إذا بلغ به الحد إلى أن يَقذُره الناس بذلك، ويُواجه عنتًا ومشقةً عظيمة في بروزه وخروجه إلى الناس بهذا الأنف الذي يذكر من كِبره ما يذكر، فمثل هذا يجوز، ولا مانع منه؛ لأنه لإزالة عيب لا للجمال، ولو كان مما يُحتمل كِبره ويُوجد في الناس بكثرة ولا يَقذُره الناس بذلك، بل هو مجرد تحسين فإنه حينئذٍ لا يجوز، ففرقٌ بين أن يُزال ما يَقذُره به الناس، ويناله بسببه مشقة عظيمة، وبين أن يطلب الكمال والجمال، فهذا جائز في إزالة العيب الذي يَقذُره به الناس، ومزيد الكمال والجمال لا يجوز.
والنبي –عليه الصلاة والسلام- لعن المتفلِّجات في أسنانهنَّ من أجل تجميل السِّن [البخاري: 4886]، ولكنه أذِن لعرفجة بن أسعد -رضي الله عنه- كما جاء في الأخبار أن يضع أنفًا من الذهب لما أُصيب وقُطِع أنفه [أبو داود: 4232].
فالقاعدة في مثل هذا أن ما كان لإزالة عيبٍ فهو جائز، وما كان لزيادة التجميل فليس بجائز، والله أعلم.