كثرة التخلف عن صلاة الفجر مع الجماعة

السؤال
أنا أصلي ومواظب على صلاتي، ولا أسمع الأغاني، ولكن صلاة الفجر كثيرًا ما تفوتني، فأصليها بعد شروق الشمس مع الدوام، وأنا لا أتعمد ذلك، فما وضعي؟ وما نصيحتكم لي؟
الجواب

على الإنسان أن يحمد الله -جل وعلا- ويشكره على ما وفقه ويسر له من أمر العبادة، وهذا يذكر أنه يصلي جميع الصلوات، ولا يسمع ما حرم الله من أغانٍ ولا غيرها، لكن مشكلته في صلاة الفجر، وصلاة الفجر لا شك أنها مشكلة عند كثير من المسلمين الذين لا يبذلون الأسباب ويرتكبون الموانع، فتجد الإنسان يسهر ولا يُكلِّف أحدًا يوقظه، هذا لاشك أنه آثم؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وبذل السبب في رَصْد من يوقظ من ساعة أو أحد الأشخاص هذا سبب لا يتم الواجب الذي هو صلاة الفجر في وقتها إلا به، فصلاة الفجر في وقتها واجبة بل من أعظم الواجبات، وكذلك كونها مع الجماعة لا سيما الذكور، فإذا فرَّط وترك السبب وارتكب المانع فلا شك أنه آثم لا سيما إذا تكرر ذلك، أما وقوع ذلك نادرًا فلا إشكال فيه -إن شاء الله تعالى-، والنبي -عليه الصلاة والسلام- في بعض أسفاره نام عن صلاة الصبح حتى أيقظهم حر الشمس، فكونه يقع نادرًا هذا لا إشكال فيه، لكنه يقول في السؤال: (كثيرًا ما تفوتني)، نعم، بعض الناس نومه ثقيل حتى لو نام مبكرًا وبذل الأسباب، فمثل هذا عليه أيضًا أن يبذل من الأسباب أكثر، وعليه أن يحتاط لنفسه وأن ينتبه، والإنسان إذا عَرف أن العمل الذي هو بصدد القيام له أمر عظيم لا شك أنه ينتبه ويخف نومه وتتشوف نفسه إليه فتجده لا يفوته، ولذا لو سألته عن الدوام هل يفوته أو عن الدراسة أو الاختبار، كثير من الناس لا يفوته وقت الدوام ولا وقت الدراسة ولا وقت الاختبار من باب أولى، فمثل هذا عليه أن يتصوَّر أن هذه الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، فلا ينبغي للمسلم أن تكون صلاته رخيصة بحيث لا يحترق قلبه عليها ولا يهتم للقيام إليها، فمثل هذا عليه أن يتقي الله -جل وعلا- وأن يحرص على هذه الصلاة ويتصور أنها من أعظم الواجبات عليه، فيهتم لها أكثر من الدراسة وأكثر من الامتحان وأكثر من الدوام، وحينئذٍ إذا استصحب هذا الأمر فإنَّه يُيسر له القيام إليها.

واعتياد الإنسان على التقصير وعدم محاسبته لنفسه لا شك أن هذا دليل على عدم اهتمامه بدينه، وتجده في أمور دنياه يهتم كثيرًا ولا يفوِّت منها شيء، والدين هو رأس المال، دينك دينك فإنه لحمك ودمك، فالدين هو رأس المال، وما يفوت من غيره من أمور الدنيا يمكن جبره لكن ما يفوت من أمر الدين فإنه لا يُجبر.

وكلُّ كسرٍ فإنَّ الدينَ يَجبرهُ

وما لكسرِ قناةِ الدينِ جبرانُ