حفظ المتون العلمية مع الدراسة الجامعية

السؤال
هل أخذُ الطالب بعضَ المتون في فنٍّ معيَّن كلَّ سنة مع ما يدرسه في الجامعة مناسب؟ 
الجواب

من المناسب جدًّا ما جاء في السؤال مِن أخذِ بعضِ المتون في فنٍّ معين في كل سنة، مع ما يدرسه -كما قال- في الجامعة؛ لأن الاقتصار على الدراسة النظامية في الجامعة قد لا يتمكن به الطالب من استيعاب العلوم؛ لأنه قد ينتهي الفصل -مع كثرة الإجازات، ومع ما يعتري الدراسة والمحاضرات من خلل وانتقاص في الوقت- وهو لم يستوعب العلوم، فيتخرج وعنده نقص وخلل كبير في تحصيل العلم، فإذا أضاف إلى ذلك دراسة بعض المتون، أو مشى على الطريقة التي رتَّبها أهلُ العلم للتعلم على طبقات المتعلمين، وفي كل سنة من سنوات الجامعة يأخذ متونَ طبقةٍ من الطبقات، فإنه يستفيد كثيرًا، فيأخذ المتن ويحفظه، ويقرأ في شرحه، ويسمع ما سُجِّل عليه، وإن حضر دروسًا في المساجد تخدم هذه الفنون كان أكمل وأولى، فلا يقتصر على الدراسة النظامية في الجامعة، فليأخذ مع ذلك فنونَ الطبقة الأولى في السنة الأولى –مثلًا-، والثانية في الثانية، ويدرك خيرًا كثيرًا بعد ذلك -إن شاء الله تعالى-، ويتخرج طالبَ علم.

وبعض الناس يقول: (أَقتصر على الدراسة القديمة -التقليدية كما يسمونها- في المساجد، وأَترك الدراسةَ النظامية؛ لأننا جربناها ورأينا كثيرًا من الخريجين لم يدركوا شيئًا من العلم)، أقول: لا، لا تترك هذا، بل ضُمَّ إليه الدراسة في المساجد، والوقت فيه سعة، وفيه بركة لمن استغله؛ لتستفيد من الدراسة النظامية: التمكينَ من العمل وخدمة المسلمين، ومن قراءة المتون والتعلم على طريقة أهل العلم في المساجد: العلمَ -إن شاء الله تعالى-، وبتضافر هذا وهذا، وباجتماع هذا وهذا، لا شك أنه يَحصل التكامل، والله أعلم.