الاغتسال للعمرة في البيت، والاقتصار في الميقات على الوضوء

السؤال
أنا من سكان الرياض، وإذا نويتُ العمرة بالسيارة أغتسل من البيت وأتنظف، وألبس لبس الإحرام، فإذا وصلنا إلى الميقات توضأتُ فقط وصليتُ السنة، فهل هذا جائز؟
الجواب

الاغتسال للإحرام سنة كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، والأصل أن يكون هذا الاغتسال في المَحْرَم أو قريبًا منه، يعقبه لبس ثياب الإحرام، والسائل يقول: إنه يغتسل في بيته في الرياض، ويمكث المدة التي يقطع بها المسافة إلى المَحْرَم، يعني: سبع ساعات، ثماني ساعات، وفي الغالب أن الاغتسال لا يذهب أثره في هذه المدة اليسيرة، فلا يُخِل بالنظافة المطلوبة للإحرام، فيُتسامح في مثل هذا، بينما كان الوضع في الأزمنة السابقة -ووسائل المواصلات هي الدواب من الإبل وغيرها- يحتاج إلى أيام طويلة، ويطرأ عليه من العرق وتغيُّر الرائحة ما يطرأ قبل وصوله إلى المَحْرَم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما اغتسل في المَحْرَم ومكث في طريقه إلى مكة أيامًا لمَّا دخل مكة اغتسل ثانيةً قبل الطواف؛ لأن الغسل الأول مع طول المدة والسفر ذهب أثره، والمقصود النظافة لهذه العبادة في إحرامها وفي طوافها وبقيَّة أحكامها، فمثل هذا إذا كان السفر بالسيارة من الرياض إلى المَحْرَم يحتاج ثماني ساعات تقريبًا، والنظافة لا شك أنها إذا كانت مع المنظفات الأخرى يبقى أثرها إلى المَحْرَم، لكن لو اغتسل بالمَحْرَم كان أكمل، ولو اقتصر على غسله في بيته فالمدة ثمان ساعات يسيرة لا يزول فيها أثر هذا الاغتسال من النظافة، ثم بعد ذلك -مثل ما ذكر- إذا وصل الميقات توضأ فقط، علمًا بأن الغسل سنَّة، يعني لو لم يغتسل في بيته ويتنظف واقتصر على الوضوء في المَحْرَم وصلى الركعتين ثم أحرم كفاه ذلك، لكن السنة والكمال أن يغتسل للإحرام.

لكن لو كان السفر بالطائرة، يعني: لمدة ساعة من الرياض إلى المحرم، فهذا من باب أولى أن يكفيه إذا اغتسل في بيته، ونقول أيضًا: السنَّة الاغتسال، مع أنه لا يتمكن إذا كان في الطائرة من الاغتسال؛ لأنه يحاذي المَحْرَم وهو في الطائرة، فلا يمكن أن يغتسل إذا أراد الإحرام، وهذا يكفيه من باب أولى -مثل ما قلنا-، والله أعلم.