هذا السؤال يمكن أن يوجَّه إلى جميع ما أوجب الله عليهنَّ، وفعل ما حرم الله عليهنَّ، وبهذا تتعطل الشريعة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال في حديث علي -رضي الله عنه-: «ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعده من الجنة، ومقعده من النار» فقلنا: يا رسول الله أفلا نتَّكِل؟ -يعني على ما كُتب سابقًا؛ لأن الأمور مفروغ منها- قال: «لا، اعملوا فكل ميسَّر لما خُلق له» _ أهل الجنة يُيسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار يُيسرون لعمل أهل النار_ ثم قرأ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5-10] [البخاري: 4947]، فعلى الإنسان أن يعمل بما أُمر به، وأن يجتنب ما نُهي عنه، ويترك النتائج والعواقب لله -جل وعلا-، ويحرص أن يُخلص في عمله، وأن يُؤديه على مقتضى ما جاء عن نبيه -عليه الصلاة والسلام-؛ ليكون عمله خالصًا صوابًا، ومثل هذا في الغالب أنه يستمر على هذا العمل، ويموت عليه، ويُبعث عليه -إن شاء الله تعالى-، ومع ذلك لا يَركن إلى عمله، بل عليه أن يبقى خائفًا وجِلًا راجيًا من الله -جل وعلا- أن يقبل عمله، ولا يتَّكِل على عمله، وإنما يتَّكِل على رحمة الله -جل وعلا-، ولذا جاء في حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- «فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» [البخاري: 3208]، فمثل هذه النصوص ينبغي أن تُخيف المسلم، وأن يخشى من سوء العاقبة، كما كان السلف على هذا -رضوان الله عليهم-، ومع ذلك إذا عَمِل مخلصًا لله -جل وعلا-، وسار في حياته كلها مقتديًا مهتديًا بنبيه -عليه الصلاة والسلام- فالفواتح عنوان الخواتم كما يقول أهل العلم.
السؤال
هناك مجموعة فتيات تركنَ الحجاب وحجتهنَّ في ذلك أنه لا أحد يدخل الجنة بعمله، فكيف نرد عليهنَّ؟
الجواب