الإكثار من العادة السريَّة مع الحفاظ على الصلاة والبعد عن مثيرات الشهوة

السؤال
هذا شابٌ يقول: إن عمره يتجاوز الرابعة عشرة، ويعاني من مشكلة العادة السريَّة، وقد سمع حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الزواج والصوم، ولكنه لا يستطيع الزواج بسبب صغر سنه، والصيام يصوم يومًا ويفطر يومًا، لكنه يفعل هذه العادة بعد الصيام، وقد حاول التوبة لكن الشهوة تدفعه لها، ويفعلها مرات كثيرة في اليوم ربما تتجاوز الخمس مرات، ويقول عن نفسه: إنه لا يستمع الغناء، ولا يشاهد الأفلام الخليعة، وهو محافظ على صلاته، ويقرأ القرآن، سؤاله يقول: ابحثوا لي عن حلٍّ.
الجواب

العادة السريَّة وهي الاستمناء مُحرَّمة؛ لأن الله -جلَّ وعلا- يقول: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 5 - 7]، فقَصَر الحل والجواز على الأزواج وما ملكت اليمين، وما عدا ذلك فلا يجوز، ومن ذلك استعمال اليد ونحوها، أو غيرها، ولو كانت بشيء منفصل، المقصود أنها حرام.

وهذا الشخص المبتلى بهذه العادة لشدة شهوته، عليه أن يسأل الأطباء عما يُخفِّف هذه الشهوة، لا سيما وأنه لا ينظر إلى شيءٍ يثيره ويثير شهوته -كما قال في سؤاله-، ويستعمل الصوم الذي أرشد إليه النبي -عليه الصلاة والسلام-، «يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» [البخاري: 1905].

فإذا عجز عن ترك هذه العادة، وغلبته شهوته وفعلها، لا شك أنه قد ارتكب المُحرَّم، لكن عليه أن يستشير الأطباء بأن ينصحوه بما يُخفِّف شهوته ولا يقطعها، وحينئذٍ يكون بذل السبب، وينتفع به -إن شاء الله تعالى-؛ لأنه بذل السبب الشرعي وهو الصيام فلم يستطع غلبة شهوته، فعليه أن يبحث عن أسباب أخرى لعله يستفيد، وإذا عجز عن ذلك ولم يكن البديل إلا ما هو أعظم من العادة السريَّة من ارتكاب المحرم –الفاحشة-؛ فتكون العادة السريَّة أخف الضررين، كما هو مقرَّر عند أهل العلم، والله أعلم.