كتاب الإجارة (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيه تنبيه واستفتاء حول هذا الشرح الذي اعتمدناه في كتاب البيوع، وأنه يضعف شيئًا فشيئًا، وكان في أوله قويًّا ومفيدًا ونافعًا وسهلًا وسلسًا، وفيه فوائد وطرائف، لكنه بدأ يضعف، والضعف مشاهد وملاحظ، أحيانًا الحديث ما يتكلم عليه إلا بسطر واحد، فلا يسمن ولا يغني من جوع، والاستمرار معه يعني قد لا يكون مجديًا بعد أن أمضينا مدة طويلة، يعني كم؟ سنتين، سنتين؟ يعني أول درس؟

طالب: ذي القعدة ثلاثة وثلاثين.

القعدة؟

طالب: نعم.

سنتين، سنتين، ومشينا فيه مسافة طويلة، في شرح طويل، ننظر المقدار من فتح الباري قريب مائة وخمسين صفحة، يزيد على مائة وخمسين صفحة من بداية كتاب البيوع إلى الإجارة، وهنا من الحديث ألف وتسعمائة وواحد وعشرين إلى ألفين ومائة وواحد وعشرين، سبحان الله، كم؟ مائتي حديث، يعني مائتي حديث في سنتين، يعني المشي طيب باعتبار أن الشرح مختصر جدًّا لكن الأثر والفائدة أقل من قيمة الوقت المصروف، سنتين، صح أم لا؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

تخالف يعني نستمر معه.

طالب:...

لا، إذًا نعتمد المتن ما نقول شرح الكرماني؟

طالب:...

فالأمر إليكم ما دمتم تكلفتم وتعنيتم هل نستمر في الكرماني أو ننتقل في شرح أحاديث البيوع من فتح الباري، مع أن الوقت يحتاج إلى مزيد، أو الاقتراح الثالث أن يضاف إلى الدرس الأول، فبدل ما يصير أول الكتاب درس واحد يصير درسين، هنا نشرح كتاب الوضوء إلى أن ينتهي وهكذا.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

نعم. بلا شك أفضل، لكنه له ضريبة، يحتاج إلى وقت طويل، يعني هل مائتي حديث ممكن ما شرحنا ثلاثين ولا أربعين حديثًا من فتح الباري، كل شيء له ضريبته ما فيه شيء يصفو، أنا رأيت إعلانًا عن واحد من المشايخ بدء الوحي وكتاب الإيمان وكتاب العلم سيشرحه في أسبوع.

طالب:...

نعم.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

قراءة. هذا ما نعجز عنه بإذن الله بهذه الطريقة نكمل البخاري بسنة إذا كانت المسألة..

طالب:...

والله المسألة نأخذ أكبر قدر ممكن.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

فيه فائدة التي مرّت علينا من الكرماني من نفس الكتاب؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

الكلام موجود سواء شرحنا هذا أو شرحنا هذا ولا ذاك.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

يلغى؟

طالب:...

لا، ما يُلغى، لا، وارد؛ لأن الكتاب كله من المتن ونعلق عليه بقدر المستطاع، وننهيه مثل ما ينهيه المشايخ.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

نعم. لكن بعضهم يقول: إن كتاب البيوع يعني مهم جدًّا، وكوننا نسمع الأحاديث وتعلق عليها أحسن من الإغراق، وأيضًا من يحضرون درس المغرب أكثر من الضعف، فبعضهم يمكن ظروفه ما تسمح لهم بعد العشاء، فلهم حق الاعتراض، أما الذي يحضرون هذا فما عندهم مشكلة.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

عشر سنين.

طالب:...

أي يوم نبدأ؟

طالب:...

جرد، جرد ما هو بعندنا، إلا لو صار عندنا فضل وقت، أنت يمكن أن تسمع بترجمة الطيبي.

طالب:...

تسمع بالطيبي؟

يصلي الفجر ويجلس إلى أذان الظهر للتفسير، ثم يصلي الظهر ويجلس لأذان العصر للبخاري، ومع أذان العصر إلى المغرب نسيت أي الكتب، ومن المغرب إلى العشاء كتاب، ومات وهو ينتظر الصلاة بعد الدرس، من الذي يفعل هذا؟

طالب:...

يوم واحد.

طالب:...

لا، بعض الإخوان يقول: ما ودنا أن نجيء مرتين، يقول: أنا قادم فاجعلوها جميعًا، وهذا الذي دعانا أن نجعل البخاري في يوم درسين، والتفسير في يوم درسين حتى من يقرؤون، والذين يستمعون يستفيدون إن شاء الله.

طالب:...

فيه بركة، كل الدروس الفجر.

طالب:...

نعم، لكن ظروف الإخوان: واحد موظف، وآخر طالب.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ماذا فيه؟

طالب:...

نعم، ما يمضي بهذا الشكل.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

نعم، لكن السبت غالبًا تبع الجمعة، الناس يسافرون، ما الذي دعانا لنقل التفسير من السبت إلى الأربعاء إلا طروء الأسفار على المعلم والمتعلم؟ كلٌّ له ظروفه، فهذا الذي دعانا لنقله إلى الأربعاء.

طالب:...

هذا الذي تريده أنت من أول الكلام وأنت تقول.

طالب:...

نصوت على هذا أم ؟

طالب:...

نعم، لكن أنت تدري أن الضريبة أننا لو بالفتح ما أخذنا إلا عشرين، ثلاثين حديثًا بدل مائتين، كل شيء له ضريبته.

طالب:...

والله ودنا بالكتب الستة كل يوم واحد، ونأخذ لنا ساعتين ثلاثًا ونمشي مشيًا طيبًا، ومتن وتعليق وينتهي بسنتين، ثلاث.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

أقول أمنية، هذه أمنية.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

نعم، أقعد لكن مثل ما قلنا: إنه بدل ما تشرح خمسة أحاديث بالكرماني يمكن نصف حديث.

طالب:...

نحن ما نختلف أن ابن حجر أفضل لا نختلف.

طالب:...

ما عندنا إشكال في هذا، لكن يبقى أن له ضريبة الطول، وبدل ما نقرأ خمسة أحاديث، ستة نقرأ حديثًا واحدًا أو نصف حديث.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ماذا فيه الأحد؟

طالب:...

والله أنا ودي أضيف كل الأوقات، لكن أنا أفكر، والنفس والهوى ويدعمهما الشيطان يقول: كيف درسان كل يوم؟ وسمعت من يقول لي: إنك آثم بالدرسين، إن لنفسك عليك حقًّا. أنا أقول: هذه الدروس مثل النذر، يستخرج بها من البخيل، أنا أعرف أني لو ما درست ما فعلت شيئًا.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

الله المستعان، الله يعين على أنفسنا. الله يفك أسرنا من الشيطان. يظهر ما فيه حل.

 اقرأ.

طالب:...

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: "باب استئجار المشركين عند الضرورة أو إذا لم يوجد أهل الإسلام، وعامل النبي –صلى الله عليه وسلم- يهود خيبر.

 حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها-، واستأجر النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر رجلاً من بني الدَّيل، ثم من بني عبد".

الدِّيل الدِّيل.

"واستأجر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر رجلاً من بني الدِّيل، ثم من بني عبد بن عدي هاديًا خريتًا، الخريت الماهر بالهداية، قد غمس يمين حلَفٍ".

حِلف حلِفٍ.

"قد غمس يمين حِلف في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش، فأمَّناه فدفعا إليه".

أَمِناه.

"فأمِناه فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليالٍ، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليالٍ ثلاث، فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الدَّليلي، فأخذ بهم".

الدِّيلي. الدِّيلي.

"الدِّيلي، فأخذ بهم وهو طريق الساحل".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد،

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: باب استئجار المشركين، باب استئجار المشركين، يعني الاستعانة بالمشرك على أمور الدنيا، والمشرك لما أراد الخروج مع النبي –صلى الله عليه وسلم- للغزو قال: «إنا لا نستعين بمشرك»، أمور الدنيا النبي -عليه الصلاة والسلام- عامل اليهود، واشترى منهم، واستدان منهم، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي -عليه الصلاة والسلام-، التعامل معهم عند الحاجة إذا لم يوجد مسلم يقوم بالعمل فلا مانع، على ألا يكون للمشرك على المسلم سلطان، ما يكون هو المتصرف في المسلمين، {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}[النساء:141]، فلا مانع من الاستعانة عند الضرورة.

طالب:...

نعم؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

نعم، مشرك في هذا الوقت.

طالب:...

إعادة المسألة عند الحاجة؛ لأن صفوان عنده أسلحة، استعارها النبي -عليه الصلاة والسلام-، وصارت عارية مردودة، فما يمكن يقال: أعطنا سلاحك ورجالك.

طالب:...

المقصود أن الضرورات تقدَّر بقدرها، تقدَّر بقدرها، ولذلك لما أفتى العلماء بدخول القوات في حرب الكويت تعلل العلماء بأن هذه ضرورة تقدَّر بقدرها، ولا شك أنها ضرورة؛ لأنه لا قِبَل لدول الخليج بالعراق بعتادها وأسلحته وقوته في ذلك الوقت، فالضرورات تقدَّر بقدرها.

طالب:...

هذا إذا أمكن، هذا إذا أمكن، قد تكون أسلحتهم هم أدرى بتشغيلها وأعرف، المقصود أن مثل تفصيل هذه الأمور البخاري- رحمة الله عليه- قال: باب استئجار المشركين عند الضرورة، أو إذا لم يوجد أهل الإسلام، وعامل النبي –صلى الله عليه وسلم- يهود خيبر، يعني استعملهم على المزارع التي غنمت منهم، إذا لم يوجد أهل الإسلام، لا شك أنه إذا وجد المسلم فهو أحق بالتعامل، وهو أولى بالبرّ، والنفع.

 قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها-، واستأجر النبي –صلى الله عليه وسلم- كذا واستأجر أم بدون واو؟

طالب: لا، واستأجر.

ماذا؟

طالب:...

نعم، دليل على أن الحديث مختصر، ومحذوف منه جملة أو جمل، عطف عليها قوله: واستأجر النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر رجلاً من بني الدِّيل هو عبد الله بن أريقط، ثم من بني عبد بن عدي، هاديًا خريتًا، أيهما الأعم والأخص من بني الدِّيل أو من بني عبد بن عدي؟

طالب:...

نعم، لكن أيهما أعم؟ هل بني الدِّيل من بني عدي، من بني عبد، أو بنو عبد من بني الدِّيل؟ هذا مقتضى ما قرره أهل العلم، أنهم إذا ذكروا في النسبة الأعم فلا مانع أن يأتوا بالأخص زيادة في التوضيح، وإذا استعملوا الأخص فلا داعي للإتيان بالأعم، هكذا قرر أهل العلم، إلا إذا كان الأخص متنازعًا بين أكثر من قبيلة فإنه يذكر للتوضيح.

 هاديًا خريتًا يعني ماهرًا في الدلالة والخبرة والمعرفة، الخريت الماهر، الماهر بالهداية قد غمس يمين حِلفٍ في آل العاص بن وائل يعني صار حليفًا لهم، صار حليفًا لهم، والعادة أنه عند التحالف توجد الأيمان، والأصل في اليمين أنها إذا أكِّدت وصارت غموسًا وأخذ من هذا، أنها تغمس صاحبها، وهم أيضًا يغمسون أيديهم في ماء أو غيره.

المقصود أنه حليف في آل العاص بن وائل، وهو على دين كفار قريش مشرك، فأمناه، الرسول- عليه الصلاة والسلام- وأبو بكر، فدفعا إليه راحلتيهما، ووعدوه غار ثور بعد ثلاث ليالٍ، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليالٍ ثلاث، ولا شك أن بعض المشركين أو بعض اليهود أو بعض النصارى عنده شيء من الأمانة، وهذا أيضًا منتشر ومشتهر عندهم اليوم، ويعيَّر المسلمون بأنهم عندهم خلل في هذا الشأن، والكفار أفضل منهم في هذا الباب، وصار فتنة لبعض ضعاف الدين، أنهم يفضلونهم في المعاملات، هم ما فضلوهم لديانة ولا رجاء ثواب، ولا لمصلحة المسلمين، وإنما فضلوهم قال: لتجاراتهم ودعاية لتجاراتهم.

طالب:...

نعم.

طالب:...

هذا من باب الدعوة والدعاية، الدعوة لديانته والدعاية لعمله، وقد قيل لابن عباس: ما لليهود لا يتحركون في صلاتهم؟ يعني بخلاف المسلمين قال: ماذا يسرق اللص من البيت الخرب؟ ما بقي عنده شيء، يتحرك أو ما يتحرك سيان.

طالب:...

نعم هو ضال، ضال، المسلم الذي في صراع مع نفسه، في معاملاته وغيره، يعني بعضهم تغلبه النفس والهوى والشيطان، ويخالف ما أُمر به.

 وعلى كل حال هذا الحاصل، وليس كلهم على هذا، {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا}[آل عمران:75] بقنطار يؤده إليك، {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا}[آل عمران:75] وقصة اليهودي الذي اقترض مبلغًا كبيرًا من المال، ووعد المقرض بأن يعيده إليه في يوم كذا، وذهب إلى البحر في نفس اليوم ليرجع بالمال إلى المقرض، فما وجد سفينة، ووجد خشبة فنقرها ووضع المال فيها، ورماها في البحر، كل هذا حرص على إنفاذ الوعد والوفاء به، خرج ذاك المقرض، ينتظر المقترض؛ لأنه محدد اليوم، فما وجده ووجد خشبة تطفو على وجع البحر، فأخذها ليوقد عليها النار، فلما نشرها وجد الذهب، ووجد معه ورقة، كتبها ذلك المقترض، صاحب المال انتهى، ثم إن المقترض وجد مركبًا، فركب وجاء بالمال إلى صاحبه فقال: المال الذي بعثته وصل، يعني يوجد من هذه النوعيات، لكنهم نوادر في غير المسلمين، في المسلمين كثرة ولله الحمد؛ لأن الأصل فيهم التدين، يوجد من يخالف من المسلمين، وهذا أمرٌ طبيعي، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليالٍ ثلاث، فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الدَّيلي فأخذ بهم، وهو طريق الساحل، فأخذ بهم إيش؟ أي سلك بهم طريق الساحل.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

لا، فيه سقط عندنا.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

فأخذ أي سلك طريقًا متلبسًا بهم طريق ساحل البحر، وفي بعضها فأخذ بهم وهو طريق الساحل أي أخذ الدليل وعامر بن فهيرة بهم طريق..

 اقرأ الشرح، اقرأ الشرح.

قال الكرماني -رحمه الله-: "(واستأجر) ذكر بالواو إشعارًا بأنه قد تقدم لها كلمات أخر في حكاية هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعطف هذا عليها، و(الدِّيل) بكسر الدال المهملة وسكون التحتانية وباللام، و(عبد) ضد الحُر (ابن عدي) بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية وشدة الياء، و(الخريت) بكسر المعجمة وبالراء الشديدة، اسمه عبد الله بن أريقط الليثي، وهو مصغَّر الأرقط بالراء والقاف والمهملة، والظاهر أنه إدراج من الزهري.

 قوله: (حلف) بكسر الحاء: هو العهد الذي يكون بين القوم، وإنما قال: غمس إما لأن عادتهِم".

عادَتهم.

"إما لأن عادتَهم كانوا يغمسون أيديهم في الماء ونحوه عند التحالف، وإما أنه أراد بالغمس الشدة. قوله: (العاص بن وائل) بالهمز بعد الألف وباللام السهمي، ويقال: العاصي بالياء وبدونه".

الأصل الياء، مع ال الأصل الياء، لكنه من باب الكثرة على اللسان والحاجة إلى التخفيف حذفوا الياء وإلا فالمنقوص إذا اقترن بال تثبت ياؤه.

"(فأمناه) سيق من الثلاثي، قال التيمي: بنو الدِّيل بطن من بني بكر وعبد بن عدي أيضًا بطن منهم، والخِرِّيت فَعيل من الخرت".

فِعِّيل.

"فِعِّيل من الخرت، وهو الثقب بالإبرة، ويقال: أمنت فلانًا فهو آمن وذلك مأمون، قوله: ثور بلفظ الحيوان المشهور، وعامر بن فهيرة بضم الفاء وفتح الهاء وسكون التحتانية الأودي كان أسود اللوم مملوكًا للطفيل بن عبد الله فاشتراه أبو بكر الصديق منه فأعتقه فكان إسلامه قبل دخول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، وكان حسن الإسلام وهاجر معهما إلى المدينة، فكان ثالثَهما قبل يوم بئر معونة بفتح الميم والنون، قوله".

قِبَل.

طالب: نعم يا شيخ.

تقول: قَبل بئر معونة. قَبل يوم؟

طالب: مات يعني؟

طيب فأخذ.

"قوله: (فأخذ) أي سلك ملتبسًا بهم طريق ساحل البحر، وفي بعضها فأخذ بهم وهو طريق الساحل، أي أخذ الدليل، وعامر بهم طريقه، وهو على هذا الإيذان يقال: أقل الجمع اثنان".

فأخذ أم فأخذا؟

طالب: فأخذ.

مقتضى كلام الشارح فأخذا بهم طريق الساحل أي أخذ الدليل وعامر، على طريقه وعلى هذا الإيذان ما الإيذان؟

طالب:...

نعم على هذا الاستعمال يقال: أقل الجمع اثنان، ابن أريقط وعامر بن فهيرة.

"بابٌ: إذا استأجر أجيرًا ليعمل له بعد ثلاثة أيام أو بعد شهر أو بعد سنة جاز وهما على شرطهما الذي اشترطاه إذا جاء الأجل.

حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: واستأجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر رجلاً من بني الدِّيل هاديًا خريتًا، وهو على دين كفار قريش فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث".

المطابقة للترجمة ظاهرة، باب إذا استأجر أجيرًا؛ ليعمل له بعد ثلاثة أيام، واعداه بعد ثلاث ليالٍ، سواء قلنا: الليالي بأيامها والأيام بلياليها، أو بعد شهر، يعني على حسب ما يتفقان عليه، يعني إذا جاز في ثلاث جاز فيما عداها من الأرقام، بحسب الاتفاق المبرم أو بعد سنة، يعني ما يختلف، طالت المدة أو قصرت، وهما على شرطهما الذي اشترطاها إذا جاء الأجل، يعني إذا حل الأجل، فلا بد من الوفاء بين الطرفين، كل واحد يفي للسنة، والحديث هو الحديث السابق نعم.

طالب:...

يعني كافر يستأجر مسلمًا. كافر يستأجر مسلمًا.

طالب:...

والله إذا لم تك ثم ضرورة فما المانع؟ لكن واحد يسأل يقول: ذهبت إلى بلاد الكفار محرمًا مع زوجتي، هي مبتعثة، وأنا ما ابتعثت، فبحثت عن عمل ما وجدت إلا خادم كنيسة، هنا يكمن الخطر والإشكال، -نسأل الله العافية-، أصل الاختلاط بالكفار ضرره عظيم، -نسأل الله العافية- نعم.

"باب الأجير في الغزو:

حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا إسماعيل بن علية قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن صفوان بن يعلى عن يعلى بن أمية -رضي الله عنه- قال: غزوت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- جيش العسرة، فكان من أوثق أعمالي في نفسي فكان لي أجير فقاتل إنسانًا، فعض أحدهما إصبع صاحبه، فانتزع إصبعه فأندر ثنيته فسقطت، فانطلق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأهدر ثنيته، وقال: «أفيدع إصبعه في فيك تقضمها» قال: أحسبه قال: «كما يقضم الفحل»؟

 قال ابن جريج: وحدثني عبد الله بن أبي مليكة عن جده بمثل هذه الصفة أن رجلاً عض يد رجل، فأندر ثنيته فأهدرها أبو بكر -رضي الله عنه-".

يقول -رحمه الله تعالى-: باب الأجير في الغزو؛ لأن الحادثة والواقعة في جيش العسرة في غزوة تبوك، قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي، "قال: حدثنا إسماعيل بن علية قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن صفوان بن يعلى عن يعلى بن أمية -رضي الله عنه- قال: غزوت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- جيش العسرة" الذي هو في غزوة تبوك، والعسرة جاءت من شدة الوقت وقلة ذات اليد، "فكان من أوثق أعمالي في نفسي" يعني غزوه مع النبي– صلى الله عليه وسلم- في ذلك الوقت من أوثق أعماله؛ لأنها عسرة وشدة، فأجرها أعظم مما إذا تيسرت الأمور وتسهلت، "فكان لي أجير فقاتل إنسانًا" يعني تضارب معه، وحصل شجار بينهما، "فعض أحدهما إصبع صاحبه" عضه، العاض أمسك الأصبع بأسنانه، والمعضوض هذا أخرج يده ماذا يريد بعد؟

طالب:...

انتزع يده من فمه، فسقطت ثنيته، فسقطت ثنيته، نقول: السن بالسن؟ لماذا؟ النص، هذا حديث، "فانتزع أصبعه فأندر ثنيته" يعني أسقطها وأخرجها من فمه فسقطت، "فانطلق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-" يشتكي هذا أسقط ثنيتي، "فأهدر ثنيته، وقال: «أفيدع إصبعه في فيك تقضمها» قال: أحسبه قال: «كما يقضم الفحل»" الجمل؟ "قال ابن جريج: وحدثني عبد الله بن أبي مليكة عن جده بمثل هذه الصفة أن رجلاً عض يد رجل، فأندر ثنيته، فأهدرها أبو بكر -رضي الله عنه-". يعني قصة ثانية حصلت في عهد أبي بكر، يقيس عليها أهل العلم لو أن إنسانًا أمسك آخر في موضع مؤلم جدًّا وعصره، فدفعه فسقط فمات، أو ضربه في مقتل فمات، ماذا يريد؟ يريده أن يسكت؟ لو حصل له ضرر وجه من وجوه الضرر فمثل هذا هدر إلا إذا كان الإمساك لا يحتمل مثل هذا الدفع، يكون سهلًا.

اقرأ.

قال الكرماني -رحمه الله-: "(باب الأجير في الغزو) قوله: (يعلي) بفتح التحتانية وسكون المهملة وفتح اللام وبالقصر، (أمية) بضم الهمزة وفتح الميم الخفيفة وشدة التحتانية، يقال له: ابن منية بضم الميم وسكون النون والتحتانية اسم أمه، والأول اسم أبيه تقدّم في العمرة. قوله: (جيش العسرة) أي غزوة تبوك (والإصبع) فيه لغات تسعة، والعاشر الأصبوع، (وأندر) أي أسقط منه".

التسع تستخرج من ضرب ثلاثة في ثلاثة، من ضرب ثلاثة في ثلاثة؛ لأنها بتثليث الهمزة وبتثليث الباء، بتثليث الهمزة وبتثليث الباء، فإذا ضربنا ثلاثة في ثلاثة فالناتج تسعة، والعاشر خارج عن هذا المقياس، أصبوع.

"(وأهدر) أي لم تثبت له دية، أي إذا عض الرجل يد غيره فنزع المعضوض يده، فسقط أسنان العاض لا ضمان عليه.

قوله: «تقضمها» بفتح الضاد المعجمة".

فيه شخص جاء لجدته بخبزة وهذه الخبزة فيها قوة، يعني فيها يعني من أمس أو شيء من هذا، ما هي بعادية مستمرة.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

متينة، وفيها قوة يعني بحيث إن هذه العجوز غرزت أسنانها في هذه الخبزة، فلما رفعت فكها بقيت الأسنان في الخبزة، عجوز منتهية، فحصل فزع بين أولادها وبناتها؛ لأنهم كلهم حضور، فهل على هذا الولد شيء؟

طالب:...

لأنه محسن، وما على المحسنين من سبيل، ولم يغش، جاء لها بشيء من شأنه أن يحصل منه كذا ولم يخبرها بهذه الواقعة، لأن الولد محسن وما على المحسنين من سبيل.

طالب:...

لهم غذاء خاص، لكن أحيانًا.

طالب:...

لكن أحيانًا يستهويه الشيء حتى غير كبار السن، غير كبار السن أحيانًا تجيء له بشيء يضره، مثلًا في الثلاثين والأربعين مريض بمرض معين، وهذا الطعام يضره، ولا يملك نفسه أن يأكل، أنت محسن.

"والقضم: الأكل بأطراف الأسنان يقال: قضمت الدابة شعيرها بالكسر تقضمه".

قضِمت. نعم.

"قضِمت الدابة شعيرها بالكسر تقضمه، «والفحل» الذكر من الإبل ونحوه، قوله: (عبد الله) أي ابن عبيد الله بن أبي مليكة مصغر الملكة، وهو المراد بجدّه، واسمه زهير بن عبد الله بن جدعان بضم الجيم وسكون المهملة الأولى".

طالب:...

ضاد نعم.

طالب:...

تقضَم. تقضَم مثل فهِم يفهَم.

طالب:...

نعم، مثل؛ لأنه قال: بالكسر تقضمه مثل فهِم يفهم.

طالب:...

كيف؟

طالب:...

الأجير في الغزو يبين أن فيه أجيرًا في الغزو معهم، وبحضوره -عليه الصلاة والسلام-، وإقراره، قف على هذا.