البكاء على الميت

السؤال
ما حكم البكاء على الميت؟ وهل ينافي الصبر؟
الجواب

جاء في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما مات ابنه إبراهيم دمعتْ عيناه فقيل له في ذلك، فقال: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» [البخاري: 1303]، لا شك أن موت القريب لا سيما القريب جدًّا مثل: الوالدين والأولاد مصيبة كبيرة، وكذلك الإخوة والأصحاب والأحباب مصيبة على الإنسان تؤثر في قلبه وتحز في نفسه، إلا أنه مأمور بالصبر والاحتساب وقول ما يُرضي الله: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، إذا زاد الأمر على ذلك فإن «الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه» [البخاري: 1304]، لا سيما إذا عَرف أن من عادتهم البكاء والنياحة والعويل وغير ذلك مما يفعله أهل الجاهلية ومن يشابههم ولم يَنههم عن ذلك، كمن يقول:

إلى الحولِ ثمَّ اسمُ السلامِ عليكما

ومَن يَبْكِ حولًا كاملًا فقد اعتذر

يوصيهم بأن يبكوا عليه سنة كاملة، مثل هذا لا شك أنه يُعذَّب ببكاء أهله، ومَن عَرف مِن عادتهم عادةً مطَّردةً أنهم يبكون وينوحون على أمواتهم ولم ينههم عن ذلك ولم يحذِّرهم منه فقد فرَّط في مثل هذا، وقد يدخل في حديث «إن الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه».