شرح علم النحو من النقاية (1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فهذا هو المتن الخامس من متون النُّقاية، قبله بدأنا بعلوم القرآن، ثم علوم الحديث، ثم أصول الفقه، ثم الفرائض، ثم بعد ذلك النحو ويتلوه المعاني والبيان والبديع، يتلوه الصرف، ثم الخط، ثم البيان ثم المعاني ثم البديع، وهناك علوم لن نتطرق لها كالطب، والتشريح، والتصوُّف، وقبل ذلك كله علم الكلام، هذه علوم لن نتطرق لها ولن نشرحها ونقتصر على عشرة من الأربعة عشر، كما نبهنا على ذلك مرارا، هذا العلم الذي هو علم النحو علمٌ في غاية الأهمية لطالب العلم، لا يستغني عنه طالب علم، ولا يمكن أن تفهم نصوص الكتاب والسنة إلا به، ويترتب عليه فهم المعنى لأنه فرق بين أن تكون الكلمة مرفوعة على أنها فاعل، أو منصوبة على أنها مفعول، وفي علوم الحديث يذكرون مثالا يقررون به أهمية هذا العلم في حديث «ذكاة الجنين ذكاة أمه ذكاة الجنين ذكاة أمه» وبعضهم وهو من أهل العلم ينصبون الذكاة العلم «ذكاةُ الجنين ذكاةَ أمه» وما الذي يترتب على هذا؟ وما الذي يترتب عليه إذا قلنا «ذكاةُ الجنين ذكاةُ أمه» قلنا ذكاة الجنين داخلة في ذكاة أمه فلا يحتاج إلى تذكية، تكون هي ذكاة أمه فإذا ذُكِّيَت الأم وخرج من بطنها ميِّتًا جاز أكله لأن ذكاته ذكاة أمه هذا على الرفع وهو قول الأكثر، إذا قلنا ذكاةُ الجنين ذكاةَ أمه فيكون منصوبا على نزع الخافض كذكاة أمه فيذكى كذكاة أمه، وحينئذ لا يؤكل إلا إذا ذكي مثل ما تذكي أمه، ما الذي ترتب على الإعراب؟ ترتب تغير في الحكم الشرعي {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [سورة فاطر:28] الخشية لأهل العلم {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [سورة فاطر:28] هم الذين يخشون الله- جل وعلا- وعلى قراءة شاذة إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء وتُنسَب لأبي حنيفة ولا تثبت وبذلك يبطل المعنى، ومثل هذا كثير إن الله بريء من المشركين ورسولِه لما قرئت الآية هكذا قال الأعرابي أوقد برئ الله من رسوله؟! أمر في غاية الأهمية، وقد لا نقدِّم شيئا يغني طالب العلم في ثلاثة المجالس لكنه قد يفتح له بعض المغاليق ليلج، والمصنفات في هذا العلم كثيرة جدًّا، ويُنسَب البدء بهذا العلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو الذي وضع علم النحو أو بإشارته على أبي الأسود الدؤلي، وعلي رضي الله عنه من هذا الفن وغيره من العلوم بمكان، وبذلك استدلوا على بطلان الوثيقة التي ادُّعِيَ أنها كتبت بين النبي -عليه الصلاة والسلام- واليهود في خيبر كيف قيل باطلة هذه الوثيقة؟ قال وكتب علي بن أبو طالب، كتب علي يعني الذي كتب الوثيقة قال علي بن أبو طالب، يمكن يكتب علي رضي الله عنه وهو الإمام في هذا الباب وفي غيره من العلوم علي بن أبو طالب؟! استدل بهذا وبمنزلة الإمام علي رضي الله عنه في هذا العلم على بطلان هذه الوثيقة؛ لأنه لا يمكن أن يكتب علي مثل هذا الكلام، هذا يدلنا على ماذا؟ على أهمية هذا العلم، بعض الطلاب طلاب العلم لا يرفعون به رأسًا وهذا لا شك أنه خلل، وأجزم بأن الطالب الذي هذا تصوره لن يصل، فالقرآن عربي وبلغة العرب نزل، والرسول -عليه الصلاة والسلام- عربي فلا بد من معرفة القواعد التي يمكن التعامل بواسطتها مع نصوص الكتاب والسنة، لا نطيل في هذا وهذا أمر لا يخفى على أدنى من له عناية ومن له أدنى شم لعلوم الشريعة، المصنفات في هذا الباب كثيرة جدا لا يمكن الإحاطة بها، لكن هناك مؤلفات اشتهرت وانتشرت وانتفع الناس بها، خير ما يبدأ به متن الآجرُّومية لابن الآجرُّوم الصنهاجي، متن مبارك في ورقات يسرة ثلاث ورقات أو خمس على حسب اختلاف الطبعات، وعليه عشرات الشروح والحواشي، يجدر بطالب العلم أن يحفظ هذا المتن وأن يقرأ عليه الشروح،  الشروح كما قلت كثيرة عشرات لكن من أنفعها شرح الكفراوي وإن كان الشرح مملا جدا لأنه يعنى بإعراب كل كلمة يوردها صاحب المتن، وفي موضع أورد سبعة عشر مثالا وأعرب جميع الأمثلة، وهي إعرابها واحد لكنه كرر أعاريبها أعرب منها خمسة عشر وبقي اثنان قال وإعرابهما كما مر الثاني إعرابه كما مر، أقول هو شرح ممل لكن من يصبر على شرح الكفراوي إذا انتهى منه بدراسة واعية لا يخرج إلا ولديه ملَكة إعرابية يستطيع أن يتعامل بها مع الجمل التي تعترضه، وهذا المتن الصغير جدًّا مع شروحه يوجد فيه أشياء لا توجد في المطولات، ولذلكم قد تجدون طالب علم تخرج في كلية اللغة العربية، وقرأ الألفية وشروح الألفية، ودرس في الدراسات العليا بمراحلها وحاز الشهادات، وفيه إشارات وتنبيهات في شروح الآجرومية وما مرت عليه وهي ثلاث ورقات أو أربع ورقات، شروحها فيها قواعد وضوابط وقلنا أن الكفراوي يمتاز بالإعراب، ويولِّد عند طالب العلم ملَكة إعرابية قد لا يقف أمامه جملة إلا ويعربها، شرح العشماوي فيه قواعد وضوابط لا توجد عند الكفراوي ويكمِّلها ويتممها شرح الشيخ خالد الأزهري، هذه الشروح الثلاثة كافية مع حواشيها إذا اعتنى بها طالب العلم، الترتيب عند أهل العلم أن تقرأ الآجرومية وتحفظ ولها نظم للعمريطي من أسهل ما نظم ومن أبدع ما نظم في هذا الفن ونظم مختصر جدا، كثير من الناس قد لا تسمو همته إلى حفظ الألفية يكفيه هذا النظم وعليه شروح، وهو مكمل أو ضابط لمتن الآجرومية، يعني النثر كثير من طلاب العلم قد لا يحيط به إحاطة كاملة ويتفلت عليه بخلاف النظم، إذا انتهى من الآجرومية وشروحها يبدأ بقطر الندى مع شرحه لمصنفه ابن هشام، وإن قرأ بعده شذور الذهب مع شرحه فحسن، وإلا فهو بهذا قد تأهل لدراسة الألفية، والألفية غاية في هذا الباب وكانت الدراسة إلى وقت قريب مرتبة على هذا الترتيب: الآجرومية، ثم القطر، ثم شذور الذهب، ثم الألفية، وكان الكفراوي يدرس في السنة الأولى الابتدائية في الأزهر، وشرح القطر في السنة الثانية الابتدائية، وشذور الذهب في الثالث الابتدائي، والألفية كاملة مع شرح ابن عقيل في السنة الرابعة الابتدائية، كان هذا أيام كان الأزهر جامعًا، أيام كان مذكَّرا، وأنا سألت الشيخ عبد الرزاق- رحمة الله عليه- ما هي المراحل التي قبل هذا الابتدائي؟ يتصور أن قبله جامعة، قبل هذا الابتدائي، من يقرؤون هذه الكتب في أولى ابتدائي، وثاني ابتدائي، وثالث ابتدائي، ورابع ابتدائي ما بقي شيء، قال لا، ليس قبله تعليم إلا الكتاب وحفظ القرآن لأنه لا يقبل الطالب إلا وقد حفظ القرآن، قلنا إذا عرف السبب بطل العجب، حافظ القرآن لا يقف أمامه شيء، وحفظ القرآن خير ما يعين على تعلم العلم، هناك كتب مشهورة في بعض البلدان مثل الكافية لابن الحاجب لها شهرة واسعة في كثير من الأقطار الإسلامية، ولها شروح كثيرة جدًّا لكنها غير معروفة يعني في بلادنا وغير مطروقة، فالعناية بها قد يقف أمام طالب العلم بعض الأمور لا يجد من يحلها له، بينما الكتب المطروقة في البلد يعرفها العلماء ويشرحونها لطلابهم، هناك المفصَّل للزمخشري وشرحه لابن يعيش يستفيد منه طالب العلم المتخصص؛ لأنه شرح مطول مطبوع في عشرة أجزاء كبار، شرح المفصَّل فيه نكات وطرائف وفيه أشياء تفتح المغلقات لكن مع ذلك العمر لا يستوعب، إذا كان هذا في النحو فقط فماذا عن العلوم الأخرى، والعلماء يقولون النحو بالنسبة للكلام كالملح للطعام، الإطالة فيه والإغراق فيه قد يعوق عن تحصيل العلوم الأخرى وإن كان نافعا ومهما ولا يستغنى عنه، وبإمكان طالب العلم أن يضبط النحو إذا عرف الأسس والقواعد والأصول التي ذكرناها من خلال بعض التفاسير، فيجمع بذلك بين إتقان هذا العلم نظريا وعمليا وفهم القرآن كتفسير أبي حيان يعني كأنه كتاب نحو وهناك كتب إعراب القرآن إملاء ما من به الرحمن للعكبري، وللمعاصرين أيضا مشاركات جيدة في هذا الباب، ومن أفضل ما كتب في إعراب القرآن إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش، في شذور الذهب في آخره وضع تمارين للإعراب في إعراب الفاتحة وقصار السور، وهذا يبين لنا مدى اهتمام العلماء بإعراب القرآن، وإذا أعرب القرآن ضمن معرفة هذا الفن وضمن مع ذلك فهم القرآن، الوقت كما تعلمون قصير وإلا الكلام عن هذا الفن وعن جميع مقدمات العلوم الأخرى تحتاج إلى أوقات؛ لأن في هذه المقدمات ما يشحذ همة طالب العلم وقد يفتح له بعض المغاليق وينير له الطريق، لكن نحن بصدد هذا المتن وهو معتصر لا أقول مختصر معتصر لكنه لا يخلو من فائدة، ولو شرحه متخصص في هذا الفن لكان أولى لكن نحن اعتمدنا شرح هذه المتون وهو واحد منها ولا يحسن أن نشرح البعض ونترك البعض الآخر اللهم إلا إذا كان الباب مسدودا، لا يمكن أن نشرح في الطب ولا في التشريح يمكن؟! لا يمكن لأن فيه طبا، وفيه تشريحا، وفيه أيضًا علم الكلام، وفيه مخالفة لطريقة سلف الأمة وأئمتها في الاعتقاد؛ ولذلك لن نشرحه، وكذلك التصوف، هذه الفنون الأربعة لن نتعرض لها، وأما العشرة نستطيع أن نساهم فيها بجهد المقِل- والله المستعان- يقول- رحمه الله تعالى- "علم النحو" العلم عند أهل العلم يطلق ويراد به ما لا يحتمل النقيض، بمعنى أنه مجزوم به مائة بالمائة، لا يحتمل نقيض بخلاف الظن الذي هو الاحتمال الراجحن والشك الذي هو الاحتمال المساوي، والوهم الاحتمال المرجوح، علم النحو، علم الفقه، علم الحديث، علم التفسير، علم الأصول، علوم البلاغة، علوم كذا علوم كذا، هل نستطيع أن نطبق هذا التعريف على هذه العلوم؟ ما لا يحتمل النقيض إذا قلنا ما لا يحتمل النقيض أنه لا خلاف في أي مسألة من مسائله، وعلم النحو كما تعلمون فيه الخلاف الطويل بين المدارس النحوية، ومن أبرزها مدرسة البصريين والكوفيين، وقد يكون الرجحان مع البصريين وهذا هو الكثير الغالب، وقد تكون بعض اختيارات الكوفيين راجحة، فهل هذا لا يحتمل نقيضا؟! قول وقول يقابله فهو يحتمل النقيض فكيف يقال له علم؟ علم الفقه فيه خلافات كبيرة جدًّا، علم الأصول فيه اختلافات وكذا سائر العلوم إذًا هذا الحد لا ينطبق على هذا، الذي لا يحتمل النقيض المسائل المجمع عليها، وما نسبة هذه المسائل المجمع عليها في سائر العلوم؟ لكن إطلاق العلم أوسع من الحد الاصطلاحي والشرع أطلقه العلم وحث أطلق العلم وحث عليه مع أن في أحكامه التي تندرج تحت مسماه وهو موروث من النبوة في بعض أحكامه ما يحتمل الخلاف؟ وأسباب الخلاف معروفة عند أهل العلم إذًا إطلاق العلم في هذا أوسع وأشمل مما لا يحتمل النقيض حتى يتناول ما يسمى في اصطلاحهم الظن وهو الاحتمال الراجح، والنحو قيل سبب تسميته أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وضع المبادئ الأصلية: الكلام اسم وفعل وحرف ثم بين له بعض هذه الأمور ثم قال لأبي الأسود انحُ نحو هذا قيل في سبب تسميته، أو أنهم حينما يذكرون القاعدة يريدون أن يمثلوا لها يقولون نحو كذا، الاسم علامته كذا نحو كذا، الفعل نحو كذا، ثم إذا أتى بأي مثال قالوا نحو كذا فسموه علم النحو، لأن كلمة نحو تكثر فيه، وعلى كل حال هو العلم معروف وظاهر المعالم وقد يكون تعريفه مثل تعريف الماء، الأمور الظاهرة تعريفها قد يورد عليها إشكالات وغموض لا حاجة إليها، "وهو علم يُبحَث فيه عن أواخر الكلم إعرابا وبناء" أما أواسط الكلم وأوائلها لاسيما الأواسط فهي موضوع التصريف، وهم يقولون بأن علم النحو في قواعده الإجمالية لأن التصريف تفصيلي،علم النحو في قواعده التي تتبع تغيير أواخر الكلم حسب العوامل الداخلة عليها هذا علم النحو، وهو بالإجمال أشبه بخلاف التفصيل الذي يوجد في علم التصريف، وينظِّرون ذلك النحو بعلم الطب، قواعد والتصريف تشريح تغيير أواخر الكلم هذا الإعراب على ما سيأتي، هذا ينبهنا إلى شيء نسيناه مع تعداد الكتب النافعة في هذا الفن؛ لأن تغيير أواخر الكلم على ما سيأتي يتبع العوامل، ومعرفة العوامل في غاية الأهمية، وهناك كتاب مختصر جدًّا اسمه العوامل المائة للجرجاني وهو محل عناية لأهل العلم، وشرح بشروح كثيرة لكن لا ذكر له عندنا، ولا شك أن هذا خلل في تحصيل العلم يحتاج إليه في غاية الأهمية، العوامل للجرجاني ولا يُنسى مغني اللبيب في هذا الباب في شرح العوامل مغني اللبيب عن كتب الأعاريب علم يُبحَث فيه عن أواخر الكلم إعرابا وبناء، عن أواخر الكلم قام زيدٌ آخر الكلمة الدال والبحث في الدال من حيث الرفع، والعامل الفعل، رأيت زيدًا ما نبحث في الياء ولا في الزاي نبحث في الدال فقط لأن هي محل بحث علم النحو، لكن نصر ينصُر بضم الصاد التي هي عين الكلمة، ضرب يضرب، فهم يفهم، النظر في عين الكلمة التي وسطها هو بحث علم التصريف لكن النحو في أواخر الكلم إعرابا مثل ما مثلنا قام زيد رأيت زيدا مررت بزيد أو بناء.

والاسم منه معرب ومبني

 

 

 

لشبه من الحروف مدني

 

الكلام قول مفرد، الكلام قول مفيد مقصود، "قول" يعني ملفوظ يخرج من بين الشفتين، واللسان ملفوظ يعني يخرج من الفم كما يُلفَظ المحسوس، تقول لفظت النواة يعني أخرجتها من فمك إذا أخرجتها من فمك، "قول" يعني ملفوظ، "مفيد" فائدة يعني يحسن السكوت عليها وإلاَّ ما يسمى كلاما، إذا قلت إن قام زيد هذا مفيد؟ غير مفيد، إذًا هو غير كلام؛ ولذا في الآجرومية: الكلام هو اللفظ المركَّب المفيد بالوضع، القول المفيد فائدة يحسن السكوت عليها، المركَّب يعني من كلمتين فأكثر بالوضع العربي يعني بلغة العرب، أو بالوضع بالقصد، وإذا قلنا أن مقصوده بالوضع العربي قلنا أن سائر اللغات الأعجمية كلها كلامهم لا يسمى كلاما؛ لأنه غير بغير الوضع العربي، وإذا قلنا أن قوله بالوضع يعني بالقصد وهنا صرح أنه مقصود فالكلام إذا كان غير مقصود فإنه لا يسمى كلاما، النائم كثير من الناس يتكلم وهو ينام بكلام كثير لكنه غير مقصود، فكلام النائم لا يسمى كلاما؛ ولذلك لو حلف أو طلَّق ألا يتكلم أو نذر إن تكل فتكلم وهو نائم يحنث أو ما يحنث؟ لا يحنث لأنه غير مقصود، ومنه كلام بعض الطيور المعلَّمة هذا لا يسمى كلاما لأنه غير مقصود {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ} [سورة سبأ:8] يعني تكلم بكلام افتراه على الله بقصد أو أنه تكلم بكلام كلام مجنون غير مقصود فقابل هذا بهذا وللمعتزلة استدلال بهذه الآية باطل ولا نعرِّج عليه، الكلام هو اللفظ المركَّب، لا بد أن يكون مركَّبًا من كلمتين، لا تقول قام فقط، أو زيد فقط، هذا ليس بكلام وإن سمي كلمة، لكن إذا تركب من كلمتين فأكثر بشرط الإفادة لئلا يرد إن قام زيد لأنه مركب من ثلاث كلمات لكنه غير مفيد فليس بكلام، المفيد بالوضع، والوضع إما العربي فيخرج به كلام الأعاجم، أو بالقصد فيخرج به كلام النائم والمجنون والطيور وغير ذلك الكلمة هي واحدة الكلام.

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

 

 

 

........................

 

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

 

 

واسم وفعل ثم حرف الكلم

 

واحده كِلْمة...........

 

 

...........................

 

كلمة واحد الكلام، المفردة يقال لها كَلِمة، وقد تخفف ويقال كِلْمة، والقول عم يعني أعم من الكلام وأعم من الكلمة، لأنه يطلق على الكلمة المفردة، والمركب والمفيد وغير المفيد القول.

...................والقول عم

 

 

 

وكلمة بها كلام قد يؤم

 

قد يقصد، قد تطلق الكلمة ويراد بها الكلام مثل ما يقال ألقى فلان كلمة، إذا قام وألقى كلمة قال زيد وجلس لا، المقصود بها كلام، كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وأصدق كلمة قالها شاعر لبيد:

ألا كل شيء ما خلا اللهَ باطل

 

 

 

..............................

 

الكلمة قول مفرد..

من أين طابعوا هذا؟!

"الكلمة قول مفرد"، الكلمة هي التي ذكرناها واحدة الكلام، "وهي" الكلمة "منقسمة إلى ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف " ودليل الحصر الاستقراء، لو قال لك شخص لماذا صارت ثلاثة قلنا هات قسما رابعا، الاستقراء دل على أن الكلمة تنقسم إلى الأقسام الثلاثة فقط، "وهي أقسام ثلاثة اسم وفعل وحرف الاسم علامته قبول الإسناد والجر والتنوين".

بالجر والتنوين والندا و(ال)

 

 

 

ومسند للاسم تمييز حصل

 

هذه علامات الاسم: الجر، الاسم يقبل الإسناد، يعني تسند إليه كلمة ينشأ عنه أو عن هذا الإسناد بإسناد هذه الكلمة إلى الاسم جملة مفيدة يحسن السكوت عليها، فتقول قام زيد أسندت القيام إلى زيد، وتقول زيد قائم، بينما الفعل لا يصح الاسناد إليه حال كونه فعلا، والحرف لا يصح الإسناد إليه حال قصد الحرفية، إذا قلت يقوم فعل مضارع كيف تعرب يقوم؟

طالب: ...........

هو الكلام الجملة التي أمامك، يقوم فعل مضارع، أريدك أن تعرب لي يقوم وتعرب فعل وتعرب مضارع.

طالب: ...........

ما أسمع.

طالب: ...........

نعم مبتدأ يقوم مبتدأ لأنك ما قصدت الحدث المقترن بالزمن، أردت أن تخبر عن هذه الكلمة فيقوم مبتدأ، طيب قبل الإسناد هو يقول ما يقبل الإسناد إلا الاسم.

طالب: ...........

أنت. كيف؟ حال؟

طالب: ...........

ليس المقصود حقيقة الفعل الذي هو الحدث المقترن بالزمن، إنما أردت أن تتحدث عن هذه الكلمة وأسندت إليها أنها فعل مضارع؛ ولذلك يقول: "اسم يقبل الإسناد"، إنَّ حرف توكيد ونصب كيف تعرب إنَّ؟ كسابقه، أنت لا تريد إنَّ في حرفيتها، أنت تريد أن تتحدث عنها، ذلك بأن الله، كيف تقول الاسم يقبل الجر، والحرف مالا يقبل علامات الاسم ولا علامات الفعل وتدخل عليه الجارّ؟ نقول لا، ما قصدنا الحرف قصدنا أن نتحدث عن هذه الكلمة فأسندها إليها ما بعدها "اسم يقبل الإسناد والجر" حروف الجر.

هاك حروف الجر وهي من إلى

 

 

 

حتى خلا حاشا عدا في عن على

 

إلى آخره هذه الحروف لا تدخل إلا على الاسم إذا أريد به حقيقة الاسم ولم يرد به حقيقة الفعل ولا حقيقة الحرف، لكن إذا أردت أن تتحدث عن الحرف أو تدخل عليه لا باعتباره حرفا إنما باعتبار تأويله بما دخل عليه ذلك بأن الله تأويله مع ما دخل عليه بكلمة أو جملة فلا مانع أن يكون المقصود به ما يقصد بالاسم، "يقبل الإسناد والجر" قلنا أن الحرف لا يقبل حرف الجر الحرف لا يقبل باعتباره حرفا، والفعل لا يقبل باعتباره فعلا، التنوين دليل على التمكُّن، والمتمكِّن هو الاسم، المتمكِّن هو الاسم بخلاف قسيميه فلا يقبل التنوين، والتنوين أنواع منه تنوين التنكير، تنوين التمكين، تنوين العِوَض، إلى غير ذلك مما ذكره أهل العلم في المطوَّلات، قام زيد هل تستطيع أن تنون يقوم؟ يمكن؟ لا يمكن لماذا؟ لأن التنوين من خصائص الاسم.

بالجر والتنوين والنداء و(ال)

 

 

 

ومسند للاسم تمييز حصل

 

وهذا المختصر الذي معنى أحرى بأن يسمى معتصرا؛ ولذلك لا توجد فيه أكثر العلامات "وفعل يقبل التاء" التاء الضمير قمتُ وقمتَ، وتاء التأنيث قامت، ونون التوكيد الثقيلة والخفيفة.

بتاء فعلتَ وأتت ويفعلِ

 

 

 

ونون توكيد فعل ينجلي

 

لا تستطيع أن تؤكِّد الاسم بالنون، ولا تؤكِّده بضمير، ولا تستطيع أن تؤكِّده بنون النسوة، "وفعل يقبل التاء ونون التوكيد وقد" أضيف إلى ذلك السين وسوف، تدخل عليه السين كما دخل عليه سوف وقد تكون للتقليل وقد تكون للتحقيق {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ} [سورة الأحزاب:18] هذا تقليل؟ لا، تحقيق، قد ينجح الكسلان هذا تقليل، "والثالث حرف لا يقبل شيئا" يعني "من علامات الاسم ولا من علامات الفعل" سواهما الحرف يعني سوى الاسم والفعل الذي لا يقبل علامات الاسم التي سبق ذكرها، ولا علامات الفعل يكون حرفا "إذا أريد به الحرفية"، فيخرج بذلك مثلاً ذلك بأن الله قبل علامات الاسم، وقد يقبل التنوين لكنه ليس التنوين المقصود به تنوين الاسم، قد يكون تنوين، ترنُّم شخص يترنم بكلامه فيلحِق به تنوين.

قالت بنات الحي يا سلمى وإنٍ

 

 

 

..........................

 

تنوين.

...............................

 

 

 

كان فقيرا معدما قالت وإنٍ

 

فليس هذا هو التنوين الذي يلحق الأسماء، هذا أصله لا قيمة له، لكن شخص يريد أن يتغنى بكلامه ويترنم به يلحقه مثل هذا التنوين، وليس هذا من علامات الاسم وإنما وقد يلحقه الحرف كما سمعنا

 سواهما الحرف كهل وفي ولم                       ........................

ثم قال: "الإعراب تغيير الآخر لعامل بخلاف البناء الذي هو لزوم حالة واحدة" البناء لزوم حالة واحدة، والإعراب تغيير لأواخر الكلم تبعًا للعوامل برفع ونصب في اسم ومضارع، فالاسم يرفع قام زيد.

"الإعراب تغيير الآخر لعامل برفع ونصب في اسم ومضارع" يعني يشترك الاسم والفعل المضارع بالرفع والنصب "وجر في الأول" لأنه من علامات الاسم "وجزم في الثاني" الذي هو المضارع "والأصل فيها ضم" يعني العلامات الأصلية للإعراب الضم والفتح والكسر والسكون، الضم والفتح يشترك فيهما الاسم والفعل، والكسر من خصائص الاسم، والسكون من خصائص الفعل، "فلا كسر في الأفعال ولا سكون في الأسماء" هذه هي العلامات الأصلية الضمة والفتحة والكسرة والسكون، علامات فرعية تنوب عن هذه العلامات الأصلية، تنوب عن الضمة الواو في الأسماء الخمسة أو الستة وهي: أبٌ، وأخٌ، وحمٌ، وهن، وفم بلا ميم، جاء أبوك، وأخوك، وحموك، وهنوك، والهنُ معروف، وفوك، والفم بلا ميم،

............................                والفم حيث الميم منه بانا

 "وذي بمعنى صاحب"، يعني ذو مال مثلا مرفوع وعلامة رفعه الواو، "لا فُضَّ فوك" مرفوع وعلامة رفعه الواو "وذي" بمعنى صاحب، وفي جمع مذكرٍ سالم تنوب الواو عن الضمة انتصر المسلمون، وهذا من باب الفأل- إن شاء الله تعالى- مرفوع وعلامة رفعه الواو، وينوب عن الضم "ألف في المثنى" قال رجلان مرفوع وعلامة رفعه الألف، "ونون في الأفعال الخمسة" الأفعال الخمسة: يفعلون، وتفعلون، ويفعلان، وتفعلان، وتفعلين، النون إذا كان الفعل مجرَّدا عن الناصب والجازم فإنه يُرفَع بثبوت النون، وإذا دخل عليه الناصب أو الجازم حُذِفَت هذه النون، وينوب عن الفتح ألفٌ في أبٍ وإخوته يعني في الأسماء الخمسة أو الستة، "ينوب عن الفتح ألف في أب وإخوته في الأسماء الستة" رأيت أباك وأخاك "وياء" يعني ينوب عن الفتح ياء في جمع المذكر السالم {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [سورة الأحزاب:35] إن المسلمين منصوب وعلامة نصبه الياء، والمثنى الذي يرفع بالألف ينصب بالياء "وحذف نون في الأفعال الخمسة" الزيدان لن يقوما، فهو منصوب وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والزيدون لن يقوموا وأنتِ لن تقومي، "وكسرة" ينوب عن الفتحة كسرة في جمع مؤنث السالم "وكسرة في جمع مؤنث سالم" فالذي ينوب عن الفتحة الألف والياء وحذف النون والكسرة في جمع المؤنث {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة الأحزاب:35] منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، "وعن الكسر" يعني ينوب عن الكسر "ياء في الثلاثة الأول" في الأسماء الخمسة"، وفي الجمع المؤنث السالم، والمثنى، "وعن الكسرة ياء في الثالثة الأول في الأسماء الخمسة" مررت بأبيك، وفي جمع المذكر السالم يُجَر بالياء مررتُ بالزيدين، وأيضًا في المثنى مررتُ بالرجلين، "وفتح فيما لا ينصرف" الممنوع من الصرف يُجَر بالفتحة.

طالب: ...........

إلى مكةَ إلى مصرَ والمانع من الصرف العلمية وماذا؟

طالب: ...........

علتان هناك علة تقوم مقام علتين في منتهى الجموع، لكن هنا لا بد من علتين العلمية وماذا؟ تأنيث لأن المقصود البقعة، "وفتح فيما لا ينصرف" هناك علمية وتأنيث يقاوِم إحدى العلتين سكون الوسط مثل هند ليت هندًا فإذا كان ساكن الوسط يُصرَف، طيب مصر اهبطوا.

طالب: ...........

هل هذا لأنه مصروف؟ لأنه ساكن الوسط أو لأنه تنوين وتنكير؟ أي مصر، هل المقصود مصر القطر المعروف، أو المقصود أي مصر فيكون تنكير حمص حصل فيها كلام طويل بين ابن حجر والعيني وأنها ممنوعة من الصرف لثلاث علل، ممنوعة من الصرف لثلاث علل علمية وعجمة وتأنيث، لكنها ساكنة الوسط فهل تصرف أو تبقى ممنوعة؟ هند علمية وتأنيث ساكن الوسط يصرف حمص ثلاث علل مع أنه ساكن الوسط يصرف أو ما يصرف؟

طالب: ...........

حمصًا؟ يمكن أو ما يمكن، ثلاث علل ليست اثنتين فحسب، يقوم التخفيف في سكون الوسط مقابل علة أو يرفع جميع العلل هل من متخصص؟ أين هو؟ ليته يقرب نستفيد منه! تفضيل يا دكتور.

طالب: ...........

السمع عندي ليس قويا ليتك والله تقترب عندنا توجد أماكن ونحتاجك جزاك الله خير.

يقول حدثنا عبد الله بن سياهٍ مصروف مع أنه أعجمي، قالوا لأن استعماله في الأعجمية ليس بعلم وإنما وصف فليس بعلمية، استعمل في العربية علما والعبرة بأصله، والله لو يأتي الدكتور عندنا نستفيد، "وعن السكون حذف آخر المعتلّ" يرمي لم يرمِ، ولا ترمِ، ونون الأفعال نون الأفعال الخمسة.

طالب: ...........

لن؟

طالب: ...........

نعم لكنه على الكسون ليس على الفتحة لن بدل لم.

نقف على هذا المعرفة.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.