إذا لم يستطع أن يضع يده على موضع الألم؛ لبدانته –مثلًا-، والألم في موضعٍ لا يستطيع الوصول إليه بيده فيقول ذلك من غير وضع، ولا يلزم؛ لأن ما لا يستطيعه الإنسان ولا يقدر عليه يسقط، ولا يكلِّف الله نفسًا إلا وسعها، وهذا الباب فيه أوسع؛ لأنه فضيلة من الفضائل، ويدعو الله -عز وجل- بهذا وبغيره.
وإذا كان الألم في أكثر من موضعٍ من جسده يقول هذا في الموضع الأول، ثم ينقل يده إلى الموضع الثاني ويقول الذكر، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ضع يدك على الذي تألَّم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» [2202]، فالذي لا يَصل إلى موضع الألم بيده يسقط عنه ذلك، والذي يصل ويكون في مواضع متعدِّدة ينتقل من موضع إلى آخر، ويقول هذا الذكر، والله أعلم.