كتاب الإيمان (15)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا كلام مكرر كثيرًا، وطرحناه مرارًا، وهو مسألة التسديد والمقاربة بين الفائدة والمرور على أكبر قدر من الأحاديث، يعني الفائدة إنما تكون مع التطويل في الشرح، هذا أمر مفروغ منه، فالاختصار في الشرح لن يكون معه فائدة مثل ما يكون مع التفصيل والتوضيح والرجوع إلى المصادر والتوفيق بين أقوال أهل العلم وتوضيح كلام أهل العلم، هذا فيه فائدة كبيرة، لكن لا شك أنه على حساب أخذ أكبر قدر ممكن من الكتاب. واستفتينا الإخوان مرارًا هل نمشي على ما كنا عليه ولو ما مشينا في الكتاب، أو نُمر الكتاب إمرارًا كما يفعل بعض الشيوخ وينهون الكتب، ومثل ما فعلنا بالموطأ، الموطأ أربع سنوات وشهرين وعشرة أيام أنهيناه. فهل تريدون أن يكون شرح البخاري مثل شرح الموطأ أو حتى مثل شرح البخاري في المرة السابقة؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

واللهِ هذا مطلب على كل حال، يعني التفصيل هذا ما لكم به ...

طالب: لا .......

ما يجيء، ما يجيء، ما فيه إلا هذا أو هذا، ما فيه إلا هذا أو هذا؛ لأن هذا الأخ- جزاه الله خيرًا- يثني على الدرس ويقول: إنا استفدنا، ويقول: مفيدة، ويعطي الطالب ملكة وسعة إدراك، ولكن نحن نريد أن نمر معكم على هذه الأحاديث العظيمة، فلو قسم البخاري على عشرين سنة أو أقل لكان الأمر جيدًا، ولكن هذه الطريقة التي نسير عليها لن ننتهي من الكتاب، ولن نمر على أحاديث البخاري، والعلم كثير، والعمر قصير، ومع هذا كله فطريقتكم التي تسيرون عليها مفيدة، ونستمر بإذن الله بملازمة الدروس؛ لأنا وجدنا فيها خيرًا كثيرًا. يقول: أرجو لو تستشيرون كبار الطلاب بهذا؟

استشرنا مرارًا وما طلعنا بنتيجة، أنا بإمكاني أن أقول: اقرأ يا عبد الله، وأعلق على بعض الألفاظ، وإذا كان هناك إشكال في معنى أو شيء أوردناه، إذا كان هناك حكم مستنبط ذكرناه على وجه مختصر ومشينا. الذين يذكرون شرحنا للبخاري المرة الأولى بهذه الطريقة، يعني يأخذ اليوم الواحد أحاديث ثلاثة أو أربعة أحيانًا، أحيانًا حديث أو حديثين على حسب ما فيه من مطالب. وإن كان يريد مثل ما يفعل بعض شيوخنا، وأنا حضرت من يقرأ عليه خمسة أحاديث يعلق عليها بخمس دقائق، وصلى الله على نبينا محمد. هذا ما أدري واللهِ إذا كان هذا يعجب بعض الإخوان فنحن ما عندنا مانع، الاختصار ما يعجز عنه أحد.

طالب: .......

ما تنضبط، ما ينضبط التوسط، ما ينضبط.

طالب: .......

نعم، سبعة أحاديث، لكن سبعة أحاديث الحديث الأول، سبعة عن كم؟ يعني كل حديث اضربه في أطرافه، يعني مررنا عليه في جميع مواضع من الكتاب. المسألة يعني...

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

اقتراحات.

طالب: .......

لا، لكن كلامه طيب، جزاه الله خيرًا، ويبدو أنه مستفيد هو على ما ذكر.

طالب: نعم، كلنا مستفيدون، لكن يبدو أنه تناقض بآخر كلامه.

لا لا، هذا مطلب كثير من الإخوان، بعض الناس يهمه أن ينتهي الكتاب، أنا إذا بدأت في قراءة كتاب يهمني أن أنتهي منه، ولذلك عمر بعض المسائل ما حررتها ولا دققت ولا التفت.

طالب: ولا تذكر المسائل.

ماذا؟

طالب: ....... مستفيدون نحن يا شيخ ولقينا خيرًا، الحمد لله....... الحمد لله.......

الآن الحافظ ابن حجر حينما ألَّف الكتاب بخمس وعشرين سنة، خمس وعشرين سنة يشتغل عليه ليل نهار، ترى العلم ما ينتهي يا إخوان، ولو أعاد فيه النظر لزاد عليه، وكانت نيته أن يشرح كتاب البخاري بشرح كبير، سماه الشرح الكبير، أنجز منه شيئًا يسيرًا، ثم عدل عنه إلى هذا الشرح المتوسط، هذا ما هو بشرح كبير، شرح متوسط. أنتم توازنون بين الشروح الموجودة الآن، مثل شرح الزركشي مثلاً، يعلق على الكتاب بكلمتين ثلاث وينتهي الإشكال. الكرماني أطول منه، يعلق بصفحة، صفحتين، وماشٍ. بعض الشروح تعلق بعشرين، ثلاثين صفحة، لكن أيها الذي فيه الفائدة؟

طالب: أكيد يا شيخ.

لا شك أن الفائدة مع التطويل والتفصيل.

طالب: يا شيخ.......

نصف السنة، نصف ستة أشهر، ستة أشهر فيها كل شهر فيه ثمانية.

طالب: .......

نعم، فيه ثمان وأربعون درسًا.

طالب: .......

ما نقدر، المسألة مضبوطة بطلاب، مربوطة بطلاب يعطلون ويختبرون ويروحون ويجيئون.

طالب: لا، أقصد مسألة الدروس.......

نعم.

طالب: الشرح.......

طالب: .......

نعم، نحن اختصرنا في كتاب الإيمان اختصرنا كثيرًا عن بدء الوحي.

طالب: نعم، يا شيخ، أزود من هذا يا شيخ.......

ماذا؟

طالب: .......

تجريد، التجريد الآن هذه السنة الحادية عشرة، شرحنا منه قريبًا من مائة وستين أو مائة وسبعين حديثًا.

طالب: .......

لا لا، شرحنا بالبخاري أكثر كثيرًا، أوسع كثيرًا.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: الطريقة الأخيرة.......

أنا ما أدري، الحقيقة.

طالب: .......

هذه فيها نوع تردد، وهذا من زمان وهو بين أمرين، وكل شيء على حساب الثاني، كل طريقة على حساب الطريقة الأخرى: التطويل له فائدته، والمشي السريع له فائدة؛ لأنه حتى بعد أيضًا أحاديث في غاية الأهمية وأبواب مهمة جدًّا من أبواب الدين يمكن ما نمر عليها بسبب التطويل.

طالب: .......

هذا الكلام مكرور مرارًا ومله الإخوان؛ لأنه ما وراه نتيجة.

طالب: .......

لا، ذاك تعجيل، {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16].

طالب: ....... {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17].

نعم.

طالب: .......

يعني تؤيدهم أنت؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

عندك منهم شيء؟

طالب: .......

تراودني فكرة وهي اختصار فتح الباري، إذا رأيتم أنه في كل درس أقوم باختصار حديث من أحاديثه، ونتناقش في هذا المختصر؟

طالب: جيد يا شيخ.

ماذا؟

طالب: مع مراجعة بعض الشروح مثل الكرماني والنووي.

يعني في الدرس إن احتجنا إلى إيضاح شيء وإلا نمشي.

طالب: فقط الفوائد يا شيخ.

ماذا؟

طالب: الفوائد.......

طالب: .......

نختصر بعد، ما هو بالفتح كله، مختصر فتح الباري.

طالب: فقط.

فقط، نعلق عليه من فتح الباري باختصار، وهذه فكرة مطلوبة أيضًا من كثير الإخوان ودهم أن يستفيدوا من الفتح، لكن فيه طول عليهم.

طالب: جيد هذا.

طالب: طيب يا شيخ فيه...

ماذا؟

طالب: .......

أنت نفسك...

طالب: .......

فيها فائدة أم لا؟ أو ثلاثة، ما هي بـ...

طالب: بلى فيها فائدة.......

طالب: يا شيخ.

طالب: نسدد ونقارب يا شيخ.

نعم.

طالب: بعض أهل العلم...

واللهِ يا إخوان إني سمعت لواحد من الكبار من شيوخنا، لكن الناس يجيئون إليه من أجل علمه هو الذي ينطق به لا ما ينقل عن العلماء، يبغون اختيارات الشيخ، يُقرأ عليه الكتاب خمسة أحاديث يعلق عليها بخمس دقائق ما تزيد، وعلم مختصر ومبارك وعلم الشيخ، لا يقول: قال فلان ولا علان. لكن ما بعد وصلنا إلى مرتبة أن الناس يأتون يبحثون عن علمنا، يقولون: ماذا ننقل عن أهل العلم؟ ماذا نستخرج من الكنوز في هذه الكتب؟ هذا الذي يبغيه الطلاب.

طالب: فيك الخير والبركة، لكن يا شيخ...

هذا الذي يبغيه الطلاب.

طالب: فيه جمع بين الطريقتين، أنك تختصر فتح الباري وتستنبط أنت الفوائد والدرر التي قد تعزب عن ذهن ابن حجر أو ابن رجب أو النووي وتطرحها علينا، وهذه يا شيخ مطروقة، بعض أهل العلم المعاصرين يعتني ويستنبط من الآيات أو من الأحاديث مسائل، ويتكلم على المسائل.

هذا يريد شرحًا متوسطًا كشرح القسطلاني، هو معروف القسطلاني مختصر من فتح الباري وعمدة القاري، مختصر من الكتابين، وجمع أطراف الكتابين وفوائد الكتابين باختصار.

طالب: أحسن الله إليك.

نعم.

طالب: .......

فقط ما نتعداه؟ وإذا تعقَّبه العيني؟ وإذا تعقَّبه الكرماني؟ وإذا لم... مشكلة، نفس الشيء. فيه كلام راجح وكلام مرجوح، فيه تعقبات، فيه ردود. ما يمكن أن تمشي بدون وقفة هذه.

طالب: .......

ما تجيء باختصار، ما تجيء؛ لأنه لازم توضح وجهة نظر ابن حجر ووجهة نظر المعارض وإلا ما فهمنا التعقب.

طالب: نمشي على طريقة ابن حجر.

طالب: الزُّبدة يا شيخ.

طالب: وأحاديث البخاري.

طالب: أنت أعطنا الزُّبدة يا شيخ.

ما فيه زُبدة إلا بتعب يا أخي، ما تجيء كذا.

طالب: ....... أحاديث البخاري كثير منها في الموطأ.......

أنا ما أدري عن الإخوان إذا سمعوا شرح الترمذي.

طالب: فيه اختصار يا شيخ.

مختصر جدًّا، لكنه جامع لأطراف فوائد علوم الحديث كلها.

طالب: نعم، يا شيخ، لو أنك جمعت من هذه وهذه، اختصرت الفتح واستنبطت الفوائد.......

يقول: ثم هناك اختصار للفتح للشيخ فيصل بن مبارك فليعاد تصويره.

هات، ما وُجد منه لعله ملزمة أو ملزمتان، وهو ثمانية مجلدات، هو يحسبه مطبوع الظاهر.

طالب: ...........

لا لا ما وُجد أصلاً، اسمه لذة القاري مختصر فتح الباري، ثمانية مجلدات للشيخ فيصل بن مبارك، وكل يتمنى الحصول عليه، لكن ما هو موجود.

طالب: .......

نعم، المرتع المشبع.

طالب: نعم .......

ماذا؟

طالب: .......

نعم، ذكرنا مؤلفاته مرارًا.

يقول: بلغنا أن لكم حاشية على الصحيح، ألا تكون صالحة للدرس؟

حاشية على فتح الباري ليست على الصحيح، فتح الباري قرأناه وعلقنا عليه، لكن كانت في أيام الشباب، كثير منها يحتاج إلى إعادة نظر، قبل ثلاثين سنة، سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

طالب: ثلاثمائة.

ألف وأربعمائة، سنة ألف وثلاثمائة وتسعة وتسعين وألف وأربعمائة، بسنتين قرأت الفتح وعلقت عليه، لكن الآن لو أعيد النظر فيه كان كله أو جله يحتاج إلى إعادة نظر.

طالب: .......

لا، الإملاء مع التسجيل ما له قيمة الآن، الآن كل شيء محفوظ بهذا التسجيل. وماذا ترون المناسب؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

نعم، على طريقتنا بالنسبة لبعض الإخوان مقلقة، وقد نفر كثير من الطلاب الذين كانوا يحضرون من أجل هذا من أجل الطول؛ لأن كثيرًا من طلاب العلم يهمهم أن ينتهي الكتاب، ولا شك أن هذا مطلب باعتبار أن فيه أبوابًا مهمة من أبواب الدين لا بد أن يُمر عليها.

طالب: .......

واللهِ الأمر لا شك أنه محير، والذي ينظر إلى الفائدة يقول: طول، والذي همه إنهاء الكتاب، وأعرف أنه هدف صحيح، ما هو بهدف غير صحيح، لا، هدف صحيح أن ينتهي الكتاب، لكن المسألة ترجيح.

طالب: .......

قلنا هذا في بداية الأمر، أنا ذكرت هذا.

طالب: .......

استمع لكلام الطلاب لكن ما هو بكلهم.

طالب: .......

نعم، لكن لو حتى ثلاثين ألف ورقة، ماذا يصير؟

طالب: الله أعلم يا شيخ.......

بحار العلوم تريد أن ترى.

طالب: لكن الله أعلم.......

لو ما عندها، لو نصف القرون.

طالب: .......

طالب: أحسن الله إليك يا شيخ.......

نعم، يعني يقول: لو كان الكتاب من المتون وطولنا في شرحه مقبول، لكن الكتاب الطويل والكبير متى ينتهي؟ والمثال على ذلك شرح العمدة لابن الملقن وشرح البخاري له، يعني أربعمائة حديث في أحد عشر مجلدًا، وسبعة آلاف وخمسمائة حديث في ثلاثة أضعافها، يعني البخاري عشرون ضعف العمدة فضلاً عن كونه فيه أسانيد، وفيه تراجم وفيه مطالب، يعني يمكن ما هو بعشرين، لعله خمسون ضعفًا من العمدة، وشرح البخاري ثلاثة أضعاف شرح العمدة. فالمتن الصغير لو نطول فيه ما عندنا مشكلة؛ لأنه ينتهي، أما الكتب الكبيرة شرحها، مثل ما، لو أننا فعلنا بالقرطبي مثل البخاري متى ينتهي؟ هاه؟ لو فعلنا بالقرطبي مثل البخاري، مع أنه مجرد تعليق، والآن واحد وعشرون سنة.

طالب: .......

ماذا به؟

طالب: .......

الآن؟

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

تعليق فقط؟

طالب: نعم.

سهل سهل، راجع التواريخ التي كُتبت على الحلل البازية تعليقات الشيخ ابن باز على البخاري، انظر التواريخ بين الأول والأخير، الأول والثاني والثالث والرابع متقاربة جدًّا. السبب أنها تعليقات خفيفة من الشيخ ومفيدة ونافعة وعلم عليه نور مصدره الكتاب والسنة لا غير، أما نحن مصادرنا متعددة.

طالب: .......

نعم؟

طالب: .......

نعم، حتى لا ينبغي أننا نختصر يمكن ما نقدر، لكن ...

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

نعم، الذي يطلع ... زين، يقول: الذي يكون في البال والاتجاه إلى الاختصار، ومع ذلك يصير فيه طول، لكن إذا كان المقرر التطويل فماذا يصير بعد؟ تطويل على تطويل! على كل حال.

طالب: تميل إلى أي رأي يا شيخ؟

واللهِ ما تريد، أنا واللهِ جالس من أجلكم.

طالب: الله يجزيك خيرًا.

لا سيما إنه بعد الدوام حصل لي تعب شديد، وما كنت أنقل كتبًا قبل الدوام، لكن الشكوى إلى الله، نسدد ونقارب وعسى أن يعين.

طالب: جزاك الله خيرًا يا شيخ.

طالب: زين اختصار الفتح واستنباطك يا شيخ ينفع إن شاء الله.

تبغون أن نختصر لكم الفتح ونقرأه عليكم، ونبحث ما يُذكر فيه؟

طالب: ماشٍ، استنباط يا شيخ.

وإن مر شيء أثناء الكلام على الفتح..

ماذا يا أبا عبد الله؟

طالب: .......

ماذا قال الإخوان؟

طالب: .......

نختصر الفتح ونقرأه ونعلق عليه بما تيسر.

طالب: استنباطاتك يا شيخ.

طالب: .......

ماذا فيه؟

طالب: .......

نعم، ما يكون الأخير إن شاء الله، يعني بدلاً من أن يكون الحديث بعشرة دروس أو أكثر، لأن بعض الأحاديث أكثر.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

حديث الأعمال بالنيات كان، يمكن بعشرين درسًا، الله يريد بنا خير.

نعم.

طالب: أحسن الله إليك.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.

قال الإمام البخاري -رَحِمَهُ اللهُ تعالى-: "بَابٌ: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ. حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفْرِ".

مسكنة عندك؟

طالب: ما هي يا شيخ؟

هاه؟

طالب: أين المسكن؟

"السَّفْر".

طالب: أنا وقفت عليها.

ماذا؟

طالب: أنا وقفت عليها.

لا، ما هي بالمسألة، الفاء ماذا عليها؟

طالب: مفتوحة.

خلاص.

طالب: نعم.

يُضبط مثل هذا عند أهل العلم: "السَّفَر" بلفظ ضد الحَضَر، ما يقولون: بفتح السين وبفتح الفاء وكذا، خلاص. بلفظ ضد الحَضَر. حَرَام بن عثمان بلفظ ضد الحَلَال. الحَكَم بن عُتَيْبة بتصغير عَتَبة الدار. ما يحتاج أن يقول لك: بفتح العين وضم الكذا، خلاص ما أنت إن شاء الله بناسيها إذا قال لك كذا.

طالب: أحسن الله إليك. "حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ".

الكرماني يقول مثل هذا الكلام عادة.

طالب: أحسن الله إليك. "حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».

 قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

 فيقول الشارح -رَحِمَهُ اللهُ تعالى- الحافظ ابن حجر: ("بابٌ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده")، يقول: (قوله: "باب" سقط من رواية الأصيلي، وكذا أكثر الأبواب، وهو منون، ويجوز فيه الإضافة إلى جملة الحديث). يعني "بابٌ" مضاف، والحديث بجملته «المسلم»: مبتدأ، و«من سلم» خبره... إلى آخره، في محل جر مضاف إليه، الباب مضاف، والحديث بجملته يكون مضافًا إليه.

قال: (وهو منون) "بابٌ: المسلم"، يجوز فيه الإضافة، تضيف "باب"، والأصل أن "باب" خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذا باب، "المسلم" (ويجوز فيه الإضافة إلى جملة الحديث، لكن لم تأت به الرواية).

 أي رواية؟

طالب: .......

(يجوز فيه الإضافة) هو منون (هذا الذي اتفقت عليه روايات الصحيح)، (يجوز فيه الإضافة) من حيث العربية تجوز، لكن لم ترد به رواية، لم تأتِ به رواية يعني من روايات الصحيح، لا يقال: إنه من روايات الحديث، لا، من روايات الصحيح.

يقول: ("باب: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده").

 يقول الكرماني: (يجوز في "باب" التنوين، والإضافة إلى جملة الحديث، الوقف على السكون)، تقول: "بابْ"، يعني على سبيل التعداد، يعني كما تقدم مرارًا.

(والوقف على السكون، والحديث مذكور على سبيل التعليق) "بابٌ: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" هذا معلق، لكنه موصول في الباب نفسه. معلوم أن الحديث عن معلقات الصحيح تكرر كلامه فيها، وأنها منها ما هو موصول في الصحيح، وهذا لا كلام فيه، ومنها ما لم يوصل في الصحيح، وهذا محل الكلام لأهل العلم، وعدة الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري ألف وثلاثمائة وأربعون حديثًا أو واحد وأربعون على كلام ابن حجر كلها موصولة في الصحيح إلا مائة وستين، فالكلام لأهل العلم في معلقات الصحيح في المائة والستين هي التي لم توصل في موضع آخر، وكثير منها موصول عند غيره، بل كلها موصولة، لكن منها ما هو موصول بسند على شرطه على شرط البخاري، ومنها ما هو موصول على شرط غيره كمسلم، ومنها ما هو موصول بسند صحيح لا على شرط الشيخين، وأما البقية فمعروف أنها موصولة، لكن منها ما هو صحيح، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف خفيف الضعف، وهو قليل جدًّا.

 وأما ما ضعفه شديد فإن البخاري ينبه على هذا الضعف، ويذكر عن أبي هريرة: «لا يتطوع الإمام في مكانه» ولم يصح، إذا كان الضعف شديدًا بيَّن البخاري أنه لا يصح.

(قوله «المسلم»، استعمل لفظ الحديث ترجمةً من غير تصرف فيه)، (من غير تصرف فيه) وهذا أسلوب يتخذه الإمام البخاري -رَحِمَهُ اللهُ تعالى-، لكنه قد يأتي يترجم بلفظ لم يخرجه في صحيحه، وقد يترجم بلفظ زائد على ما خرجه وهو موجود عند غيره، وهنا استعمل لفظ الحديث ترجمة من غير تصرف.

(قوله "أبي إياس") آدم بن أبي إياس (اسمه ناهية) أبو إياس اسمه ناهية (بالنون وبين الهاءين ياء أخيرة، وقيل: اسمه عبد الرحمن.

 قوله "أبي السَّفَر")، عن عبد الله بن أبي السَّفَر (اسمه سعيد بن يحمد كما تقدم، وإسماعيل مجرور بالفتحة عطفًا عليه)، وإسماعيلَ، عن عبدِ الله بن أبي السَّفَر وإسماعيلَ، معطوف عليه؛ لأنه ممنوع من الصرف فجُر بالفتحة، (والتقدير: كلاهما عن الشعبي، وعبد الله بن عمرو هو ابن العاص صحابي ابن صحابي.

قوله «المسلم»)، هذه تراجم الرواة عند الحافظ، عند ابن حجر. لكن ننظر إلى التراجم عند الكرماني تجدون الفرق الكبير، وذكرنا في مناسبات كثيرة أن الحافظ ابن حجر يهمه في ترجمة الراوي توثقيه أو تضعيفه، يعني ما ينبني عليه ثبوت الحديث، هذا الذي يهم الحافظ.

بينما النووي يلتفت إلى أمر آخر: وهو ما يُذكر عن الراوي من تعبد؛ لأن النووي مشهور بالزهد والعبادة، فهو يعتني بما يُذكر عن الرواة في هذا الباب أكثر مما يتعلق بتصحيح أو تضعيف. الكرماني يهتم بطرائف تُذكر عن هذا الراوي.  

يقول: ("آدم بن أبي إياس" بكسر الهمزة وبالياء المثناة من تحت والسين المهملة، هو أبو الحسن آدم بن عبد الرحمن بن محمد، أصله من خراسان، نشأ ببغداد وبها طلب الحديث ثم رحل إلى الكوفة والبصرة والحجاز والشام ومصر واستوطن عسقلان الشام. قال أبو حاتم: هو ثقة مأمون متعبِّد من خيار عباد الله، وكان وراقًا تُوفي بعسقلان سنة عشرين ومائتين.

قوله: "شُعبة" بضم الشين غير منصرف، هو إمام من أئمة العلم الأعلام، أبو بسطام بن الحجاج بن الورد)، بعض من كتب في الرسائل العلمية ترجم شعبة يقول: أبو سَطَّام! نعم، قال: أبو سَطَّام.

(أبو بسطام بن الحجاج بن الورد الأزدي مولاهم الواسطي، ثم انتقل إلى البصرة، والعلماء مجمعون على جلالته وإتقانه وعرفانه وورعه. قال الشافعي: لولا شعبة ما عُرف الحديث بالعراق، وقال أحمد: كان شعبة أمة وحدة في هذا الشأن، وقال سفيان الثوري: شعبة أمير المؤمنين في الحديث، وقيل: جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم من كثرة عبادة الله تعالى، وكان ألثغ، توفي بالبصرة سنة ستين ومائة.

قوله: "عبد الله ابن أبي السَّفَر" بفتح السين والفاء سعيد بن محمد الهمداني الكوفي.

قال النووي: "يُحْمَد" بضم الياء وفتح الميم، والحافظ: بضم الياء وكسر الميم)، (الحافظ) من هو الحافظ؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

الكرماني ينقل عن النووي (قال النووي: "يُحمَد" بضم الياء وفتح الميم، والحافظ: بضم الياء وكسر الميم).

طالب: .......

يُحمِد. ضبط النووي: يُحمَد، وضبط الحافظ بكسر الميم: يُحمِد. من الحافظ هذا؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: ابن عساكر.

مضبوط، صح. ابن عساكر ينقل عنه النووي كثيرًا بلفظ الحافظ.

(وكسر الميم، توفي في زمان مروان بن محمد الذي به ختام الدولة الأموية، استُخلف سنة سبع وعشرين ومائة.

قوله: "إسماعيل" هو ابن أبي خالد، أبو عبد الله البَجَلي بفتح الجيم الأحمسي الكوفي)، الغريب أن النووي في العيني في مواضع كثيرة قال: البَجَلي بفتح الميم وكسره، وهذا الصواب، وفي موضعين أو ثلاثة قال: البُجَلي وهذا خطأ ما قال به غيره.

(البَجَلي بفتح الجيم الأحمسي الكوفي، سمع جماعة من الصحابة والتابعين، وكان عالمًا متقنًا صالحًا. قال مروان بن معاوية: كان إسماعيل يسمى بالميزان، توفي بالكوفة سنة خمس وأربعين ومائة، و"إسماعيلَ" بفتح اللام؛ لأنه عُطف على "عبد الله" لا على "شعبة")، يعني من نوادر الضبط عند أهل العلم التي لا يوافَقون عليها، المنذري في مختصر السنن قال: ربعي بن خِراش بكسر الخاء المعجمة، والعلماء قاطبة على أنه بالمهملة: حِراش.

(قوله: "الشَّعْبي" بفتح الشين وسكون العين هو أبو عامر عامر بن شراحيل الكوفي، نُسب إلى شَعب وهو بطن من هَمْدان بسكون الميم وإهمال الدال)، فيه هناك هَمْدان وهَمَدان، هَمْدان القبيلة وهَمَدان التي بالمشرق منها البديع وغيره.

(وإهمال الدال، وُلد لِست سنين مضت من خلافة عثمان -رضي الله عنه-، وروى عن علي والِّسبطين وسعد وسعيد وابن عباس وابن عمر)؛ لأنها الظاهر أنها ابن عمر ما هو أبو عمر (وغيرهم -رضي الله عنهم-. قال: أدركت خمسمائة من الصحابة، وقال: ما كتبت سوداء في بيضاء قط، ولا حدثني أحد بحديث فأحببت أن يعيده عليَّ، ولا حدثني رجل بحديث إلا حفظته. وقال ابن عيينة: كان الشعبي أكبر الناس في زمانه، وكان ضئيلاً فقيل له: ما لنا نراك نحيفًا؟ قال: إني زُوحمت في الرحم؛ وذلك لأنه كان أحد التوأمين، وهو كاتب عبد الله بن مطيع العدوي أمير العريش يوم الحَرَّة وكان مزاحًا، حُكي أنه قال لخياط مرَّ به: عندنا جُبٌّ مكسور أتخيطه؟ فقال الخياط: إن كان عندك خيوط من الريح! ودخل عليه رجل ومعه في البيت امرأة فقال: أيكما الشعبي؟)، هذا مثل الذي يقول عن بر الوالدين وأهميته وهو مقدم على حق كل أحد ولو كانت الأم والأب!!

(ودخل عليه رجل ومعه في البيت امرأة فقال: أيكما الشعبي؟ فقال الشعبي: هذه!)، هذا الذي نقول لكم: إن الكرماني يهتم بأطرف ما يُذكر في ترجمة الرجل، وابن حجر يهتم بما يصحح الحديث ويضعفه، والنووي يهتم بعبادة الراوي. كل إنسان له اهتمامه.

(وأمه كانت من سبي جَلَوْلَاء، وهي قرية من ناحية فارس، تُوفي بالكوفة في سنة بضع ومائة.

 قوله: "عبد الله بن عَمرو" بفتح العين وبالواو، وإنما كُتبت بالواو ليتميز عن عُمَر، وهذا في غير النصب، وأما في النصب فيتميز بالألف)، سمعتُ عَمرًا، ولذا حينما تُنطق بالواو وهي مجرورة مثلاً، بعض الناس: عمرُو يقول هكذا باستمرار، تسمعونها أنتم، حتى من بعض الذين يتكلمون في وسائل الإعلام وغيرهم، خطأ، مررت بعمرٍو، قال عمرُو بن العاص، يروي عن عمرِو بن العاص، سمعتُ عَمرًا، وإذا أردت أن تنسبه تقول: عمرو بن العاص.

(بفتح العين وبالواو، وإنما كُتبت الواو ليتميز عن عُمر، وهذا في غير النصب، وأما في النصب فيتميز بالألف، وهو عمرو بن العاص بن وائل القرشي، كنيته أبو محمد على الأصح، أسلم قبل أبيه)، يعني عبد الله (وشهد معه صفين، وكان يضرب بسيفين، وكان بينه وبين أبيه في السن اثنا عشرة سنة)، الأصل اثنتا عشرة سنة (أو إحدى عشرة، قالوا: ولا يعرف أحد غيره بينه وبين والده هذا القدر، وكان غزيرًا في العلم مجتهدًا في العبادة، روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعمائة حديث، ذَكر البخاري منها خمسة وعشرين، كان أحمر عظيم البطن وعمي آخر عمره، توفي بمكة أو بالطائف أو بمصر سنة خمس أو ثلاث أو سبع وستين أو اثنتين أو ثلاث وسبعين).

 العيني في تراجمه في الغالب يقلِّد فيها الكرماني، العيني في الغالب ينقل التراجم من الكرماني، ومثل ما قلنا: الكرماني عند الشراح على ما يقول العامة مثل الشعير كلهم يستفيدون منه، ولكثرة ما فيه من أوهام كلهم ينزلون عليه بالأساليب الشديدة، مثل الشعير مأكول مذموم!

(قوله: «المسلم»، قيل: الألف واللام فيه للكمال نحو: زيد الرجل أي الكامل في الرجولية، وتُعقب بأنه يستلزم أن كل من اتصف بهذا خاصةً كان كاملاً)، قد يسلم الناس من لسانه ويده، لكن عنده مخالفات أخرى، فهل يكون كاملاً على هذا؟ لا.

(وتُعقب بأنه يستلزم أن كل من اتصف بهذا خاصةً كان كاملاً، ويجاب بأن المراد بذلك مع مراعاة باقي الأركان. قال الخطابي: المراد أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين، انتهى. وإثبات اسم الشيء على معنى إثبات الكمال له مستفيض في كلامهم، ويحتمل أن يكون المراد بذلك أن يُبين علامة المسلم التي يُستدل بها على إسلامه، وهي سلامة المسلمين من لسانه ويده كما ذُكر مثله في علامة المنافق، ويحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه؛ لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأَوْلى أن يُحسن معاملة ربه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى).

يقول العيني: (هذا الكلام فيه نظر وخدش من وجهين).

قال: (قوله: «المسلم من سلم» إلى آخره ظاهره يدل على الحصر؛ لوقوع جزئَيِ الجملة معرفتينِ، ولكن هذا من قبيل قولهم: زيد الرجل، أي: زيد الكامل في الرجولية، فيكون التقدير: المسلم الكامل من سَلِم... إلى آخره. وقال القاضي عياض وغيره: المراد الكامل الإسلام والجامع لخصاله ما لم يؤذِ مسلمًا بقول ولا فعل، وهذا من جوامع كلامه -عليه الصلاة والسلام- وفصيحه، كما يقال: المال الإبل، والناس العرب، على التفضيل لا على الحصر، وقد بيَّن البخاري ما يبيّن هذا التأويل وهو قول السائل: أي الإسلام خير؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»).

ثم ذكر كلام الخطابي: (معناه أن المسلم الممدوح من كان هذا وصفه، وليس ذلك على معنى أن من لم يَسلم الناسُ منه ممن دخل في عقد الإسلام فليس ذلك بمسلم، وكان ذلك خارجًا عن الملة أيضًا، إنما هو كقولك: الناس العرب، تريد أن أفضل الناس العرب، فهاهنا المراد أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله أداء حقوق المسلمين، والكف عن أعراضهم، وكذلك المهاجر الممدوح هو الذي جمع إلى هجران وطنه هَجْرَ ما حرم الله تعالى عليه. ونفي اسم الشيء على معنى نفي الكمال عنه مستفيض في كلامهم.

قلت: وكذا إثبات اسم الشيء على الشيء على معنى إثبات الكمال مستفيض في كلامهم.

فإن قلتَ: إذا كان التقدير: المسلم الكامل من سلم، يلزم من ذلك أن يكون من اتصف بهذا خاصة كاملاً.

قلت: الملازمة ممنوعة؛ لأن المراد هو الكامل مع مراعاة باقي الصفات، أو يكون هذا واردًا على سبيل المبالغة تعظيمًا لترك الإيذاء، كما كان ترك الإيذاء هو نفس الإسلام الكامل، وهو محصور فيه على سبيل الادعاء، وأمثاله كثيرة فافهم. وقال بعضهم). ابن حجر (وقال بعضهم: يحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى حُسن معاملة العبد مع ربه؛ لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن يُحسن معاملة ربه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى.

قلت: فيه نظر وخدش من وجهين؛ أحدهما: أن قوله: يحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى حسن معاملة العبد مع ربه ممنوع؛ لأن الإشارة ما ثبت بنظم الكلام وتركيبه مثل العبارة، غير أن الثابت من الإشارة غير المقصود من الكلام ولا سِيق الكلام له، فانظر هل تجد فيه هذا المعنى؟)، (أحدهما: أن قوله: يحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى حسن معاملة العبد مع ربه)، هل في الحديث ما يدل عليه؟

طالب: .......

نعم. على كلام ابن حجر أن الإشارة جاءت من مدح حسن معاملة المخلوق مع المخلوق، فيؤخذ منها أن حُسن معاملة المخلوق مع الخالق ممدوحة من باب أولى.

(مثل العبارة، غير أن الثابت من الإشارة غير المقصود من الكلام ولا سِيق الكلام له، فانظر هل تجد فيه هذا المعنى؟)، يعني مثل ما يقال في الدلالة الأصلية والدلالة التبعية، الدلالة التبعية مجرد إشارة والأصلية هي التي يساق الخبر من أجلها.

(والثاني: أن قوله: فأولى أن يحسن معاملة ربه ممنوع أيضًا، ومن أين الأولوية في ذلك، والأولوية موقوفة على تحقق المدَّعى، والدعوى غير صحيحة؛ لأنا نجد كثيرًا من الناس يَسلم الناس من لسانهم وأيديهم، ومع هذا لا يُحسنون المعاملة مع الله تعالى، وفيه العطف بين الجملتين تنبيهًا على التشريك في المعنى المذكور، وفيه من أنواع البديع: تجنيس الاشتقاق، وهو أن يرجع اللفظان في الاشتقاق إلى أصل واحد، نحو قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} [الروم: 43]، فإنَّ: أقم والقيم يرجعان في الاشتقاق إلى القيام)، يعني كون اللفظين يرجعان إلى أصل واحد، مادة واحدة، يعني في الاشتقاق سواء كان الكبير أو الصغير، هل يلزم منه تلازم المعنى بينهما؟ أقم والقيم؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

لا، ابن، هذا صاحب المقاييس ابن فارس يرى التلازم باستمرار، أنه إذا اشتركوا في الحروف كلها أو بعضها أن هناك شيئًا من التلازم.

طالب: اشتراك في بعض المعاني.

ماذا؟

طالب: يكون اشتراك في بعض المعاني.

هو مثل {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]، لو جئت: ولا يخبرك مثل خبير، هل هناك تلازم بين الإخبار والخبرة؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: فيه تلازم.

إخبار، واحد يجيء لك بخبر، يقول لك: جاء زيد، هل هو خبير بأحوال زيد؟

طالب: ما يلزم.

ما يلزم؛ لأنهم يستدلون بقوله -جَلَّ وعَلا-: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]، على أن الإنباء والإخبار معناهما واحد في الأصل، يعني أخبرنا فلان وأنبأنا فلان، الإنباء والإخبار معناهما واحد؛ بدليل: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]، هل فيه تلازم بين الإنباء والخبرة؟ فيه تلازم؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: ....... فيه تلازم.

هو أخبرك بخبر بلغه عن غيره مثلاً، خبر صحيح مطابق للواقع، هل يلزم من ذلك الخبرة؟ أو الخبرة بالخبر، إذا كان المراد بالخبر خبرة بالخبر خبير بهذا الخبر الذي أخبرك به الذي أنبأك به، هذا يكون فيه نوع تلازم، أما مجرد أن أخبرك وأنبأك بشيء لا يلزم أن يكون خبيرًا به محيطًا بتفاصيله.

يقول ابن حجر -رَحِمَهُ اللهُ-: (تنبيه: ذِكر المسلمين هنا خرج مخرج الغالب). «المسلم من سلم المسلمون» هل له مفهوم؟ بمعنى أنه إذا لم يسلم غير المسلمين؟ هل له مفهوم أم لا؟ مفهوم الخبر أنه إذا لم يسلم غيرُ المسلمين فإنه مسلم كامل الإسلام.

يقول: (ذِكر المسلمين هنا خرج مخرج الغالب؛ لأن محافظة المسلم على كف الأذى عن أخيه المسلم أشد تأكيدًا، ولأن الكفار بصدد أن يُقاتَلوا، وإن كان فيهم من يجب الكف عنه)، يعني الأصل فيهم أنهم لا يَسلمون (بصدد أن يُقاتَلوا)، فكيف يقال: «يسلم من لسانه ويده»؟ (ولأن الكفار بصدد أن يقاتلوا وإن كان فيهم من يجب الكف عنه. والإتيان بجمع التذكير للتغليب)، (ولأن الكفار بصدد أن يقاتلوا، وإن كان فيهم من يجب الكف عنه)، كان مثل هذا الكلام يقال بكل راحة، لكن الآن يُتحفظ على مثله عند كثير من الناس. (والإتيان بجمع التذكير للتغليب، فإن المسلمات يدخلن في ذلك)، يعني مثل ما يقال: «المسلم من سلم المسلمون»، كذلك: المسلمة من سلمت المسلمات من لسانها ويدها.

طالب: شيخنا أحسن الله إليك، لماذا نتحفظ.......؟

الآن تعرف الآن حقوق الإنسان و...، صحيح أن الظروف تجب مراعاتها، ودرء المفاسد مقصد من مقاصد الشرع، لكن ما ننزل إلى حد القطعيات والثوابت كلها نتناولها ما هو بصحيح، لكن ظروف المسلمين التي يعيشونها من الضعة وغيرها ينبغي أن لا يثار العدو عليهم، لكن ينبغي أيضًا أن نحتفظ بما عندنا من ثوابت، ما نتنازل عن ديننا أو عما أوجب الله علينا، يعني نعتقد مثلاً وجوب الجهاد وإن لم نقم به لعجزنا، ما هو مثل ما بعض الناس يقولون: ما فيه شيء اسمه جهاد طلب في الشرع! أنا ما أدري لماذا فُتح العراق ومصر والشام وغزوا الكفار في بلدانهم، هذا جهاد دفع؟

طالب: .......

جهاد الدفع يولد جزية يا إخوان؟

طالب: أبدًا.

ما يولد جزية، فالاستجابة إلى هذا الحد أمر مرفوض، لكن أيضًا بعد مع اعتقادنا بوجوب الجهاد، وأنه فرض من فرائض الدين، وذروة سنام الإسلام، لكن ما يلزم أن أقوم به مع عجزي عنه، فرق بينهما، لا تلازم بين هذا وهذا.

(فإن المسلمات يدخلن في ذلك، وخُص اللسان بالذكر؛ لأنه المعبِّر عما في النفس، وهكذا اليد؛ لأن أكثر الأفعال بها)، «من لسانه ويده» لكن هناك أشياء. طيب أنا أقول: يسلم الإنسان من لساني ويدي، لكن رِجلي إذا مررت من عند إنسان، والعصا مثلاً أو ما أشبه ذلك.

(وهكذا اليد)، يعني: (خُص اللسان بالذكر؛ لأنه المعبر عما في النفس وهكذا اليد؛ لأن أكثر الأفعال بها. والحديث عام بالنسبة إلى اللسان دون اليد؛ لأن اللسان يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعدُ بخلاف اليد. نعم يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة، وإن أثرها في ذلك لعظيم)، أعظم من اللسان الكتابة؛ لأنها تبقى، وكم من إنسان تُجرى له الأجور مثل أجور من فعل ما دل عليه من خير قرونًا عديدة في القرن الثالث الرابع ومع ذلك إلى قيام الساعة تُجرى له الأجور، وكم من إنسان بالعكس عليه الأوزار يكتب في البدع ويفعلها الناس ويقتدون به فيها فعليه أوزارهم إلى قيام الساعة.

يقول: (وإن أثرها في ذلك لعظيم، ويستثنى من ذلك شرعًا)، (شرعًا)؟ ما معكم الكتاب؟

طالب: نعم (شرعًا).

(ويستثنى من ذلك شرعًا تعاطي الضرب باليد في إقامة الحدود والتعازير)، يعني مثل ما جاء في قتل النفس إلا بحقها، وهذا منه (ويستثنى من ذلك شرعًا تعاطي الضرب باليد في إقامة الحدود والتعازير على المسلم المستحق لذلك، وفي التعبير باللسان دون القول نكتة)، باللسان دون القول: «من سلم المسلمون من لسانه» ما قال: من قوله (وفي التعبير باللسان دون القول نكتة، فيدخل فيه من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء)، ما قال شيئًا، فقط أخرج لسانه (وفي ذكر اليد دون غيرها من الجوارح نكتة، فيدخل فيها اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق).

 قال -رَحِمَهُ اللهُ-: (فائدة فيه من أنواع البديع تجنيس الاشتقاق وهو كثير.

قوله: «والمهاجر» وهو بمعنى الهاجر)، أصلها من الهجر، يعني «المهاجر» من هجر الأصل فيه الهجرة الحسية، من هجر وطنه وتركه لله -جَلَّ وعَلا-، ومن ذلك صنيع المهاجرين، المهاجر الحقيقي، المهاجر حقيقته الشرعية التي جاءت في كثير من النصوص كما في الحديث الأول: «فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته» يعني ترك الوطن، ولا يراد بالهجرة في الحديث الأول ما يراد بها هنا، والعكس، وحينئذ يكون للهجرة حقيقتان وكلاهما شرعيتان، حقيقتان شرعيتان، لو قيل لك: من المهاجر؟

طالب: .......

نعم؟

طالب: .......

يقول لك: خطأ.

طالب: .......

من انتقل من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، ولو قلت هذا قال لك: خطأ؛ لأن كل حقيقة لها سياقها. يعني مثل ما قلنا مرارًا في المفلس، يعني لو جاءك في باب الحجر والتفليس تختبر في الامتحان في باب الحجر والتفليس قال لك: من المفلس؟ تقول: من يأتي بأعمال أمثال الجبال، الجواب خطأ، والصحابة لما سألهم النبي -عليه الصلاة والسلام-: «من المفلس؟» قال: من لا درهم له ولا متاع، قال: «خطأ» لا «المفلس من يأتي بـ...»، فهناك حقائق شرعية تتعدد للفظ الواحد، وكل حقيقة يدل عليها مقامها وسياقها.

قال: (والمهاجر بمعنى الهاجر، وإن كان لفظ المفاعل يقتضي وقوع فعل من اثنين، لكنه هنا للواحد كالمسافر، ويحتمل أن يكون على بابه؛ لأن من لازم كونه هاجرًا وطنه مثلاً أنه مهجور من وطنه، وهذه الهجرة ضربان: ظاهرة وباطنة، فالباطنة: ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان، والظاهرة: الفرار بالدين من الفتن)، يقول: (الهجرة ضربان)، طيب ابن القيم له كتاب اسمه: طريق الهجرتين، فهل يقصد بالهجرتين ما قصده ابن حجر هنا؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

يقصد ما قصده هنا؟

طالب: .......

على كل حال، ارجع إلى الكتاب ولخص لنا مراد ابن القيم من الهجرتين، أليس عندك الكتاب؟

طالب: .......

نعم، خلاص. أظن الشرح بهذه الطريقة مناسبة يعني متوسط.

قال: (وهذه الهجرة ضربان: ظاهرة وباطنة، فالباطنة: ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان، والظاهرة: الفرار بالدين من الفتن، وكأن المهاجرين خوطبوا بذلك؛ لئلا يتكلوا على مجرد التحول من دارهم حتى يمتثلوا أوامر الشرع ونواهيه، ويحتمل أن يكون ذلك قيل بعد انقطاع الهجرة لما فُتحت مكة تطييبًا لقلوب من لم يدرك ذلك؛ بل حقيقة الهجرة تحصل لمن هجر ما نهى الله عنه)، يعني تطييب لمن فاتَهم أجر الهجرة من مكة إلى المدينة؛ لأنه «لا هجرة بعد الفتح»، المهاجرون أدركوا الأجر العظيم بانتقالهم من بلدهم إلى المدينة، لكن من جاء بعدهم، يعني ما ذنب الإنسان أن يكون زمنه متأخرًا؟ وجوده الذي أوجده الله فيه في زمن متأخر فاته ما فاته، يعني مثل ما يتمنى الواحد منكم أنه لو كان صحابيًّا، مثل ما يتمنى كثير من الناس اليوم أن لو كان وجوده قبل مثل هذه الفتن التي نعيشها، نقول: عليك أن ترضى بما قدر الله لك، ومع ذلك: لو علمت الظرف الذي تعيش فيه وما رُتب عليه من أجور عظيمة، لكن طوبى للعامل في مثل هذه الظروف، فالعامل له أجر خمسين من الصحابة.

طالب: .......

واللهِ زمننا ما هو ببعيد.

يقول: (ويحتمل أن يكون ذلك قيل: بعد انقطاع الهجرة لما فتحت مكة؛ تطييبًا لقلوب من لم يدرك ذلك؛ بل حقيقة الهجرة تحصل لمن هجر ما نهى الله عنه، فاشتملت هاتان الجملتان على جوامع من معاني الحِكم والأحكام).

يقول: (تنبيه: هذا الحديث من أفراد البخاري عن مسلم، بخلاف جميع ما تقدم من الأحاديث المرفوعة، على أن مسلمًا أخرج معناه من وجه آخر، وزاد ابن حبان والحاكم في المستدرك من حديث أنس صحيحًا: «والمؤمن من أمنه الناس»، وكأنه اختصره هنا لتضمنه لمعناه، والله أعلم.

قوله: "وقال أبو معاوية: حدثنا داود")، في التعقيب على الحديث قال الإمام البخاري: وقال أبو معاوية: حدثنا داود عن عامر، داود هو ابن أبي هند، وعامر هو الشعبي، وقال: سمعت عبد الله عن النبي -عليه الصلاة والسلام-. وهنا قال: "عن الشعبي عن عبد الله"، وفائدة هذا التعليق تصريح عامر الشعبي بالسماع من عبد الله، قال: سمعت عبد الله، في الأصل قال: "عن الشعبي عن عبد الله"، وعقبه بالتعليق؛ ليبين أن عامرًا الشعبي صرح بالسماع من عبد الله بن عمرو. عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: عبد الأعلى عن داود عن عامر عن عبد الله عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، كالرواية الأولى.

(قوله: "وقال أبو معاوية: حدثنا داود هو ابن أبي هند"، وكذا في رواية ابن عساكر عن عامر وهو الشعبي المذكور في الإسناد الموصول، وأراد بهذا التعليق بيان سماعه له من الصحابي، والنكتة فيه رواية وهيب بن خالد له عن داود عن الشعبي عن رجل عن عبد الله بن عمرو؛ حكاه ابن مندة، فعلى هذا لعل الشعبي بلغه ذلك عن عبد الله ثم لقيه فسمعه منه، ونبه بالتعليق الآخر على أن عبد الله الذي أُهمل في روايته هو عبد الله بن عمرو الذي بُين في رواية رفيقه، والتعليق عن أبي معاوية وصله إسحاق بن راهويه في مسنده عنه، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريقه، ولفظه: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: ورَبُّ هذه).

طالب: .......

طالب: .......

المقصود الكعبة، ماذا يقال عنها؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

كيف تُضبط؟

طالب: .......

بَنِيَّة؟

طالب: .......

بِنْيَة؟

طالب: البُنْيَة، مصدر.......

ماذا؟

طالب: مصدر.......  

على هذه الهيئة. على كل حال. ودنا أن نتأكد، نراجعه، تراجعه؟

طالب: .......

طيب.

(لَسمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المهاجر من هجر السيئات، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، فعُلم أنه ما أراد إلا أصل الحديث، والمراد بالناس هنا المسلمون كما في الحديث الموصول، فهم الناس حقيقةً عند الإطلاق؛ لأن الإطلاق يُحمل على الكامل، ولا كمال في غير المسلمين، ويمكن حمله على عمومه على إرادة شرط، وهو: إلا بحق، مع أن إرادة هذا الشرط متعينة على كل حال؛ لما قدمته من استثناء إقامة الحدود على المسلم، والله سبحانه وتعالى أعلم).

قال: (والمراد بالناس هنا المسلمون كما في الحديث الموصول)، قال العيني: (فيه نظر من وجوه).

(«والمسلم من سلم الناس» يتناول المسلمين وأهل الذمة)؛ لأنه قال: (والمراد بالناس هنا المسلمون)، يقول العيني: («والمسلم من سلم الناس» يتناول المسلمين وأهل الذمة. وقال بعضهم)، يعني من؟

 ابن حجر (والمراد بالناس هنا المسلمون كما في الحديث الموصول، فهم الناس حقيقة، ويمكن حمله على عمومه على إرادة شرط وهو: إلا بحق، وإرادة هذه الشرط متعينة على كل حال).

 يقول العيني: (قلت: هذا فيه نظر من وجوه. الأول: قوله: فهم الناس حقيقة، يدل على أن غير المسلمين من بني آدم ليسوا بإنسان حقيقة، وليس كذلك، بل الناس يكون من الإنس ومن الجن؛ قاله في العباب. والثاني: قوله: ويمكن حمله، استعمال الإمكان هنا غير سديد بل هو عام قطعًا. والثالث: تخصيصه الشرط المذكور بهذا الحديث غير موجَّه، بل هذا الشرط مراعًى هاهنا وفي الحديث الموصول، فبهذا الشرط يخرج عن العموم في حق الأذى بالحق، وأما في حق المسلم والذمي فعلى عمومه. فافهم).

طالب: ....... للغاية.

ماذا؟

طالب: ابن حجر في أول الكلام.......

نعم.

طالب: حتى لو استبدلها يبقى على سياق.......

لا، يقول: (فهم الناس حقيقة)، يقول: غير المسلم لا تنطبق عليه حقيقة الإنسان؟ يعني إطلاق الإنسان عليه مجاز ما هو بحقيقة؟ «الناس»؟

طالب: حقيقة.

لكن هل مراد ابن حجر الحقيقة هنا فيما يقابل المجاز، أو أن المراد بالحقيقة الكمال، كمال الإنسان؟

طالب: الذين حققوا.......

نعم؟

طالب: الذين حققوا.......

الذين حققوا ما خُلقوا من أجله، فالذي لم يحقق ما خلق من أجله كأنه ما خُلق.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

نعم، حقيقة لكن ليس مراد ابن حجر فيما يقابل المجاز.

طالب: أحسن الله إليك، شبعة لماذا عنعن....... عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل عن الشعبي؟

على كل حال شعبة كفانا تدليس المدلسين عنعن أو ما عنعن.

طالب: .......

البخاري -رَحمةُ اللهِ عَليهِ- عقب الحديث الموصول بالمعلق؛ من أجل أن يبين ما في صيغ الأداء من اختلاف.

طالب: .......

"