ثبت في (البخاري) وغيره من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن ناسًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أتوا على حيٍّ من أحياء العرب فلم يَقْرُوهم، -يعني: هذا الحي لم يُضيِّفوا هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم- فبينما هم كذلك إذ لُدِغ سيد أولئك، -سيد هذا الحي- فقالوا: هل معكم من دواءٍ أو راقٍ؟ فقالوا: إنكم لم تَقْرُونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن –الفاتحة- ويجمع بُزاقه ويَتفل، فَبَرَأَ، فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسألوه فضحك وقال: «وما أدراك أنها رقية! خذوها واضربوا لي بسهم» [البخاري: 5736]، هذا يدل على أن الرقية تنفع في مثل هذا، وهذا نصٌّ في الباب –سورة الفاتحة-، والراقي جاء تفسيره في بعض روايات الحديث أنه هو أبو سعيد نفسه الراوي [الترمذي: 2063]، وجاء عند الترمذي أنه قرأ الفاتحة سبع مرات [2063]، وأنه تجوز الأجرة على الرقية، «إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله» [البخاري: 5737]، كما في الحديث الصحيح. وقوله: «اضربوا لي بسهم» دليلٌ مع إقراره -عليه الصلاة والسلام- على جواز ذلك، والله أعلم.
السؤال
أحد الأشخاص به سُمُّ الأفعى بسبب لدغها له، وأتينا بعد ذلك بشخصٍ يرقيه ويقرأ عليه القرآن، فهل فعلنا هذا صحيح؟
الجواب