إذا كان هذا الميلان شديدًا ويَقْذرُك الناس به فلا مانع من إجراء هذه العملية، بعد أن يقرر الأطباء أن إجراء هذه العملية حميد؛ لئلا يترتب عليها آثار تكون أشد من هذا العيب، ولو من جوانب أخرى؛ لأن بعض العمليات يترتب عليها آثار سيئة، فتكون النتيجة غير مضمونة، وأما إذا كانت النتيجةُ مضمونةً والميلانُ شديدًا والناسُ يَقْذرُونك به فإنه لا مانع حينئذٍ من تعديله بإجراء عمليةٍ يشهد الأطباءُ الثقات أنه لا يترتب عليها آثار سلبية، وأما إذا كان الميلانُ خفيفًا لا يَقْذرك الناس به فالأولى أن يبقى كما هو؛ لئلا يدخل في تغيير خلق الله من غير حاجة، والله أعلم.
وهكذا في بقية العاهات إذا قامت الحاجة الشديدة، وكانت ملحة بحيث يَقْذره الناس بها، ويتضايق من هذا الأمر، فلا مانع حينئذٍ من بذل السبب لإزالة هذه العاهة التي يَقذره الناس بها، وأما إذا كان من باب الترف كأن تكون شيئًا يسيرًا فالأولى تركها كما هي.