قضاء السنن الرواتب للظهر إذا فاتت بسبب الانشغال

السؤال
صليتُ الظهر فقط دون الراتبة؛ لانشغالي، ثم اتسع الوقت عندي بعد ذلك، فهل أقضي سنن الفرض؟ وكيف يكون ترتيب السنن القبليَّة والبعديَّة، هل أصلي الأربع التي قبلها أولًا، ثم أصلي الركعتين التي بعدها؟
وماذا لو أنه اتسع عندي الوقت بعد دخول صلوات أخرى علي، كما لو فاتتني السنن الرواتب للظهر على سبيل المثال، ثم اتسع الوقت بعد المغرب، فهل لي أن أقضيها؟
كما أرجو التفضل بذكر السنن الرواتب: ما قبل الصلاة، وما بعدها؛ للإفادة.
وأخيرًا: بالنسبة للأربع التي قبل الظهر، هل أُصليها بتسلمية واحدة، أم بتسليمتين؟
الجواب

نعم قضاء الفوائت من الرواتب مطلوب، فهو لمَّا فاتته راتبة الظهر وهي أربع قبلها عليه -يعني من باب الاستحباب المؤكَّد كما هو حكم السنن الرواتب- أن يقضيها بعد الصلاة، لكن يبدأ بالسنة البعديَّة؛ لأنها في وقتها مؤدَّاة، والسنن القبلية مقضيَّة؛ لأن الأصل في وقتها أنها قبل الصلاة، وقضاؤها بعد الصلاة قضاء، فيقدِّم السنة البعدية؛ لأن فعله لها بعد الصلاة أداء، والسنن القبليَّة مقضيَّةٌ مقضيَّة، سواء صلاها بعد الصلاة أو أخَّرها بعد البعديَّة، فوضعها لا يتغيَّر، ونص ابن القيم وغيره على أنه يبدأ بالبعديَّة؛ لأنها مؤدَّاة، والله أعلم.

يقول: (وماذا لو أنه اتسع عندي الوقت بعد دخول صلوات أخرى علي، كما لو فاتتني السنن الرواتب للظهر على سبيل المثال، ثم اتسع الوقت بعد المغرب، فهل لي أن أقضيها؟)، حينئذٍ فات محلها، وقضاء النبي -عليه الصلاة والسلام- راتبة الظهر بعد صلاة العصر هذا من خصوصياته؛ لأنه إذا عمل عملًا أثبته.

يقول: (أرجو التفضل بذكر السنن الرواتب: ما قبل الصلاة، وما بعدها؛ للإفادة)، السنن الرواتب ثنتا عشرة ركعة: ركعتان قبل الصبح، وهاتان الركعتان هما آكد الرواتب، فما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه تركهما حضرًا ولا سفرًا، وأربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، والسنة في ركعتي الصبح أن تُصلَّى في البيت، كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل، وكذلك المغرب والعشاء السنة أن تكون في البيت، وأما بالنسبة لرواتب الظهر فما جاء فيها شيء، فالصلاة في المسجد لا بأس بها، وصلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة، مع التأكيد على أن راتبة الصبح تكون في البيت، وكذلك المغرب والعشاء، مع أنه قد يُعرِّض صلاة الصبح للفوات إذا صلاها في البيت واضطجع بعدها كما هو السنة الثابتة عنه -عليه الصلاة والسلام-، فبعض الناس قد يعرِّضها للفوات بحيث ينام عن صلاة الصبح وما أشبه ذلك، فإذا خشي ذلك فالأمر فيه سعة، يصلي في المسجد، وكذلك إذا أراد أن يقرأ القرآن قبل صلاة الصبح فذهب إلى المسجد بعد الأذان مباشرة وصلى الركعتين وقرأ القرآن قبل الإقامة فهذا مقصد حسن، لكن الأصل أن يُقتدى به -عليه الصلاة والسلام- فيصليها في البيت ويضطجع بعدها، بحيث لا تفوته الفريضة أو شيء منها، والله أعلم.

يقول: (بالنسبة للأربع التي قبل الظهر، هل أُصليها بتسلمية واحدة، أم بتسليمتين؟)، جاء الحديث الصحيح «صلاة الليل مثنى مثنى» [البخاري: 990]، وجاء في بعض طرقه عند النسائي وغيره «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» [1666]، وعلى هذا يسلِّم من كل ركعتين، ولكن الرواية في النهار محكوم عليها بالشذوذ عند أهل العلم، وحينئذٍ لا مانع من أن تُصلَّى الأربع الركعات بسلام واحد، وكذلك الأربع الركعات قبل العصر.