الحرص على الاتصال على الأخ مع عدم رده على الهاتف

السؤال
ما العمل إذا كنتُ أتصل على أخي لأُسلم عليه في العيد وفي غيره وهو لا يرد على الهاتف؟ هل يلحقني إثم إذا لم يَرد على الاتصال مع العلم أنني أرغب في مكالمته وفي سماع صوته والاطمئنان على حاله، وقد كررتُ الاتصال به هذه السنة والتي قبلها وهو لا يَرد عليَّ، وإذا اتصل به أبناء عمي يَرد عليهم؟
الجواب

لا شك أن هذه قطيعة، لكن الذي يبدأ بالسلام ويتصل أو يذهب إذا كان ما هناك مشقة عليه في الذهاب؛ لبعد مسافة فليذهب وليسعَ إلى الإصلاح فيما بينهم، ويسعَ إلى ما يرفع هذه القطيعة، فإذا بذل وسعه واجتهد في رفع هذه القطيعة ولم يَرُدَّ عليه أخوه برئ هو من العهدة والآثم هو الأخ الذي يُتصل عليه ويُسلَّم عليه ولا يَرد، وعلى هذا السائل أن ينظر في السبب الذي من أجله هجره أخوه، فإن كان سببًا وجيهًا يسعى إلى رفعه وإلا فليعتذر من أخيه، ويتحبب إليه ويتودد إليه ويسعَ إلى ما يَرفع ما في هذه النفوس من الشحناء والكراهة والبغضاء؛ لأن أمر الصلة عظيم جدًّا وشأن القطيعة خطير جدًّا، والرحمة لا تنزل على قاطع رحم {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ} [محمد: 22-23] -نسأل الله العافية-، فعلى الطرفين سواء كان السائل أو أخوه أن يسعى جادًّا جاهدًا يبذل وسعه ويستفرغ جهده من أجل رفع سبب القطيعة والقضاء عليه؛ لتعود الصلة، والله المستعان.