قراءة القرآن على مَن أصابه سُمُّ الأفعى

السؤال
أحد الأشخاص به سُمُّ الأفعى بسبب لدغها له، وأتينا بعد ذلك بشخصٍ يرقيه ويقرأ عليه القرآن، فهل فعلنا هذا صحيح؟
الجواب

ثبت في (البخاري) وغيره من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن ناسًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أتوا على حيٍّ من أحياء العرب فلم يَقْرُوهم، -يعني: هذا الحي لم يُضيِّفوا هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم- فبينما هم كذلك إذ لُدِغ سيد أولئك، -سيد هذا الحي- فقالوا: هل معكم من دواءٍ أو راقٍ؟ فقالوا: إنكم لم تَقْرُونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن –الفاتحة- ويجمع بُزاقه ويَتفل، فَبَرَأَ، فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسألوه فضحك وقال: «وما أدراك أنها رقية! خذوها واضربوا لي بسهم» [البخاري: 5736]، هذا يدل على أن الرقية تنفع في مثل هذا، وهذا نصٌّ في الباب –سورة الفاتحة-، والراقي جاء تفسيره في بعض روايات الحديث أنه هو أبو سعيد نفسه الراوي [الترمذي: 2063]، وجاء عند الترمذي أنه قرأ الفاتحة سبع مرات [2063]، وأنه تجوز الأجرة على الرقية، «إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله» [البخاري: 5737]، كما في الحديث الصحيح. وقوله: «اضربوا لي بسهم» دليلٌ مع إقراره -عليه الصلاة والسلام- على جواز ذلك، والله أعلم.