الانشغال بالأجهزة والهواتف المحمولة أثناء الاعتكاف

السؤال
رأينا بعض الإخوة ينشغل في أثناء اعتكافه بالأجهزة والهواتف الجوالة أثناء الاعتكاف، فما نصيحتكم وتوجيهكم -حفظكم الله- لمثل هؤلاء؟
الجواب

الأصل في الاعتكاف أنه شرع لجمعية القلب على الله -جل وعلا-، فلا يُشتت بمثل هذه الأجهزة، والاعتكاف إنما شرع للخلوة من أجل التعبد بالصيام والقيام والذكر والدعاء والتلاوة وغير ذلك مما فيه عبادة خاصة، فينجمع الإنسان فيه، وينكف عن الناس وينزوي، وإن كان هناك غرفة في المسجد فهي أولى، ولا يخرج إلا للصلاة كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل حينما ضُرب له في المسجد خيمة خاصة، وفعل ذلك أزواجه من بعده، على كل حال عليه أن ينقطع عن الناس ولا ينشغل بهم، ويجمع نفسه هذه المدة، فهي مدة يسيرة، عشر ليالٍ أو تسع، فيجمع قلبه فيها على ربه، وبهذا يستعيد القلب شيئًا من حياته إذا انقطع عما يشغله عن الله -جل وعلا- من أنواع الفضول، ومنها الخلطة بالناس، وأيضًا إشغال النظر بالفضول، وإشغال السمع، وأيضًا فضول الطعام، والإكثار من النوم، كل هذا يعوقه عما شُرع الاعتكاف من أجله.