لا شك أن (الآل) يُطلق باعتبارات بحسب السياق، فحينًا يُطلق ويُراد به أتباعه على دينه، وهذا كثير في النصوص، وحينًا يُطلق ويُراد به أزواجه وذرِّيَّته كما جاء في حديث التشهد بدلًا من (آله) قال: «اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذرِّيَّته» [البخاري: 3369]، فدل على أنها تجيء تفسيرًا للآل، وقد تُطلق على بني هاشم وبني المطلب الذين يُمنعون من أخذ الصدقة؛ لأنها أوساخ الناس، وهذا الإطلاق أخص، والأول أعم. ودخول الزوجات في (الآل) كما جاء في حديث التشهد -ومنهنَّ، أو أكثرهنَّ لسنَ من آل البيت- يدل على أن التوسُّع في المسألة بحيث تَقرُب من الأتباع أرجح ما فُسِّر به (الآل)، فآله: أزواجه وذرِّيَّته وأتباعه على دينه، ولذا فالاستدلال بقول الله –جلَّ وعلا- في حق فرعون: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} [البقرة: 50] {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ} [غافر: 46] على أن المراد بالآل أهل بيته فقط ليس صحيحًا، وإنما المقصود بهم أتباعه، وبهذا فسَّر كثيرٌ من أهل العلم (الآل) -بأنهم أتباعه على دينه- بهذه الآية.
السؤال
ما رأي فضيلتكم بمن يقول: إن المقصود بـــ(آله) في موضوع الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- أنها تشمل النبي محمدًا وأهل بيته وأتباعه، مستدلًا بقول الله في حق فرعون: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ}؟
الجواب