التعليق على الموافقات

سلسلة دروس التعليق على الموافقات للشيخ عبدالكريم الخضير
المؤلف: إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (ت: 790 هـ)

أجمع مترجمو الشاطبي والباحثون المتأخرون -ولا سيما في علم "مقاصد الشريعة"- على أن الشاطبي هو الإمام الذي فتح الباب واسعا لطلبة العلم وأهله للتطلع إلى أسرار الشريعة وحكمها، ومهد لهم طريق التعامل مع مقاصدها وكلياتها، جنبا إلى جنب مع نصوصها وجزئياتها، بل يكاد هؤلاء أن يتفقوا على أن الشاطبي هو مبتدع هذا العلم "المقاصد" كما ابتدع سيبويه علم النحو، وابتدع الخليل بن أحمد علم العروض، وهذه شذرات من كلام العلماء والباحثين في مدح هذا الكتاب: يقول أحمد بابا عن هذا الكتاب: "كتاب "الموافقات" في أصول الفقه كتاب جليل القدر جدا لا نظير له، يدل على إمامته وبعد شأوه في العلوم سيما علم الأصول". ويقول الشيخ محمد الفاضل بن عاشور عن هذا الكتاب وأثره في التفكير الإسلامي بعد عصره: "ولقد بنى الإمام الشاطبي حقا بهذا التأليف هرما شامخا للثقافة الإسلامية، استطاع أن يشرف منه على مسالك وطرق لتحقيق خلود الدين وعصمته، قل من اهتدى إليها قبله؛ فأصبح الخائضون في معاني الشريعة وأسرارها عالة عليه، وظهرت مزية كتابه ظهورا عجيبا في قرننا الحاضر والقرن قبله؛ لما أشكلت على العالم الإسلامي عند نهضته من كبوته أوجه الجمع بين أحكام الدين ومستجدات الحياة العصرية، فكان كتاب "الموافقات" للشاطبي هو المفزع وإليه المرجع لتصوير ما يقتضيه الدين من استجلاب المصالح، وتفصيل طرق الملاءمة بين حقيقة الدين الخالدة وصور الحياة المختلفة المتعاقبة". ويذهب أبوه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور إلى أن الشاطبي هو "الرجل الذي أفرد هذا الفن بالتدوين". ويوازن الشيخ عبد المتعال الصعيدي بين الشاطبي في ابتداعه علم المقاصد، وبين الشافعي في ابتداعه علم الأصول؛ فيقول: "بهذا يكون للشاطبي ذلك الفضل الكبير بعد الإمام الشافعي؛ لأنه سبق هذا العصر الحديث بمراعاة ما يسمى فيه روح الشريعة، أو روح القانون، وهذا باهتمامه بمقاصد الشريعة" ويذكر الشيخ محمد الخضري أن ما اهتدى إليه الشاطبي ألصق بالاجتهاد من أصول الفقه، وقد قال بهذا الصدد": ومن الغريب أنه على كثرة ما كُتِب في أصول الفقه لم يُعْنَ أحد بالكتابة في الأصول التي اعتبرها الشارع في التشريع، وهي التي تكون أساسا لدليل القياس، لأن هذا الدليل روحه العلل المعتبرة شرعا، وهذه العلل منها ما نص الشارع على اعتباره، ومنها ما ثبت عنده اعتباره في تشريعه، ومع أن هذه القواعد ينبغي أن يبذل الجهد في توضيحها وتقريرها حتى تكون نبراسا للمجتهدين، والاشتغال بها خير من قتل الوقت في الخلاف والجدل في كثير من المسائل التي لا يترتب عليها ولا على الخلاف فيها حكم شرعي، ولعلهم تركوا ذلك للفقهاء مع أن هذه القواعد بعلم أصول الفقه ألصق, وأحسن من رأيته كتب في ذلك أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي المتوفى سنة "780هـ"في كتابه الذي سماه "الموافقات"، وهو كتاب عظيم الفائدة، سهل العبارة، لا يجد الإنسان معه حاجة إلى غيره". ويقول شيخنا العلامة مصطفى الزرقا: "ومنذ أن نشر كتابه "الاعتصام" في البدع، وكتابه الآخر: "الموافقات في أصول الشريعة"، وكانا من الكنوز الدفينة، أخذ اسم الشاطبي يدور على ألسنة العلماء والفقهاء، وأصبح الكتابان -ولا سيما "الموافقات"- من ركائز التراث الأساسية التي يلجأ إليها أساتذة الشريعة وطلابها المتقدمون، تفهما في دراستهم، وعزوا وتوثيقا لأفهامهم فيما يكتبون، ولمع نجم الشاطبي منذئذ بالمشرق في هذا الأفق العلمي، ثم أخذ يزداد سطوعا حتى أصبح يُستضاء به في بحوث أصول الشريعة ومقاصدها، وتوضح به الحجة، وتقام بما فيه المحجة" وقد بذلت جهود حول كتاب "الموافقات"، فمن ذلك: عمل قام به أحدُ تلاميذ المؤلف؛ حيث عمد إلى نظم كتاب "الموافقات"، وسمى نظمه "نيل المُنى من الموافقات". واختصره بعض المتأخرين كالشيخ: مصطفى بن محمد فاضل بن محمد مأمين الشنقيطي القلقمي "المتوفى سنة 1328هـ نظم كتاب "الموافقات" ثم شرحه. ---------------------------------- ينظر: مقدمة تحقيق كتاب: "الموافقات" للشاطبي، تحقيق: أبو عبيدة مشهور آل سلمان، (1/20) فما بعدها.

دروس السلسلة

جميع دروس السلسلة - التعليق على الموافقات
101
15/رجب/1439
102
15/رجب/1439
103
15/رجب/1439
104
15/رجب/1439
105
22/رجب/1439
106
22/رجب/1439
107
22/رجب/1439
108
22/رجب/1439
109
22/رجب/1439
110
22/رجب/1439
111
22/رجب/1439
112
22/رجب/1439
113
22/رجب/1439
114
22/رجب/1439
115
22/رجب/1439
116
22/رجب/1439
117
22/رجب/1439
118
22/رجب/1439
119
22/رجب/1439
120
22/رجب/1439
121
22/رجب/1439
122
22/رجب/1439
123
02/شعبان/1439
124
02/شعبان/1439
125
02/شعبان/1439
126
02/شعبان/1439
127
02/شعبان/1439
128
02/شعبان/1439
129
02/شعبان/1439
130
02/شعبان/1439
131
02/شعبان/1439
132
02/شعبان/1439
133
02/شعبان/1439
134
02/شعبان/1439
135
02/شعبان/1439
136
02/شعبان/1439
137
02/شعبان/1439
138
02/شعبان/1439
139
02/شعبان/1439
140
02/شعبان/1439
141
02/شعبان/1439
142
02/شعبان/1439
143
02/شعبان/1439
144
02/شعبان/1439
145
02/شعبان/1439
146
02/شعبان/1439
147
02/شعبان/1439
148
02/شعبان/1439
149
02/شعبان/1439
150
07/شعبان/1439