العمل على رسالة الماجستير في وقت الاعتكاف

السؤال
الوقت في الاعتكاف طويل، فهل يسوغ لي أن يتخلل هذا الوقت متابعة العمل والبحث في رسالة الماجستير؟
الجواب

الأصل في الاعتكاف أنه للخلوة لما ينفع القلب، فتخلو بربك، وبتلاوة كتابه، وبذكره، والمثول بين يديه لمناجاته، وتترك أعمالك الأخرى حتى ينتهي وقت الاعتكاف، فالاعتكاف إنما هو للذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة، لهذا النوع من العبادات، وقد يتخلل ذلك أشياء يسيرة من إجابة مستفتٍ أو إرشاد ضالٍ في نفس المسجد، كل هذا نافع، لكن الأصل فيه العبادات الخاصة، وتترك ما بعد ذلك وما وراء ذلك حتى ينتهي وقت الاعتكاف.

أما بالنسبة لطلب العلم فلو احتاج مسألة من مسائل الاعتكاف، أو من مسائل الصلاة، أو شيئًا يخدم ما هو بصدده من هذا التفرُّغ فلا مانع من ذلك؛ لأن ما يُصحح العبادات مطلوب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وعلى كل حال الأمور الأخرى هديُ السلف تَرْكُ كل شيء حتى العلم، وتعلُّم العلم، وتعليم العلم، كله يُترَك من أجل هذه العبادات الخاصة، حتى التحديث كما هي طريقة الإمام مالك وغيره.