شرح لامية شيخ الإسلام (3) - من قوله: (وأقر بالميزان والحوض) إلى نهاية الكتاب عند قوله: (وإن ابتدعت فما عليك معول)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا والمؤمنين يا رب العالمين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-:
وأُقِرُ بـالْمِيـزَانِ وَالْحَوضِ الَّذِي |
| أَرجُـو بأَنِّي مِنْـهُ رَيّاً أَنْهَـلُ |
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- في البيت الحادي عشر:
"وأقر" يعني بلساني وجناني، بل أعتقد جازماً اعتقاداً لا شك فيه، ولا مراء بالميزان الذي توزن به الأعمال، توزن به الحسنات والسيئات، وتوزن به الصحف، ويوزن به العامل، فالوزن للأعمال في قول أهل العلم، والوزن لصحف الأعمال، وقد يوزن بعض الأشخاص، فقد ثبت في الحديث الصحيح أنه: ((يؤتى بالرجل السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة)) فهو يوزن.
والأصل الوزن للأعمال الصالحة والسيئة، والميزان حقيقي وليس بمعنوي، كما يقول أهل البدع، له كفتان وله لسان، في إحدى الكفتين توضع الحسنات، وفي الأخرى توضع السيئات، فمن زادت حسناته على سيئاته فهو ناج ومن أهل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته فهو الخاسر، وقد خاب وخسر من زادت آحاده على عشراته، فإذا رجحت كفة الحسنات فهذا يدخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته فهذا يدخل النار بقدر سيئاته، إن كان مسلماً معترفاً مقراً بالله -جل وعلا-، ثم بعد ذلك إذا عذب بقدر سيئاته إن لم تتداركه رحمة أرحم الراحمين فإنه يعذب بقدر ذنوبه، ثم يخرج منها، ويكون مآله إلى الجنة، وأما من تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فقال جمع من أهل العلم: إنهم هم أهل الأعراف، فهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، يحبسون على الأعراف، ثم يكون مآلهم إلى الجنة.
"وأقر بالميزان" المعتزلة ينكرون الميزان، والأحاديث الواردة في الميزان تفيد القطع، وكذلك ما جاء في القرآن من التنصيص على الوزن وعلى الميزان والموازين، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [(47) سورة الأنبياء] {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} [(8) سورة الأعراف] {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [(9) سورة الأعراف] كل هذه تدل دلالة قطعية على وجود وثبوت الميزان، وينفي وينكر المعتزلة الميزان، ويقولون: إن الحسنات والسيئات معاني، والمعاني لا توزن، والله -جل وعلا- قادر على تحويل هذه المعاني إلى أعيان بحيث تكون لها أجسام بقدرها توضع في الميزان، وكلمة التوحيد في بطاقة إذا وضعت في كفة رجحت بما يقابلها، كما في حديث البطاقة: وأن شخصاً قررت سيئاته فاعترف بها، وهي في تسعة وتسعين سجلاً، فيقال: هل من حسنة؟ فيقول: لا، لا أذكر، فيقال: نعم لك حسنة، فيأتى بالبطاقة التي فيها كلمة التوحيد، فيقول: يا رب ما تصنع هذه البطاقة في مقابل هذه السجلات؟ فتوضع في الكفة الأخرى فتطيش السجلات وترجح البطاقة.
وأقر بالميزان والحوض الذي |
| ................................... |
المعتزلة من حججهم وشبههم في نفي الميزان أن الله -جل وعلا- ليس بحاجة إلى وزن الأعمال، فقد كتبت وهو يعرفها، ويعرف النتيجة، وأن هذا سعيد، وأن هذا شقي، وأن هذا من أهل النار، وأن هذا من أهل الجنة، وهو في بطن أمه قبل أن يخلق، قبل أن يوجد، وفي علم الله -جل وعلا- ذلك، المقصود أن هذه من شبههم، والفائدة من الميزان كما قرر أهل العلم أن يقتنع كل إنسان بنتيجته، فلا يقول من دخل الجنة: أنا دخلت الجنة بعملي، ولا يقول من دخل النار: أنا عذبت وعوقبت بأكثر مما أستحق، فإذا نظر إلى عمله وقرر عليه، وأقر به واعترف، ووضع في الميزان ليس له حجة، فينقطع عذره، وتخرج النتيجة من عالم الغيب إلى عالم الشهود.
فإنكار الميزان من شأن المبتدعة، وهو ثابت بنصوص الكتاب والسنة، ومن أنكر الميزان إنكاراً لا تأويل له فيه هذا لا شك أنه يكفر، لكن من تأوله وقال: نعم نقر بالميزان، وأنه ميزان معنوي، ولا شك أن بدعته مغلظة وكبيرة، لكن القول بتكفيره مع وجود مثل هذا التأويل قد يكون بعيداً.
وأقر بالميزان والحوض الذي |
| أرجو بأني منه ريا أنهلُ |
حوض النبي -عليه الصلاة والسلام-، ونهر الكوثر الذي أعطيه -عليه الصلاة والسلام- من الأمور الثابتة بالدلائل القطعية بنصوص الكتاب والسنة، أما في الكتاب فالسورة المشهورة بالكوثر {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [(1) سورة الكوثر] وهو نهر في الجنة، مسيرة شهر، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وآنيته عدد نجوم السماء، يشرب منه من تبعه -عليه الصلاة والسلام-، ويذاد عنه من خالف، وهل الحوض هو الكوثر النهر المعروف أو غيره؟ وهل الحوض خاص بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، أو لكل نبي حوض؟ دلت الأدلة أن لكل نبي حوض، ونهر الكوثر خاص بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وثبت أنهم يردون الحوض، ترد أمته الحوض، ويعرفهم بسيماهم من آثار الوضوء، ويذاد عنه من يذاد، فيقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((إنهم أصحابي)) فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، يعني من المرتدين المغيرين المبدلين؛ فليحرص الإنسان على الاتباع، وأن لا يعمل عملاً إلا بأثر لينال مثل هذا الشرف؛ لأن من شرب من هذا الحوض لم يظمأ أبداً، فإذا كان يذاد عنه المرتد، ويذاد عنه المغير والمبدل لشرع الله؛ لأنه أحدث بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، والحدث يشمل الحدث المخرج عن الملة، ويشمل الحدث المخالف الذي يتضمن مخالفة من بدع ونحوها، فعلى الإنسان أن يلزم السنة.
وأقر بالميزان والحوض الذي |
| أرجو بأني منه ريا أنهلُ |
عبيد الله بن زياد والي من الولاة كان ينكر الحوض، فسأل عنه بعض الصحابة وأخبره بعض الصحابة ثم اعترف به، وفي حديث أبي برزة عند أبي داود أن أبا برزة -رضي الله عنه- دخل على عبيد الله بن زياد، وقال له عبيد الله بن زياد: إن محمديكم الدحداح، يعني ينبز أبا برزة بنسبته إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وينبذه بلقب، ويعيبه بعيب، وما له عيب سوى صحبة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فطال الكلام بينهما فأخبره عن الحوض، وأحاديث الحوض متواترة، ثبوتها قطعي، وأجمع عليه سلف الأمة، وبعد ذلك قال به.
وعلى كل حال المخالفة لا تضر إلا صاحبها، يعني لو افترضنا أن ابن زياد هذا مع أنه مخالف في أمور كثيرة، لا يضر إلا نفسه، وسخريته من الصحابي بنسبته إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، ونبذه إياه، وتلقيبه إياه بالدحداح لا شك أن هذا دليل على استهتار، وهذا من شؤم مخالفة السنة، فمخالفة السنة تجر إلى مثل هذا، نسأل الله السلامة والعافية.
................... والحوض الذي |
| أرجو بأني منه ريا أنهلُ |
يرجو الناظم كما يرجو غيره من المسلمين أنهم يشربون من هذا الحوض حتى يرتووا منه، والنهل هو أول الشرب، ينهل ثم يعل، يعني يشرب مرة بعد أخرى.
ثم قال -رحمه الله-:
وكذا الصراط يمد فوق جهنم |
| فمسلم ناج وآخر مهملُ |
الصراط يمد على متن جهنم، لا بد أن يجوزه الناس كلهم، ويكون جوازهم له على حسب أعمالهم، فمنهم من يكون مروره كالبرق، ومنهم من يكون كأجود الريح، ومنهم كأجاويد الخيل، ومنهم من يمشي، ومنهم من يهرول، ومنهم من يحبو، ومنهم من يكبو ويكب على وجهه في النار، نسأل الله السلامة والعافية.
وكذا الصراط يمد فوق جهنم |
| ................................... |
وجهنم اسم من أسماء النار، نسأل الله العافية.
"فمسلم ناج" في بعض النسخ: "فموحد ناج" وأما المشرك فإنه لا ينجو، بل يكب.
"وآخر مهمل" في بعض النسخ: "يهمل" المسلم الذي هو الموحد ينجو، ويجوز الصراط بحسب عمله، وأما الآخر غير المسلم وغير الموحد، وهو المشرك يهمل، فلا يعان على جوازه، فيكب على وجهه في النار، نسأل الله السلامة والعافية.
والنار يصلاها الشقي بحكمة |
| ................................... |
النار لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى.
والنار يصلاها الشقي بحكمة |
| وكذا التقي إلى الجنان سيدخلُ |
الشقي والأشقى الذي جاءه الخبر عن الله وعن رسوله فلم يرفع به رأساً، أمر فلم يأتمر، ونهي فلم ينته، ولم يزدجر، مثل هذا -نسأل الله السلامة والعافية- شقي، وسيصلى نار جهنم، نسأل الله العافية "بحكمة" يعني لا بظلم من الله -جل وعلا- وإنما بحكمة؛ لأن الله -جل وعلا- هداه النجدين، وبين له الطريق، وأوضح له السبيل، وأنار له الطريق المستقيم، وتركه النبي -عليه الصلاة والسلام- على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، فاختار طريق الردى، والناس كلهم يدخلون الجنة إلا من أبى، فمن أطاع النبي -عليه الصلاة والسلام- دخل الجنة، ومن عصاه فقد أبى، فالذي يأبى بعد البيان لا يلوم إلا نفسه، وإنما هي الأعمال تحصى، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، فالشقي يصلى النار بحكمة الله -جل وعلا- وعدله، يعني بما كسبت وبما جنت يداه.
"وكذا التقي" يعني من جعل بينه وبين عذاب الله وقاية، وكذا التقي الفاعل للمأمورات، والمجتنب للمحذورات "إلى الجنان سيدخل" فريق في الجنة، وفريق في السعير، ولا ثالث لهما، فليختر الإنسان ما دام في وقت الإمكان، يختار نجاة نفسه، وما ينجيه من عذاب الله -جل وعلا-، ولا يمهل ولا يسوف أو يتأخر بالامتثال أو يتردد، ثم يفاجأ بالموت وهو لم يستعد.
وهما فريقان كما قال الله -جل وعلا-: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [(7) سورة الشورى] والله -جل وعلا- لما خلق الخلق ميز المكلفين بالعقول التي هي مناط التكليف، وبين لهم وهداهم إلى السبيل، فالذي يختار غيره يجني على نفسه.
ولكل حي عاقل في قبره |
| ................................... |
لكل حي يعني قبل وفاته، عاقل: يعني مكلف، يعني من كان حياً عاقلاً مكلفاً إذا مات وُجد في قبره
................................... |
| عمل يقارنه هناك ويسألُ |
فالأعمال تصحب أصحابها، فإذا مات الميت تبعه أهله وماله وعمله، فيرجع المال من دابة ونحوها، مما يركب إليه، وكذلك يرجع الأهل ويبقى العمل.
ولكل حي عاقل في قبره |
| عمل......................... |
ثم إن هذا العمل إن كان حسناً صالحاً جاءه في صورة شاب حسن الوجه يؤنسه في قبره، ويدافع عنه، وثبت أن الأعمال الصالحة تدافع عن أصحابها، والقرآن يأتي شفيعاً لأهله يوم القيامة، والزكاة تدافع عن مؤديها، والصلاة وهكذا، تأتي هذه الأعمال الصالحة على صورة شاب حسن الوجه، وتأتي الأعمال السيئة -نسأل الله العافية- على أقبح صورة موحشة "عمل يقارنه هناك" فإما أن يكون مؤنساً له، أو موحشاً، "ويسأل" عن عمله، يمتحن ويبتلى في قبره، فإذا انصرف أهله عنه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه يجلسانه فيسألانه من ربك؟ وما دينك؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ أما المؤمن يجيب بالجواب المعروف، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد -عليه الصلاة والسلام-، هذا الرجل آمنا به وصدقنا، وأما من سواه الكافر أو المرتاب فيقول: هاه؟ هاه؟ لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، ثم يضرب بمرزبة من حديد يسمعها كل من يليه إلا الثقلين، وهذا يدل على أن الثقلين لا يسمعون عذاب المعذبين، ولو سمعوا لصعقوا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((لولا أن تدافنوا)) وفي بعض الألفاظ: ((لولا أن لا تدافنوا لأسمعتكم)) لولا أن تدافنوا يعني يدفن بعضكم بعضاً لكثرة من يموت، ولولا أن لا تدافنوا: بحيث يوجد من لا يمكن دفنه لكثرة من يموت، والوجهان يمكن حملهما على معنى صحيح.
فهذا يدل على أن المعذبين لا يسمع عذابهم، وقد يسمع من باب الاعتبار، أو قد يُرى في النوم شيء من هذا، أو قد يحصل أن ينبش قبر لأمر من الأمور فيرى العذاب فيه، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب في قصص كثيرة في كتاب له أسماه: (أهوال القبور) ويكون هذا لحكمة ليعتبر ويدكر من حاله، وقد تظهر بعض العلامات أثناء التغسيل، علامات حسن الخاتمة أو ضدها، كل هذا ليعتبر المكلف ويدكر ويزدجر، فإن رأى العلامات الحسنة سأل عما كان يعمله من الأعمال الصالحة وعمل مثله، وإن كان بخلاف ذلك سأل أيضاً ليحذر من هذه الأعمال التي يرتكبها من ختم له بسوء، نسأل الله العافية، يُسأل فيسأله الملكان، وجاء في تسميتهما: المنكر والنكير، وهما ملكان، وقال بعضهم: إنهما ثلاثة أو أربعة بشير ومبشر، ومنكر ونكير، وجاءت بذلك روايات لا تثبت، وإنما الثابت أنهما ملكان، وتسميتهما بمنكر ونكير جاءت في بعض الأحاديث من طرق متعددة، مما يدل على أن له أصلاً.
هذا اعتقاد الشافعي ومالك |
| ................................... |
هذا اعتقاد الأئمة الأربعة، الشافعي ومالك...
................................... |
| وأبي حنيفة ثم أحمد ينقلُ |
ذكر الأربعة غير مرتبين، والنظم له ظروفه، فقد لا يستطيع الناظم أن يأتي بهم على الترتيب الزمني، وقد لا يستطيع أن يأتي بهم على ترتيبهم على الحروف؛ لأنه قد لا يطاوعه النظم، فيأتي بهم كيفما اتفق، وهنا قال:
هذا اعتقاد الشافعي ومالك |
| وأبي حنيفة ثم أحمد ينقلُ |
الشافعي هو الثالث منهم، ومالك الثاني، وأبو حنيفة الأول، ثم أحمد هو الرابع، ولو قال: أحمد ثم الشافعي ثم مالك ثم أبي حنيفة نقول: رتبهم على سبيل الترقي، ولو قال: أبو حنيفة ثم مالك ثم الشافعي ثم أحمد نقول: رتبهم ترتيباً زمنياً على سبيل التدلي.
والشافعي أحد الأئمة المتبوعين، ويتبعه جموع غفيرة من المسلمين على مر العصور، منذ اثني عشر قرناً أو أكثر، فولد سنة مائة وخمسين، السنة التي توفي فيها أبو حنيفة، ومات سنة أربع ومائتين، يعني عن أربع وخمسين سنة، ومذهبه له انتشار واسع جداً، ولأصحابه وأتباعه من خدمة العلم والدين ما لهم، فكثير من المفسرين، وشراح الحديث والفقهاء والأئمة من الشافعية، ويكثر فيهم أيضاً الأئمة المتبعون للحديث والأثر بحيث يخالفون ما عليه إمامهم، ويتبعون الأثر، ويكثر فيهم أيضاً المخالفون في الاعتقاد، فكثير من الشافعية فيهم أشعرية، ومنهم من تلبس ببدعة أخرى، ومنهم من هو على الجادة، كالحافظ ابن كثير والمزي وغيرهما والذهبي أئمة هدى.
توفي الشافعي سنة أربع ومائتين عن أربع وخمسين سنة، يعني الآن عندنا أبا الخمسين أو الخمسة والخمسين يظن نفسه في ريعان الشباب، وأنه بقي له من العمر أكثر مما مضى، وهو لا يدري لعله يقبض في اليوم أو في غد.
الإمام الشافعي الذي ملأ الدنيا علماً مات عن أربع وخمسين سنة، الإنسان لما ينظر في مؤلفات أتباعه التي ملأت أمصار المسلمين يقول: إن الشافعي هذا يمكن أنه عاش ألف سنة، وليست العبرة بالمدة العبرة بالبركة، تصور لو حسبت الشافعية من زمن الشافعي إلى يومنا هذا في كل مسألة من مسائل العلم، يقول: قال الشافعي -رحمه الله-، وهذا مذهب الشافعي -رحمه الله-، هذه بركة العلم.
وأما مالك فهو نجم السنن.
طالب:......
ماذا؟
طالب: الواو.......
ثم أحمد، يعني الثلاثة عطفهم بالواو التي لا تقتضي الترتيب.
طالب:......
نعم ثم أحمد، لكن الكلام فيمن لم يرتب، هو الآن قدم الشافعي؛ لأن التقديم بالذكر ينبغي أن يكون له حظ من النظر الزمني، الأصل أن يقول: أبو حنيفة ثم مالك ثم الشافعي ثم أحمد، هذا الأصل؛ ولذا في البحوث العلمية، وفي بحث المسائل العلمية ينبغي أن يرتب الأئمة حسب الترتيب الزمني، إن كان الباحث يقتدي بإمام معين مثلاً، وأراد أن يقدمه على غيره، ثم يعطف عليه الأئمة بقية الأئمة يعطفهم على ترتيبهم، وقل مثل هذا في تخريج الأحاديث، كثيراً ما يقال: رواه البخاري ومسلم، ثم بعد ذلك السنن، ثم المسانيد، وهكذا، على حسب القوة، ومنهم من لا ينظر إلى هذا، وينظر إلى الترتيب الزمني، فيقدم مالك ثم الشافعي والطيالسي ثم يذكر أحمد، ثم يذكر البخاري ثم مسلم وهكذا، على الترتيب الزمني، ويقدم على الأئمة عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وإذا نظرنا إلى القوة قدم الصحيحين ثم السنن ثم المسانيد ثم المصنفات ثم المعاجم.
والترتيب الذكري كما هنا ينبغي أن يكون تابعاً للترتيب إما في الوجود أو في القوة، وهنا أنسب ما يكون ترتيبهم على الزمن والعطف وإن كان بالواو والواو لا تقتضي الترتيب إلا أن للأولية حظ من الأولوية، ولذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رقي على الصفا: ((أبدأ بما بدأ الله به)) فكون الأئمة يرتبون على حسب الترتيب الزمني هو الأولى، فيقدم الإمام أبو حنيفة ثم مالك ثم الشافعي ثم أحمد.
"هذا اعتقاد الشافعي" يعني هذه عقيدة الإمام الشافعي، بل المسائل التي ذكرت في هذه المنظومة كلها متفق عليها بين الأئمة الأربعة وغيرهم من سلف الأئمة وأئمتها.
"ومالك" نجم السنن، مالك بن أنس إمام دار الهجرة، مولود سنة ثلاث وتسعين توفي سنة تسع وسبعين ومائة، وممن أخذ عنه الشافعي، أخذ عنه الشافعي العلم ، والإمام مالك نجم السنن، ومذهبه مشهور، وأيضاً أتباعه فيهم كثرة، ويكثرون في المغرب، والإمام أبو حنيفة يقولون: الإمام الأعظم، وهو أكثر الأئمة تبعاً، وكل المسلمين في المشرق على مذهبه -رحم الله الجميع-، ولد سنة ثمانين، ومات سنة مائة وخمسين، ومذهبه معروف ومشهور، وأتباعه فيهم كثرة، ولهم أيضاً وجود في التأليف والتفاسير، وشروح الحديث والفقه لهم أيضاً يد طولى في هذا الباب.
ثم أحمد إمام أهل السنة، الإمام أحمد بن محمد بن حنبل آخر الأئمة وجوداً، وهو من الأئمة الفقهاء، ومن أهل الحديث والأثر، وإن غلب عليه الرواية إلا أن فقهه معروف ومدون ومشهور، وأتباعه أيضاً لهم وجود إلا أنهم أقل، الإمام أحمد أقل تبعًا من الأئمة الثلاثة، حتى إن بعضهم لا يعده من الفقهاء، لماذا؟ لأنه أكثرهم حديثاً فهو يحفظ من الحديث سبعمائة ألف حديث، وكونه لا يعد من الفقهاء لا يعني أنه ليس بفقيه، ابن عبد البر صنف (الانتقاء في باب فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء) ولم يدرجه معهم، وهذا أمر عادي ومعروف، وما يزال إلى يومنا هذا، أن من اشتهر بشيء، عُرف بشيء غطى هذا الشيء على غيره، أنت لو تسأل عن شيخ الإسلام ابن تيمية فمباشرة ينصرف ذهنك ويتجه إلى العقيدة، وتصنفه على أنه من أئمة علماء الاعتقاد، مع أنه من كبار الفقهاء، ومن كبار المحدثين، حتى قيل: "كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" وتفسيره للقرآن يشهد به الخاص والعام، ومعرفته للتواريخ وأحوال الأمم شيء لا يخطر على البال، هل يمكن أن يصنَّف شيخ الإسلام بأنه مؤرخ، مع أنه يعرف من التاريخ أكثر من ابن كثير، وأكثر من ابن الأثير، لماذا؟ لأن عنده جانب صار كالشمس في حياته، غطى ما عداه على غيره.
فالإمام أحمد عرف بالحديث، لكن لا يعني ذلك أنه ليس بفقيه، لا يعني أنه ليس بإمام من أئمة الاعتقاد، اعتقاد السلف، بل هو حامل راية عقيدة السلف -رحمه الله-، فالناس لا يستوعبون، إذا هجم الذهن على جانب من الجوانب غطى ما عداه، يعني لو أن عالماً من أكبر العلماء اشتهر بالخطابة صنف خطيبًا،
الناس لا يحسنون وزن الناس، تجده إذا اشتهر بشيء كأنه لا يعرف غيره، وبعض طلاب العلم تأثراً بمثل هذا قيل له: لماذا لا تشرح كتاب الرقاق؟ قال: لا أود أن أُصَنَّف واعظًا؛ لأنه إذا عرف بهذا الأسلوب جرد عن غيره، الناس كثير منهم لا يستوعب، عالم عرفت عنايته بالحديث فهل معناه أنه ليس بفقيه؟!،
وبهذا يُرمى كبار المحدثين بأنهم ليسوا بفقهاء، وعلى رأسهم الإمام أحمد، ولذا ينفر من مذهبه، وأن مذهبه مذهب أهل الحديث، وفيه شدة، الإمام البخاري -رحمة الله عليه- من كبار سادة الفقهاء، ومن نظر في الصحيح عرف حقيقة ما أقول، وعنده دقة في النظر والاستنباط، قد لا يوازيه كثير من الأئمة، فهو فقيه، وإن كان محدثاً؛ لأنه عرف بالحديث، فمن اشتهر بشيء لا شك أنه يهجم على قلوب الناس ما عرف عنه، واشتهر به، ويغطي ما عداه كالشمس، وإن كان الإمام أحمد فقهه واضح ومشهور، وأقواله متداولة، وأتباعه في كثرة، ومصنفاتهم لا تخفى على أحد.
"ثم أحمد ينقل" يعني ينقل عنهم هذا الاعتقاد، ينقل عن هؤلاء الأئمة هذا الاعتقاد، فأنا أرويه عنهم بالنقل، شيخ الإسلام يسأل عنه محمد رشيد رضا فيقال: هل شيخ الإسلام ابن تيمية أعلم من الأئمة الأربعة أم هم أعلم منه؟ فيجيب بجواب فيه إنصاف، يقول: باعتبار شيخ الإسلام ابن تيمية تخرج على كتب الأئمة الأربعة، وعلى كتب أصحابهم لا شك أن لهم الفضل عليه من هذه الحيثية، وباعتبار اطلاعه على ما كتبه الأئمة الأربعة، وكتب أتباعهم وإحاطته بذلك لا شك أنه يفوقهم من هذه الجهة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
من أهل العلم من عرف بالتفنن، بمعنى أنه يحسن العلوم كلها، وإذا تكلم في علم ظننت أنه لا يحسن غيره، بمعنى أنه لا يغلب عليه علم من العلوم بحيث يطغى على غيره، وإنما يكون متفنناً عارفاً بالقرآن وعلومه كأهله، وعارفاً بالسنة وعلومها كأهلها، وعارفاً بالفقه كالفقهاء قواعده وأصوله، وعارفاً بالاعتقاد ومذاهب الناس، المقصود أنه يوجد مثل هذا؛ ولذا تجد في تراجم العلماء في السير وغيرها، يقال: المفسر، المحدث، الفقيه، المتفنن، الأديب، المؤرخ؛ لأنه مشارك في جميع هذه العلوم، لكن إن رجح عنده علم من العلوم غطى على غيره.
فإن اتبعت سبيلهم فموفق |
| ................................... |
لا شك أن هذه علامة التوفيق أن يكون الإنسان مقتدياً بهؤلاء السلف، يتبع سبيل من سلف، اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، وهذه علامة التوفيق، توفيق الإنسان أن يكون على الجادة وليست عنده شواذ، متبع لا مبتدع.
فإن اتبعت سبيلهم فموفق |
| وإن ابتدعت فما عليك معولُ |
يعني اخترعت قولاً تنسبه إلى الدين مما لم يسبق له شرعية في الكتاب ولا في السنة "فما عليك معولُ" فأنت متروك مطَّرح أنت وما ابتدعته على حد سواء.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"السلامة في اتباع من سلف، فما قالوا به قلنا به، وما سكتوا عنه سكتنا عنه، والخلاف المذكور عن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- هو ومحمد بن يحيى الذهلي في مسألة اللفظ بالقرآن، والإمام البخاري شنعوا عليه، وأوذي بسبب اللفظ، وأنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، ولا شك أن هذا الكلام ما أثر عمن سلف، واللفظ يحتمل أن يكون اللفظ الذي هو إخراج الحروف من فم اللافظ، بمعنى التكلم الذي هو المصدر، ويحتمل أن يكون المراد به الملفوظ اسم المفعول، وهو القرآن، فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق يريد به تلفظه به، وقراءته للقرآن، وهي عمل له، والله -جل وعلا- خلقه وخلق عمله، من هذا الوجه يمكن حمله على وجه صحيح.
وأما إذا أراد باللفظ الملفوظ الذي هو القرآن فهو قول الجهمية، ومثل هذه الألفاظ المجملة التي تحتمل أهل العلم يشددون في إنكارها؛ ولذا جاء عنهم من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فقد كفر، يعني كأنه قد قال: القرآن مخلوق؛ لأن هذا اللفظ المجمل يحتمل أن يراد به الملفوظ، وهو القرآن.
فالإمام البخاري يقول: أفعال العباد مخلوقة، وألف في ذلك كتاب الأسماء، وخلق أفعال العباد، وعلى كل حال الامتحان الذي حصل للإمام البخاري لا يسلم من شوب حسد؛ لأنه انصرفت أنظار أهل الحديث إليه، وتُرك المحدثون في البلد الذي دخل عليه لما دخل نيسابور، المقصود أن هذا الكلام المجمل لا يجوز إطلاقه، بل لا بد من التفصيل فيه، واجتنابه هو الأصل، والاقتصار على الوارد هو المتعين.
أما بالنسبة للآخرة فهي بالعين.
لا بد من تقطيعها وإزالتها.
أما كون المصاب يصنع له الطعام؛ لأنه جاءه ما يشغله ويلهيه فله أصل، ((اصنعوا لآل جعفر طعاماً)) وأما كونهم هم يصنعون الطعام فهذا من النياحة كما ثبت عن الصحابة، هؤلاء قاموا بعمل وليمة له من باب تعزيته وتصبيره، الأمور بمقاصدها، مثل هذا لا إشكال فيه -إن شاء الله تعالى-.
أولاً: ابن حزم -كما هو معروف- تحامل على الأئمة، ولا أعرف أني متحامل عليه في غير مسائل الاعتقاد التي دونها بقلمه وسطرها، حتى إنه تُرحم عليه في درس الشيخ ابن باز فأنكر ذلك الشيخ، أنكر ذلك، وعنده في مسائل الاعتقاد طوام، شابه الجهمية في بعض المسائل، فليس على المنهج الصحيح ولا الهدي السليم في مسائل الاعتقاد، في مسائل الفروع جمد فيها، وتبع ظاهر اللفظ، وأنكر القياس الذي هو أحد أركان الاجتهاد كما هو معروف عند عامة أهل العلم، والإنصاف مطلوب، يعني اطلاعه على الآثار، وشدة عمله بالسنة التي أوقعته في الاكتفاء بالظاهر، وترك القياس ونبذه، لكن يبقى أن تحامله على الأئمة أيضاً غير مقبول، ضلاله في مسائل الاعتقاد غير مقبول إطلاقاً، على كل حال على طالب العلم أن ينصف، يعني إذا كان ابن حزم يقول: "وبهذا قال مالك فأين الدين؟" "وبهذا قال أبو حنيفة ولا يساوي رجيع الكلب" هذه مشكلة هذه، تربية طلاب العلم على مثل هذه الأساليب لا شك أنها تحدث خلل عندهم، المقصود أن ابن حزم من باب الإنصاف يعني في مسائل الاعتقاد عنده ضلال كبير، وفي مسائل الفروع جمد على النص، وألغى القياس، ولا مفر ولا محيد عن القياس، شاء أم أبى؛ ولذا يقول النووي وغيره: "ولا يعتد بقول داود؛ لأنه لا يرى القياس الذي هو أحد أركان الاجتهاد" فعلى كل حال هو له عناية بالسنة، وله عناية بالأثر، ومن شدة عنايته بالأثر ألغى الرأي والقياس؛ مع أنه استعمله في مسائل الاعتقاد، والأولى به أن يستعمله في الفروع دون مسائل الاعتقاد، وشطحاته في مسائل الاعتقاد كبيرة جداً، حتى أنه ارتكب بعض البدع المغلظة في هذا الباب، وشابه الجهمية في بعض المسائل، أما كوني أنا أتحامل عليه، أنا ما تحاملت، ما قلت أكثر مما قال، هو في القرآن يقول: "ما عندنا قرآن ولا واحد ولا اثنين ولا ثلاثة عندنا أربعة قرآنات، كل واحد يختلف عن الثاني" وهذا الكلام نقله ابن القيم في نونيته، والذي له العناية بالنونية يسمع كلام ابن القيم في ابن حزم في هذه المسألة وغيرها من المسائل.
أما عنايته بالسنة والأثر هذا أمر لا يختلف فيه أحد، لكن يبقى أنه كيف اعتنى بالسنة والأثر؟ لا بد أن ننظر إلى عنايته بالسنة والأثر، هل هي على الجادة أو على غير الجادة؟ وأيضاً له مواقف من أهل العلم وأهل التحقيق مواقف مشينة، ووقع الناس فيه بسبب ذلك، عوقب بأن يقع الناس في عرضه جزاء وفاقاً، والذي يذكر عن الشخص ما وقع فيه من خطأ ما تحامل عليه، إلا أن يكون قوّله ما لم يقل، إذا نقل كلامه بحروفه ما تحامل عليه.
نعم، إذا تأهل للتدريس، لا يعني أن خريج الشريعة صار عالمًا، لا، لا يلزم، فقد يكون خريج الشريعة مبتدئاً، إذا اقتصر على المقررات، وصارت أيضاً هذه المقررات فيها ضعف، واعتمد على المذكرات وكتابات المعاصرين، وما تمرن على كتب أهل العلم، قد يحتاج إلى أن يطلب العلم من جديد، نعم لديه قابلية لأن يفهم ما يحتاجه للتدريس في أقصر مدة، نعم، وإلا فالكليات الشرعية الكليات النظامية لا تخرج علماء، إنما تخرج من لديه أهلية التحصيل، نعم إذا أراد أن يتابع التحصيل ويحفظ الدروس الكبار، ومع ذلك يجعل له في ساعة من الأسبوع متنًا يشرحه لصغار الطلاب ليتعلم هو قبلهم، ليستفيد ويفيد، هذا من أنفع الأشياء، ينتفع بذلك، ولا يقال: إن مثل هذا علّم قبل أن يتأهل، هو ما زال في طور التعلم، يحضر دروس الكبار من أهل العلم، ويفيد منهم، ومع ذلك يعطي، ومن خير أو من أفضل وسائل التحصيل التعليم والتأليف، فيجلس لصغار الطلاب يقرؤهم صغار العلم، يعني متون العلم الصغيرة ليستفيد هو أولاً، ثم يفيد هؤلاء الصغار، ومع ذلك يتابع التحصيل إذا رأى أنه تكونت لديه الأهلية، وأنه بإمكانه أن يستقل بنفسه، ويفتح الدروس، ويتوسع فيها، ويراجع فيها المراجع والشروح؛ ليستعين بها على الشرح، لا شك أن هذا له ذلك.
التسويف سواء كان في العلم أو في غيره لا يجني إلا العدم، فعلى الإنسان أن يعزم ويجزم ويحزم أمره ويلتفت بكليته إلى ما هو بصدده من حفظ القرآن والعلم فلا يفوته الوقت.
أما بعد جاءت في أكثر من ثلاثين حديثاً عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكلها بهذه الصيغة "أما بعد".
هو يرى أن المكتوب غير المتلو، والمتلو غير المحفوظ، نعم يراها أربعة، مكتوب، محفوظ، ومتلو، ومسموع، كل واحد يختلف عن الثاني، قول لم يسبق إليه، ولم يوافق عليه.
تحديد المدة في السفر، تحديد المسافة هو قول الجمهور، مع أن الدليل لا ينهض، الدليل الملزم لا ينهض على ذلك، لكن مع ذلك يرجحه أهل التحقيق؛ لأنه أضبط وأحوط للعبادة؛ لأن كثيراً من الناس لا يستوعب الإطلاق، وبعضهم يجلس السنوات يترخص، وقد أفتاهم من أفتاهم بذلك، لكن مثل هذا لا شك أن فيه تضييعاً لهذه، لا سيما الصلاة التي هي عمود الدين، فالشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- كان يفتي بقول شيخ الإسلام، وأن المسألة مطلقة، والسفر مطلق، وأنه ما دام مسافراً، وينطبق عليه اسم السفر أنه يترخص، لكنه بعد ذلك رجع إلى قول الجمهور، ورأى أنه أحوط للعبادة.
على كل حال إذا كان من أهل النظر وأداه اجتهاده إلى أن هذا النوع لا يدخل في التصوير كما يقول به بعض أهل العلم، فهذا له اجتهاده، لكن لا يجوز له أن يلزم الناس على رأيه، والذي عندي أن هذا النوع من التصوير داخل في النصوص التي اشتد فيها النكير على المصورِين والمصورَين.
من المعاصرين من كتب الشيخ محمد بن علي آدم الأثيوبي شرح المقدمة في مجلدين، شرح فيه توسع، وفيه فوائد، وهو نافع لمن قرأه، إضافة إلى شروح مقدمة مسلم للمتقدمين.
التفويض الذي يفهم من قول السلف "أمروها كما جاءت" هو تفويض الكيفية، أما التفويض المعروف عند أهل البدع فالمراد به تفويض المعنى، وأنها لا معنى لها ألبتة كالكلام الأعجمي الذي لا يفهم.
جاء ما يدل على أنهما نفختان {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ} [(68) سورة الزمر] {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [الزمر: 68] ما في ثالثة، وجاء ما يدل على أنها ثلاث بزيادة نفخة الفزع، كل هذا ثابت.
هذا بالنسبة للفرق بين الحديث القدسي والقرآن واضح، القرآن متعبد بلفظه، لا تجوز روايته بالمعنى، وأما الحديث القدسي فحكمه حكم الحديث النبوي لا يتعبد بتلاوته، وتجوز روايته بالمعنى، والفرق بينه وبين الحديث النبوي هو مجرد النسبة، فالحديث النبوي يقال فيه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والحديث القدسي يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: قال الله تعالى، أو فيما يرويه عن ربه -عز وجل-، هذا هو الفرق، والكل من عند الله، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [(3-4) سورة النجم].
أبداً، من فطر صائماً له مثل أجره، وصيام يوم الاثنين والخميس لا شك أنه ثبت، وإن كان الاثنين في الدلالة أقوى من صوم الخميس.
طالب:......
الاثنين؟
طالب:......
نعم؟
طالب:......
المقصود أن الاثنين ثبت فضله والخميس معه، الاثنين والخميس جاء في مساق واحد، لكن يختص الاثنين بمزيد من الثبوت.
الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- له رسالة في هذه المسألة، أما من يقول بثبوت الشمس فلا شك أنه مكذب للقرآن {وَالشَّمْسُ تَجْرِي} [(38) سورة يــس] وكفره صرح به الأئمة، العلماء من علماء الزمان صرحوا بكفره، أما من يقول بدوران الأرض، والله -جل وعلا- يقول: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} [(32) سورة النازعات] فوقع الناس فيه، إلا إنه ليس كمن يقول بثبوت الشمس وعدم جريانها، أما من يقول بثبوت الشمس وعدم جريانها فهو مكذب بالقرآن، والذي يقول بدوران الأرض وهذا ما يقر به أهل الهيئة قاطبة، ووافقهم بعض علماء المسلمين، وأن الدوران لا ينافي أن تكون راسية، فهي راسية مع دورانها، بمعنى أنها لا تضطرب، فهذا الأمر فيه سعة، والتكفير بعيد جداً عن مثل هذا القول.
على كل حال هذا كلام أهل العلم، ومقرر عندهم أن الأولية لها نصيب في الأولوية، ويدل لذلك قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((أبدأ بما بدأ الله به)) فلو بدأ الأب بالتسمية بعبد الله لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- بدأ بها، وإن قدم أو أخر باعتبار أن الواو لمطلق الجمع، ولا تقتضي الترتيب، فالأمر فيه سعة -إن شاء الله تعالى-.
لا شك أنه اصطلاح حادث، وإن كان المراد بالمفكر يعني من تميز بالفهم للنصوص فهذا موجود في أئمة الإسلام قاطبة، فلا يختص به شخص دون شخص، فالعلماء من وصل إلى درجة أن يقال له: عالم فهو مفكر، بمعنى أنه يفهم، ولا فهم بدون فكر ونظر وروية وفهم، والله المستعان، لكنه اصطلاح حادث، يعني الاصطلاحات كلما قربت من الاستعمال العلمي المعروف عند أهل العلم كانت أصح، وإذا تعارف الناس على أن هذا إيش معنى؟ إذا كان هذا المفكر فغيره ماذا يسمى؟ يعني هل المفكر يقابله العالم؟ وهل هذا يستند إلى فهمه ودقة فهمه وذاك يستند إلى النصوص دون فهم؟ هذا الكلام لا قيمة له.
طالب:.......
هو يقول: الفكر الإسلامي...
طالب:........
لا، هو قال: انتشرت مقولة الفكر الإسلامي، صحيح انتشرت، والمفكر الإسلامي، ونعرف من خلال تنزيل كلامهم على الواقع على من يطلقون عليه هذا، يعني شخص اشتهر بسبر الواقع مع أن عنده شيء من العلم الشرعي، يعني نظر إلى الواقع وتوسع في هذا النظر مع أن لديه شيء من العلم الشرعي، هو المفكر يعني عموماً من ينظر ويتفكر في الواقع، في واقع الناس عموماً، لكن إن كان عنده شيء من العلم الشرعي فيكون مفكرًا إسلاميًّا، لا سيما إذا كان يذب عن الإسلام، ويذود عنه، ويدافع عنه، وإن كان لا علاقة له بالعلم الشرعي سمي مفكرًا فحسب، وعلى كل حال إن كان المراد بالفكر هو الفهم، فالعلماء كلهم مفكرون.
هذا يقول: إنه سأل إدارة الأوقاف هل عندكم تعليمات مكتوبة لمن أراد بناء مسجد لأن من يريد بناء مسجد فإنه يراجع إدارة الأوقاف حتى يستكمل أوراقه فأفادوه بأنه ليس عندهم شيء في هذا الموضوع، يقول: فلو كتبت توجيهات مختصرة في أهداف بناء المساجد، يزود بها كل فاعل خير يريد بناء مسجد، يزود به رسمياً من إدارة الأوقاف، فلعل ذلك يكون فيه نفع وتخفيف من هذه الزخرفة الزائدة.
هذا كلام طيب، ومقترح مناسب جداً.
نعم هناك عقلانيون يحكمون العقل في النصوص، ويثبتون من النصوص ما يوافق عقولهم، وهم أفراخ المعتزلة، ولكل قوم وارث، والتسمية ما أعرف أحد يقول بقول المعتزلة من كل وجه، وإن كان من يكتب يوافق المعتزلة في تقديم العقل على النص، بعضهم له مؤلفات ومصنفات موجودة، ويكتبون في الصحف اليومية، نسأل الله -جل وعلا- أن يردهم إلى حظيرة الصواب.
كثير من هذه المجسمات إذا وضعت عليها الملابس صارت مثيرة يفتتن بها بعض الناس، فمن هذه الحيثية يجب منعها، ما دامت مثيرة، ووجد في بعض المحلات وعثر على من يقف وراءها، ويفعل معها مثل ما يفعل مع المرأة، ولذا يقف وراءها، وقد وجد مثل هذا، ورجال الحسبة عندهم كثير من هذه القضايا، ما دامت مثيرة، وتفصل جسم المرأة بدقة، وهو مشاهد، فمنعها من هذه الحيثية، وإلا ما دام الجسد بلا رأس فالصورة الممنوعة هي الوجه.
الزواج سنة المرسلين، من سنن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ((ومن رغب عن سنتي فليس مني)) كما قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح، ولا يُترك الزواج لأي سبب من الأسباب، اللهم إلا من عجز عنه، من ليست لديه القدرة والأهلية، ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)) فلا مبرر لترك الزواج لمجرد التفرغ لطلب العلم، والذي ثبت بالتجربة أن الزواج خير معين على طلب العلم، ولو لم يكن فيه إلا حفظ النفس عن الهواجس والخواطر وحديث النفس الذي يقضي على كثير من أوقات الناس، فإذا اجتمع فكره لأن زوجته بجانبه، وكتابه بيده، الحمد لله، ماذا يعوقه؟ قد يلتفت إلى زوجته فيتحدث معها ويؤنسها، ويترك...
ما هي المسألة مفترضة أن يكون العلم ديدنه في كل وقته ليله ونهاره لا، بل المسألة: لنفسه عليه حق، ولزوجه عليه حق، ولزوره عليه حق، ولأهله عليه حق، المقصود أنه لا بد أن يسدد ويقارب، والخير كل الخير باتباع النبي -عليه الصلاة والسلام-، نعم، قد يقول قائل: إن بعض أهل العلم الكبار ثبت عنهم أنهم ما تزوجوا، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، نقول: لعل رغبته في الزواج أقل، وأنه إذا تزوج امرأة خشي من ظلمها؛ لأنه ليست لديه القدرة الكافية، يعني الشهوة الشديدة التي تجمع بين تحصيل العلم ونشر العلم مع إرضاء الزوجة، فإذا كان هناك ضعف وهو منصرف بكليته إلى العلم قد تتضرر الزوجة بهذا، فمثل هذا قد يعذر، وإلا فالأصل..، مع أنه ذكر أن شيخ الإسلام -رحمة الله عليه- قد تسرى، ذُكر ذلك.
الاقتصار على الكتاب لا يكفي، بل لا بد من الحضور لدى الشيوخ، وإذا كنت لا تستطيع الحضور إلى الشيوخ فلا تبدأ بمثل هذه الكتب التي أشرت إليها كشرح النووي، إذا كانت لديك أهلية في معرفة المخالفات العقدية فاقرأ في مثل هذا الكتاب وإلا فلا، وعليك أن تقتصر إذا لم تستطع الحضور لدى المشايخ أن تقتصر على سماع دروسهم في الأشرطة، تقتني المتون، وتقتني الأشرطة، وتسمع الشروح، وتفرغ هذه الشروح على هذه المتون، وتنتفع -إن شاء الله تعالى-.
على كل حال حديث ابن عمر وخبر ابن عمر يؤيده حديث أبي هريرة، حديث البروك، ويعارضه حديث وائل بن حجر، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، والمسألة معروفة، ورأينا مبثوث ومعروف في كثير من المناسبات، أما كونه يختار هذا القول؛ فالقول منسوب إلى أهل الحديث، والبخاري منهم.
إن كان المراد بالصوفية كما يقول بعضهم: العباد، من تميز بعبادة يطلق عليه في وقته وفي بلد من البلدان إنه صوفي يعني عابد وزاهد، فأهل السنة هم من هذا النوع، لديهم عبادة، ولديهم علم، ولديهم عمل، وكبار الأئمة تميز بالعلم والعمل، وإن كان المراد بالصوفية من خالفوا الكتاب والسنة، واتبعوا شيوخهم وقدموهم على النصوص، وابتدعوا في دين الله ما ليس منه، فليسوا من أهل السنة؛ لأنهم خالفوا السنة، ولا شك أن الصوفية كغيرهم من الفرق متفاوتون، منهم من بعده عن الشرع بعداً تاماً وفعله مناقض مناقضة للشرع، فهذا لا شك أنه ضال، بل وجد في الصوفية من كفره أشد من كفر اليهود والنصارى، نسأل الله العافية، ووجد من بدعته ليست مغلظة، يعني يبتدع ويتعبد على غير هدى، لكنه لا يصل إلى حد البدع المخرجة عن الملة.
أما التحية التي هي تحية المسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلا، أما أن يبدأ بكلام لين من باب مداراته، ومن باب تأليفه من أجل أن يسلم، ويرجى ذلك فلا مانع -إن شاء الله تعالى-.
لا شك أن الإكثار من الشعر مذموم، والاقتصار عليه ممنوع ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً)) فمن يقتصر على الشعر، أو يكون ديدنه الشعر، ويترك نصوص الكتاب والسنة لا شك أنه مذموم، ولا مانع أن يذكر الشعر المؤثر بعد نصوص الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة.
نعم يجيب بما يدين الله به، ويعتقده ويترجح عنده بالدليل، لكن إذا رأى أن إشاعة مثل هذا القول يوجد بلبلة، أو يوجد إشكال، أو يوجد اضطراب لا يشهر هذا القول، إنما يعمل به ويفتي به على جهة لا تؤثر سلباً.
على كل حال إذا سمع النداء يلزمه الإجابة، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن مكتوم: ((أتسمع النداء؟)) قال: نعم، قال: ((إذن أجب، لا أجد لك رخصة)).
فما الحل في السنن الرواتب لأني لم أقصر ولكني أتممت؟
ما دام الوصف منطبقاً عليك، وأنك مسافر، وصلاتك مع الجماعة إنما هي لأنك تسمع النداء فلا رواتب عليك، ومنهم من يعكس ويطرد، في كلام ابن عمر: "لو كنت مسبحاً لأتممت" مفهومه أنني لو أتممت لسبحت، يعني لو صليت صلاة تامة لتنفلت، يعني مفهومه العكسي مفهوم المخالفة أنني لو أتممت لتنفلت، وإذا قصرت الصلاة فإني لا أتم، منهم من يقول هذا، والكلام في الوصف الذي رتب عليه هذه الرخص وهو السفر، وهو موجود ومتلبس به، فلا عليه حينئذٍ من الرواتب والنوافل، وإن أتم لأنه يصلي خلف مقيم فالوصف لم يرتفع، والله أعلم.
على كل حال هذه هدية، فإن كان الطلاق منه فلا يستحق هذه الهدية، إن كان السبب هو، فلا يستحق هذه الهدية؛ لأنه دفعه إليها على سبيل الهدية، وهي هبة، والعائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، أما إذا كانت المطالبة منها فتريد الخلع، وتريد أن ترد عليه المهر فترد معه الهدايا، ترد عليه جميع ما دفع إليها.
على المسلم أن يدعو لإخوانه المسلمين، وحينئذٍ لا يدخل في هذه الدعوة لا كافر أصلي ولا من كفر ببدعته، عليه أن يدعو لإخوانه المسلمين.
لعل إذا أنهينا كتاب العلم يطبع بدء الوحي والإيمان والعلم -إن شاء الله تعالى-.
نعم النبي -عليه الصلاة والسلام- رأى من يصلي بعد الصبح، فقال -عليه الصلاة والسلام-: ((آلصبح أربعاً؟)) فذكر أنه لم يصل الركعتين، فأقره على ذلك.
في قوله -جل وعلا-: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [(21) سورة الذاريات] ذكر أهل العلم لا سيما ابن القيم -رحمه الله تعالى- من عجائب خلق الإنسان ما يجعل الإنسان يقف ينبهر من عظمة الخالق، فعلى الإنسان أن يراجع كلام ابن القيم، و..... هذا كلام طيب حول هذا الموضوع، وأهل التفسير المفسرون ذكروا أشياء.
والله هذا فيه مشقة عظيمة بالنسبة للدرس الشهري، والتزمت في بعض الجهات بدرس شهري كمكة والمدينة مثلاً أو الشرقية أو القصيم، ومع ذلك ما استطعت أن أفي لهم، فصرت أماطل في بعض المواعيد.
يعني ثبت أن التوبة تهدم وتجب وتمحو أثر المعصية، فكونها تمحوها من الصحائف أو لا تمحوها، بل تبقى هذه الذنوب، وفي مقابلها الكتابة بأنها مُحي أثرها، لا....، يعني البحث عن مثل هذه الأمور لا قيمة له، اللهم أن ما ثبتت به النصوص أن التوبة تهدم ما كان قبلها، وفي قوله -جل وعلا- في آخر سورة الفرقان: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [(70) سورة الفرقان] يفهم من هذا أن هذه الذنوب التي كتبت في الصحائف تبدل حسنات.
المقصود أنك لا تتكلم بذلك، والصحابة يجدون في أنفسهم الأمر العظيم، ومع ذلك لا يتكلمون، فسألوا النبي -عليه الصلاة والسلام- عنه، فقال: ((ذلك صريح الإيمان)) وعلى الإنسان أن ينشغل بالذكر والفكر، يتفكر في مخلوقات الله، ويجعل لسانه دائماً رطباً بذكر الله، ثم بعد ذلك يعافى من هذا البلاء.
معروف أن قول الجمهور أن وقت صلاة الجمعة ووقت صلاة الظهر يبدأ من الزوال، والمعروف عند الحنابلة أن أول وقتها يبدأ بدخول وقت صلاة العيد، من الضحى من ارتفاع الشمس، وينتهي وقتها بانتهاء وقت صلاة الظهر، ولكل أدلته، فثبت أنهم كانوا ينصرفون وليس للحيطان ظل يستظل بها، ولا شك أن مثل هذا محمول عند الجمهور على المبالغة في المبادرة بصلاة الجمعة في أول وقتها حتى إنهم ينصرفون منها، وليس للحيطان ظل يستظل به الجميع، جميع المشاة.
لا يغني، الموقظة فيها قصور، فيها أبواب كثيرة من أبواب المصطلح ما ذكرت فيها.