دراسة العلم الشرعي من أجل الشُّهرة

السؤال
أريد أن أدرس لكي أصير مشهورًا وأصبح مثل المشايخ الآخرين، فلا أدري هل هذا رياء أم لا، أفتوني مأجورين.
الجواب

مَن طلب العلم الشرعي بقصد أن يشتهرَ بين الناس أو ليقال: عالم، لا شك أن هذا عين الرياء.

ومن يكن ليقولَ الناسُ يطلبُهُ أخْسِرْ بصفقتِه في موقفِ الندمِ

والذي يَدرس ويطلب العلم؛ ليقال: عالم، هذا من الثلاثة الذين هم أول مَن تُسَعَّر بهم النار يوم القيامة، يؤتى به فيقال: ما صنعت يا فلان؟ فيقول: تعلمتُ العلم فيك وعلَّمته، فيقال: كذبتَ، إنما تعلَّمتَ وعلَّمت؛ ليقال: عالم، فيؤمَر به فيلقى في النار. والثاني: الذي يتصدق بالأموال الكثيرة، ثم يؤتى به فيقال: ما صنعت؟ فيقول: حرصتَ على جمع المال من حِلِّه، وبذلتُه مبتغيًا بذلك وجهك خالصًا لك، فيقال له: كذبتَ، وإنما بذلتَ؛ ليقال: جواد، وقد قيل، ثم يؤمر به فيُكب في النار. والثالث: المجاهد الذي يُقْتلُ في سبيل الله، ثم يُؤتى فيقال: ماذا صنعت؟ فيقول: قاتلت في سبيلك حتى قُتِلتُ، فيقال له: كذبتَ، إنما قاتلتَ؛ ليقال: شجاع، فيؤمر به في النار. [ينظر: مسلم: 1905]، فهولاء الثلاثة هم أول من تُسَعَّر بهم النار، ومنهم الذي يَطلب العلم؛ ليقال: عالم أو ليشتهر أمام الناس، وأنه مثل فلان أو مثل علّان من كبار أهل العلم، هذا عين الرياء، وهو أمر خطير جدًّا.