عقد القران للرجل وهو جنب

السؤال
تم عقد قراني قبل اثني عشر عامًا وأنا جُنب؛ وذلك أني احتلمتُ وأصبحتُ جُنبًا، وكان ذلك في فصل الشتاء، وكان رفاقي مستعجلين؛ لإدراك المأذون، وفي وقت العقد ذهبتُ معهم دون اغتسال، ولما وصلنا توضئنا ودخلنا المسجد فصلينا ركعتين، ثم تم العقد في المسجد، فهل عقد قراني صحيح وأنا جُنب، أو يجب إعادته؟
الجواب

أولًا: دخوله المسجد وهو جُنب ومُكثه فيه لا يجوز إلا أن الوضوء خفَّف مسألة الجنابة، ولكن صلاته وهو جُنب حرام، فلا يجوز أن يُصلي الجُنب إلا إذا اغتسل مع وجود الماء وقدرته عليه، ويظهر أنها كانت تحية المسجد، وكذلك لو كانت فرضًا فإنها أيضًا تبطل مع التحريم، ولا تُجزئ، ويلزمه إعادتها ولو بعد عمرٍ طويل.

ويبقى مسألة العقد، فيصح العقد للرجل وهو جُنب، وعلى المرأة وهي حائض، فالعقد صحيح حينئذٍ، ولا يضر ذلك العقدَ، ولكن يبقى -كما ذكرنا- دخوله المسجد وهو جُنب وإن خفَّف الجنابة بالوضوء ومُكثه فيه: فيه ما فيه، وأعظم من ذلك صلاته وهو جُنب مع قدرته على استعمال الماء، فهذا حرام، عليه أن يتوب إلى الله –جلَّ وعلا- من هذا ويستغفر، والله أعلم.