شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (56)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام، قال الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى- في باب معرفة الصحابة:

والعد لا يحصرهم فقد ظهر   

 

سبعون ألفًا بتبوك وحضر          

الحج أربعون ألفا وقبض        

 

عن ذين مع أربع آلاف تَنِضْ  

وهم طباق إن يرد تعديد         

 

قيل: اثنتا عشرة أو تزيد       

والأفضل الصديق ثم عمرُ         

 

وبعده عثمان وهو الأكثرُ   

أو فعلي قبله خلف حكي  

 

قلت: وقول الوقف جاء عن مالك 

فالستة الباقون ....     

 

...................   

جا عن مالك.

أحسن الله إليك.

والأفضل الصديق ثم عمر   

 

وبعده عثمان وهو الأكثر   

أو فعلي قبله خلف حكي   

 

قلت: وقول الوقف جا عن مالك  

فالستة الباقون، فالبدرية   

 

فأحد، فالبيعة المرضية 

قال: وفضل السابقين قد ورد  

 

فقيل: هم، وقيل: بدري وقد  

قيل: بل اهل القبلتين، واختلف 

 

أيهم أسلم قبل؟ من سلف 

قيل: أبو بكر، وقيل: بل علي 

 

ومدعي إجماعه لم يقبل  

وقيل: زيد وادعى وفاقا             

 

بعض على خديجة اتفاقا 

الحمد رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول الناظم رحمه الله تعالى: والعد لا يحصرهم، يعني عدد الصحابة لا يمكن حصره بعدد دقيق، فليست هناك مصالح للإحصاء كما هو موجود الآن، والمواليد والوفيات أيضًا لا تحد كما هو موجود الآن، فأمور الناس ماشية على عدم اعتبار هذه الأمور وعدم الالتفات إليها، والأعداد لا يأبهون بها إلا إذا جاءت بنص شرعي له مفهومه يعتنى به العدد، وكثيرًا ما يلغى مفهوم العدد حتى في النصوص، يلغى مفهومه حتى في النصوص، وتجدهم إذا تحدثوا عن كتاب وعدة ما فيه من أحاديث وما أشبه ذلك تجد الفرق كبيرًا جدًّا يعني مثلًا ما قال في المسند ثلاثين أو أربعين ألف حديث، الفرق ما هو بحديث أو حديثين أو عشرة أو مائة،  الفرق عشرة آلاف، صحيح مسلم قالوا سبعة آلاف وقيل ثمانية، وقال ابن سلمة:  اثنا عشر ألف حديث، وهنا الصحابة ما حد ما عُدوا بعدد دقيق بحيث لا يتجاوزه وينقص عنه؛ ولذا قال: والعد لا يحصرهم، يعني في الأخير بدأ الناس يلتفتون إلى هذه الأعداد وضبطها، وإن كانت الجدوى من ورائها ليست كبيرة، يعني لا تقابل ما يصرف على هذا العد من جهد، يعني تجد الذي يعد أحاديث كتاب ينفق عليه من الوقت ما لو حفظ بدله عدة أحاديث لكان أنفع له كما هي طريقة من سلف، والآن هناك مصالح كبيرة وجهات ووزارات للإحصاء، كل هذا من أجل مقارنة العدد بالدخل، يحصل هناك التوازن لا يكثر العدد عن دخل البلد، ومن جرائه يحصل التحديد للنسل، أو يترك التحديد بناء على أن الدخل أكثر من العدد. على كل حال كل هذه الأمور والأرزاق بيد الله جل وعلا، وما أصيب الناس بالشدة واللأواء إلا من خلال هذه الدقة في هذه الأعداد، ومن ذلكم القوت إذا دقق في عدده، وكم بقي؟ وكم فني؟ انتهت بركته كما في خبر عائشة رضي الله عنها لما كالته فني، كانت تأخذ منه ولا يظهر عليه أثر النقص لما كيل فني، لكن قد يقول قائل: الآن الدخول بالنسبة للناس يعني مصادرهم محددة، كل إنسان له راتب معيّن، إذا لم يدقِّق ويحدد ويضع ميزانية ومصروفًا وكذا، إما أن ينتهي الراتب في ربع المدة أو نصف المدة، وإن شد من غير موازنة وتسديد ومقاربة ضيّق على نفسه وعلى من تحت يده، فمثل هذه الأمور قد يحتاج إليها.

على كل حال الأصل أن الرزق بيد الله جل وعلا، وأن هذه الدخول المحدودة ليست هي الأصل بالنسبة لما كتبه الله من أرزاق الناس، حتى أن الناس عاشوا لمدة مديدة إلى وقت قريب، إلى وقت انفتاح الدنيا، وقوتهم بقدر يومهم يعني دخلهم بقدر اليوم وإذا حصل قوت اليوم انتهى، إذا كان صاحب محل قفل ما يحتاج إلى أكثر من هذا، والرزق ماش يعني ما جاعوا، ومع ذلك بعد أن كثرت الدخول وتضاعفت عشرات المرات، ومع ذلك لا تفي بشيء، وشدة المئونة موجودة مع انفتاح الدنيا والله المستعان، والذي قادنا إلى هذا أن العدد تجد من يقول: العدد مائة ألف، ومنهم من يقول: ثلاثين ألف، والناظم رحمه الله تعالى قال:

والعد لا يحصرهم فقد ظهر   

 

سبعون ألف بتبوك.....   

يعني حضر معه غزوة تبوك سبعون ألفًا، وخرج من المدينة بثلاثين ألفًا، ثم لحق من لحق، واجتمعوا هناك فبلغوا السبعين، والسبعون أيضًا تقدير، ما وكل لأحد أن يعدهم واحدًا واحدًا، وحضر يعني في حجة الوداع وحظر الحج أربعون ألفًا، جابر في حديثه في صفة حج النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: إنهم لا يدركهم الطرف يمينًا وشمالًا، يعني من جميع الجهات يعني كأنهم قدروا، قُدِّر هذا العدد بأربعين ألفًا، يعني قدر هذا العدد بأربعين ألفًا، فليس على سبيل التحديد والدقة، وقُبِض النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذين، يعني هذين الرقمين السبعين والأربعين مائة وعشرة آلاف، مع أربعة آلاف تَنِضْ، يعني: تتيسر  هذه العدة مائة وأربعة عشر ألفًا، توفي عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن قد يقول قائل: إن مائة وأربعة عشر ألف توحي بشيء من الدقة؛ لأنها لو كانت مائة وعشرة آلاف، أو مائة ألف أو مائة وعشرين ألفًا أو شيء من هذا، يعني تقبل، تجبر الكسور لكن مائة وأربعة عشر ألفًا هذه دليل على شيء من الدقة، وهي نتيجة جمع لمن غزا معه في غزوة تبوك وحج معه، لكن ألا يمكن التداخل؟ يعني حج معه في حجة الوداع ممن غزا معه في تبوك مثلًا عشرة آلاف وعشرين ألف أو أكثر.

طالب: ما يقال الجمع يا شيخ؟

نعم؟

طالب: أنه حج مع النبي -عليه الصلاة والسلام- أربعون مع السبعون الذين غزوا في تبوك.

إلا يقال لكن هل الذين غزوا معه تبوك ما حج منهم أحد؟

طالب: كبار الصحاب غزوا وحجوا.

إذًا فيه تداخل، يعني ما يمكن تظهر النتيجة من جمع هؤلاء مع هؤلاء. مع أربع الآلاف يعني ذكر أن مجموع من توفي النبي -عليه الصلاة والسلام- عنهم أربعة آلاف تَنِضْ يعني تتيسر، يعني خُذ ما نضَّ من الماء يعني تيسر فهؤلاء، هذه العدة كأنها متيسرة يعني معروفة ومضبوطة. وهم طباق: طباق جمع طبقة وتجمع على طبقات، أوصلها الحاكم أبو عبد الله إلى اثنتي عشرة طبقة، اثنتا عشرة طبقة الصحابة، ومنهم من جعلها خمسًا كابن سعد في طبقاته، والحافظ ابن حجر في التقريب جعلهم طبقة واحدة، الطبقة الأولى من طبقات أو المرتبة الأولى من مراتب الرواة الصحابة. هذا بالنسبة لعدالتهم نعم هم المرتبة الأولى، لكن لا يستوي من أسلم في أول الأمر مع كِبر سنه كأبي بكر وعمر وعثمان، مع صغار الصحابة الذين ولدوا بعد ذلك بعشر سنين أو خمسة عشر عامًا أو أكثر من ذلك، لا شك أنهم متفاوتون في السِّن والمنزلة.

وهم طباق إن يرد تعديد      

 

قيل اثنتا عشرة أو تزيد  

أو تزيد. طبقات يعني جمع الأقوام المتشابهين في السن المتقاربين في السن والأخذ عن الشيوخ، هذا الأصل في طبقات الرواة، وإذا نظرنا إلى جعل الصحابة ثنتا عشرة طبقة، وآخرهم موتًا سنة مائة على ما سيأتي أو مائة وعشر، مائة وعشر مع عشر قبل يعني مائة وعشرين سنة، اثنتا عشر، الطبقة عشر سنوات يعني بين كل طبقة وأخرى عشر سنوات، وإذا نظرنا إلى طبقات الرواة عند ابن حجر وهي اثنتا عشرة طبقة تنتهي بمائتين وأربعين، صار مقدار الطبقة عشرين سنة، والطبقات عند الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ أكثر من ذلك بكثير. المقصود أن هذه أمور اصطلاحية ليس فيها شيء يحددها، لكن الطبقة تجمع القوم المتشابهين في السن والأخذ عن الشيوخ، يعني مثل ما يقال الدفعة من الخريجين، إذا أردت أن تنظر إلى سن شخص معيّن من العلماء تقول: من دفعة مَن؟ تخرج مع من؟ ودرس مع من؟ تعرف يعني أن سنه مقارب، وإن كان هناك تفاوت كبير في السن في السابق؛ لأنه في السابق قد يدرس الولد مع أبيه، أما الآن ما يمكن يكون هذا، التقارب أكثر في الأوقات الحاضرة؛ ولذا يعدون صالح بن كيسان من تلاميذ الزهري، وهو من كبار الآخذين عنه، ومع ذلك هو أكبر منه سنًّا؛ لأنه تأخر في طلبه العلم حتى ذُكر أنه بدأ طلب العلم وهو ابن تسعين سنة، هذا أين يجعل في الطبقات، بالنسبة للاصطلاح يعتبر من الطبقة الأولى من طلاب الزهري، وإذا نظرت إلى سِنّه جعلته من شيوخه.

على كل حال ما هنا شيء دقيق يعني تجد في الطبقات يقول الطبقة كذا، ماتوا قبل التاسعة قبل المائتين مثلًا، التاسعة قبل المائتين ثم تجد في التراجم في التقريب، وهو الذي حدد هذه السنين، من التاسعة مات سنة ست قبل المائتين يعني كم؟ ست وكم؟ ومائة؟ ما هو بصحيح يعني ومائتين قطعًا فكيف يكون الطبقة التاسعة ماتوا قبل المائتين، لكن هذا شذّ عنهم وطال عمره والا.. تأخر عن زملائه ومات بعد المائتين. على كل حال هذه الطبقات كلها أمور اصطلاحية تجمع القوم المتشابهين المتقاربين؛ لأنه ليس هناك تحديد؛ لأن ما يتعلق بالإنسان لا يمكن تحديده بدقة، يعني إذا جعلت سالمًا ونافعًا في طبقة واحدة، وكلهم من حيث القبول في أعلى درجات القبول، لكن هل يعني أن سالمًا ونافعًا بالتحديد كأنهما خرجا من مصنع واحد ما تجد أي فرق بينما؟ الفرق كبير، حتى اختلف أهل العلم أيهم أفضل؟ والأكثر على أن سالمًا أجلّ من نافع، هذا الأكثر، ومنهم من يقول: نافع أفضل وأوثق، لكن مع ذلك من حيث القبول كلهم مقبولون بدون تردد، بل هم من الأسانيد التي قيل فيها: إنها أصح الأسانيد، والمفاضلة بين الناس قد لا تعطي نتائج دقيقة من كل وجه؛ لأنه قد هذا يفوق في الحفظ، وهذا يفوق في الفهم، وهذا يحفظ شيئًا، وهذا لا يحفظه وهكذا، لكن العبرة في الجملة، فلان أفضل من فلان، والتفضيل الإجمالي لا يعني التفضيل التفصيلي، فقد يكون شخص أفضل بالإجماع من غيره، ومع ذلك قد يوجد من الصفات في غيره ما هو أكمل فيها منه، فكون النبي -عليه الصلاة والسلام- أفضل الخلق على الإطلاق، وإبراهيم -عليه السلام- أول من يكسى من يوم القيامة، كونه أول من يكسى هل هو أفضل من محمد؟ لكن في هذه الخصلة لا شك أنه قدم على النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومحمد -عليه الصلاة والسلام- أول من تنشق عنه الأرض، أول من يُبعث، يقول: فإذا موسى آخذ بقائمة العرش، ما أدري بعث قبلي أم جوزي بصعقة الطور، فلا يعني هذا أنه أفضل من محمد. فقد يكون الإنسان فيه مزية يفوق بها غيره، لكن النظر إلى الإجمال؛ ولذا يختلفون في المفاضلة بين الصحابة؛ المفضّل التفضيل الإجمالي على ما سيأتي لأبي بكر على الإطلاق، في قول جميع من يعتد بقوله من أهل العلم على ما سيأتي، ثم عمر، ثم عثمان على خلاف بين أهل السنة في تقديمه على عليّ.

وهم طباق إن يرد تعديد    

 

قيل اثنتا عشر أو تزيد  

لأنها اصطلاحية، وقد تنزل بعضهم جعلها خمس طبقات، والأفضل يعني بالنسبة بين الصحابة الأفضل.

والأفضل الصِّديق ثم عمر  

 

وبعده عثمان...............

هذا قول -بالنسبة لأبي بكر وعمر- هذا قول جميع أهل السنة، ولا التفات لمن خالف من المبتدعة؛ لأنهم يخالفون في مصدر التلقي، وإلا لو وافقونا في مصدر التلقي -السنة- لما خالف؛ لأن مصادر التلقي المتلقاة بالقبول كلها تنص على أفضلية أبي بكر ثم عمر، ولا يوجد نص يفضِّل عثمان على أبي بكر، أو علي على عمر، أو ما أشبه ذلك، فهم يخالفوننا، عندهم كتبهم وعندهم أسانيدهم التي يروونها، ويذكرون فيها ما يقتضي تفضيل المفضّل عندهم، فعند الشيعة عمومًا علي أفضل، على خلاف بينهم، هل يرفضون الشيخين أو مع توليهم للشيخين أبي بكر وعمر؟ فالرافضة يكفرونهم والزيدية لا يكفرونهم، لكنهم يفضلون عليًّا عليهم، ويرون أنه الأولى بالإمامة بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أوصى له بالخلافة، تجد الاعتراف بالوصية موجودة عند مثل الشوكاني ومثل الصنعاني وغيرهما، يعترفون يقرون بالوصية، لكنهم يقولون: إن عليًّا تنازل لأبي بكر وعمر، وإلا فهو أفضل منهما. على كل حال هذا الأمر محسوم عند أهل السنة والجماعة ولا عبرة بمن خالفهم، الأفضل على الإطلاق الصديق ثم عمر، والتفضيل هذا قطعي عند جمع من أهل العلم، وإن قال بعضهم: إنه ظني إنما ثبت بأحاديث آحاد، على طريقتهم في تقسيم الأخبار.

والأفضل الصديق ثم عمر، يعني مَن نظر إلى ظواهر الأمور وما جاء من النصوص والمواقف، بعض المعاصرين يعني تردد في تفضيل أبي بكر على عمر؛ لأن عمر له مواقف كبيرة وقوية ومؤثرة، يعني حضوره في جميع المناسبات ظاهر، عمر، لكنه خفي عليهم التفضيل الباطن، بقوة الإيمان، فأبو بكر إيمانه لا يعدله إيمان أحد من الصحابة كائنا من كان لا عمر ولا غير عمر، يعني عند عمر حاضر فيه قوة وفيه شجاعة وفيه شدة في المواقف، فجعل بعض الناس يغتر بمثل هذه المواقف، وهي مواقف جليلة ومشرفة وفي ميزان الحسنات إن شاء الله، لكن مع ذلك خفي عليهم السر في تفضيل أبي بكر على عمر، وهو قوة الإيمان ورسوخ اليقين وثباته، بحيث لو وُزن إيمان أبي بكر بإيمان غيره لعدل ولَمال بهم، يعني بعض الناس ينبهر من ذكر الفضائل؛ ولذا بعضهم يعني مَن فضل علي على عثمان، علي رضي الله عنه له فضائل كثيرة وله مناقب ومدونة، وعثمان كذلك، لكن قد يكون بعد البحث قد يصل بعض الناس بعد البحث والتحري إلى أن فضائل علي قد تكون أكثر، لا لأن عليًّا رضي الله تعالى عنه أفضل من عثمان، لكن في عصر علي وُجد المنازع ووجد المخالف، فاحتيج إلى إظهار هذه المناقب، يعني كون عليّ -رضي الله عنه- تحفظ مناقبه وتدون وتتداول؛ لأنه وجد في عصره وُجد من ينازعه، ووُجد من يخالفه، ووجد من يكفّره، فاحتيج إلى إظهار هذه المناقب، والرواة متوافرون، لكن في عهد أبي بكر وجد من ينازعه؟ مع أنه وجدت مناقبه وسطرت ودونت، لكن قد لا يحتاج إلى ذكر المناقب إلا عند وجود المخالف، يعني تجده قبل عشرين سنة هل تجدون من يسأل من الكبار عن أحد من طلاب العلم أو حتى عن الكبار؟ ما تجدون من يسأل؛ لأن الأمور ماشية على السعة والعلماء محل تقدير واحترام، لكن لما وجد من يطعن فيهم احتاج طلاب العلم أن يدوروا على المشايخ: ما رأيك في فلان؟ ما تقول في فلان؟ من أجل أن تظهر مآثرهم ومناقبهم لوجود المخالف، أما إذا عُدم المخالف فقد لا تكون الحاجة داعية إلى ذكر هذه المناقب؛ لأن بعض الناس قد يشوّش ما سطر من مناقب علي رضي الله عنه وأرضاه، وهو أهل لهذه المناقب.

والأفضل الصديق ثم عمر وبعده عثمان، هذا قول جمهور أهل السنة أن الثالث عثمان، على حسب ترتيبهم في الإمامة والخلافة، والقول الثاني وهو لأهل السنة.

.......................

 

وبعده عثمان وهو الأكثر     

أو فعلي قبله..........

 

.......................

من أهل السنة من يرى أن عليًّا أفضل من عثمان، وهذا القول معروف عن ابن خزيمة إمام الأئمة، ورجحه الخطَّابي أبو سليمان، وهو مرجح عند كثير من أهل العلم، لكن الأكثر على تفضيل عثمان رضي الله عنه، وفي دراسة لبعض المعاصرين أن ما أنفقه عثمان -رضي الله عنه- لنصر الإسلام يعادل المليار ريال، دراسة لبعض من المعاصرين من المؤرخين المهتمين، يعني إذا عدلت دنانير الذهب وما أنفقه عثمان رضي الله عنه منها، ثم نظرت إليها بما تسوى اليوم، يقول: تقرب من المليار، الله المستعان، ومع ذلك لوجود الفتن في آخر عهده -رضي الله عنه وأرضاه- يقتل في بيته، في بلد يتوافر فيه المهاجرون والأنصار، ومع ذلك يؤخَّر دفنه، ويأتي من ينزل عليه في قبره ويعتدي عليه؛ لأن بعض الناس يقول: كيف يوجد بعض المشاكل والناس يعني ننظر في عصرنا، كيف توجد بعض المشاكل والناس متدينون والناس أهل فطرة ومع ذلك توجد بعض المشاكل التي قد لا تتصور؟ هي الفتن، نعوذ بالله من الفتن، يعني إذا وجدت في أول الأمر حرص على القضاء عليها ممكن، لكن إذا تطورت وزادت وجاءت من أكثر من وجه قد لا يسيطر عليها، وهذا مثال حي، يعني عثمان -رضي الله عنه- تستحي منه ملائكة الرحمن، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وثالث خيار الناس بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك يحصل ما حصل.

أو فعلي قبله خُلف حكي      

 

.....................

يعني خلاف يعني عند أهل السنة، الخلاف في أبي بكر وعمر مع غيرهما هذا ليس عند أهل السنة، عند أهل البدع، يعني إدخال أبي بكر وعمر في الخلاف هذا عند أهل البدع، إذا تجاوزنا أبا بكر وعمر، اتفقنا على أنهما أفضل الأمة بعد نبيها، أبو بكر ثم عمر، يأتي الخلاف في أهل بين أهل السنة بالنسبة لعثمان وعلي رضي الله عنهما، فالأكثر على أن الأفضل عثمان وهو الثالث، وجاءت به الأحاديث بالترتيب: «خير الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان».

 المقصود أن القول الثاني -وهو أفضلية علي وتقديمه على عثمان- قول معروف عند أهل السنة، لكنه قول مرجوح حتى قال من قال: إن من فضل عليًّا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، فقد أزرى بالمهاجرين، لماذا؟ لأنه ما عُيِّن عثمان ولا ولي عثمان إلا باتفاق منهم، فكونهم يولونه وفي الأمة من هو أفضل منه، لا شك أن هذا حط من قيمتهم.

أو فعلي قبله خلف حكي      

 

......................

يعني حكاه بصيغة التمريض، يعني دليل على ضعفه قلت، الحافظ العراقي يقول:

...................

 

قلت وقول الوقف جا عن مالك 

هذه من زياداته على ابن الصلاح، وقول الوقف يعني يتوقف في المفاضلة بين عثمان وعلي؛ لتعادل الأدلة، ولتماثل المناقب، يعني ما يمكن ترجيح واحد على الثاني اللهم إلا إذا كان أراد حسم المادة يعني التوقف قد يحتاج إليه إذا كان في بيئة أو محيط يتصور منه تنقص المفضول، يعني إذا كان يعني جاء عن مالك -رحمه الله- الجزم بتفضيل عثمان على علي، لكن قد يكون وقت أو في ظرف أو في مكان يتوقف فيه، لماذا؟ لأنه يوجد في هذا الظرف، أو في هذا المكان، أو في هذا الزمان من لو قيل له: إن عليًّا أفضل من عثمان يتطاول على عثمان أو العكس، كما لما سئل ابن الجوزي في مجتمع خليط فيه سنة وفيه رافضة: أيهما أفضل: أبو بكر أو علي؟ ماذا قال؟ قال: من ابنته تحته. أيهم؟

طالب: ...............

لا، هو في قرارة نفسه أبو بكر بلا شك، وابن الجوزي ينتسب إلى أبي بكر، صدِّيقِي أبوه، ابن الجوزي، لا نقول: إنه يرجح من أجل النسب، لا، نجزم بأن ابن الجوزي يرجح أبا بكر؛ لأنه في هذا الباب في باب الصحابة من أهل السنة كما هو معروف، يعني عنده مخالفات في الصفات، ومخالفات في بعض مسائل الاعتقاد، لكن يبقى أنه في باب الصحابة من أهل السنة، فهو يفضل أبا بكر لكن يخشى، قد يخشى على نفسه إذا كان في مجتمع كله ممن يرى هذا الرأي، وإذا شهره أوذي وإلا.. يعني كما حصل للنسائي من بعض النواصب، ديس بالأقدام ومات بسبب ذلك، فابن الجوزي تخلَّص مَن ابنته تحته، وفي قرارة نفسه أبو بكر؛ لأن ابنته تحت الرسول -عليه الصلاة والسلام- والسامع الذي اقتنع رآه عليًّا؛ لأن ابنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- تحته، وهذا مخرجٌ حسن، بس ما يسعف في كل المواقف، قد لا تجد مثل هذا، لكن لو سئل عن عثمان وعلي أيهما أفضل، من ابنته تحته كلاهما.

طالب: ...............

إذا قال: من تزوج ابنتيه انكشف، كأنه قال عثمان، فالمسألة يعني مثل ما ذكر قول الوقف قد يحتاج إليه في بعض الأوقات وبعض الأماكن.

طالب: ...............

ثم عثمان، يعني هذا الأكثر، وجاء نص في المدونة، لكنه جاء عنه الوقف صحيح، يعني وقال به جمع من أصحابه، الوقف فهو توقف لهذه العلة، قد يكون لهذه العلة.

............................

 

... وقول الوقف جا عن مالك  

يعني نظير ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح «لا تفضلوني على يونس» «ولا تفضلوا بين الأنبياء»، مع أن التفضيل جاء نصًّا صريحًا في القرآن، وقال: لا تفضلوني على يونس، لماذا؟ لأنه قد يجر الكلام في المفاضلة بين الأنبياء إلى تنقص المفضول لا سيما يونس، يعني من قرأ قصته في القرآن وفي التفاسير وفي السير، يعني الذي لا يدرك، ولا يستصحب أن هذا نبي رسول لا يستصحب مثل هذا، ويسترسل في قراءة ما جاء في التواريخ، قد يتنقص هذا الرسول فقوله -عليه الصلاة والسلام- «لا تفضلوني على يونس» رفع لشأنه وتواضع منه -عليه الصلاة والسلام-؛ خشية أن يصل الحد إلى أن يتنقص نبي من الأنبياء، وتنقص الأنبياء كفر، نسأل الله العافية. يلي هؤلاء الأربعة في الأفضلية الستة، فالستة الباقون يعني من المبشرين بالجنة.

سعيد وسعد وابن عوف وطلحة   

 

وعامر فهر والزبير الممدح    

 

 

 

هذا في الحائية لابن أبي داود، فالستة الباقون هؤلاء العشرة هم أفضل الأمة على الترتيب، يعني بين الأربعة ثم الستة، كل له مناقبه، وهم مرتبون عند بعض أهل العلم، وبعضهم يقول: هم في منزلة واحدة؛ ولذلك قال فالستة الباقون، يعني ما رتبهم.

فالبدرية يعني أهل بدر، مَن شهد بدرًا: «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم» البدرية، يعني يرد هنا يرد هنا المفاضلة بين العباس وبلال؛ هذا عم الرسول وصنو أبيه، وجاءت فيه هذه المقالة: «عم الرجل صنو أبيه» المقصود العباس، واستسقى به عمر، ومناقبه كثيرة لكن أيهما أفضل هو وإلا بلال؟

طالب: ...............

هو من المهاجرين الأولين، ومن السابقين إلى الإسلام، وممن عُذب في سبيل الله، شيخ الإسلام جزم بأن بلالاً أفضل من العباس، يعني شيء يشق على النفس، باعتبار صلة العباس بالنسب -عليه الصلاة والسلام-، لكن الحق أحق أن يتبع، ورُد على شيخ الإسلام بمناقب العباس، لكن يبقى، ودوفع عن هذا القول بما قاله بعضهم: كيف يستوي من شهد بدرًا مجاهدًا في سبيل الله، وبين من أُسر مشركًا في بدر؟ يعني لا يعني هذا أن بلال يتنقص أو العباس لا، لا يجوز تنقص أحد من الصحابة، هذا عم الرسول والإساءة إليه إساءة إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-؛ لأن ما يسوء العباس يسوء الرسول، فالبدرية الذي جر إلى الكلام على البدرية، وبلال شهد بدرًا، والعباس لم يشهدها، إنما شهدها محاربًا للمسلمين.

فالبدرية فأُحد مع أنه وُجد طائفة يقال لهم الراوندية يفضلون العباس على جميع الأمة، حتى على أبي بكر وعمر، فإن كانت الراوندية منسوبة لابن الراوندي المعروف الزنديق المشهور، فلا عبرة بهم ولا التفات لقولهم. ابن الجوزي في المنتظم يقول: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي وأبو حيان التوحيدي وأبو العلاء المعري، فإن كانت تنتسب إلى هذا فما فيها إشكال.

طالب: ...............

لا، هو أسلم قبيل الفتح، وأُسر وكساه عبد الله بن أبي قميصه، وكافأه النبي -عليه الصلاة والسلام- لما مات عبد الله بن أبي كفنه في قميصه -عليه الصلاة والسلام-، لا، ظاهر هذا.

طالب: ...............

ما فيه؟

طالب: ...............

ما فيهم؟

طالب: ...............

كذا بهذا الاسم، الراوندية، ما أدري ما هو بعيد، لكل قوم وارث، يعني مذهب سفيان الثوري انقرض قبل الثلاثمائة، مع أنهم يوجد ثوريين الآن، ينتسبون إليه لا إلى الثورة، هؤلاء غير، ينتسبون إلى سفيان، الشيخية طائفة من المبتدعة منقرضة من ألف سنة، والآن انبعثت، اليزيدية عبدة الشيطان منقرضة من قرون، ويوجد الآن، وجدت الآن، لكل قوم وارث، الله المستعان. والدعاوى تجد من يصدقها مهما دلت الأدلة على بطلانها.

طالب: هؤلاء أظنهم يذكرون يا شيخ بالمذكرات أن الراوندية قبوريين..

ولا مانع أن يكون أولئك كذلك. على كل حال يذكر عنهم تفضيل العباس على أبي بكر وعمر، يعني بعض الناس من باب العاطفة لو تسأل واحدًا من عوام المسلمين عن العباس وعمن هو أفضل منهم من الصحابة ما جرؤ أن يقول: فلان أفضل من العباس، من أجل صلته بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن ما فيه شك أن الحق أحق أن يتبع.

فالستة الباقون فالبدرية      

 

فأحد.................

يعني فأهل أُحد، يعني الذين شهدوا أحدًا. فالبيعة المرضية: بيعة الرضوان؛ تحت الشجرة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر، وأهل أُحد خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- بألف، ثم رجع عبد الله بن أُبي بثلاثمائة، بقي سبعمائة، وأهل بيعة الرضوان ألف وأربعمائة، الذي نص في القرآن على أن الله رضي عنهم، فالبيعة المرضية.

قال وفضل السابقين قد ورد  

 

.............................

قال، من القائل؟ ابن الصلاح.

كقال أو أطلقت لفظ الشيخ ما 

 

أريد إلا ابن الصلاح مبهما  

.... وفضل السابقين قد ورد    

 

فقيل..........

يعني فضل السابقين جاء بالنص في القرآن، لكن من هم؟ فقيل: هم، من هم؟

طالب: ...............

نعم أهل البيعة المرضية آخر مذكور، فقيل: هم يعني أهل بيعة الرضوان هؤلاء هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وهذا يلتقي مع قول من يقول: إنهم من أنفق من قبل الفتح وقاتل؛ لأن بيعة الرضوان قبل.

.................

 

فقيل هم وقيل بدري......

يعني من شهد بدرا هم السابقون الأولون، يعني هل نحتاج إلى تعديل السابقين الأولين؟ يعني هم خيار الخيار، ومع ذلك جاء في ترجمة راوٍ منهم من المهاجرين الأولين، قال فيه أبو حاتم: مجهول، من السابقين الأولين مجهول، هذا في الجرح والتعديل سألت، قال أبي: مجهول.

طالب: ... العدالة....

لا هو ما يقصد العدالة قطعًا، لكنه قد يطلق الجهالة بإزاء قلة الرواية، أبو حاتم قد يطلق الجهالة بإزاء قلة الرواية.

......... فالبدرية 

 

فأحد فالبيعة المرضية         

العطف بالفاء؛ لأنه حصل فيها ما حصل من الشدة والمشقة، أُحد حصل فيها ما حصل يعني حصل فيها من الشدة ما لم يحصل في البيعة.

طالب: امتحان رجوع عبد الله بن أُبي...

ابتلاء.

قال وفضل السابقين قد ورد  

 

فقيل هم..........

وعرفنا أنه يعود إلى أهل البيعة المرضية.

......................

 

.......... وقيل بدري وقد  

يعني أهل بدر هم السابقون.

................

 

................. وقد  

قيل بل أهل القبلتين.....

 

..................

يعني من صلى إلى بيت المقدس وصلى إلى الكعبة، يعني أسلم قبل النسخ، فصلى إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة.

قيل بل أهل القبلتين واختلف  

 

......................

واختلف فاعل هذا الفعل من سلف.

قيل بل أهل القبلتين واختلف

 

أيهم أسلم قبل من سلف 

يعني أي الصحابة أسلم أولًا، فقوله: اختلف مَن سلف، يعني اختلف سلف هذه الأمة فيمن في أول الصحابة إسلامًا.

...................... واختلف

 

أيهم أسلم قبل من سلف 

قيل أبو بكر وقيل بل علي    

 

..................

قيل: أبو بكر، وقيل: بل علي، قيل صيغة تمريض، هل القول بأنه أول من أسلم أبو بكر قول ضعيف؟ أو القول بأن أول من أسلم علي قول ضعيف؟ وقيل: زيد، يعني الجزم بالأولية المطلقة لا شك أن فيه ما فيه، الأولية المطلقة، لكن هناك أولية نسبية يحصل عليها الاتفاق، لكن أولية مطلقة فيها نزاع، فلا يمكن أن يقول قائل: إن أبا بكر أسلم قبل خديجة، فنحتاج حينئذٍ إلى تقييد، من الرجال البالغين الأحرار أبو بكر، فالتضعيف بالنسبة للأولية المطلقة، وإن كان جمهور أهل العلم يجزمون بأنه أول من أسلم، لكن مرادهم بذلك من الرجال الأحرار. قيل: أبو بكر وقيل بل علي، وجاء عنه ما يدل على ذلك أنه صلى ولم يكن يصلي إلا النبي -عليه الصلاة والسلام-، بعض الروايات سبعًا، وفي بعضها أنه سبع سنين، لكن هذا مجزوم ببطلانه، وما قيل في قيل أبو بكر يقال في قيل بل علي، وأن التوهين بالنسبة للأولية المطلقة، فإذا قيل: أول من أسلم من الصبيان: علي، عمره سبع أو عشر سنين يصح أن يقال: إنه أول من أسلم من الصبيان، لكن أولية مطلقة ينازع فيها.

........................

 

ومدَّعي إجماعه لم يقبلِ  

مدعي الإجماع على أن عليًّا أول من أسلم هذا الإجماع مردود؛ لوجود المخالف والمخالف بقوة، والإجماع ادعاه الحاكم وأبو عبد الله على أن عليًّا أسلم، والحاكم لا شك أنه تشم منه رائحة التشيع.

.......................

 

ومدعي إجماعه لم يقبل  

وقيل زيد ......

 

.....................

زيد بن حارثة، وما قيل في قيل أبو بكر وقيل بل علي يقال في قيل زيد؛ لأن الأولية المطلقة منازع فيها وبقوة، لكن إذا قيل من الموالي، صح أول من أسلم من الموالي زيد، ومن الأرقاء بلال.

وقيل زيد وادعى وفاقا    

 

بعض ...........

ادعى بعض العلماء الوفاق الاتفاق والإجماع على خديجة.

وقيل زيد وادعى وفاقًا      

 

بعض على خديجة اتفاقًا    

يعني إجماع أن خديجة أول من أسلم وقصة بدء الوحي تؤيد هذا تؤيد هذا القول، قصة بدء الوحي في الصحيحين وغيرهما، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- رجع إلى خديجة وصدقته وآزرته وآمنت به، فلا شك أنها أسلمت قبل غيرها، ومع ذلك إن أريد الأولية المطلقة فهذا القول والاتفاق عليه متجِه، وإن أريد الأولية النسبية فلا شك أنه أحوط وأولى، فيقال: من الرجال كذا، ومن الصبيان كذا، ومن الأحرار، ومن العبيد كذا، من الموالي كذا، من النساء كذا، وقال به جمع من أهل العلم، يعني بالتقييد لا بالإطلاق.

طالب: ...............

لكنه بعد خديجة، خديجة هي التي جاءت به، لكن من يثبته في الصحابة يقول هو أول من أسلم، وقيل بهذا.

طالب: ...............

الثمرة من ماذا؟

طالب: ...............

أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، ونعرف لأهل الفضل فضلهم، وإلا ما يترتب عليه أنك ترجح رواية أبي بكر على رواية عمر؛ لأنه أفضل ما يترتب عليه.

طالب: والحب والتولي.

هو ما فيه شك أن الحب في الله للأشخاص يتفاوت بقدر منازلهم في الإسلام، تحب زيد أكثر مما تحب عمرو؛ لأن منزلته في الإسلام أقوى وقدمه أرسخ من هذه الحيثية، وكما جاء في الحديث: «أمرنا أن ننزل الناس منازلهم» فأبو بكر لا شك أن منزلته فوق منزلة عمر، وإن كان الرافضة -عليهم من الله ما يستحقون- يرون أن أسهل ما في أسفل درك من دركات النار عمر، ثم إبليس، ثم أبو بكر، نسأل الله السلامة والعافية، بأصواتهم وفي كتبهم، ومع ذلك يدعون إلى التقارب وما بيننا وبينهم إلا خمسة بالمائة، أظن ما بيننا وبينهم في الوفاق ولا خمسة بالمائة، إذا اختلفنا معهم في الأصل الذي لا يصح معه شيء، وهو التوحيد والشرك والله المستعان.

طالب: ...............

عيسى، يقولون: عيسى، كيف؟

طالب: ...............

هو مثل ما قلنا بالأمس ذكرناه بالأمس، وهو أن عيسى ذكر في بعض كتب الصحابة، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام-..، وأنه رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- حي، بخلاف غيره من الأنبياء رآهم النبي -عليه الصلاة والسلام- لكنهم أموات، حياتهم حياة برزخية، لكن حياة عيسى حياة حقيقية، وينزل في آخر الزمان، ويحكم بشريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- فهو حي، لكن مثل ما أجيب بالأمس إذا ثبتت النبوة فما عداها وجوده مثل عدمه، الخلاف في آخر من مات من الصحابة فيه شيء من الطول، ولعلنا نؤخره إلى درس من الغد إن شاء الله تعالى إلى آخر الفصل.

 

اللهم صلٍِّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"
هذا يقول: في مسألة الإلزام بالمباح وتقييده من قبل ولي الأمر، يقول: ينص العلماء على أنه ليس لولي الأمر أن يلزم بمباح بنص شرعي، أو ينهى عنه إلا لمصلحة عارضة.

إذا وجدت المصلحة ترجح أحد الطرفين، فلا يكون من قبيل المباح، لو ترجح أحد الطرفين فلا يكون من قبيل المباح حينئذٍ.
يقول: وأما العبادات من سنن ومستحبات فليس له ذلك، فما وجه قول علمائنا في تكرار الحج؟
إذا ترتب على الحج مفسدة أو على العبادة مفسدة سواء كانت مستحبة من السنن، إذا ترتب عليها مفسدة ما صارت مستحبة أصلاً، إذا ترتب عليها مفسدة، والعلماء حينما قالوا: إن ولي الأمر له أن يلزم ويحدد الحج بالسنين التي ذكروها، حسب ما اقتضته المصلحة، صار مرجوحًا ليس بمستحبًّا على هذا، هذه وجهة النظر.
وعلى كل حال لا يشك أحد في أن هذا القرار إنما صدر من أجل المصلحة العامة، هذا لا يشك فيه أحد، لكن من قال: أنا مأمور شرعًا أن أتابع بين الحج والعمرة ووجودي مثلاً لا يضر بأحد، وقد أنفع؛ لأني قد أساهم في توجيه الناس وإرشادهم وكذا، هذا يمكن أن يقال لمثل هذا مصلحة راجحة، أما عموم الناس الذين بسبب كثرتهم وجدت المشقة العظيمة في الحج؛ بحيث أعاقت كثير من ممن لم يؤدِّ هذه الفريضة عن أدائها، فالمصلحة ظاهرة والله المستعان.
طالب: ..................
لا يشددون، معروف أنهم يتغاضون، لكن مع ذلك كونهم لا يشددون لا يعني أن القرار ليس لمصلحة، من باب خشية التأثم لا يشددون؛ لأنه قد يصدر القرار صحيح وقوي في المنع لكن مع ذلك تكون النفس ليس مرتاحة من قبل من سن هذا القرار أنه وجيه من كل وجه، تجد بعض الناس يصدر الأمر ثم يتورع في تطبيقه؛ خشية أن يلحقه شيء من الإثم، ويمنع الناس من إقامة شعيرة أُمروا بإقامتها.