إفراد يوم الجمعة بالصيام جاء النهي عنه، ففي (البخاري) عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم– دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: «أصمتِ أمس؟»، قالت: لا، قال: «تريدين أن تصومي غدًا؟» قالت: لا، قال: «فأفطري» [1986]، وبعضهم أخذ من ذلك أنه لا يجوز إفراد يوم الجمعة بالصيام، وبعضهم أطلق الكراهة، وحمل النهي -أو الأمر بالفطر- على كراهة الصيام في هذا اليوم بخصوصه.
وكذلك السبت في حديث أبي داود عن عبد الله بن بُسر السُّلمي عن أخته، أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افتُرض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبةٍ أو عود شجرة فليمضغهما» قال أبو داود: وهذا الحديث منسوخ [2421]، يعني النهي عن صيام يوم السبت، هذا رأي أبي داود، وبعضهم يرى كراهية إفراد يوم السبت بالصيام.
وفي (المغني) قال: (فصلٌ: ويُكره إفراد يوم الجمعة بالصوم إلا أن يُوافق ذلك صومًا كان يصومه، مثل مَن يصوم يومًا ويُفطر يومًا فيوافق صومه يوم الجمعة).
على كل حال الإفراد سواء كان يوم الجمعة أو يوم السبت جاءت كراهيته، وإذا جمعهما فصام يوم الجمعة والسبت انتفى المحظور فلم يصح أنه أفرد الجمعة، ولا أنه أفرد السبت، وحينئذٍ يصوم الجمعة والسبت وإن كان الاثنين والخميس أفضل، ولكن إذا أراد أن يصومهما فلا مانع إذا جمعهما فصام اليومين ولم يُفرد السبت بالصيام، ولم يُفرد الجمعة، والله أعلم.