شرح متن الآجرومية (3)
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اقرأ:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: فالماضي مفتوح الآخر أبدًا".
الماضي مفتوح الآخر أبدًا، مبني على الفتح باستمرار، الفعل الماضي مبني، والأمر مبني، إذًا ما عندنا معرب من الأفعال إلا المضارع؛ ولذا قيل له: مضارع؛ لأنه يضارع الاسم فيعرب مثله، الماضي: (ضرب)، مبني على الفتح باستمرار، طيب إذا اقترن بآخره ألف تثنية، أو واو جمع، أو نون نسوة، (ضربا، ضربوا، ضربنا)، وهو يقول: مفتوح الآخر أبدًا، يرد على هذا وإلا ما يرد؟ (ضربوا، وضربنا)، هو في الأصل مبني على الفتح، إذا أردنا أن نقول: (ضربوا) ضرب: فعل ماض مبني على الفتح، والواو فاعل مبني على الفتح منع من ظهور الفتحة انشغال المحل بحركة المناسبة التي هي الضمة، طيب (ضربا)، الحركة التي على الباء هي حركة المناسبة وإلا حركة الإعراب التي هي من أصل الفعل؟ ماذا نقول؟
طالب:.......
طيب هو في الأصل (ضربَ) مفتوح.
طالب:.......
كيف؟ الآن الباء مفتوحة، سواء جئنا بالألف أو حذفنا الألف، من الأصل مفتوحة، والفعل مبني على الفتح، وجئنا بالألف، الواو قلنا: الضمة لحركة المناسبة؟
طالب:.......
لا، هو من الأصل مفتوح يا إخوة، مفتوح من الأصل، الآن (ضربوا) الضمة هذه على خلاف الأصل، و(ضربَ) جاءت على الأصل فالفتحة التي على الباء هل هي حركة فتحة البناء أو فتحة المناسبة؟ مناسبة الألف؟ بمعنى أنه لو كانت غير هذه الألف تغير الفعل، الخلاف لا أثر له، والخلاف موجود، الخلاف موجود لكن لا أثر له عملي، هذه حركة مناسبة مثلما قالوا: (إقامة) أصلها (إقْوامة) ومنهم من يقول أصلها: (إقَوامة) تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت... ومنهم من يقول: (إقوَامة) تحركت الواو (إقوَامة)، تحركت الواو وتوهم انفتاح ما قبلها فقلبت ألفًا، صار عندنا ألفين، الألف المنقلبة عن واو، والألف الأصلية، فحذفت إحداهما، يروى سيبويه أن المحذوفة الأصلية، وغيره يرون أن المحذوف الزائد، هو واحد، إحدى الألفين حذفت، لكن له أثر كون المحذوف الأصلي أو الزائد؟ مثلما عندنا، وتجد أهل النحو ينشغلون بمثل هذه الأمور، وهي لا أثر لها عملي، (ضربوا) قلنا: فعل ماضي مبني على الفتحة المقدرة التي منع من ظهورها اشتغال المحال بحركته المناسبة، ومثله: (ضربنا) الماضي مبني على الفتح، والذي يليه.
"والأمر مجزوم أبدًا".
الماضي مبني على الفتح، والأمر مجزوم أبدًا، الآن في الترتيب، في ذكر الأفعال وفي أمثلتها، مقدم الماضي ثم المضارع ثم الأمر، هنا قدم الماضي ثم أردفه بالأمر، ثم ثلث بالمضارع، لماذا قدم الأمر على المضارع؟ لمشابهة الماضي؟ والكلام فيه يسير، أما المضارع الكلام فيه كثير، سيأتي، مثلما أخر الاسم عن الفعل، ظاهر وإلا مو ظاهر؟ وإلا قد يقول ماشيين على ترتيب معين، ماضي ومضارع وأمر، الأمثلة (ضرب يضرب اضرب) ماشي على نفس الترتيب، ثم جاء إلى ما يستحقه كل واحد من هذه الأفعال فبدأ بالماضي، ثم ثنّى بالأمر، وثلث بالمضارع، مع أن الأصل أن يقدّم المضارع على أخويه لماذا؟ لأنه يشبه الاسم، وهو أشرف من الفعل والحرف، فلمشابهة الاسم ينبغي أن يقدم، لكن لما كثر الكلام فيه، كثرت متعلقاته أُخِّر، كما أخر الاسم لكثرة متعلقاته.
يقول: الأمر مجزوم، الماضي مبني على الفتح وانتهينا منه، "الأمر مجزوم أبدًا"، مجزوم وإلا مبني على السكون؟ وإلا كلهن واحد؟ أولًا: الأمر مبني وإلا غير مبني؟ مبني، لماذا لم يقل كما قال غيره: مبني بما يجزم به مضارعه؟ بمعنى أنه لو قلنا: (ضرب يضرب اضرب) اضرب: مبني على السكون، ومضارعه إذا قلنا: (لم يضرب) مجزوم بالسكون، لو جزم المضارع بحذف النون مثلًا، وهذا من الأفعال الخمسة، ماذا نقول عن الأمر إذا أسندناه إلى ألف الاثنين (اضربا؟) السكون مقدر؟ وإلا مبني على حذف النون؟ مبني على حذف النون؛ لأن حذف النون هو الذي يجزم به مضارعه، ظاهر وإلا مو بظاهر؟ لأنه يقول: "مجزوم أبدًا" مثلما قلنا في ضرب مفتوح أبدًا.
طيب، قد يكون آخر الماضي الذي قلنا: إنه مفتوح أبدًا، مبني على الفتح باستمرار، قد يكون آخره مضمومًا، قد يكون آخره مجزومًا، فكيف نقول: مبني على فتح آخره أبدًا؟ لأن هذا هو الأصل فيه، وما عدا ذلك طارئ، الأمر الأصل فيه أنه مجزوم أبدًا، مبني على السكون، والغالب أن السكون هو المقرون بالبناء، والجزم المقرون بالإعراب، الجزم، لا نستطيع أن نقول: إنه حركة بناء أو حركة إعراب، لا، مقارن للبناء للإعراب الجزم، والسكون مقارب للبناء؛ لأن عندنا حركات إعراب وحركات بناء، فرق بين منصوب ومبني على الفتح، ومرفوع الرفعة علامة إعراب، والضمة علامة بناء، ومثله النصب والفتح، "والأمر مجزوم أبدًا"، هذا الذي اختاره المؤلف، وقيل به، والذي اختاره غيره كثير من أهل العلم أنه مبني على ما يجزم به مضارعه فأنت إذا أردت أن تعرف ما بني عليه هذا الفعل –فعل الأمر- فانظر إلى مضارعه وأدخل عليه حرف جزم، وعامل الأمر معاملة المضارع.
"والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربعة".
المضارع وهو القسم الثالث، وقلنا: إنه هو القسم المتوسط، لكن أخره المؤلف لسبب، وهذا السبب كثرة المتعلقات ليتفرغ له، مثلما أخر الاسم ليتفرغ له.
المضارع، وعرفنا أنه سمي مضارع لأنه يضارع يعني: يشابه الاسم، والمضارع ما تقدمه أحد حروف المضارعة الأربعة التي يجمعها قولهم: (أنيت)، وإن شئت فقل: (نأتي) أو قدم وأخر وقل ما شئت، لأنه لا يقصد من هذه الكلمة معنىً بعينه، المركبة من أربعة حروف، إنما المراد ضبط هذه الحروف، يعني جعل الحروف الأربعة في كلمة واحدة من أجل ضبطها، (أنيت) فإذا قلت: (أضرب، أشرب، أنام) مضارعة مقترن بإيش؟ بحرف المضارعة التي هي إيش؟
طالب:.......
هي ألف وإلا همزة؟ همزة (نضرب)، والهمزة للمتحدث المفرد، يتحدث عن نفسه بمفرده، والنون يتحدث عن نفسه وعن من معه: (نضرب، نأكل، نشرب) وقد يتحدث عن نفسه بالنون على سبيل التعظيم لنفسه، وقد لا يراد من النون وإن كان واحدًا التعظيم، قد يراد منها التأكيد، يقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في تفسير {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}[(1) سورة القدر]: "والعرب تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع ليكون أثبت وأوكد"فإذا قال شخص مهددًا أولاده أو مهددًا طلابه بنون الجمع، دل على أنه إما أنه يريد تعظيم نفسه، أو يريد تأكيد هذا الفعل الذي أطلقه، والقرائن هي التي تحدد المراد، والياء (زيد يضرب)، هذا هو الحرف الثالث من حروف المضارعة، ويخبر بها عن الغائب.
طالب:.......
إذا دلت القرائن، لو افترضنا أن المتكلم معروف بترفعه على الناس، القرينة تدل على إيش؟ التعظيم، ولا يريد هذا الفعل الذي أطلقه، لا يريد أنه عازم على تنفيذه والحزم فيه، هنا يتمحض للتعظيم، لكن إذا لم يعرض بتعاظم لكنه فهم منه أنه يريد تنفيذ وعزم على تنفيذ ما تحدث عنه، قلنا: التأكيد، وإذا اجتمع الأمران اجتمع ما ذكرت، إذا عرف من حاله أنه يتعاظم ويتكبر، ويريد تنفيذ ما أطلقه من الفعل، قلنا: إنها للتعظيم والتأكيد.
(زيد يضرب عمرًا)، هذا هو الحرف الثالث الذي هو الياء أنيت، و(هند تضرب دعدًا) هذه حروف المضارعة الأربعة، فالياء: (زيد يضرب)، تستعمل متى؟ في الخبر وإلا يصلح الحاضر؟ يخبر بها عن المفرد المذكر، و(هند تضرب) يخبر بها عن المفرد المؤنث:
........................................... من نون توكيد مباشرٍ ومن |
| وأعربوا مضارعًا إن عريا |
المضارع هذا الأصل فيه أنه معرب، لكن إن اقترن به نون التوكيد سواء كانت خفيفة أو ثقيلة بني، بني على إيش؟ على الفتح، وإن اقترنت به نون الإناث نون النسوة بني على السكون، (يرعن من فتن) النون التوكيد لا بد أن تكون مباشرة، إيش معنى مباشرة؟ لم يفصل بينها وبين الفعل، ((لينتهين أقوام))من يعرب؟
طالب:.......
اللام، نعم، موطئة للقسم، فيها جواب القسم، إذا قلت: (لينتهون)
طالب:.......
والنون للتوكيد، ولماذا لم يبن على الفتح؟ لأنه فصل بين الفعل ونون التوكيد، بأي شيء؟ بواو الجماعة، الواو هذه الموجودة، ما وجدت إلا واو واحدة، صح وإلا لا؟ الآن الملفوظ به والمكتوب واو واحدة، فحذف إحدى الواوين إما واو الجماعة أو واو الفعل؟ أيهما المحذوف؟ هي واو واحدة، إحداهما محذوف؟ أيهما المحذوفة؟ الإشكال حذف واو الفعل يشكك في وجود عامل اقتضى حذفه، يشكك في وجود عامل يقتضي الحذف، أو أنه يحذف من الفعل بغير عامل، وهذا... وحينئذٍ يختلط الأمر بين العامل وغيره، ما تنضبط الأمور، وإن نظرت إلى الفاعل عمدة، والفاعل إذا دلّ السياق عليه جاز حذفه مع إرادته، يعني إذا دل السياق عليه جاز حذفه مع إرادته.
"يجمعها قولك: (أنيت)".
الآن تقدم توضيح هذا الكلام أن الكسر لا يدخل الأفعال، الكسر ما يدخل الأفعال، لكن ماذا عن قوله -جل وعلا-: {يَرْفَعِ اللَّهُ}[(11) سورة المجادلة] لماذا ما حركنا بغير الكسرة؟ مو قلنا: الكسر ما يدخل الأفعال؟
طالب:.......
(يرفعُ الله) وإيش يصير؟ (يرفعَ الله)؟ ما في ثقل؟ فلجأنا إلى الكسرة لأننا لو رفعنا، ألغينا عمل العامل، ولو نصبنا أوهمنا وجود عامل يقتضي النصب، صح وإلا لا؟ إذًا ما لنا مندوحة عن الكسر الذي لا يدخل الأفعال فنبحث وإيش السبب؟ ظاهر وإلا موب ظاهر؟
طالب:.......
لو رفعناه، لو قلنا: يرفعُ اللهُ علشان نَفِرّ من التقاء الساكنين صرنا ألغينا عمل عامل، وهو مجزوم بعامل؟ مو اللي جازمه عامل؟ جواب الطلب، أو جواب شرط مقدر؟ لو رفعنا ألغينا عمل العامل، واحنا مضطرين نحرك الفعل لالتقاء الساكنين، لو رفعنا ألغينا عمل العامل، لو نصبنا أوهمنا وجود عامل ناصب غير الموجود، إذًا ما لنا مندوحة من أن نوجد شيئًا لا مدخل له في الباب كله لنبحث عن السبب الأصلي، مدرك هذا وإلا مو مدرك؟
"وهو مرفوع أبدًا حتى يدخل عليه ناصب أو جازم".
مرفوع أبدًا حتى يدخل عليه ناصب أو جازم، الرافع ما الذي رفعه؟ (يذهبُ) وإيش اللي رفعه؟
طالب:.......
تجرد عامل وإلا من غير عامل، هذا تجرد عامل أو تجرد من العامل؟ الآن عندنا فعل تجرد عن ناصب وجازم، وفعل اقترن به ناصب أو جازم هذا الذي سيأتي، لكن الكلام في فعلٍ تجرد عن ناصب وجازم، إذًا نقول: هو مرفوع بالعدم، العدم يرفع؟ العدم بنفسه مو موجود علشان يؤثر، معانا يا إخوة وإلا لا؟ أنتم معنا وإلا لا؟ نشوف أن الإخوة الموجودين كلهم طبقة واحدة، يعني جامعيين، وإلا فالأصل أن الكتاب للمبتدئين الآن عندنا عوامل لفظية، وعوامل معنوية، الآن (زيد قائم) زيد: مرفوع لماذا؟ لأنه مبتدأ، مرفوع بإيش؟ بالابتداء، هل الابتداء عامل لفظي وإلا معنوي؟ معنوي، إذًا التجرد عامل معنوي، ولا يوجد عامل معنوي إلا الابتداء والتجرد، بينما العوامل اللفظية، وهذا كتاب نبهنا عليه في أول درس، العوامل للجرجاني، فيه مائة عامل عوامل لفظية، وهو كتاب في غاية الأهمية لطالب العلم، ومحل عناية وحفاوة من أهل العلم، وشُرِحَ شروحًا كثيرة، كتاب صغير مو بشيء، في شرح الشيخ الفطاني مدري إيش؟ طيب هذا في الجملة، شرح طيب جدًّا، وأما العوامل شروح لا تعد ولا تحصى، شرح الفطاني طيب، بس ما ......، والله المستعان.
فالمضارع يرفع إذا تجرد عمّا يقتضي نصبه أو جزمه، وعرفنا أن الرافع له العامل المعنوي الذي هو التجرد، لا يقول قائل: أن التجرد عدم والعدم لا يفعل، العدم لا فعل له فكيف يعمل؟ هو عامل معنوي، وليس بعامل لفظي، مدري الإخوة يحفظون المتن وإلا ما يحفظون؟ متن ترى في ثلاث أو أربع ورقات ما هو بشيء؟ وإذا حفظتموه الآن يبقى، أقول: إذا حفظ في هذا السن يستمر، أما إذا سوفنا، وقلنا: بعدين إذا تخرجنا وتأهلنا ومدري إيش؟ خلاص ما تحفظه، فالحفظ مهم، والدرس خمس أسطر، ستة أسطر، ما يزيد، ولو راجعنا عليه بعض الشروح، وسبق في أول درس أن ذكرنا أميز الشروح لهذا الكتاب، من يذكرنا بها؟
طالب: الكفراوي.
الكفراوي، ميزة الكفراوي إيش؟
طالب: الإعراب.
الإعراب، يعني ما يقرأه الطالب وينتهي منه يعني الطالب الذي يقرأ قراءة بحث في درس، وهم يقرؤون قراءة جرد في مثل هذه الكتب لا ينتهي منه حتى تتكون لديه ملكة إعرابية، هذه ميزته، من الشروح المهمة شرح العشماوي، ويعتني بتوضيح المتن والأمثلة وذكر ما يتعلق بالباب من قواعد وضوابط يحتاجها طالب العلم، شرح الشيخ خالد الأزهري، أيضًا شرح طيب وواضح، كل هذه الشروح عليها حواش كثيرة، لكن مع الأسف الشديد أنها أهملت وأهدرت، ونظرًا لعدم احتياج طلاب العلم إليها حسب زعمهم ودعواهم نفدت من الأسواق، ما صارت تجي هذه الشروح وهذه الحواشي، كانت أكثر ما يوجد في الأسواق، لكن أوهم طلاب العلم أنفسهم أنهم ليسوا بحاجة، هم بحاجة إلى الأمثلة، القاعدة، التمرينات، أسئلة، ويذلل لهم العلم، ويشوفوا إيش يدركوا بعد هذا؟ بعد تسهيل العلم بهذه الطريقة أدرك أحدًا شيء؟..... لكن لم كانوا يعانون المتون، يقرؤون الشروح، يحضرون الدروس ويستفيدون من الحواشي هناك العلم، ولا علم دون حفظ أبدًا، الذي يتعلم ويقول: أبي أتعلم بدون ما أحفظ، هذا يضحك على نفسه، ما يمكن.
الكفراوي الجوازم هذه التي ذكرها المؤلف ثمانية عشر لما أعرب وأنا عهدي بالكتاب بعيد، لما أعرب ستة عشر مثالاً بقي اثنان، قال: وإعرابهما كما مرّ، كأنه مل، ما بقي إلا اثنان، فلا شك أن الكتاب بطريقته مملة، طالب العلم المتعود على الروحات والجيات ما يصلح له، العلم هذا متين، ويحتاج إلى تأسيس وتأصيل، ثم إذا فهمت هذا الكتاب الصغير، خمس ورقات أو أربع فهمته وضبطته خلاص انفتح لك الباب، كثير من طلاب العلم يعانون من العربية، ويعانون من الأصول والسبب أنهم ما ولجوا إلى الآن، ما دخلوا هذا العلم، وإلا هما علمان من أنفع العلوم لمن ولج.
هذا يقول: لو ذكرت لنا أفضل الكتب لإعراب القرآن؟
ذكرت كثيرًا في مناسبات متعددة أن خير ما يعين على معرفة العربية العناية بكتاب الله -جل وعلا-، وإعراب القرآن على وجه الخصوص؛ لأنه يفاد منه فوائد، يفاد منه إتقان هذا العلم الذي هو النحو والصرف، ويفاد منه أيضًا فهم القرآن؛ لأن فهم المعنى متوقف على معرفة الإعراب، فطالب العلم إذا أنهى هذا الكتاب مثلًا، أو أي كتاب في النحو خذ وطبق، أعرب الفاتحة إعراب تفصيلي.
بعض ما كتب في النحو للمبتدئين؟ أظنها الأزهرية، المقدمة الأزهرية، كتاب صغير أكبر من الآجرومية بقليل، أعرب قصار السور في آخره لتمرين الطلاب، فيستفيدون فوائد، أكثر من فائدة، مو بالنحو فقط مجرد فلو أن الطالب إذا فهم كتابًا ودرس كتابًا يأتي إلى القرآن ويعرب الفاتحة إعرابًا تفصيليًّا، ثم يقارن بين إعرابه وبين ما كتب في كتب إعراب القرآن، كتب إعراب القرآن له عناية قديمة عند أهل العلم وحديثة وما زالت العناية به قائمة، فمن أول من أعربه العكبري، والنحاس، وإعراب القرآن للزجاج، والبحر المحيط جله إعراب، والزمخشري يعرب كثيرًا، وكتب التفاسير الكبيرة فيها إعراب وفيها عناية، لكن كتب متخصصة، فيه كتب كبيرة يعني لإعراب القرآن ألفها المعاصرون، في الجدول وفي إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش هذا أفضل ما كتب، إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش، إعراب تفصيلي ودقيق ويفيد طالب العلم، هو الإشكال أنه ظهرت مع الطرق الحديثة للتدريس ثورة على القديم، كتب الحواشي، الكتب الصفراء، الكتب المعقدة، ولا شك أنه نتج من هذه الثورة تضييع، يعني الكفراوي الآن أظنه طبع طبعات جديدة منها الطبعة العادية، مثل الذي معكم؟ الذي معكم وإيش هي؟
طالب:.......
إيه، رحمه الله، يعني شروح المشايخ المعاصرين فيها سهولة، يعني مناسبة، التي معك أنت الكفراوي الظاهر، هذا الكفراوي مجرد ما فيه حواش، لكن الحواشي فيها دقائق وضوابط وفوائد يحتاجها طالب العلم لا يجدها في المطولات، يعني حاشية الحامدي التي حذفت من الطبعة التي معك ما عليها حاشية، حاشية الحامدي التي حذفت فيها نفائس.... لا شك أن الطبع الجديد يفتح النفس، ويجعل الطالب يقرأ، لكن إذا عرف النتيجة وهو بصدد تحصيل علم، وعلم أساس لا يستغني عنه طالب علم، فعليه أن يصبر على شدائد تحصيل هذا العلم، العلم ليس بالأمر السهل أو الهين يأتي الإنسان ويقول: أنا والله أبي أحصل العلم .......؟ ما يجي، ولذلك تجدون من أشق الأمور على النفس قراءة هذه الكتب المتينة المؤصلة، ومن أيسر الأمور قراءة ذكريات ورحلات وصحف ومجلات والإنسان رجل على رجل ويقرأ وهو مرتاح، لكن ما تفيده، فلو أن الطالب يحفظ القدر المحدد قبل الحضور، ويراجع شرحًا أو شرحين، وعندكم أوقات، من خير ما تنفق فيه الأوقات، وتفنى فيه الأعمار؛ لأن هذا العلم ليس مقصودًا لذاته إنما الدين مبني عليه، القرآن بلسان عربيٍ مبين، النبي -عليه الصلاة والسلام- تكلم بالعربية، فنحن محتاجون إلى هذا العلم، ولا يمكن أن يتصدى أحد لتفسير القرآن وهو لا يعرف العربية، ما يمكن الباب مغلق دونه، لا يمكن أن يفهم كلام الرسول على وجهه -عليه الصلاة والسلام- إلا بواسطة العربية، واختلاف الإعراب قد يوجد كلمات في القرآن أو في السنة اختلف في إعرابها، اختلفت معانيها تبعًا لاختلافها الإعرابي، فلا بد من معرفة هذا، فأوصيكم أولًا بالحفظ لا محيد عنه ولا مفر ولا مناص لمن هو عازم على طلب العلم سواء في هذا العلم أو في غيره، والمراجعة قبل الحضور.
طالب:.......
هو الإشكال أن الألفية تحتاج إلى سلم، هذا متن ما يكلف شيئًا يعني، ما يكلف، فأنا ما أقول: احفظ أكثر من نظم في الفن الواحد ما يصح، ما أقول لك: احفظ نظم الآجرومية واحفظ الألفية، لا تضيع بهذه الطريقة، أو احفظ الملحة واحفظ الألفية، إن كانت الهمة تسمو لحفظ الألفية لا عطر بعد عروس، كل الصيد في جوف الفراء، لكن إذا كانت الهمم ما تسمو إلى هذا وحفظ ألف بيت في مثل هذا الفن صعب على كثير من الناس، ويبخل بحافظته على مثل هذا، يقال له: احفظ هذه على الأقل، والملحة املح بها كلامك، يعني إن لم تستطع حفظ الألفية، وإلا فالألفية ما يعدلها شيء.
طالب:........
هذه؟ إلا منظومة، العمريطي نظمها، نظمها كثير، من أسهلها نظم العمريطي، ومن نظمها نظم الألوسي نعمان، وهو نظم جيد، لكن ما أدري تلقونه وإلا ما تلقونه، سليمان له عناية بالمتون، الشيخ سليمان له عناية في هذه المتون، في ابن نبهان الحضرمي له نظم، وفيه أيضًا الحداد له نظم، نظمها كثير من أهل العلم، والشنقيطي هذا اسمه عبيد ربه؟ إيش اسمه؟ إيه نظمها أيضًا نظم لا بأس به، لكن من أسهلها نظم العمريطي.
"فالنواصب عشرة: وهي أن ولن".
لما تقدم الكلام على الأفعال وما ينتابها من بناء وإعراب، وأن الماضي مبني، والأمر كذلك، ولم يبق من الأفعال مما يعرب إلا المضارع، ولهذا سمي مضارعًا يعني يماثل ويشابه، المضارعة المماثلة والمشابهة، فهو مماثل للاسم في إعرابه، المضارع عرفنا أنه يعرب فيرفع إذا تجرد عن الناصب والجازم، وهذا تقدم فإذا قلت: (يذهب زيد) أو (يأكل عمرو) فيأكل: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعرفنا أن التجرد عامل معنوي كالابتداء الذي يرفع به المبتدأ، وهذا تقدم، وأما بقية العوامل فهي لفظية، وهي نحو مائة عامل أفردت بالتصنيف.
من العوامل اللفظية النواصب والجوازم، ذكر المؤلف النواصب العشرة، وذكر الجوازم وعدتها ثمانية عشر، وإذًا لم يعدها؛ لأنها غير مضطردة، لا تجزم باضطراد وإنما تجزم في الشعر خاصة، فإذا ذكر في الجوازم ثمانية عشر، والنواصب عشرة، والكتاب ألف للمبتدئين، لصغار الطلاب، فماذا أبقى للكبار؟ المقصود أنه استوعب الجوازم.
طالب:.......
تسعة عشر؟ لا ثمانية عشر، وإذًا في الشعر خاصة، وإذا أفردت لام الأمر ولام النهي ولام الدعاء ولام الالتماس كم تصير هذه؟ ولا الأمر ولا النهي، إذا أفردتها تبلغ الثلاثين، وهذا مفترض أنه للمبتدئين، يعني النواصب عشرة، لو اقتصر على الستة الواضحة التي نصبها ظاهر لآحاد الطلاب، ثم مرحلة ثانية تكون وظيفة المتممة؛ لأن هناك كتاب اسمه (متممة الآجرومية) أودع فيها ما في هذا الكتاب وزاد عليه ما يناسب المتوسطين؛ لتكون كالمرقاة إلى ما فوقها من كتب النحو، وكذلك الجوازم لو اقتصر منها على الأمور الظاهرة التي لا خلاف فيها، وترك ما فيه خلاف و ما الجزم فيه مقيد بقيود على ما سيأتي تفصيله -إن شاء الله تعالى-.
"فالنواصب وهي أن ولن".
"فالنواصب عشرة" الفاء هذه إيش معناها؟
طالب: الفصيحة.
إيش معنى الفصيحة؟
كيف؟ فالاسم يعرف بالخفض....، جواب شرط مقدر، واقعة في جواب شرط مقدر، إذا عرفت هذا فالنواصب.
"وهي: أن ولن وإذن وكي ولام كي، ولام الجحود وحتى والجواب بالفاء والواو وأو".
النواصب عشرة وهي: أن: مثالها: (أحب أن تفهمَ) (أودّ أن تجتهدَ) (يعجبني أن تنجح) هذه ناصبة، فالفعل المضارع منصوب بأن، قد تهمل (أن) فلا تنصب:
أن تقرآن على أسماء ويحكما |
| منّي السلام وأن لا تشعرا أحدا |
هذه مهملة لا تعمل، أو لم تُعمل.
شرط (أن) أن تكون ناصبة، ماذا يشترط لها أن تكون ناصبة؟ ألَّا تسبق بعلم، {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ}[(20) سورة المزمل] كملوا؟
طالب:.......
سيكون منصوب وإلا مرفوع؟
طالب:.......
لماذا؟
طالب:.......
لا لا، ما أهملت هذه، هذه غير (أن) الناصبة؛ لأن (أن) إذا سبقت بالعلم صارت مخففة من (أنَّ) حرف التوكيد والنصب، والتقدير (علم أنه سيكون) واسمها ضمير الشأن، وسيكون الجملة خبر (أن) المخففة من الثقيلة، إذا سبقت بعلم لم تعمل، وحينئذٍ تكون مخففة من (أنَّ)، إذا سبقت بـ(ظن) (ظننت أن سينجحوا) أو (سينجحا) عرفنا أنها إذا سبقت بعلم لا تعمل، بل لا تكون أن الناصبة، هي غيرها، إذا سبقت بظن؟ جاز الأمران، جاز النصب وعدمه، جاز النصب على أنها هذه حرف مصدري، وجاز الرفع على أساس أنها مخففة من الثقيلة كالمسبوقة بالعلم.
"أن ولن" (لن تنجح) تنجح: فعل مضارع منصوب بـ(لن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، إذا سبقت (لن) بالعلم تعمل وإلا ما تعمل؟ {عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ}[(20) سورة المزمل] سيكون انتهينا من هذه، تعمل، ليست مثل (أن) {عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ} {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ}[(95) سورة البقرة] فالمضارع منصوب بـ(لن) وعلامة نصبه حذف النون.
"أن ولن وإذن" عندنا (إذن) في النواصب، و(إذًا) في الجوازم، وهي لا تجزم إلا في الشعر خاصة، إيش الفرق بين (إذن) الناصبة و(إذًا) الجازمة؟
طالب:........
فيها نون وتلك فيها تنوين، نعم.
............................................ |
| وإذا تصبك خصاصة فتحملِ |
إذا، فعندنا (إذن)، (إذن) هذه تكتب بالنون وإلا بالتنوين الناصبة؟
طالب:........
إيه هي جواب لمن قال: (أزورك؟) تقول: (إذن أكرمَك) من قال: (سوف أزورك) أو (أزورك) تقول: (إذن أكرمَك) وهذه نون وإلا تنوين؟ (حينئذٍ) ها وإيش تقول؟ نون وإلا تنوين؟
طالب:........
طيب لكن التي عندنا إذن، (إذن أكرمك) وإيش المانع أن تكون تنوينًا؟ ألف وفوقها فتحتين؟
طالب:........
يعني إذن نونها مثل نون الأُذن هذه؟
طالب:........
.... طيب ..... تنوين وإلا لا؟ النون هذه أصلية في الكلمة؟ المبرد يقول: وددت أن تكوى يد من يكتب هذا التنوين بالنون، يبي يكوي يده. إيش أصلها تنوين وإلا نون؟ يعني نونها من أصل الكلمة مثل الأذن؟
طالب:.......
أو خلاف، بالخلاف، نقول خلاف وترتاح، (إذن) إذا وقعت في جواب من يقول: (أزورك) فتقول: (إذن أكرمَك) تنصب، فهي ناصبة.
"أن ولن وإذن وكي" كي (اجتهد كي تنجحَ).
طالب:.......
خلاف، المبرد يقول: ما تكتب بالنون أبدًا.
طالب:.......
لا تثريب عليك، بس لا بد من الترجيح، رجّح، الأكثر على أنها تكتب بالنون.
طالب:.......
والله المسألة خيارية إذا وضعت تنوين وإلا النون، التنوين نون ساكنة.
"أن ولن وإذن وكي" (اجتهد كي تنجحَ) {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً}[(7) سورة الحشر] المضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة.
طالب:.......
لام كي، وإيش نحن قلنا؟ النصب متجه إلى إيش؟ كي ناصبة لأي شيء؟
طالب:.......
أين المضارع؟ لام كي {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[(29) سورة الحديد] ولام الجحود وهي الواقعة في إيش؟ في خبر كان المنفية، {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}[(33) سورة الأنفال] الأمثلة كثيرة، المقصود أنها واقعة في خبر كان المنفية، فلا بد أن تكون في خبر كان، وأن تكون كان منفية، يعني لا بد أن تكون في خبر الكون المنفي، وهذه تسمى لام الجحود، والمضارع بعدها منصوب بلام الجحود، كم مضى الآن؟ أن ولن وإذًا وكي ولام كي ولام الجحود، ستة، و(حتى) على الخلاف هل هي تنصب بذاتها، الأربعة الأولى تنصب بذاتها، وما بعدها محل خلاف، (حتى) على أن يكون فعلها مستقبلًا، فتقول: (أسير حتى أدخل البلد) وأدخل: منصوب بـ(حتى) أو بـ(أن) المضمرة بعد حتى على الخلاف المعروف، إذا كان فعلها ماضيًا من حيث المعنى كما إذا قلت: (سرتُ حتى أدخلُ)؛ لأنه السير والدخول قد انتهى وحينئذٍ لا تنصب، هذه سبعة، الثلاثة الباقية والكلام فيها تفصيله يطول جدًّا.
وهو في الحقيقة النصب بأن المضمرة وجوبًا بعد واو المعيّة أو فاء السببية، أو أو، واو المعية، وفاء السببية تضمر بعدها (أن) وجوبًا إذا وقعت في جواب أحد تسعة أشياء، إذا وقعت في جواب أحد تسعة أشياء (الأمر والنهي والدعاء والعرض والتحضيض والاستفهام والتمني والرجاء) بقي واحد؟ السؤال والاستفهام، (الأمر والنهي والدعاء والاستفهام والعرض والتحضيض والنفي والتمني والرجاء) من يعيدها؟ نعم أعدها، طيب:
مر وادع وانه وسل واعرض لحظهم |
| تمنَّ وارج كذلك النفي قد كملا |
تسعة أشياء، نريد مثال لمضارع منصوب بـ(أن) مضمرة بعد واو المعية الواقعة في جواب الأمر.
طالب: لا تنه عن خلقٍ وتأتيَ.
هذا نهي، لا تنه عن خلقٍ وتأتيَ، الواو واو المعية، وتأتيَ: فعل مضارع منصوب بـ(أن) المضمرة بعد الواو لكن هذا المبحث لو ألحق بـ(أن)، وتكون أن الناصبة مظهرة ومضمرة، وما فصلت هذا التفصيل، ألا يكون أولى؟ أن المظهرة وأن المضمرة مبحث واحد، ومتى تضمر (أن) ومتى تظهر؟ صح وإلا لا؟ لأنها منصوب بـ(أن)، حتى الحرف (حتى) المختلف فيه هل النصاب (حتى) وإلا (أن) المضمرة بعده؟ يمكن أن يلحق بـ(أن)، لكن (حتى) على الخلاف الذي فيها النصب فيها أظهر من النصب بواو المعية أو فاء السببية؛ لأن ما في أحد يقول: أن الناصب هو الواو أو الفاء، الناصب أن مضمرة بعد واو المعية وفاء السببية.
لا تنه عن خلقٍ وتأتيَ مثله |
| .............................................. |
تأتيَ: فعل مضارع منصوب بـ(أن) المضمرة وجوبًا بعد واو المعية الواقعة في جواب النهي. مثال للأمر؟
طالب:
ولبس عباءةٍ وتقرَ عيني |
| ............................................ |
هذا منصوب بإيش؟ والواقعة في جواب إيش؟ واقعة في جواب إيش؟ واقعة بعد الاسم المحض، لو ذهبنا نفصل ونأتي بكل ما يتعلق بالباب، هذا من المطولات، هذا من الألفية وشواهدها وشروحها.
طالب:.......
نعم، لا، نحن يا لله نعبر عن الذي عندنا الآن؛ لأنه المؤلف زائد كلامه مو بناقص نكمله، زايد والكتاب مؤلف للمبتدئين، يكفينا مثال بالنسبة لواو المعية، وهذا من أوضحها:
لا تنه عن خلقٍ وتأتيَ مثله |
| .............................................. |
طيب؟ الفاء، فاء واقعة بعد النهي.
طالب:.......
نعم، ذاكر، ماشي المثال وإلا مو ماشي، فيحلَّ؟ يعني إن تذاكر على الخلاف هل هو طلب أو جواب شرط مقدر معروف، ويحتاج إلى فاء وقوعه في جواب الطلب، لا يحتاج؟ إيش المثال الذي ذكرته؟
طالب: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ}[(81) سورة طـه].
{وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ} يحل: فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية الواقعة في جواب النهي، ((هل من سائلٍ فأعطيه؟هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟)) هذه من أمثلتها، النصب بـ(أن) المضمرة بعد أو:
لأستسهلن الصعب أو أدركَ المنى |
| .............................................. |
و(أو) هذه بمعنى (حتى) يعني لأستسهلن الأمور الصعبة حتى أدرك ما أتمناه، فـ(أدركَ) منصوب بـ(أن) المضمرة بعد (أو) الواقعة في جواب إيش؟ قسم، في جواب القسم المقدر.
طالب:.......
الجوازم إيه هي تجر المصدر، لكن عملها في المضارع النصب، على كل حال الخلاف في الدقائق هل الناصب اللام أو كي التي هي بمعناها مسألة تحتاج إلى تفصيلٍ كثير دقيق، يعني لو رجعنا إلى الأشموني مثلًا والحواشي عليه أو شرح المفصل والكتب مطولة فيها هذه الدقائق وهذه العلل، والخلاف فيها تحتاج إلى وقتٍ طويل.
الجوازم يقول: ثمانية عشر، عدوها، ورقموا هذه الجوازم، كم؟
طالب:.......
أنت عديتهن أو على كلامه هو؟ أو واحد وعشرين؟ إذا عددنا (لا) اثنتين، و(اللام) اثنتين، تصير واحدًا وعشرين، وإذا قلنا: لا الناهية ولا الدعاء واحدة، ولام الأمر ولام الدعاء واحدة صارت تسع عشرة، وعددنا مع ذلك (إذًا) في الشعر خاصة، عديتوا وإلا ما عديتوا؟
طالب:.......
كم؟ إيه هذا إذا فصلنا لا الناهية عن لا الدعاء، يعني بالبسط واحد وعشرين....اقرأ.
"والجوازم ثمانية عشر وهي: لم ولما".
(لم ولما وألم وألما) (لم) هذه تدخل على الفعل المضارع وتكون حينئذٍ حرف نفي وجزم وقلب (زيد لم يذهب) هل يمكن أن تقول: زيد لم يذهب غدًا أو قصدك أنه لم يذهب أمس أو قبل هذا الكلام، نعم لأنها قلبت الفعل من مضارع إلى ماضي، تدخل على المضارع فتقبل معناه إلى المضي وتجزمه وتنفيه، نفي وجزم وقلب، (لم يذهب) يذهب: فعل مضارع مجزوم بـ(لم) وعلامة جزمه السكون، إذا كانت تقلب معنى الفعل المضارع إلى الماضي هل يجوز أن تدخل على الماضي، يجوز أن تدخل على الماضي، كيف؟ لا ما يجوز تدخل على الماضي، لكن من الطلبة النابهين لما سئل تدخل على الماضي؟ قال: نعم، ثم أدرك أنه أخطأ، لأنها ما تدخل على الماضي، فخروجًا من هذا المأزق الذي وقع فيه، قال: تدخل على الماضي، يقول الناظم، هو الناظم هو الذي أنشأ بيتًا انتحله وخالف فيه القواعد، يقول:
وجوزوا دخول لم على المضي |
| كلم سعى ولم دعى ولم رضي |
أيوه حداد أي حداد؟ عندك أبيات؟ إيش؟ إلا هذه القصة، قصتها أنه سئل عن دخول (لم) على المضي، قال: نعم، لما رأى أن المسألة ما هي صحيحة لفّق هذا البيت.
طالب:.......
كيف؟ كمل، (كلم سعى ولم دعى ولم رضي).
هذا مثل الشخص الذي جيء به للرشيد عنده خفة في اليد بحيث يغرس الإبرة في الأرض، يلقيها فتنغرس في الأرض، ثم يرسل الأخرى فتدخل في جوفها، ثم يدخل الثالثة فتدخل في جوف الثانية وهكذا إلى المائة، قال: أعطوه مائة درهم واجلدوه مائة جلدة، يصلح وإلا ما يصلح؟ ما تجي؟ لا لا مو محتاج، لكنه عمله يدل على براعة، على براعته أعطاه، رجل موهوب، فيستحق مكافأة، لكنه ضيّع هذه الموهبة بما لا ينفع، استحق الجلد ومثله صاحب البيت، لا شك أنه تخلص، فيستحق مائة ومائتين.
(لم) و (لما) قلنا: (لم يقم زيد) و(لما يقم زيد) {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ}[(142) سورة آل عمران] يعلم: مضارع مجزوم بـ(لما) والثالث والرابع (ألمّ وألمّا) وهي (لم) التي زيد عليها الهمز، و(لمّا) مثلها، {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}[(1) سورة الشرح] فنشرح: مجزوم بألم وعلامة جزمه السكون، (ألمَّا) مثل (لمّا) تزاد عليها همزة، (ألمَّا يقم زيد؟)، (ألمّا يأكل عمر؟) ألما هذه وإيش تصير؟ ألمَّا فعل وإلا حرف؟ (ألما يقم زيد؟) يقول الناظم:
وإني إذ ما حدثٌ ألمَّ |
| أقول: ياللهم ياللهم |
هذه هي ذي؟ صحيح، هذه غيرها، الذي عندنا الحرف الجازم للمضارع، نحط بالنا من هذه الأمور.
"وألم وألما ولام الأمر والدعاء".
لام الأمر، ولام الدعاء، لام الأمر {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}[(7) سورة الطلاق] ينفق: مضارع مجزوم بـ(لام) الأمر وعلامة جزمه السكون {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ}[(113) سورة الأنعام] اللام هذه (ولتصغى) أمر، هل هي لام أمر وإلا لا؟ وإيش نطقها؟
طالب:.......
إيه يالله وإيش تصير؟ لام التعليل أو لام الصيرورة؟ وهذا علة لأي شيء؟ هات؟ إيش اللي قبلها؟ {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ}[(112-113) سورة الأنعام] تعليل.
ولام الدعاء، {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}[(77) سورة الزخرف] اللام هذه لام الدعاء، اللي في الآية وإلا اللي...؟
طالب:.......
{وَيَدْعُ الإِنسَانُ}[(11) سورة الإسراء] و(يدعُ) إعرابه؟
طالب:.......
إيه، ما حدف منه شيء؟ مضارع (يدعو) بالواو أصله، إيه وين الواو؟ الآية فيها واو؟ ليس فيها، يالله جيبوا لكم شيء قبل ما تختلفوا.
{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ}[(64) سورة الكهف] يالله أعرب؟ هو ثقيل إذا قلت: نبغي؟ هو (يدعُ) بدون واو، وليس بثقيل (يدعو) كما هو الأصل.
طالب:.......
ها بدون واو يا إخوة لا تشككون بنا، لا لا، لا تشككون بنا، إيش اللي جزم الفعل وحذف الحرف من آخره في (يدعو) وفي (نبغي)؟ الرسم وإلا هو مرفوع، اتباعًا للرسم العثماني، وإلا هو في أصل مرفوع، ما دخل عليه عامل جازم.
طالب:.......
للتخفيف؟ {مَن يَهْدِ اللّهُ}[(178) سورة الأعراف] بياء وإلا بدون؟ أو موضعين؟ أو في موضع بالياء وموضع بدون؟ الذي قال: التخفيف هذا أو اتباعًا للرسم وسمعنا وأطعنا؟ خلاص يا أخي ما يحتاج تخفيف هذا، (نبغي) ما فيها أدنى ثقل، و(يدعو) ما فيها أدنى ثقل.
طالب:.......
لا لا ما في إشكال، يا أخي حنّا أمة متبعة، لنا سلف سمعنا وأطعنا ما لنا كلام، فاتفق عليها الصحابة هكذا، ما لأحدٍ كلام، القواعد كلها ينبغي أن تغيّر لهذا.
طالب:.......
لا لا، لأنك لو قلت: للتخفيف إيش الذي حذف الياء في (يهدِ والمهتدِ) وإيش اللي يحذفها؟ نقول: تخفيف؟
طالب:.......
تخفيف في موضع وتثقيل في الموضع وإلا وإيش يعني؟
طالب:.......
لا، لا، لا هو الذي يمكن يقبل في رؤوس الآي، في مراعاة رؤوس الآي {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}[(9) سورة الرعد] وإلا الأصل (المتعالي) فمثل هذا مراعاته برؤوس الآية ما فيه شيء، لكن تقول: تخفيف في موضع والثاني؟ ما تجي، نقول لك: هكذا وقفنا على هذا، هكذا تلقينا، وهكذا رسموا الصحابة واتفقوا عليه، ولا لأحد كلام، فاتباع الرسم لا بد منه، لا بد من اتباع الرسم، ما يجي واحد يجتهد يقول: لا بطبق قواعد إملاء وإلا قواعد نحو؟ لا يا أخي، إن بغيت تطبق ما تقدر، هناك أمور تعترض لك، شيء يقصم ظهرك، إن بغيت تطبق {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى}[(62) سورة البقرة] أو في موضع ها وإيش تسوي بعدين؟ على كل حال التخريج بقدر الإمكان مطلوب، لكن إذا لم يوجد عامل إيش تسوي؟ والمجزوم به كلام الله -جل وعلا- الذي هو القرآن أفصح الكلام، وهو المعجز بلفظه ومعانيه.
طالب:.......
والمقيمي؟ أنت إذا قدرت في متأخر بعد استكمال (إن) لا بأس ما يخالف، لكن تقدر في كلمةٍ في أثناء الكلام، ثم ترجع إلى الإعمال بعده.
طالب:.......
ما معنا إلا التسليم يا إخوة.....
طالب:........
لا، لا، ما في إلا اتباع الرسم في مثل هذا، ويبقى أن القواعد التي وضعها أهل العلم أغلبية.
طالب:........
نعم، كيف؟ إحنا عندنا القرآن قدسية لا ..... منه شيئًا، القرآن له قدسيته ينبغي أن نعدل كلامنا وقواعدنا عليه، يعني إذا تنازع أهل العلم في الاحتجاج بالحديث في قواعد اللغة والخلاف له وجه باعتبار جواز الرواية بالمعنى، ويحتمل أن يكون التغيير ممن جاء بعد ممن أحتج به في لغة العرب، هذا....، لكن كيف نتطاول على القرآن؟ ما يمكن، ما لنا إلا أن نسلم، وبهذه الطريقة نسلم من ازدواجية واضطراب...، نجعل القرآن هو المرجع في هذا.
طالب:........
الذي رجّحه البغدادي وغيره وجمع من أهل العلم أنه يحتج به، لكن إذا نظرت إلى الصحيحين مثلًا، البخاري، شيوخ البخاري من قبل بشّار وإلا بعد بشّار؟ بشّار بن برد يحتج به، يجعلونه الحد الفاصل، لكن شيوخ البخاري قبله وإلا بعده؟
طالب:........
وفاته كم؟
طالب:........
لا، بشار، البخاري كلنا نعرف وفاته، متى كانت وفاة بشار بن برد؟
طالب:........
إيه بهذه الحدود، يعني في منتصف القرن الثاني.
طالب:........
وإيش قلنا: (لم ولمّا وألم وألمّا ولام الأمر والدعاء) لام الأمر (لينفق) والدعاء (ليقض) و(لا) في النهي والدعاء {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا}[(286) سورة البقرة] هذا إيش؟ دعاء، و(لا) في النهي، قضينا من النهي، (لا) في النهي والدعاء، (لا) الناهية مثالها؟
طالب: لا تنسَ ذكر الله
(لا تنسَ ذكر الله) وهذه يكثر فيها الخطأ من الإخوة الذين فيهم شيء من الحرص في تذكير المسلمين بالأذكار (لا تنسى قراءة آية الكرسي) (لا تنسى كذا) يعلقونها في المساجد، يثبت الألف، هذا خطأ، نعم كل هذا خطأ، المضارع مجزوم بـ(لا) الناهية بحذف علامة الجزم وحذف حرف العلة.
طالب:........
كيف؟ بدون، (لا تنس) وعليه فتحة، في صناديق البريد القديمة مكتوب عليها نحت: (لا ترمي) مدري إيش قال؟ الظرف خارج الصندوق أو داخل نسيتها، لكن المقصود أنه خطأ.
"ولا في النهي والدعاء وإن وما".
وإن وما، إن، الجوازم السابقة: (لم ولما وألم وألما واللام ولا) هذه تجزم فعلًا واحدًا، والبقية وهي ضعفها تجزم فعلين: الأول منها: (إن) (إن تذاكر) (إن تجتهد) جوابه: تنجح، (إن تخلص تفلح) فتجزم فعلين، الأول اسمه فعل الشرط، والثاني: جوابه وجزاؤه، (إن تجتهد تنجح) وكلاهما مجزوم بـ(إن) الأول: على أنه فعل شرط، والثاني: على أنه جوابه، هذه إن، والتي بعدها (ما) مثالها؟
طالب: ما تزرع تحصد.
تجي (ما تزرع تحصد)؟ أحسن منه {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ}[(197) سورة البقرة] في مثالك (ما) هذه موصولة ترى، (ما تزرع) يعني (الذي تزرعه تحصده) يعني (لا) في باب النهي والدعاء {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ} (ما) هذه اسم شرط جازم، تفعلوا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمة حذف النون، يعلمه: جواب الشرط مجزوم أيضًا.
و(من) (من يفعل الخير لا يعدم جوازيه)، (من يعمل خيرًا يجزَ به)، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}[(7) سورة الزلزلة]، ((من يرد الله به خيرًا يفقهه)).
يقول: ما إعراب كلمة (أموات) في قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ}[(154) سورة البقرة] ها (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتًا وإلا أمواتٌ؟).
طالب: أمواتٌ.
بالرفع.
طالب:.......
لا هي خبر، خبر للمبتدأ، (هم أمواتٌ)، والجملة مقول القول، والجملة مقول القول، الآية الثانية: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا}[(169) سورة آل عمران] فهنا فرق.
"ومن ومهما وإذ ما".
ومهما، "ومن وما ومهما" مثالها؟
طالب:.......
{مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}[(132) سورة الأعراف] (مهما تأتنا) فعل الشرط: تأتنا، جوابه (فما نحن) طيب جزمت وإلا ما جزمت؟ في محل جزم جواب الشرط:
مهما تكن عند امرئٍ من خليقة |
| وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ |
هذا جوابه.
بعده (إذ ما) مثاله؟ المثال؟
طالب:.......
(إذ ما تأكل آكل) (إذ ما تقرأ تستفد) ترى المثال الذي يصلح الكلمة قد لا يصلح من حيث السياق لكلمةٍ أخرى، يعني إن عمل في الظاهر لكن عمله في المعنى من حيث الباطن؛ ولذلك الكلمات التي تستعمل بقلة تجدها في موضعها ماشية من حيث المعنى ومن حيث العمل، لكن إذا ركبته على المثال الآخر ما تجي، المثال الذي عندك (إذ ما تجلس أجلس) يعني ومثلها (حيثما) و(أينما تجلس أجلس) (حيثما تجلس) كلها بمعنىً واحد.
"وأي ومتى وأيان".
(أي) {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}[(110) سورة الإسراء] وهذا نظير المثال السابق (فما نحن) جزمت المحل، {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}.
(متى) مثالها:
............................................... |
| متى أضع العمامة تعرفوني |
أضع: فعل الشرط، تعرفوني: جوابه.
و(أيان) مثالها؟ أيان هذه بمعنى أين، (أيان تسكن أسكن).
"وأين".
و(أين) {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ}[(78) سورة النساء]، {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ}[(148) سورة البقرة] كلها صحيحة.
"وأنّ".
(أنّى) حرف الاستبعاد وإلا غيره؟ مثاله؟
طالب:.......
في إيش؟ {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ}، {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ} نعم، جزم فعلين واضح، لكن قد لا تجزم الفعل الثاني لفظًا وتجزمه محلًا؛ يكون محله الجزم، الأخير مثاله؟
طالب:.......
{أَنَّى لَكِ}[(37) سورة آل عمران]؟ بمعنى أين، (أنَّى تعمل أعمل) نعم مثاله؟
طالب:.......
نعم إيش يقول؟
طالب: (أنى تجد حطبًا جزلًا).
(أنى تجد حطبًا جزلًا) إيش البيت الذي قبله؟
فأصبحت أنى تأتها تستجر بها |
| تجد حطبًا جزلًا ونارًا تأجج |
وين فعل الشرط؟ (تأتها) طيب، وجوابه (تجد) و(تستجر) بدل إيش؟ وإيش يصير بدل اشتمال وإلا بدل بعض؟
طالب: بدل بعض من كل.
لا لا، بدل اشتمال.
"وحيثما".
حيثما من يأتي بمثال؟
طالب:......
{وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ}[(144) سورة البقرة] مجزوم لفظًا، (حيثما تستقم يقدر لك الله الخير) (حيثما تتجه يقدر لك الخير).
"وكيفما".
(كيفما) مثالها؟
طالب: (كيفما مسحت.....).
(كيفما تمسح)؛ لأنها في الفعل المضارع، هات فعل مضارع يا أخي، أنت إذا أردت أن تأتي بمثال وهو في مقدورك، أنت الذي أنشأته خليه مطابق، وأما التأويل فاتركه لما يروى، يعني إذا جاءك مثال مثلًا ويحتاج إلى تقدير خلي التقدير اتركه لما يروى، أنت ملزم به، أما المثال الذي تنشئه من قبلك ليكن مطابقًا.
مثاله كيفما؟
طالب:......
إذًا وإيش اللي خلاها تجزم؟ كيفما؟ نقول: مثل: حيثما، يعني في المكان وهذه في الكيفية، كيفية الجلوس، (حيثما تجلس أجلس) يعني حيثما أي المكان الذي تجلس فيه أجلس، وهذه من باب القياس والاتباع في كيفية الجلوس (كيفما تجلس أجلس).
"وإذًا في الشعر خاصة".
مثالها؟
......................................... |
| وإذا تصبك خصاصة فتحملِ |
وإيش صدر البيت؟
طالب: استغن ما أغناك ربك بالغنى...
إيه بالغنى، وإذا تصبك خصاصة فتحملِ أو فتجملِ؟ تحمل وإلا تجمل؟ يعني الصبر؟ إيش هو كتابك هذا؟ هذا يشرف عليها المؤلف على طبعة وإلا الطباعين الجدد؟ على كل حال التصحيف سهل، نقطة هذه، لكن المناسب للسياق، أما تجمل موجود في الطبعات القديمة ترى، بالجيم، يعني ارتكب خلقًا جميلًا، وإلا تحمل وهو المناسب للمعنى، تصبك خصاصة تحمل؛ لأن المسألة تحتاج إلى صبر، والصبر يحتاج إلى تحمل، وهذا في الشعر خاصة، فحينئذٍ يحفظ ولا يقاس عليه.
طالب:......
جدًّا (أجد كثرتها جدًّا) مصدر أو مفعول مطلق، إيه فصيح إيش المانع؟ إذا قلت: ضعيف جدًّا، هذا حديث ضعيف جدًّا، أجد ضعفه جدًّا.
"المبتدعة عمومًا إذا لم تكن البدعة مكفرة فالمبتدع مسلم، له ما للمسلمين، وعليه ما على المسلمين، لكن يبقى النظر في الآثار المترتبة، فإذا ترحم على مثل هذا وخشي من اغترار صغار الطلاب به، فينبغي أن لا يترحم عليه، نعم إذا خشي انتشار شره وصار له أثر في انتشار هذه البدعة ينبغي أن يعاقب بعدم الترحّم عليه.
زمزم لا شك أنه ماء مبارك، وهو أيضًا لما شرب له، فإن شربته لأي قصدٍ أو لأي هدفٍ يحصل بإذن الله، وقد فعله أهل العلم، منهم من شربه لتقوى حافظته، ومنهم من شربه ليقوى فهمه، ومنهم من شربه ليكون مثل فلان من أهل العلم، المقصود أن هذا قصد طيب، وزمزم لما شرب له.
طالب:.......
نعم، دعاء مشوب بتبرك.
والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نعم، إذا لم تخشَ على نفسك من أن تتأثر بدعوتهم فادخل مواقعهم وادعهم؛ و((لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)) لكن إذا خشيت على نفسك من شبههم فالحذر الحذر.
وكأنه على علمٍ بما يجول في خاطري في بعض الأحيان، وهذا الرجل من أهل التصوف، لكني لا أحسبه يأتي أكثر البدع، لكن يؤمن بالكشف في كذا هل يمكن أن يحصل هذا؟
الذي يرتكب الطرق المخالفة لما جاء عن الله وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام- من البدع قد يفتن، ويحصل له شيء من هذا زيادةً في ابتلائه، وهذا ابتلاء للطرفين، لهذا الذي قد يعرف ما يجول في خاطرك ابتلاء وامتحان له، وهو أيضًا امتحان وابتلاء لك هل تثبت على عقيدتك واتباعك للنبي -عليه الصلاة والسلام- أو تغتر بمثل هذا؟ فهو ابتلاء للطرفين.
وما قولكم في الكشف وبعض ما تدعيه.....؟
الكشف من مخارق الصوفية وشطحاتهم التي يزعمونها حتى آل بهم الأمر إلى أن يدعوا أنهم يرون الله -جل وعلا- عيانًا، ويرون النبي في اليقظة، وألف بعضهم في هذا مؤلفات (إضاءة الحلك في رؤية النبي والملك) ويدعي بعض الكبار من هؤلاء أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يزوره في كل يوم يقظةً، كله من تسويل الشيطان نسأل الله العافية، زيادة الابتلاء والامتحان.
يقول: وما قولكم في بعض ما تدعيه الصوفية من أن الله يفتح عليهم بعض الأمور.....؟
يبقى أن مثل هذه الأشياء التي تخرق العادات فإن كان الرجل متبعًا، من خرقت له العادة متبع فلا شك أن الخوارق التي يجريها الله -جل وعلا- على أيدي الصالحين موجودة، ولها أصل، والواقع يشهد بها، وما يحصل من نوع الخوارق التي تحصل على يد المخالف هذه لا شك أنها خواطر شيطانية.
لكن أكرر أن الرجل لا يباهي الناس بهذا، بل لا يحدث أحدًا بهذا، لكني أعيش معه، وهو زوجي، ولاحظت ذلك عليه؟
على كل حال يمكن أن يطلع على بعض أمورك الخفية ويلبس عليك بها، ما دام أنه زوج هذه صلة تخوله أن يطلع على بعض الأشياء، وقد يحدث إخباره من شعور أو من لا شعور أحيانًا، فالإنسان قد يتكلم في منامه بشيءٍ لا يريد أن يبوح به لأحد من شدة حرصه على كتمانه، فإذا عرف الزوج هذه الأمور التي تجول في خاطرك وتتحدثين بها في فراشك وهو بجوارك استغل مثل هذه الأمور وأخبرك، وادعى أنه يكشف له.
يعني طلب الحلف بكتاب الله، بأن يكون المحلوف به كتاب الله، أو المحلوف به الله -جل وعلا- مع إحضار كتاب الله -جل وعلا- ليكون الحلف أمره أعظم وأشد على أمرٍ لا تريده أنت؟
يقول: ولكن وأنت تحلف ما كان يداخلك خلاف ما حلفتَ به، يعني أنت متأكد مما حلفت به ما حكم ذلك؟
على كل حال إذا حلف الإنسان على أمرٍ مهم فيجوز أن يحلف الإنسان على الأمور المهمة، وأكثر ما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((والذي نفسي بيده)) من غير استحلاف في الأمور المهمة، وإلا فغير المهمة جاء فيها النهي، {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ}[(224) سورة البقرة] وتأكيد الحلف بالأيمان أو بالعهود أو باستصحاب كتاب الله -جل وعلا- هذا يجعل الأمر عند مخالفة هذا الحلف أشد وأعظم.
يجب التزام الرسم العثماني الذي اتفق عليه الصحابة وإن خالف الرسم الإملائي.
كل علم وكل فن من فنون اللغة العشرة فيه مؤلفات تخصه، وقد يجمع في بعض الكتب بين فنين أو ثلاثة من فنون العربية، وهذه الكتب صنّفت على حسب مستويات الطلاب، فمنها ما يخص المبتدئين، ومنها ما يخص المتوسطين، ومنها ما يكون للمتقدمين المنتهين، فالطالب المتوسط لا سيما من كانت عمدته الدراسة النظامية عليه أن يبدأ بالعلم من جديد، من أساسه، فيعنى بما ألف للمبتدئين، عليه أن يعرف قدر نفسه، ما يقول: أنا طالب جامعي كيف أقرأ كتب ألفت للصغار ما يصلح هذا؟ يحفظ هذه الكتب، ويحضر الدروس، ويفرغ عليها الأشرطة، ثم ينتقل إلى كتب الطبقة الثانية، ومع قراءته يطبق ما فهم من هذه العلوم، ولا أرى أفضل من تطبيق علوم العربية على القرآن الكريم، وهناك تفاسير وكتب تخدم في هذا الباب، طالب العربية من هذه الناحية مخدوم فيما يتعلق بالقرآن الكريم.
هناك كتب إعراب القرآن للمتقدمين والمعاصرين، وهناك كتب تعنى بالقرآن من خلال التفسير، فيذكر فيها أوجه الإعراب والبيان والمعاني والبديع وجميع فروع اللغة، ومتن اللغة الذي هو شرح الغريب، غريب القرآن أيضًا مخدوم، على كل حال المفسرون ما قصروا في هذا الباب، والذي له ميول لغوية يفيد كثيرًا من كتب التفاسير مثل تفسير البحر المحيط، وهذا بعدما يقرأ ويتأهل في فروع العربية، بعدما يتأهل ويستفيد من البحر المحيط ومن تفسير أبي السعود وغيرها من التفاسير التي تعنى بالإعراب وبيان الأوجه البلاغية، والزمخشري نافع في هذا الباب، لكنه غير مأمون؛ لأنه معتزلي المذهب، وعنده دس لا يدركه طالب العلم المتوسط، أفضل الكتب المعينة على فهم الإعراب واستيعابه، ما في مثل القرآن الكريم، والعناية بكتب إعراب القرآن يفيد في هذا الباب كثيرًا.
ذكرنا مرارًا أن دراسة العربية تفيد من جهتين: الأولى: من أكثر التطبيقات على هذه القواعد وطبقها في كلامه بأن كان خطيبًا أو مدرسًا أو واعظًا هذا يستفيد فيما يقول أهل العلم في عصمة اللسان من الخطأ بالتمرين يستفيد كثيرًا، من لا يزاول الخطابة ولا الوعظ ولا التوجيه ولا التدريس هذا قد لا يستفيد كثيرًا أو لا يكثر القراءة على الشيوخ بنفسه، مثل هذا لا يستفيد كثيرًا في تعديل لسانه، لكنه يستفيد كثيرًا في الوجه الثاني، الوجه الثاني: قد تلاحظون على بعض الناس أنه وإن كان ضابطًا للغة وقواعدها وجميع فروعها إلا أنه إذا تكلم لحن كثيرًا، هذا ما عنده مران من هذه الحيثية، لكن يبقى أنه إذا نظر في الكلام المكتوب ميّز بين إعراب هذه الكلمة، وإعراب هذه الكلمة، وهذه موقعها كذا، وهذه موقعها كذا، وبناءً على ذلك يفهم المعنى على وجهه، بخلاف من لا يعرف اللغة العربية لا تطبيقًا ولا تقعيدًا، هذا قد يخفى عليه المعاني، قد تخفى عليه المعاني، فكثير من طلاب العلم يقولون: جربنا وقرأنا وبحثنا واعتنينا باللغة، لكن ما زلنا نلحن، ما يخالف الحن، أنت إذا ما أدركت الوجه الأول وهو مهم بالنسبة للخطيب والواعظ والمعلم، لكن يبقى إذا أفلست من الوجه الأول أدركت الوجه الثاني، من خلاله تفهم المعاني، فلا ييأس الشخص الذي يلحن وإن كانت له عناية، ويحرص على التطبيق بقدر الإمكان ويزاول ذلك في حياته العلمية، ويكثر من قراءة الكتب على الشيوخ الذين يقومون له اللسان، مع الأسف أنه يوجد بعض الطلاب الذين يقرؤون على الشيوخ يكثر فيهم اللحن الجلي، وذهب الشيخ يرد عليه ويقوم لسانه في كل غلط ينتهي الدرس وما سوى شيئًا، بعض الطلاب يكثر في لسانه الخطأ واللحن، فمثل هذا كثير من الشيوخ يتركه من دون رد، من غير رد؛ لأنه يأخذ الدرس، يأخذ الوقت على القصد والهدف من الدرس، لكن إذا كان اللحن يسيرًا ينبه عليه.
من كان يسمع الجواب إذا كان يسمع النداء يلزمه الصلاة في المسجد حيث ينادى بها، ولا يجوز أن يصلي في مقر عمله والمسجد بجواره، وينادى للصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح ويترك إجابة النداء، ((أتسمع النداء؟)) قال: قلت: ((نعم)) قال: ((ما أجد لك رخصة)) لكن إذا كان منوطًا به عمل، لا يقوم به غيره والأمة بحاجةٍ إلى هذا العمل، وتركه يضيع أو يترتب على بعده عن مقر العمل ضياع أموال أو تسيّب في العمل فلا مانع أن يجعل بعض الموظفين ممن تقوم به الكفاية ويصلي في مقر العمل، وهذا في المدارس بحيث الطلاب يصلون في مدارسهم؛ لأنهم إذا أخرجوا قبل الصلاة لا يضمن أن يصلوا، ومن المصلحة أن يصلوا في المدارس ويبقى معهم بعض المدرسين يرتبونهم وينظمونهم، هذا لمصلحة الصلاة لا بأس، أما ما عدا ذلك فمن سمع النداء تلزمه الإجابة، ولو كانوا يؤذنون ما دام ما هو مسجد ما ينفع، إذا كان ما هو مسجد ما ينفع، مثلما قلنا في الطلاب وأنه يخشى عليهم من أن يضيعوا الصلاة ما في حكمهم من المتساهلين من الكبار إذا لم يجدوا من يعينهم فمثل هذا لعله عذر -إن شاء الله تعالى-.