحتمل أن يكون {لَا يُؤْمِنُونَ} خبر لأنّ التقدير إن الذين كفروا لا يؤمنون ويكون قوله {سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُم} جملة معترضة {إِنَّ الْذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ} هنا ذكر كم قراءة؟ "بتحقيق الهمزتين ءأنذرتهم إبدال الثانية ألفًا وتسهيلها" آنذرتهم "وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى" آنذرتهم آءنذرتهم "وتركه" كم قراءة؟
طالب: ......................
أين أشرف يشوف لنا القراءات غير موجود؟
طالب: ......................
اختلف القراء في قراءة {ءَأَنْذَرْتَهُمْ} فقرأ أهل المدينة وأبو عمرو والأعمش ءآنذرتهم بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية اختارها الخليل وسيبويه يقول وهي لغة قريش وسعد بن بكر، وروي عن ابن محيصن أنه قرأ أنذرتهم بهمزة واحدة بهمزة لا ألف بعدها فحذف الهمزتين أو لأن "أم" تدل على الاستفهام، روي عن أبي اسحاق أنه قرأ آءنذرتهم فحقق الهمزتين وأدخل بينهما ألفًا لأن لا يجمع بينهما قال أبو حاتم ويجوز أن تدخل بينهما ألفًا وتخفف الثانية وأبو عمرو ونافع يفعلان ذلك كثيرًا، وقرأ حمزة وعاصم والكسائي بتحقيق الهمزتين ءأنذرتهم وهو اختيار أبو عبيد، قال الأخفش: يجوز تخفيف الأولى من الهمزتين وذلك رديء لأنهم إنما يخففون بعد الاستثقال.
يعني يخففون الأولى. مفائدة التخفيف قبل الاستثقال؟ يقول: يجوز تخفيف الأولى من الهمزتين. آءنذرتهم كيف تنطق؟ تخفف الأولى وتحقق الثانية.
طالب: ......................
كيف؟ لكن ما تدخل بينهما ألفًا لأن هذه قراءة غيرها يقول: وذلك رديء لأنهم إنما يخففون بعد الاستثقال، لأنه ما بعد جاء الاستثقال حتى يخفف.
قال أبو حاتم: ويجوز تخفيف الهمزتين جميعًا. فهذه سبعة أوجه من القراءات ووجه ثامن: يجوز في غير القرآن لأنه مخالف للسواد وللرسم أيضًا وهو ما قاله الأخفش سعيد: تبدل من الهمزة هاء فتقول هاأنذرتهم.
طالب: ......................
لكن هنا وردت؟
طالب: ......................
لا ما وردت كما يقال هاياك وإياك.
طالب: ليس بمثلها يا شيخ فأنتم مثل فأنذرتكم..
ما هو؟
طالب: أأنتم أشد خلقا أليست مثل ءأنذرتهم؟
إيه، الأخفش في قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ} ما الذي بعدها ماذا؟
طالب: ها أنتم هؤلاء.
صح اجزم طيب يقول إنما هو أأنتم أصلها همزة، والإنذار يتعدى إلى مفعولين كما في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا} [سورة النبإ:40] {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً} [سورة فصلت:13] فيكون الثاني في هذه الآية محذوفًا تقديره ءأنذرتهم العذاب أم لم تنذرهم إياه وأم {سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ} أم، ما هي؟
طالب: ......................
نعم؟
طالب: ......................
أم هذه تسوية؟ همزة ماذا؟
طالب: ......................
نعم؟
طالب: ......................
الهمزة للتسوية صحيح وأم؟
طالب: ......................
أم عاطفة عاطفة، متى يُعطف بأم؟
طالب: ......................
نعم.
طالب: ......................
استفهام ماذا؟
طالب: ......................
أي استفهام؟
طالب: ......................
............. ...عن لفظ أي مغنية
صحيح، أما استفهام كما يقال، هل يجوز كذا أم كذا يجوز أم لا يجوز؟
طالب: ......................
كيف؟
طالب: ......................
ما يصح عندهم عند النحاة ما يصلح.
طالب: ......................
فأم إنما يعطف بها إثر همز التسوية،
........................... أو همزة عن لفظ أيٍّ مغنية
عندك {سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ} والهمزة التي هي مغنية عن لفظ أي {ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ الْسَّمَاءُ} [سورة النازعات:27] هاه؟
طالب: ......................
في حديث جابر لما تزوج جاء في بعض الروايات «هل تزوجت بكرًا أم ثيبًا؟» هذا يرِد على قولهم، ولذا الشراح ما تعرضوا لـ أم تعرضوا لـ هل وجعلواها بمعنى الهمزة، في حديث هرقل وإن كان الروايات الأكثر على خلاف ذلك وسألتك «هل يزيدون أم ينقصون؟» وهذا أيضًا وارد عليهم وإن كان الاحتجاج بالحديث في القواعد النحوية فيه ما فيه عندهم عند النحاة لا يرون الاحتجاج بالحديث لماذا؟ بل جمهورهم وإن كان من أهل العلم من يرى الاحتجاج به لأنه تجوز روايته بالمعنى ويمكن أن يكون هذا من تصرف الرواة بدليل أنه لو جمعنا جميع الآيات في قصة هرقل لوجدنا من يرويها على القاعدة مثله في قصة جابر في زواجه.
ولا يجوز -هذا في حاشية الصبان على الأشموني- يقول ولا يجوز أن يكون بدلها أو، فقول الفقهاء سواء كذا أو كذا خطأ، وقراءة ابن محيص سواء عليهم ءأنذرتهم أو لم تنذرهم من الشذوذ بمكان. هذا في حاشية الصبان على الأشموني وهو من أنفع ما كتب على الألفية وشرح الأشموني من أوفى الشروح.
"{سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم"، والقصد من ذلك تسلية النبي –عليه الصلاة والسلام- وتيئيسه –صلى الله عليه وسلم- من إيمانهم وإراحته من إنذارهم من وعلاجهم على ما تقدم في خبر ابن عباس الذي ذكره الحافظ ابن كثير كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعونه على الهدى فأخبر الله -سبحانه وتعالى- أنه لا يؤمن إلا من سبقت له السعادة، والرسول –عليه الصلاة والسلام- يتأثر إذا دعا ولم يؤمن بعض من يدعوه {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [سورة فاطر:8] {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُواْ} ماذا؟ لا لا
طالب: ......................
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} ؟
طالب: {عَلَى آثَارِهِمْ}
أي آية آية الكهف؟ وإلا آية.. إيه؟
طالب: ......................
هاتهن كلهن يا أبا عبد الله.
طالب: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ اَلَّا يَكُونُواْ مُؤْمِنينَ} [سورة الشعراء:3]
أين؟
طالب: هذه في الشعراء.
طيب وآية الكهف؟
طالب: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفًا} [سورة الكهف:6]
{إِنْ لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفًا} فالرسول –عليه الصلاة والسلام- يتأثر، وهذا من شفقته –عليه الصلاة والسلام- على من بعث إليهم وما الذي هنا؟ إيه وأيضًا لأن له من الأجر مثل أجر من يؤمن به –عليه الصلاة والسلام- وشفقته –عليه الصلاة والسلام- لمن أرسل إليهم أمر لا يحتاج إلى استدلال فعليه من الله الصلاة والسلام.
يقول: "والإنذار إعلام مع تخويف" يقول القرطبي: لا يكاد يكون الإنذار إلا في تخويف يتسع زمانه للاحتزار.
الإنذار -يقول القرطبي- الإنذار لا يكاد يكون إلا في تخويف يتسع زمانه للاحتراز، يصير فيه فرصة فإن لم يتسع زمانه للاحتراز كان إشعارًا ولم يكن إنذارا. يعني إذا كان هناك فرصة للاحتراز يسمى إنذارا إن لم تكن هناك فرصة يسمى إشعارا. هذه كلمات مستعملة الآن، بعض الجهات المدارس الكهرباء الماء الهاتف كلها ترسل إنذارات ترسل إشعارات وأحيانًا في المدارس يقولون كلمة ثالثة إخطار، الإنذار إذا كان هناك فرصة ممكن يتلافى الطالب، ما فاته والإنذار إذا بقي على قطع التيار مدة يعطونك إنذار لكن إذا ما بقي يكون إشعارا، وأما إذا داهم الخطر فالمسألة إخطار، وإن كان يرسلون من المدارس إخطارا وهو ما فيه إن شاء الله شيء يذكر. ما هو؟
طالب: ......................
معك أنت جاء من مداهمة الخطر مداهمة العدو والخطر ممكن وإلا.
"{خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} يقول معناه طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير". الختم مصدر ختمت الشيء ختمًا، فهو مختوم ومختّم ومعنى الختم التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء ومنه ختم الكتاب والباب أيضًا، وما أشبه ذلك يعني من المحسوسات حتى لا يوصل إلى ما فيه ولا يوضع فيه غير ما فيه، ما فيه شك أن ختم الكتاب ووضع الخاتم على الكتاب أمر يؤمن معه الزيادة فيه والنقص والتزوير ولذا لما قيل للنبي –عليه الصلاة والسلام- أن هؤلاء الملوك لا يقرؤون إلا ما كان مختومًا اتخذ الخاتم، فاتخاذ الخاتم –عليه الصلاة والسلام- لسبب وهو الحاجة إليه وعلى هذا من يحتاج إلى الخاتم من أمير أو مسؤول أو قاض أو حاكم يكون في حقه سنة، والذي لا يحتاجه يكون على الأصل وهو الإباحة.
طالب: ......................
كيف؟ الرسول اتخذه للحاجة لأنه يختلف الكتب حين يبعثها.
طالب: ......................
لكن العلة منصوصة علة منصوصة وما استثني من القاعدة أن الحكم يدور مع علته وعلى كل من لبسه قاصدا بذلك الاقتداء يؤجر على ذلك القصد وإلا فالأصل أنه مباح.
طالب: ......................
لا قد يكون ممنوعا، يقصد به التشبه إذا قصد به التشبه فهو ممنوع.
طالب: ......................
أصل الزينة والحلية للنساء لكن يكون تشبه من جهة أخرى.
طالب: ......................
لا لا أبدًا ليس بسنة.
طالب: ......................
للنساء إيه {أَوَمَنْ يُنَشُّؤُاْ فِي الْحِلْيَةِ} إيه الزينة الزينة الحلية.
طالب: ......................
الخاتم ما فيه شيء الخاتم لو للحاجة ما فيه شيء ولو من فضة.
طالب: ......................
إيه معروف أنه للزينة يحطونه صفراء مثل حلي النساء والله المستعان.
حواشي البيضاوي أشرنا في الدرس الماضي أن عليه أكثر من مائة وعشرين حاشية، والمترجمون يكادون يتفقون على أن حاشية زاده أفضل الحواشي، لكن من خلال النظر في هذه الحواشي يظهر أن حاشية الشهاب أفضل، أفضل حاشية الشهاب.
وأما كونه على مذهب السلف مطبوع من حواشيه حاشية الشهاب، وزاده، والقونوي، وابن التمجيد، والكازروني. هذه الحواشي مشهورة ومتداولة، وكلها على مذهب الخلف في العقائد، فلتُتقى من هذه الحيثية.
وما رأيكم في تفسير الشوكاني فتح القدير؟ وهل هو على مذهب السلف في العقائد؟
تفسير الشوكاني جامع بين الأثر، التفسير بالأثر والتفسير بالنظر جامع بين فني الرواية والدراية كما قال المؤلف في عنوانه، هو تفسيرٌ نفيس يحتاج إليه كل طالب علم، وللمُفسِّر لفتات لا توجد عند غيره، له اجتهادات وُفِّق لها.
وأما كونه على مذهب السلف فهو في الجملة على مذهب السلف، لكن أوَّل بعض ما لا يجوز تأويله. والله المستعان.
إذا تاب وأناب بشروط التوبة، وعَلِم الله –جلَّ وعلا- منه صدق الأوبة والإنابة ما الذي يحوُل دونه ودون ربه.
المحظور أن يَتكلَّف للناس، وأن يذبحوا لهم أو يطعموهم، أما هم فقد جاءهم ما يشغلهم، فلو قُدِّم لهم الطعام فالسُّنَّة دلت عليه، والاجتماع للعزاء إن كان القصد منه التيسير على المُعزين في اجتماع أهل الميت في بيتٍ واحد، ويحصل العزاء على الوجه الشرعي، وينصرف الإنسان بحيث لا يمكث بحيث يُكلِّف أهل الميت فلا مانع منه –إن شاء الله تعالى- المقصود أنه لا يكون عليهم كلفة، ولا تكون مراسم معينة لهذا العزاء على طريقةٍ معينة طريقة أهل البدع، إنما إذا جلسوا في بيتٍ تيسيرًا على المُعزين؛ لأن المسافات الآن تباعدت في المدن الكبرى، فيشق على الإنسان أن يُعزي عشرة من الأنفس كل واحد في حي، فإذا اجتمعوا لهذا الأمر من غير كلفةً عليهم فلا إشكال إن شاء الله تعالى.
كتاب "الناسخ والمنسوخ" للواحدي بالنسبة للقرآن طيب، "والاعتبار" في الناسخ ومن المنسوخ من الآثار بالنسبة للحديث للحازمي كتابٌ نفيس.
على كل حال الكتاب مُحقق في ثمان رسائل -رسائل دكتوراة- وجاهز للطباعة، وإلى الآن ما بعد انتهى، طُبِع منه قطعة غير كاملة في مجلدين، لكن الرسائل ما بعد طُبِعت، فإذا طُبِع تكون طبعة طيبة -إن شاء الله- والكتاب عظيم ونافع، لكنه ليس لأوساط المتعلمين، ليس للمبتدئين ولا للمتوسطين، وإنما هو للمنتهين من طلاب العلم؛ لأنه كتابٌ فيه عشرات الصفحات يُمكن أن يقرأ فيها طالب العلم كأنها طلاسم، ونعرف من الكبار من أهل العلم من يطوي كثير من المباحث، وإلا فالكتاب كتابٌ عظيمٌ جدًّا، يقول ابن القيم:
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي
ما في الوجود له نظيرٌ ثاني
وكذلك التأسيس أصبح نقضه
أعجوبةً للعالم الرباني
ومن العجيب أنه بسلاحهم
أرداهم نحو الحضيض الداني
كتابٌ عظيم، لكنه للكبار.
هو كاتب كتاب درة "درة التنزيل وغرة التأويل" للخطيب الإسكافي في مشكل القرآن.
يحصل كثير عند بعض طلاب العلم، وهذا من الخلل في التصور أنه يُؤثِر الوسيلة على الغاية، فتجده في طريقه إلى شيء يُؤجر عليه إن شاء الله تعالى، لكن الصلاة هي الأصل وهي الغاية، طلب العلم لا شك أنه في الأصل فريضة لكنه فرض كفاية، أما الصلاة فهي فرض عين، وجرت العادة بأن من يمتطي السيارة بعد الأذان، ويقول: أُصلي أمام هذا في الغالب أنه لا يُدرك الصلاة، فإذا حضرت الصلاة فقدِّم الصلاة على كل مطلوب.
قلنا: إنه لا يُحبط ولا يُبطل الحسنات إلا الشرك، وأما المقاصة فهي معلومة.
أولاً: التوسع في أمور الدنيا لا شك أنه من أكبر العوائق عن التحصيل -أعني التوسع- ولا يعني هذا أن الإنسان يأطر نفسه على ما يضر به لا، يستعمل من المباحات ما تقوم به حياته، ومع ذلك ينصرف بكليته إلى ما خُلِق من أجله، وهو تحقيق العبودية لله –جلَّ وعلا- فعل طالب العلم أن يُقلل من أمور الدنيا بقدر الإمكان.
أنا عمومًا لا أنصح طالب العلم الذي يُريد أن يبني نفسه كطالب علم على كتب المتأخرين، كُتب المتأخرين كُتِبت بلهجة العصر وأسلوب العصر، فلا يُبنى عليها ولا يُربى عليها طالب علم عليه أن يُعنى بكتب المتقدمين..بكتب المتقدمين، فإذا أراد أن يطَّلع على ما يُكتب لا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى- وأما كتاب الشيخ الذي أُشير إليه في السؤال فأنا ما قرأته.
الحاكم –رحمه الله- يرى أن له حكم الرفع؛ لِما جاء من التحذير الشديد في تفسير القرآن بالرأي، والصحابة عرفوا هذا التحذير، ولا يُظن بهم أنهم يُفسرون القرآن بآرائهم، فلابد أن يكون لهم مستند عن النبي –عليه الصلاة والسلام- وابن الصلاح ومن تبعه حملوا هذا الكلام على أسباب النزول؛ ولذا يقول الحافظ العراقي: وعدوا ما فسَّره الصحابي رفعًا، فمحمولٌ على الأسباب.
ولا شك أن من القرآن ما يُدرك باللغة فمثل هذا لا يحتاج إلى توقيف؛ لأن فيه مفردات لغوية، وعلى هذا يستفيد طالب العلم في تفسير القرآن من كتب اللغة؛ لأنه بلغة العرب ويُستفاد من كتب اللغة، لكن اللي يحذر كل الحذر مِن أن يكون لا علم له باللغة وبالقرآن وعلومه؛ لأن كتب اللغة تُفسِّر اللفظة الواحدة بتفاسير كثيرة أحيانًا يُذكر للكلمة الواحدة أكثر من عشرة معاني، فمن الذي يستطيع أن يُحدد المعنى المطلوب، أن يُحدد المراد من الآية من هذه المعاني؟ لا يستطيع إلا من جمع بين علم الكتاب مع علم اللغة.
وقُل مثل هذا في غريب الحديث لا يجوز أن يتصدى له من ليس من أهل الحديث، مع معرفته باللغة؛ لأنك إذا لم يكن لديك خبرة ومعرفة بالحديث ومطالعة وإدامة نظر في كتب الشروح، فأنت تأخذ أي كلمة من أي معجم لغوي وتجعلها تُفسِّر بها كلام الله، وكلام رسوله –عليه الصلاة والسلام- ويكون المراد غير ما ذكرت.
ونجد في كلام بعض الناس ما يُجزَم بأنه ليس هو المراد من الآية؛ ولذا في غريب الحديث، يقول أهل العلم: إنه جديرٌ بالتحري وحريٌّ بالتوقي، والإمام أحمد –رحمه الله- يُسأل عن معنى حديث، فيقول: لعل المراد كذا، ولا يجزم مع أنه يحفظ سبعمائة ألف حديث.
والأصمعي وهو يحفظ -على ما قيل- ستة عشر ألف قصيدة من ديوان العرب، وسُئل عن الصَّقب في قوله –عليه الصلاة والسلام-: «الجار أحق بصقبه» فقال: أنا لا أُفسِّر كلام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والعرب تزعم أن الصَّقب اللزيق، فهذا يحفظ ديوان العرب كاملاً، ومع ذلك لا يجرؤ على أن يقول هذا مراد الرسول –عليه الصلاة والسلام- كما أنه لا يجوز أن يجرؤ أحد ليست لديه أهلية أن يقول: هذا مراد الله –جلَّ وعلا- من كلامه إلا بعد النظر في كلام أهل العلم، والقراءة والإكثار منها في كتب التفسير، وشروح الحديث، والرجوع إلى كتب الغريب.
أيضًا هناك مسألة ينبغي التنبه لها، وهي مسألة: كتب اللغة المتأخرة -لا أقول المعاصرة- المتأخرة، يعني: بعد استقرار المذاهب والاصطلاحات المذهبية سواءً كانت أصلية أو فرعية، بعض الناس يأخذ يحتاج إلى كلمة في حديث، فيرجع إلى كتاب في اللغة، لكنه لغة كتاب معين مثل: "المصباح المنير في غريب الرافعي الكبير" في غريب كتاب عند الشافعية اسمه: "فتح العزيز شرح الوجيز" أو يأتي إلى "المُغرِب" للمُطرزي أو يأتي إلى "المُطلِع" أو يأتي إلى "تهذيب الأسماء" واللغات للنووي، ثُم يُنزِّل كلام الرسول –عليه الصلاة والسلام- على كلام المؤلف. هذا المؤلف يخدم فقه معين، يخدم مذهب معين، فإذا اعتمد عليه طالب العلم وهذا الكتاب تأثر بهذا المذهب، فأنت تشرع الحديث أو تُفسِّر الآية من خلال النظرة الخاصة في هذا المذهب، وقد يكون الحق خلاف ذلك، فلو رجعت مثلاً إلى "المُغرِب" في معنى الخمر وهو يخدم مذهب الحنفية، ومعروف مذهب الحنفية في حقيقة الخمر أو إذا ذهبت "المصباح" أو "المُطلِع" أو غيرهم من كتب لا شك أنه لا يكون هناك خلل في تنزيل ما في الكتاب على ما في النص، فمن أراد أن يعتمد على هذه الكتب لاختصارها ووضوحها لابد أن يجمع كتب هذه المذاهب كلها وينظر ما فيها؛ لئلا يقع في تنزيل كلام الله –جلَّ وعلا- وكلام نبيه –عليه الصلاة والسلام- على الاصطلاح الخاص في هذا المذهب.
وقُل مثل هذا في الكتب التي تأثرت بالعقائد المخالفة لِما جاء عن الله وعن رسوله –عليه الصلاة والسلام- لا شك أنها أثرت في الكتب، أثرت يعني المذاهب تقود أصحابها فلو قرأت مثلاً في "الفائق" للزمخشري وأردت تفسير آية أو حديث من آيات الصفات أو أحاديث الصفات لا يُوثَق به في مثل هذا الباب، وهو في الأصل في غريب الحديث، فننتبه لمثل هذا.
زاد المسلم في الفتن الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، ونحن نرى كثير من طلاب العلم انشغل حتى عن الكتاب والسُّنَّة في هذه الظروف التي نعيشها منذ خمس سنوات إلى القنوات، وما يُكتب في الصحف، وما يُسمَع في الإذاعات، وانصرفوا عن الكتاب والسُّنَّة، فأكثر مجالسهم تحليلات سياسية لا تعتمد ولا تستند إلى نص.
ترى بعض المعلومات –أيها الإخوان– هي عند كثيرٍ من الناس يُنازع في كونها موسيقى أو ليست موسيقى، يعني بعض الناس عنده شدة في التحري ويُوجس خيفة من كل نغمةٍ تصدر، فيقول: من الموسيقى المُحرَّمة، وبعض الناس عنده شيء من التوسع، فيقع في المُحرَّم وهو لا يشعر كما عندنا، وبعض الناس متوسط في أموره كلها.
فما الفيصل في هذا؟ لأنك تخاطب بعض طلاب العلم عنده نغمة نستوحش منها حقيقةً، فيقول لك: هذه ليست موسيقى. إذًا ما الفيصل في مثل هذا؟ المرد في مثل هذا إلى النصوص، وأقرب ما يكون مثل هذه الأمور الحد الفاصل فيها ما جاء النهي عنه مما يصحب الإنسان، يعني جرس الدواب جاء تحريمه والمنع منه، «ولا يصحبن أحدٌ معه أو في رفقته جرسٌ ولا صورة» «جرس» في صحيح مسلم، وجرس الدواب صوته معروف.
فهل مثل هذه النغمات التي نسمعها في بيوت الله تُطرب مثل جرس الدواب أو أكثر أو أقل؟ فإن كانت مثل جرس الدواب تُلحق به فتُمنع، وإن كانت دونه فلا بأس، وإن كانت أشد فهي في المنع من باب أولى، يعني سمعنا جرس الدواب ولا ما سمعناه الجرس، الجرس الذي يُعلق على الدابة على الحمار، وعلى الإبل وعلى غيرها، وعلى الحصان. كثير من النغمات الموجودة بين الناس الآن أعظم وأشنع وأشد من جرس الدواب؛ لأن البيئات لها تأثيرها يأتينا أحيانًا أخيار من جهاتٍ أخرى، وتجد النغمة الموسيقية التي تصحب الأغاني أحيانًا، ولا يُلقي لها بالاً، وتكلم أو ما تكلم سواء عنده؛ لأنه جاء من أمرٍ أعظم، جاء من بلدٍ يسمع الأغاني صباح مساء، وإن لم يرى جوازها لكنه يسمع، وكثرة الإمساس تُقلل الإحساس، وبعض الناس من بيئة محافظة متحري وتَثبُّت ما يسمع مثل هذه الأمور، بل ينفر مما هو دونها.
فالفيصل عندنا النص جاء منع جرس الدواب، وكل إنسان يُميز؛ لأننا نسمع من يُنازع يقول لك: أبدًا هذه ليست موسيقى، كيف ليست موسيقى؟! النبي –عليه الصلاة والسلام- حرَّم جرس الدواب، إذًا إذا كانت مثل جرس الدواب تُحرَّم، وإذا كانت أشد من باب أولى، إذا كنت أقل فالأمر فيه سعة، فننتبه لمثل هذه الأمور، ولا نجعل محل العبادة محل مخالفة.
أنتم تعرفون أن الموسيقى لاسيما ما في الجوالات صدر فيها فتوى خاصة من اللجنة الدائمة بالتحريم، فلا مجال للنقاش في مثل هذا لاسيما بين طلاب العلم الذين يرجون ما عند الله –جلَّ وعلا- ويتقربون إليه بطلب العلم الشرعي.
نعم، إذا كان هذا البلد لا يُوجد فيه مسجد بدون قبر بدون ضريح، فإنه لا تجوز الصلاة في المسجد الذي فيه قبر، وإنما يصلون في مكانٍ آخر في البيت أو في غيره.
المقصود أنه لا تجوز الصلاة في المسجد الذي فيه قبر.
يقول: قلت: أن التجرد تجرد الإنسان من كل شيءٍ ولا يُقدَّم شيءٌ على كلام الله ورسوله، وسؤالي ما الدليل على أنه لابد للقنوت في النوازل من إذن الإمام، ولم أجد دليلاً شافيًا على هذا، بل وجدت أن قوله –عليه الصلاة والسلام-: «صلوا كما رأيتموني أصلي» وقد قنت للنوازل –صلى الله عليه وسلم-أقرب لعدم وجوب إذن الإمام للقنوت، ولو قنت إمام المسجد مع عدم إذن السلطان الأعظم هل يأذن أو لا؟
العبادات المحضة لا دخل لمخلوقٍ فيها، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- قال: «صلوا كما رأيتموني» قد قنت، فلا يُشترط لها إذن الإمام، والجمعة وهي أعظم لها شروط ليس منها إذن الإمام، هذا من حيث الأصل.
لكن إذا وجد الإمام أن من الأئمة من يتعدى، أو يقنت لغير نازلة، أو يجتهد اجتهاد فردي لا يُوافقه عليه أهل العلم، فله أن يتدخل، أنا أعرف واحد من المشايخ أُصيب بألمٍ في ركبته -واحد من أهل العلم- أُصيب بألمٍ في ركبته، فقنت بعض الشباب؛ لرفع هذه النازلة، هل هذه نازلة؟! يعني بعض الاجتهادات الفردية من بعض الشباب لا شك أنهم لا يوافقون عليها، فإذا رأى ولي الأمر والأمر كله لأهل العلم هم الذين يُقدرون هذه المسائل، فلو تُرِك الاجتهاد للناس بعضهم يُقيم جمعة، وبعضهم يُقيمها على شروطها المعتبرة عند أهل العلم، بعض الشباب قد يجتهد فيأتي بجمعةٍ لا تُجزئ، وبعضهم قد يقنت ويدعو بدعاءٍ فيه إثم وقطيعة رحِّم.
واحد من الأئمة قيل له: يا أخي القنوت المسألة مسألة دعاء، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ادعوا لإخوانك في السجود، ماذا صنع؟ لمَّا سجد استدنى المُكبِّر أدناه إلى فمه وقنت، فدعا وهو ساجد، مثل هؤلاء ما يُترك لهم الاجتهادات، أنا لا أقول إن ممكن أحد أن يتدخل في عبادة أبدًا، العبادة توقيفية والمسألة كلها لا يُتعدى فيها قول الله، وقول الرسول –عليه الصلاة والسلام- لكن بعض الاجتهادات تجعل مثل هذه التدخلات، والأمر كله لأهل العلم إذا قدروا أن هذه النازلة يُقنت لها..يُقنت، وأما الاجتهادات الفردية التي رأينا بعض نماذج منها هذه التي جعلت المسألة يُتدخل فيها.
للصلاة على الميت ما يُسأل الآن، يُسأل إذا دُفِن، يمكن أن يُقال هذا على القبر.
فإنه الآن هل هذا يُعد صحيحًا، وخاصةً أنت تعلم أننا نحمل أمواتنا إلى دولة الأصل ويبقى أيامًا عديدة، ثُم يحمل. هذا يُسأل أم أنه يُنتَظر إلى أن يُوضع في القبر؟
السؤال بعد دفنه في القبر؟
هذا يقول: لقد ذكرت كُتب الطبقة الأولى بالنسبة لتفسير القرآن، تفسير ابن سعدي، وتفسير الشيخ/ فيصل بن مبارك، وتفسير الجلالين مع غريب القرآن، يقول: هذا أثَّر على نفسي وفتح الشهية لطلب العلم، نأمل إعطاءنا كتب الطبقة الأولى في العقيدة، والفقه، والحديث، والنحو والصرف، يقول: والتاريخ؟
على كل حال الفنون ذُكِرت كتب الطبقات كلها في أشرطةٍ خمسة سُميت: كيف يبني طالب العلم مكتبته، ولكن لا مانع أن نُشير باختصارٍ جدًّا إلى ما طلب السائل.
أما بالنسبة للعقيدة فيبدأ بكتب الإمام المُجدد الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب "كالأصول الثلاثة" "والقواعد الأربع" "وكشف الشبهات" ثُم بعد ذلك كتاب "التوحيد" ثُم "الواسطية" إلى آخر ما صُنِّف لطبقات المتعلمين.
وأما بالنسبة للفقه فلو بدأ "بآداب المشي إلى الصلاة" للإمام المجدد، ثُم "أخصر المختصرات" أو "عمدة الفقه" للإمام الموفَّق.
وأما بالنسبة للحديث فالأربعين النووية، يبدأ بالأربعين النووية.
وأما بالنسبة للنحو فالأجرومية خُصصت للمبتدئين من طلاب العلم.
وأما التاريخ فعلى رأسها سيرة النبي –عليه الصلاة والسلام- يبدأ بسيرة النبي –عليه الصلاة والسلام- "ومختصر السيرة" للإمام المجدد –رحمه الله- الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب، ويتدرج هكذا، ثُم عليه أن يُراجع أيضًا إن أراد التوسع، وذكر طريقة المصنفين في هذه الكتب لجميع الطبقات، فأنا فصَّلتها في أشرطةٍ سُميت: كيف يبني طالب العلم مكتبته. يرجع إليها من أرادها.
إذا كان الأذان حيًّا على الهواء، يعني: يسمعه من المؤذِّن مباشرةً يُردد وراءه، أما إذا كان تسجيل كما يُبث أحيانًا من خلال الإذاعة، فمثل هذا لا يُردد وراءه.
أولاً: على طالب العلم أن يُنظم الوقت تنظيم الوقت مهم جدًّا بالنسبة لطالب العلم، والفوضى لا تحصيل معها، فإذا رتب طالب العلم وقته استطاع أن يجمع بين القرآن وتفسير القرآن، وغيره من العلوم، فإذا صلى الصبح مع الجماعة وجلس في مصلاه يحفظ ما قُدِّر له وكُتِب له ما يُناسب حافظته قوةً وضعفًا، حتى تنتشر الشمس، ويُراجع ما يُشكل عليه مما أشرنا إليه بالأمس، يكون في عام أو عامين يُتم حفظ القرآن على هذه الطريقة، ولا يتوقف عن حفظ المتون، فيجعل لكل متن من المتون المتعلقة بفنٍ من الفنون وقتًا معينًا، ويتدرج في التحصيل، وهذه طريقة المشارقة كما قال ابن خلدون في مقدمته، وأما طريقة المغاربة فهم لا يخلطون مع القرآن شيئًا، فيجعلون الوقت كله لحفظ القرآن، فإذا ضمنوا حفظ القرآن التفتوا إلى ما عداه من الفنون.
وأقول: إن كان طالب العلم صغير السن فيتجه بكليته إلى حفظ القرآن، أما إذا كان تقدَّم به السن، ويُخشى أن تضعف معه الحافظة والفهم بعد ذلك فيغتنم الوقت.
لا، إذا كانت متزوجة، ومات عنها وهي في عصمته أو ماتت وهي...فهي زوجته في الدنيا والآخرة إن كانوا من أهل الجنة.